خُلاصَة ما صنعتهُ عملية طُوفان الأقصىَ بإسرائيل وأميركا وأوروپا وزعماء التطبيع العربي - الجزء الرابع المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية | خُلاصَة ما صنعتهُ عملية طُوفان الأقصىَ بإسرائيل وأميركا وأوروپا وزعماء التطبيع العربي - الجزء الرابع
تاريخ النشر: 30-11-2023

بقلم: الدكتور اسماعيل النجار

بعد الحرب العالمية الأولى كانت تركيا تتبع سياسة الحياد بين القوى العظميَ،
عام 1947 وقعت تركيا اول اتفاقية عسكرية مع الولايات المتحدة الأميركية كانت مُوجَهة ضد الإتحاد السوڨياتي بسبب خلاف معه حول استعادة أراضي تعود لتركيا عام 1946 ورفض السوڨيات إعادتها،
عام 1949 اعترفت تركيا بإسرائيل بطلب من واشنطن ولعبت أدواراً كثيرة لتقريب وجهات ابنظر بينها وبين سوريا والفلسطينيين،
لكن عهد اردوغان اخذ البلاد نحو الفكر الإخواني الإسلامي بعناوين كثيرة واصطدَمَ مع الفكر الشيعي الفارسي والمشروع العربي والفكر الوهابي الذين تتهمهم تركيا بالتسبب بهزيمتها في الحرب العالمية الأولىَ،
فكر اردوغان العثماني التوسعي يلتقي والفكر الإخواني الإسلامي، فهو إذا ما إلتقَت حركة حماس معه علي اساس هذا الفكر ستذوب حكماً في السياسة التركية، وإذا تعاملت تركيا مع حماس بفكرها العثماني وقع الطلاق بينهما حتماً لتضارب المصالح والتوجهات الفكرية بين الطرفين لذلك تعاملت تركيا مع حماس لفظياً بلسان الإخوان المسلمين وفعلياً بسياسة العثمانيين وخضعت حماس له،
ما هو الدور التركي وماذا فعلت تركيا لنُصرَة غزة؟ طيلة فترة قيام سلاح الجو الصهيوأميركي بذبح الآمنين الفلسطينيين،
نعم كان لتركيا دور فاعل منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصىَ فقد عَمَدَت إلى محاصرة مكاتب حماس في أنقرة واسطنبول وتم التضييق على عناصرها ومؤيديها، وباشرت بإرسال الخضار والفاكهة للمستوطنين الذين فروا من غلاف غزة فوصلت أول سفينة تحمل أكثر من الف طن منها وتم افراغها كهبَة مقدمة من أردوغان للشعب اليهودي،
وسياسياً أمسكت العصا من الوسط بين الكيان الصهيوني المجرم وحركة حماس حيث ساوَت بين الضحية والجلاد، أما مسؤوليها تسابقوا على إنتقاد المقاومة في القطاع ووصفوا صواريخها بطنين الذباب بينما تغاضىَ الجميع عن الترسانة الصهيونية وألآف الأطنان التي القيت وتُلقى يومياً على الأطفال والنساء المحاصرين في القطاع المذبوح،
تركيا أردوغان بتطبيعها مع الكيان المجرم إعطت دفعاً للإقتصاد الصهيوني والتركي على حدٍ سواء طمعاً من أنقرة بتدفق السياح وأموال التبادل التجاري بين الدولتين،
من المعروف والمؤكد أن تركيا لن تفضل حركة المقاومة الإسلامية حماس على الكيان الصهيوني الذي تربطه معها مصالح مشتركة في التجارة والتنقيب عن النفط وتجمع الإثنين علاقات طيبة مع أذربيجان عدوَة إيران الجارة الشيعية اللصيقه بها والذي يجمع هؤلاء الثلاث دُوَل هو العداء المشترك لإيران حتى لو كانت تركيا تكيل بمكيالين في هذا الخصوص، بدليل أن تركيا وإيران تتواجهان في سوريا والعراق لكنهما يبنيان علاقات اقتصادية وسياسية كبيرة جداً بينهما تفادياً لتفاقم الخلافات ونشوب نزاع قد يودي بالأمة الإسلامية بكاملها نحو الهاوية والدمار لما لهاتين الدولتين المحاددتين لبعضهما البعض من تأثير على الساحة السنية والشيعية ودائماً ما كان هذا التقارب الإسلامي المعتدل يصاغ على حساب نفوذ السعودية الإسلاموسياسي في المنطقة،
لتركيا سياسات كثيرة مشابهة لعلاقاتها مع إيران وتل أبيب وكيفَ لآ وهي التي تجمع بين عضويتها في الناتو ودعمها لَه في أوكرانيا وبنفس الوقت بناء علاقات جيدة جداً مع روسيا وهذا أكبر مثال على سياسة الحرباء العثمانية الذي يريد استعادة أمجاد أجداده الماضيه بإسم الإسلام وبإسم حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي لا ينص دستوره على أن القرآن هو كتاب الحزب ومصدر دستوره لا بل يضم حزب العدالة بين صفوفه المئات من اليهود والمسيحيين والملحدين والعلمانيين في اكبر تناقض موجود داخل مؤسسة على وجه الارض،
أنقرة تتهم إيران بأنها المستفيد الأول والأكبر من عملية 7 اوكتوبر 2023 وهذا خلاف المنطق المفروض التحدث به إذ أن العملية التي حصلت بغض النظر عن تبعاتها أعادت للشعب الفلسطيني الأمل بتحرير فلسطين وأعادت للقضية الفلسطينية وهجها وعَرَّت العرب الخَوَنَة والمطبعين وفصلت الزيت عن الماء حيث انكشفَ عرىَ الإسلام الوهابي وزيفه وثبَت للعالم بالدليل انه إسلام بن غوريون واسحاق شامير وغولدامَئير ومناحيم بيغن وشيمون بيريز وبنيامين نتانياهو!،
وأثبتت المقاومة دَجَل العرب ونفاقهم وتسويقهم بان إسرائيل دولة لا يمكن هزيمتها، وثبتَ باليقين القاطع ان بعض حكام العرب عبارة عن مجموعة خنازير أنجاس يستحقون الحرق،
بالعودة الى تركيا فهي تصدر إلى الكيان الحديد والفولاذ وأيضاً النفط الأذربيجاني الذي يمر عبرها إلى الداخل الصهيوني،
أردوغان شعرَ بخطر انقلاب الصورة في بلده عندما رأى غضب الشارع التركي مما قامت به اسرائيل فسارعَ بنفسه الى تصوير اكبر تمثيلية هزليه في اسطنبول من خلال خطابه الذي القاه واستطاع من خلاله امتصاص غضب الشارع واعادة توجيهه كما يريد،
اما الإعلام التركي طيلة فترة العدوان ولا زال مستمر على مغازلة فكر الإخوان المسلمين داخل حركة حماس وبنفس الوقت ضرب مشروع روح المقاومة فيها،

تابعونا في تقديم الجزء الخامس باذن الله ...


جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013