العصر-العدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني وإرتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين في قطاع غزة وإستخدام أسلحة الدمار بكل وحشية وفرض الحصار الخانق ومنع دخول الغذاء والدواء والوقود إلى قطاع غزة وإغتيال الصحفيين والإعلاميين وحجب المواقع الاعلامية، كلها أساليب وحشية استخدمتها أمريكا في حروبها وتحالفاتها العدوانية على العراق واليمن وسوريا ولبنان وافغانستان، إستخدام الوحشية المفرطة وإمعان القتل والدمار وتكوين تحالفات دولية كلها من مظاهر الحروب الأمريكية، التي يقف وراءها قيادات رأس مالية متوحشة جشعة، قام تاريخهم على إبادة الشعوب واستعباد معظم شعوب قارة إفريقيا واقتيادهم كعبيد إلى الأرض التي سميت أمريكا، كما حدث في القرون السابع عشروالثامن عشر والتاسع عشر الميلادي، اليوم الذي يدير حرب الإبادة الجماعية في غزة والذي دمر نصف أحياء مدنها ومخيماتها وفرض عليها الحصار الخانق، هو الأمريكي، هو من يدير المعركة وهو من يحاول فرض التطبيع والقضاء على الحقوق الفلسطينية، مايسمى بجيش وحكومة إسرائيل، تم هزيمتهم من أول يوم إنطلقت فيه معركة التحرير «عملية طوفان الأقصى»، أمريكا وتحالفها الغربي ومعهم أنظمة الذل والخيانة العربية، يشكلون اليوم تحالف دولي تقوده أمريكا بشكل مباشر للقضاء على المقاومة الفلسطينية، والقضاء على الشعب الفلسطيني، من أول يوم كشروا فيه أنيابهم بعد إنطلاق عملية طوفان الأقصى واعلنوا عن مشروعهم للقضاء على القضية الفلسطينية على مراحل،
المرحلة الأولى تهجير سكان قطاع غزة إلى صحراء شبه جزيرة سيناء بذريعة حماية أمن «إسرائيل» والبعض يهجرونهم إلى الأردن والبقية إلى عدة بلدان، المرحلة الثانية هي تهجير سكان مدينة القدس الفلسطينين /القدس الغربية، المرحلة الثالثة الإستيلاء على الضفة الغربية وذلك ببناء المستوطنات الجديدة بحيث يستحيل إقامة أي شكل من أشكال الإدارة الذاتية للفلسطينيين، كل ذلك بحجج ومبررات تسوقها المطابخ الاستخباراتية والاعلامية الأمريكية، وهي مناهضة النفوذ الإيراني في المنطقة، أمريكا تصور ما يحدث
في غزة وجنوب لبنان من مقاومة ماهي إلا محاولات ايرانية للقضاء على أنظمة الخيانة العربية، هكذا صرفت الأنظار وأصبح المزاج السياسي في عدد من الدول العربية المرتبطة بالمشروع الأمريكي، يعكس التصورات والقناعات الأمريكية المخادعة، لذلك اندفعت تلك الأنظمة في سباق محموم لتهجير سكان غزة وتصفية الوجود الفلسطيني منها، كأن الأنظمة العربية العميلة تحسب في ذلك القضاء على المشروع الإيراني المناهض لحكمهم، لكن لم يحسب الجميع حسابات إن المقاومة الفلسطينية تنطلق في جهادها ومقاومتها للإحتلال، من أسس ومنطلقات ثابتة راسخة وهي الحق المشروع في إنهاء الإحتلال وتحرير الأرض والمقدسات، لجات أمريكا إلى الخطة ( ب ) بعد فشل الخطة ( ا) في تهجير أبناء غزة من مدنهم ومخيماتهم بأسلوب الاغراءات وتوفير سبل العيش في المواطن الجديدة، الخطة ( ا) افشلها أبطال المقاومة الفلسطينية وأبناء قطاع غزة، كما ساهم في إفشالها الشعوب العربية ولإسلامية الحرة التي ملأت الشوارع والميادين تضامناً مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، الخطة الأمريكية البديلة ( ب)
لتهجير سكان غزة هي إنزال القتل والدمار وفرض الحصار لخلق الرعب والخوف وخلق حالات رفع الراية البيضاء، سوف يفشل هذا المخطط لأن آثاره السلبية المدمرة لاتقتصر على الشعب الفلسطيني بل العالم أجمع سوف يصيبه الضرر خاصة دول وقوى محور المقاومة، حتى روسيا والصين سوف يمسها الضرر، نعم الحسابات السياسية والعسكرية والمسلمات كلها تصب في هذا الاتجاه، كل يوم يمر من المجازر الوحشية التي يرتكبها السلاح الأمريكي في غزة يشكل هزيمة معنوية وعسكرية لرأس الشر والإجرام أمريكا، أمريكا بدأت الإستشعار بخيبة مخططاتها وفشلها في القضاء على المقاومة الفلسطينية، بأساليب العنف والإجرام، قدفشلت في فرض ذلك الأسلوب في عدوانها على اليمن، الذي إستخدمت فيه أبشع المجازر والجرائم بحق اليمنيين، مثلما إستخدمته في العراق وافغانستان، مثلما خرجت أمريكا مهزومة تجر أذيال الخيبة والفشل من اليمن والعراق وافغانستان وسوريا، سوف تخرج مهزومة ذليلة من فلسطين، اليوم هناك ثبات كثبات الجبال من قبل قوى المقاومة الفلسطينية داخل غزة وكل فلسطين، لديهم الإستعداد لتقديم عشرات الآلاف من الشهداء والقتال حتى آخر مجاهد على ان يتراجعوا أو يرفعوا الراية البيضاء، موقف قوى محور المقاومة هو خط الدفاع الثاني عن غزة، هم يمشون بخطوات هادئة مدروسة في مشروع دعم المقاومة الفلسطينية، هناك اليوم خط دفاع ثالث دولي مؤيد للقضية الفلسطينية وهو الموقف الروسي والصيني الذي عمل على إفشال المخططات الأمريكية ضد الشعب الفلسطيني في مجلس الأمن، اليوم هناك حراك دولي مناهض للهيمنة الأمريكية، يضع الخطوط العريضة
ويرسم المسارات التي تمنع أمريكا من تحقيق أهدافها، هذا ماعبر عنه رئيس وزراء الكيان الصهيوني الليلة عن إمتعاضه للموقف الروسي، المناهض لإستمرار إبادة الشعب الفلسطيني في غزة، كل مبررات الكيان الصهيوني لفرض حالة الأمن لدولته المحتله وشعبه المحتل تتهاوى، فلن يستطيعوا إقتلاع الشعب الفلسطيني من ترابه في غزة والقدس والضفة الغربية، ولن ينجح مشروع التطبيع مع أنظمة الذل والخيانة العربية لأن الشعوب العربية هي من تفرض المعادلات وقد عبر أحد الجنود المصريين عن إرادة الشعوب العربية عندما قام بقتل عدد من السياح اليهود
االصهاينة في الإسكندرية عقب إنطلاق طوفان الأقصى بساعات، المقاتل الفلسطيني الذي تسلح بسلاح الإيمان قبل تسلحه بالحديد والنار لم يعد ذلك المقاتل العربي الذي قالت عنهم ذات يوم رئيسة وزراء الكيان الصهيوني المحتل «غولدا مائير» عقب نكسة 1967 (محمد مات خلف بنات)، أصبح المقاتل الفلسطيني اليوم متسلحاً بالروح الجهادية، التي هزمت بها أمريكا في اليمن والعراق وسوريا وافغانستان، يجب على الأمريكي ان يدرك حقيقة ان المعادلات قد تغيرت وان حروبه العبثية قد إنهزمت وفشلت وتحطمت في صحراء العراق والشام وتحطمت على جبال وصخور اليمن وافغانستان وسوف تتحطم على أبواب غزة وانفاقها وعلى ايدي جند الله الذين نذروا جماجمهم فداء للأقصى وتراب فلسطين المقدس.