أعلن "تنظيم الدولة الإسلامية" الشيطاني مسؤوليته عن عملية تفجير إجرامية، خلال قداس كاثوليكي بجنوب الفلبين أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن ٤ قتلى ونحو ٥٠ جريحاً.
وأكد "التنظيم" الإبليسي في بيان نُشر عبر قنواته على منصة تلغرام، "إن جنود تنظيم الدولة الاسلامية" فجروا "عبوة ناسفة على تجمع كبير للنصارى في مدينة ماراوي".
هذا الخبر يؤكِّد أن الشيطان بنفسه يعمل لدى هذه التنظيمات الخوارجية التكفيرية المجرمة كداعش وجبهة النصرة وبوكو حرام وطالبان وجماعات التكفير والهجرة في باكستان وغيرها من التنظيمات البربرية التي حاربت سوريا والعراق والتي تنتشر كالطاعون في جسد أمتنا الإسلامية لتشويه دين الإسلام وتحقيق المخططات الصهيونية الغربية.
توقيت هذه الوحشية الداعشية في هذا الظرف بالذات وفي نقطة تحوُّل كبرى في أوساط الرأي العام العالمي، خصوصاً الغربي، تجاه حرب الإبادة الوحشية والتطهير العرقي الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني، ليس صدفةً بتاتاً. فالمجرمون السفاحون أكَلَة الأكباد، لم يرفعوا سلاحاً بل ولا كلمة واحدة ولم يلوِّحوا مجرد تلويح ضد العدو الصهيوني الذي، بالعكس، تحالفوا معه عضوياً كما تحالفت معه بالسابق أحزاب الجبهة اليمينية الإنعزالية اللبنانية (!) من كتائب وأحرار وتنظيم وحراس أرز (أرنبيط) وشربل قسيس ثم قطعان القوات الذين خرجوا من هذا الرحم النجس فسبقوا، بسنين ضوئية، الدواعش في المجازر والتطهير المذهبي والذبح على الهوية والتمثيل بالجثث وهم اليوم يدعون سيادة لبنان ويطالبون بسحب سلاح المقاومة خدمة للعدو الرابض المتربِّص بنا!
هؤلاء التكفيريون هم الخزان الإحتياطي الاستراتيجي للصهيونية والغرب يتم استخدامهم اليوم من أجل إعادة "دورنة" الرأي العام ووضع المكابح على تعاطفه مع قضية الشعب الفلسطيني وزرع الشكوك من جديد حول عدالة قضيته ومنع الإنكشاف التام لكذبة الصهيونية في فلسطين وزيف الإدعاء بالديمقراطية والحرية والعدالة في الغرب صاحب الباع الطويل بالتاريخ الإستعماري المجرم كفرنسا وبريطانيا وألمانيا!
فمنذ بدء حرب الإبادة على غزَّة، حرَّك الموساد جماعاته في سوريا وفي إدلب بالذات لكي يبقي دمشق مشغولة ومُنهكة بعد حرب كونية طاحنة عليها، شارك فيها المرتزقة الجراد من أربع رياح الأرض بتواطؤ واضح من قبل مشابخ البلاط المجرمين الفاسقين الذين أصدروا فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان بتحليل قتل المسلمين في سوريا والعراق واليمن وحتى في ليبيا، مما تسبَّب بمذابح مهولة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، مثل مجزرة مدرسة سبايكر في العراق والقرى العاملية السورية واليمنية وغيرها، وكل ذلك بوعود مزيَّفة من المشايخ السفاحين التكفيريين الذين أدعوا أنهم ضربوا مواعيد غداء وعشاء مع الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلَّم، وهو منهم براء وغرضهم هو تشويه صورة الرسول الأعظم والإسلام وتأكيد للأعداء المغرضين عن "عسكرة" الإسلام والفتوحات وإعمال السيف في الدعوة بدل الحجة والحوار والإقناع وعدم الإكراه في الدين فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، لكن أفعال السفاكين الأبالسة تدمي قلب النبي الكريم وكل مسلم حنيف ومن المستحيل أن يوافق الرسول على هدرهم لهذه الدماء الغزيرة لأنه رسول الخُلُق الكريم والأخلاق والصدق والعفو والرحمة حتى عن عتاة المشركين الذين حاولوا أذيته وقتله لكنه يوم فتح مكة عندما صاح البعض بأنه يوم الملحمة، قال فوق قولهم "بل هو يوم المرحمة". مفتو البلاط هؤلاء أنفسهم بلعوا ألسنتهم اليوم إزاء دماء الأطفال والنساء والشيوخ التي تنهمر مدراراً في فلسطين ومنعوا حتى الدعاء لهم وتركوهم لمصيرهم لولا محور مقاومة العِزَّة والإباء والتضحية في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران وشبه الجزيرة العربية وأحرار العالم من الشرفاء الذين هم أشرف من الدواعش وأنظمة وعروش الخزي والعار!
يريد الخوارج التكفيريون أن يشوِّهوا فكر الدين الحنيف وهذا دورهم الوظيفي وديدنهم كما ثبت بالدليل القاطع اليوم بالأعتداء على قداس كاثوليكي في الفلبين وفي أجواء عيد الميلاد المجيد ومن دون سبب إلا بهدف القتل والترويع وتحقيق المؤامرة الصهيونية، لهذا السبب فإن خطر الدواعش الصهاينة حلفاء العدو الإسرائيلي والغربي، هو أكبر بكثير وتهديده أعظم على أمتنا. ولهذا السبب أيضاً نفتقد اليوم لقادة عظماء مثل سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر، رائد حوار الحضارات والأديان وخطيب المنابر الكنسية والحسينية والذي استخدم كلمة الفادي ليصف بها السيد المسيح عليه السلام وهو وصف يصدر لأول مرة عن عالم دين مسلم. لقد اقتدى سماحة الإمام الصدر، عبر سلوكيته القيمية، بجده أمير المؤمنين ورائد العدالة الإنسانية علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي صادف في إحدى أسفاره أنه اكتشف أثراً لمقام ديني فقال هنا كانت توجد كنيسة فقال بعضهم "هذا مكان كان يُعصى الله فيه كثيراً" فرد بقوله "بل هذا مكان كان يُذكَر فيه الله كثيراً"، فشتَّان ما بين الفكر المحمدي العلوي والفكر التكفيري الخوارجي!