منذ السابع من أكتوبر، واندلاع حرب طوفان الاقصى وكل من الولايات المتحدة الاميركية وايران تشددان انهما لا تريدان حربا اقليمية في المنطقة، فيما رئيس وزراء اسرائيل، بنيامين نتنياهو يعمل جاهدا لتوسيع الحرب لارغام الولايات المتحدة الاميركية على التدخل، ومن أجل تلك الغاية أمر نتنياهو بقصف القنصلية الايرانية في دمشق. أي رد قوي من ايران، وهي تقدر على ذلك، يعني الدخول في حرب اقليمية خاصة وأن الولايات المتحدة الاميركية برئاسة بايدن أعلنت أنها ستقف إلى جانب اسرائيل.
وجدت ايران نفسها في موقف حرج اذ أنها لا تستطيع أن تتجاهل الضربة الاسرائيلية، لكنها أيضا لا تستطيع عدم الرد، فكان خيارها الرد بطريقة تبطل فيها أي امكانية لاسرائيل لجر المنطقة إلى كارثة، وهذا ما حدث.
حاولت ايران في البداية مقايضة الرد مقابل ايقاف الحرب على غزة، لكن هذه الخطة لم تنجح، ثم اقترحت على الامم المتحدة أن تحاسب اسرائيل بسبب انتهاكها لأرض ايرانية، الا وهي قصف السفارة الايرانية. هنا أيضا أُهمل الموضوع، فلم يبق أمامها الا الرد. فاجترحت طريقة رد متدرجة، وبخطوات صغيرة، تنتظر من بعدها ردود الفعل لتقرر الخطوات التالية، وقدمت في ليل 14 نيسان 2024، عرضا جويا ضخما يعطي اسرائيل فكرة حول التقنيات التي تمتلكها ايران والتي تستطيع تفعيلها في حال تمادت اسرائيل.
نجحت الخطة، اذ ان الولايات المتحدة الاميركية أعلنت مباشرة أنها في حالة دفاع عن اسرائيل، لكنها تعارض أي رد اسرائيلي على الضربة الايرانية، ولن تشارك في حال هجومها على ايران. هذا يعني أن ايران استطاعت تحويل المواجهة من مواجهة عسكرية إلى مواجهة ديبلوماسية، واسقطت نهائيا خيار الحرب الاقليمية بعد اعلان الولايات المتحدة الاميركية صراحة امتناعها عن خوضها.