اصدر مركز خدمة الابحاث التابع للكونغرس بتاريخ 8 تشرين الاول 2010 تقريراً بعنوان: "حزب الله: الخلفية ومسائل اخرى". يعمل هذا المركز حصرياً لصالح الكونغرس ويؤمن التحليلات السياسية والقانونية للجان مجلسي النواب والشيوخ واعضائهما بغض النظر عن انتمائهم الحزبي. تعتبر منشورات هذا المركز في اوساط الادارة الاميركية مصادر ذات قيمة وتحظى بالاحترام منذ اكثر من 100 سنة وينظر اليها على انها موثوقة وغير متحيزة وموضوعية.
الجذورالإيديولوجيا والمواقف الدولية :
اصدر مركز خدمة الابحاث التابع للكونغرس بتاريخ 8 تشرين الاول 2010 تقريراً بعنوان: "حزب الله: الخلفية ومسائل اخرى". يعمل هذا المركز حصرياً لصالح الكونغرس ويؤمن التحليلات السياسية والقانونية للجان مجلسي النواب والشيوخ واعضائهما بغض النظر عن انتمائهم الحزبي. تعتبر منشورات هذا المركز في اوساط الادارة الاميركية مصادر ذات قيمة وتحظى بالاحترام منذ اكثر من 100 سنة وينظر اليها على انها موثوقة وغير متحيزة وموضوعية. يعمل في المركز نحو 450 محللاً سياسياً ومحامياً وخبير معلومات واختصاصيين في الدفاع والأمن الوطني والشؤون الخارجية والادارة العامة والطاقة والتعليم والصحة والهجرة والبيئة والعلوم والتكنولوجيا، ويقدم خدماته لاعضاء الكونغرس كما يلي:
1- تقارير حول مسائل سياسية رئيسية.
2- مذكرات سرية وايجازات واستشارات.
3- حلقات دراسية وورش عمل.
4- خبرات حول الادلاء بالشهادة امام الكونغرس.
5- اجابات على اسئلة تقدم من الاعضاء الى المركز افرادياً. يعتبر المركز مصدراً اساسياً للمعلومات التي يتلقاها عضو الكونغرس ويبني اراءه استناداً لها. يتميز المركز انه يمول من موازنة الكونغرس وهو بذلك ليس مدينا لجماعة ضغط ولا لتجمع شركات او متبرعين كما هو الحال في معظم مراكز الدراسات الاخرى في واشنطن. يعرف التقرير "حزب الله" انه "ميليشيا اسلامية شيعية وحزب سياسي ومنظمة خيرية اجتماعية" ويشير الى ان وزارة الخارجية وصفته "بالمنظمة الارهابية". يتلقى جناحه العسكري المعروف بالمقاومة دعماً من سورية وايران ويمتلك امكانيات شبه عسكرية واسلحة غير تقليدية تنافس امكانيات الجيش وقوى الامن الداخلي وفي بعض الاحيان تضاهيها. على الرغم من توصيفه منظمة ارهابية من قبل وزارة الخارجية فاز "حزب الله" بـ10 مقاعد نيابية من اصل 128 في انتخابات 2009 ويشارك في حكومة حالية بوزيرين للزراعة والتنمية الادارية. يعرف "حزب الله" نفسه تقليدياً على انه مقاومة مشروعة للاحتلال الاسرائيلي للاراضي اللبنانية نتيجة الضعف النسبي للقوى الامنية اللبنانية. طلبت ادارة اوباما من الكونغرس تخصيص مبلغ 246 مليون دولار عن السنة المالية 2011 للمساعدة على زيادة سلطة الحكومة المركزية و"منع اللاعبين من غير الدول" من استعمال القوة. وكانت الولايات المتحدة قد قدمت منذ عام 2006 حوالي 1350 مليون دولار مساعدات للحكومة اللبنانية من ضمنها 690 مليون دولار للجيش وقوى الامن الداخلي. حدد التقرير المسائل الرئيسية التي يواجهها صناع القرار واعضاء الكونغرس وهي:
* تقييم اهداف وفعالية برامج المساعدة الاميركية وذلك بتحديد الحاجات الملحة للجيش وقوى الامن الداخلي وتفهم الموانع السياسية والتنظيمية التي تحول دون تطوير القوى الامنية اللبنانية ووضع الاستراتيجية اللازمة للتغلب عليها.
* ادارة العلاقات مع القوى الخارجية وذلك بمنع القوى الاقليمية من القيام باعمال تخل باستقرار لبنان وتؤدي الى تجدد النزاعات والحد من وصول الاسلحة المتطورة لـ"حزب الله" وانتهاز الفرص من قبل الولايات المتحدة وحلفائها للتأثير على قرارات اللاعبين الاقليميين لدعم اهداف الولايات المتحدة في لبنان.
* التأثير على الحوار الوطني اللبناني كما يلي: تحديد النتائج المفضلة والمطلوبة من الحوار الوطني اللبناني الجاري حالياً حول الاستراتيجية الدفاعية وسلاح "حزب الله"، واتخاذ القرار ما اذا كان على الولايات المتحدة ان تسعى للتأثير على الحوار وتحديد الثغرات المطلوب معالجتها ثم التحضير للعواقب السلبية المحتملة من عملية الحوار ومن ضمنها امكانية العودة الى النزاع الاهلي في لبنان. في شباط 2010 اصدر دنيس بلير مدير المخابرات الوطنية (تجمع اجهزة الاستخبارات) تقديراً استخبارياً حول امكانيات "حزب الله" ونواياه اقتطف منه تقرير الكونغرس ما يلي: "لقد رأينا ان "حزب الله" وعلى عكس القاعدة، لم يهاجم المصالح الاميركية بشكل مباشر منذ 13 سنة وهو لا يخطط الان بشكل فعال لشن اي هجمات داخل الولايات المتحدة. وعلى اي حال لا يمكننا ان نستبعد ان يشن هجوماً اذا ما اعتقد ان الولايات المتحدة تهدد مصالحه الحيوية. "حزب الله" هو اكبر متلقي للمساعدات المالية الايرانية وللتدريب والتسليح ويعتبره القائد الايراني الاعلى مثلا لباقي المجموعات المسلحة". في آب 2010 اصدرت ادارة اوباما تقريراً وصفت فيه "حزب الله" انه المنظمة الارهابية الاقوى تقنيا في العالم وانه يضم الاف المؤيدين والاف العناصر وبضع مئات من "الارهابيين". واستناداً الى الادارة الاميركية يتلقى "حزب الله" مساعدات مالية من المغتربين اللبنانيين المنتشرين في جميع انحاء العالم ويستفيد من التجارة المشروعة وغير المشروعة بما في ذلك "تجارة المخدرات". وبدوره يؤمن "حزب الله" الدعم المالي والسياسي والعتاد لمنظمات $ارهابية# فلسطينية وميليشيات لبنانية اسلامية ومسيحية. كما علمت الادارة عام 2009 ان عملاء "حزب الله" قاموا بتدريب بعض المتمردين العراقيين خصوصاً على صنع العبوات الناسفة التي تستطيع ان تخترق الاليات كثيفة التدريع وقد تسبب هذا التكتيك بمقتل وجرح عدد من العسكريين الاميركيين في العراق. في اوائل نيسان 2010 اوردت تقارير عدة ان سورية يمكن ان تكون قد نقلت صواريخ سكود الى "حزب الله" في لبنان. وفي حزيران 2010 قال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان: "بينما نقر ان "حزب الله" لا يستهدف مصالحنا في شكل مباشر في هذه الايام لكننا ندرك انه يمكن ان يغير موقفه اذا ما حصل توتر بيننا وبين ايران حول الملف النووي".
جذور "حزب الله":
ولد "حزب الله" اثناء الاحتلال الاسرائيلي للبنان في اوائل الثمانينات وتعود جذوره الايديولوجية الى اليقظة الشيعية في جنوب العراق في ستينات وسبعينات القرن الماضي. وجاء اعضاؤه الاوائل من المجموعات الشيعية المحلية التي قادها رجال الدين المتخرجون من معاهد النجف الذين عادوا الى لبنان في السبعينات واجروا تعبئة سياسية للطائفة الشيعية التي كانت مهمشة عبر تاريخها. وقد اسهمت بعض الاحداث بصقل السياسات والرؤى للمجموعات الشيعية وزعمائها في تلك الفترة واهمها اندلاع الحرب الاهلية في نيسان 1975 واختفاء الامام موسى الصدر في ليبيا عام 1978 وانتصار الثورة الايرانية عام 1979. عام 1982 اثر الاجتياح الاسرائيلي للبنان انشق بعض قادة حركة "امل" ممن رأوا وجوب تنظيم مقاومة طويلة الامد على نموذج الجمهورية الاسلامية الايرانية، عن قيادة الحركة وتلقوا دعماً من الحرس الثوري الايراني وانضموا فيما بعد الى "حزب الله". بعد التوصل الى اتفاق الطائف عام 1989 حصل جدال داخل لبنان حول دور "ما اسماه اللبنانيون" المقاومة وما يزال محوراً للنقاشات السياسية اللبنانية. استمر الحزب في مقاومة القوات الاسرائيلية والقوات التابعة لها المسماة "جيش لبنان الجنوبي" وفشلت اسرائيل في الهجومين اللذين قامت بهما عام 1993 و 1996 في القضاء على "حزب الله". واعلن الحزب انجاز تحرير الجنوب عندما ارغم القوات الاسرائيلية على الانسحاب من لبنان عام 2000. لكن القوات الاسرائيلية بقيت في مساحة 10 اميال مربعة متنازع عليها على الحدود اللبنانية - السورية - الاسرائيلية. استخدم "حزب الله" الوجود الاسرائيلي في هذه البقعة لتبرير الاحتفاظ بسلاحه. تابع الحزب المشاركة في الانتخابات البلدية وحقق نتائج جيدة، وفي عام 2009 كسب 10 مقاعد في البرلمان وعلى غرار المجموعات الطائفية الاخرى في لبنان اقام الحزب شبكة من المدارس والعيادات الطبية واندية الشباب والاعمال التجارية والامن الخاص فيما سمي دولة ضمن دولة. احتفظ "حزب الله" بقدرات عسكرية تقليدية وغير تقليدية تكرست باطلاق الاف الصواريخ على اسرائيل والتصدي لهجومها عام 2006. عكست التقديرات الدولية الحالية للامكانيات العسكرية قلقاً من ان يكون "حزب الله" قد استعاد قدراته وحسن ترسانته منذ عام 2006 .
التنظيم والايديولوجيا والسياسة:
تتألف قيادة حزب الله من 6 هيئات: المجلس السياسي والمجلس الجهادي والمجلس البرلماني والمجلس التنفيذي والمجلس الشرعي. في 30 تشرين الثاني 2009 ظهر الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على شاشات التلفزيون واعلن الوثيقة السياسية الجديدة بعد الوثيقة التي صدرت عام 1985 وتتضمن نظرة "حزب الله" وتطلعاته وآماله وهواجسه وشملت عرضاً للنقاط الاساسية التالية:
حول الولايات المتحدة واسرائيل والنظام الدولي: تشهد الغطرسة والعدوانية الاميركية والاسرائيلية فشلاً سياسياً وهزائم عسكرية مما ادى الى نشوء حالة ارتباك وتراجع وعدم قدرة هذا النظام على التحكم بالتطورات والاحداث في العالمين العربي والاسلامي. نحن نشهد تحولات تاريخية تنبىء بنهاية سيطرة الولايات المتحدة وانهيار النظام العالمي الاحادي القطبية وبداية النهاية التاريخية للكيان الصهيوني.
حول اسرائيل والنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي: كان موقف الحزب من المسألة الفلسطينية وسيبقى مستنداً الى عقيدة راسخة في التمسك بالحقوق المشروعة. عن الموقف من مفاوضات مدريد واتفاقية وادي عربة وكامب دايفيد واوسلو، يتمسك الحزب بمبدأ رفض التفاوض مع الكيان الصهيوني وعدم الاعتراف به ولا تنازل عن الاراض العربية والاسلامية المغتصبة في فلسطين وهو موقف ثابت ومبدأي ونهائي حتى لو اعترف العالم كله باسرائيل.
حول ايران:
بنت ايران ايديولوجيتها السياسية على مركزية القضية الفلسطينية والعداء لاسرائيل ومواجهة السياسة الاميركية والتكامل مع العالمين العربي والاسلامي ويجب ان نلاقيها بالتعاون والارادة الطيبة. يجب ان ننظر الى ايران كقاعدة لليقظة والتعبئة ومركز للتأثير الاستراتيجي ومثل للاستقلال والسيادة والتحرر لدعم المشروع الاستقلالي العربي الاسلامي. ايران هي القوة التي تجعل شعوب المنطقة اقوى واشد مناعة.
حول سورية:
اتخذت سورية موقفاً مميزاً وصامداً في وجه العدو الاسرائيلي، ودعمت حركات المقاومة في المنطقة ووقفت الى جانبهم في الظروف الصعبة وسعت الى توحيد الجهود العربية لمواجهة التحديات. يشدد "حزب الله" على اقامة علاقات مميزة بين لبنان وسورية لان هذه العلاقات حاجة سياسية واقتصادية وامنية تفرضها مصالح الشعبين والبلدين وحاجة جغرافية سياسية، ويدعو الى انهاء المناخ السلبي الذي عكر صفو العلاقات اللبنانية السورية خلال السنوات القليلة الفائتة واعادة هذه العلاقات الى طبيعتها.
دور "حزب الله" في الحفاظ على امن لبنان:
بسبب الخلل بالتوازن بين لبنان واسرائيل ونظراً للتهديدات الاسرائيلية المستمرة كان على لبنان ان يبتكر معادلة دفاعية مبنية على وحدة المقاومة الشعبية التي تسهم في الدفاع عن الوطن ضد اي هجوم اسرائيلي، مع الجيش الوطني الذي يدافع عن الوطن ويحفظ استقراره وامنه في عملية دفاعية متكاملة. اثبتت هذه المعادلة نجاحها وافشلت جميع المشاريع والحروب الهادفة الى نزع سلاح المقاومة ومحاصرتها. ان التهديدات الاسرائيلية المستمرة تحتم على المقاومة ان تعمل بكل جهدها لحيازة اسباب القوة وزيادة امكانياتها ومواردها لتتمكن من القيام بواجباتها الوطنية لتحرير الاقسام المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر وتحرير الاسرى والمعتقلين والمفقودين واستعادة رفاة الشهداء والدفاع عن الارض وحماية شعبها.
التداعيات على لبنان والمحكمة الخاصة بلبنان :
شكلت الوثيقة السياسية الجديدة لـ"حزب الله" والبيان الوزاري للحكومة اللبنانية الذي اقر في اواخر 2009 محاولات مهمة لتنظيم النقاش الدائر حالياً حول المقاومة. ضمن هذا الاطار يحاول "حزب الله" الحفاظ على سلاحه بالتعاون مع الجيش اللبناني وتسعى قوى 14 اذار ان تحصر دور المقاومة في اطار خلافات حدودية مع جهات خارجية. في تشرين الثاني 2009 ورداً على سؤال اعلن السيد حسن نصرالله ان الحاجة الى التكامل بين المقاومة والجيش مستمرة طالما هناك خلل في توازن القوى مع اسرائيل وفي غياب دولة لبنانية قوية. هذه المعادلة ستستمر طويلاً لان احتمالات امتلاك القوات النظامية اللبنانية امكانيات يعتبرها "حزب الله" كافية لتصحيح التوازن تبدو شبه معدومة. تستمر قوى 14 اذار بمداهنة "حزب الله" بتأييد المقاومة الوطنية للاحتلال الاسرائيلي وللطلعات الجوية في الاجواء اللبنانية وفي المقابل تسعى للضغط عليه من خلال استمرار الجدال الداخلي حول سلاحه والية الحوار الوطني وظهور العديد من قياداتها على شاشات التلفزيون وحذروا من ان "حزب الله" يقيم دولة ضمن الدولة. لاحظ المراقبون ان جلسات الحوار التي جرت في حزيران وآب 2009 وما بعدها لم تحمل اي اتفاق حول الاستراتيجية الدفاعية ولا اي مسألة اخرى. وتقوم القيادات المختصة في الجيش وقوى الامن الداخلي ورئاسة الجمهورية باتصالات مع الولايات المتحدة ودول اخرى من اجل تقوية مؤسسات الدولة لمواجهة عدد من اللاعبين غير الدول ومن ضمنهم "حزب الله". ان اخضاع الحزب لمؤسسات الدولة وانهاء وضع "الدولة ضمن الدولة" يعتمد في جانب منه على ازالة التأييد الشعبي والذي يتفق جميع المراقبين انه قوي بين اللبنانيين الشيعة وفي المناطق التي يسيطر عليها $حزب الله# وان شعبية الحزب تستند الى عدة عوامل: حملته العسكرية ضد اسرائيل، وطابعه اللبناني ودوره كمدافع تاريخي عن الشيعة المهمشين واحترامه للأديان وشبكة خدماته الاجتماعية. هذه الشرعية التي يوفرها التأييد الشعبي تزيد الصعوبات لتقليص نفوذه من خلال التوافق الوطني. مضت اكثر من خمس سنوات على اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والمحكمة الخاصة بلبنان لا تزال تقترب من اصدار القرار الاتهامي وتخشى حكومات اجنبية ان يتدهور استقرار لبنان بعد اصدار القرار. في آذار 2010 حقق المدعي العام دانيال بلمار مع بعض مسؤولي "حزب الله" وفي شهري تموز وآب نشرت وسائل الاعلام العديد من التقارير التي تتحدث عن اتهام قادة كبار في الحزب باغتيال الحريري. مع اقتراب موعد صدور القرار الاتهامي يشن "حزب الله" حملة علاقات عامة من اجل تشويه صورة المحكمة. في عامي 2009 و 2010 اوقفت السلطات اللبنانية عدداً من الموظفين في قطاع الاتصالات بتهمة التجسس لحساب اسرائيل وسعت قيادة "حزب الله" للربط بين شبكات التجسس ومحاولات استغلال التحقيق الدولي من اجل اثارة الفتنة في لبنان. في 9 آب عقد السيد حسن نصرالله مؤتمراً صحافياً اعلن فيه عن وجود قرائن تثبت تورط اسرائيل في اغتيال الحريري ووصف المحكمة على انها مشروع اسرائيلي. تحدث السيد نصرالله عن معلومات مؤكدة عن تحركات جوية اسرائيلية في اليوم الذي حصل فيه الاغتيال وان طائرة من دون طيار استكشفت الطريق الساحلي صيدا ـ بيروت - جونية كما ان طائرات حربية كانت تحلق في اجواء بيروت، واضاف نصرالله ان البعض انفق 500 مليون دولار لتشويه صورة "حزب الله" ولهذا نقوم بحملة علاقات عامة فيما يجهد بعض اخر ليلاً ونهاراً لاثبات براءة اسرائيل. في 6 ايلول 2010 قال رئيس الوزراء سعد الدين الحريري في حديث الى صحيفة الشرق الاوسط انه اخطأ باتهام سورية وان الاتهام كان سياسياً، هذا الكلام أثار قلقاً حول ارتفاع الكلفة السياسية للمحكمة وادت حملة "حزب الله" والمعارضة الى زيادة مدة الانتظار لصدور القرار الاتهامي مما دفع البعض الى التساؤل حول ما اذا كان القرار سيصدر ام لا.
نشاطات "حزب الله" الدولية :
تمتد شبكات "حزب الله" ونشاطاته الى خارج لبنان والشرق. في ايلول 2006 تحدث منسق مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية في حينه فرانك اوربانيك امام الكونغرس عن اعمال جمع التبرعات في الشرق الاوسط ودعم المنظمات الارهابية في داخل الاراضي الفلسطينية وتقديم الدعم اللوجستي والتمويل والتدريب لمنظمة الجهاد الاسلامي ومنظمات ارهابية اخرى. هناك دلائل ضعيفة حول وجود خلايا عملانية لـ"حزب الله" في اميركا اللاتينية، فللحزب مؤيدين في العالمين العربي والاسلامي يقومون بجمع التبرعات كما ان المغتربين اللبنانيين الشيعة في غرب ووسط افريقيا يقدمون المساعدات المالية له. ـ في الشرق الاوسط: يتواجد "حزب الله" بشكل اساسي في الشرق الاوسط ويمتد الى الخليج حيث تجمع شبكاته التبرعات. يدعم "حزب الله" المنظمات الفلسطينية في الاراضي المحتلة. في نيسان 2009 ادانت محكمة مصرية "حزب الله" بقيامه بالتجسس والتخطيط لهجمات ضد الاماكن التي يرتادها السياح هذا ما كشف عن دور اقليمي لـ"حزب الله". كما قام الحزب بتدريب ميليشيات عراقية شيعية على صنع عبوات ناسفة يدوياً. ـ غرب ووسط افريقيا: يتلقى "حزب الله" اموالاً طائلة من المسلمين الشيعة في غرب ووسط افريقيا. هناك جالية لبنانية فاعلة في غرب افريقيا تمتلك شبكة اعمال تجارية في المنطقة وهي تهيمن في بعض البلدان على واردات السكر والدجاج وفي بلدان اخرى لها تأثير في تجارة الالماس. يجري دفع المساهمات المالية كواجب ديني (زكاة) نقداً. تجدر الاشارة الى انه ليس كل الجالية اللبنانية تؤيد "حزب الله" بل هي تعكس الانقسامات السياسية والدينية القائمة في لبنان. ـ اميركا اللاتينية: مع ان هناك دليل ضعيف على وجود خلايا لـ"حزب الله" في اميركا اللاتينية فان للحزب داعمين ومؤيدين بين الجالية العربية والاسلامية يجمعون التبرعات له. تورط بعض مؤيدي "حزب الله" بنشاطات غير شرعية مثل تهريب السلاح والمخدرات وتبييض الاموال والاحتيال وقرصنة الاملاك. كما تورط "حزب الله" بعملية تفجير السفارة الاسرائيلية في بيونس ايريس عام 1992 ومركز الجمعية الارجنتينية الاسرائيلية عام 1994. وهناك تقارير حول وجود نشاطات لـ"حزب الله" في المثلث الحدودي البرازيل - الارجنتين - الباراغواي. ـ اميركا الشمالية: في الولايات المتحدة استعملت بعض المنظمات الارهابية الجمعيات الخيرية من اجل تحويل الاموال لدعمها وتتعاون وزارة الخارجية ووزارة العدل ووزارة المالية ومكتب التحقيق الفدرالي من اجل اغلاق الجمعيات التي تحول الاموال الى المنظمات الارهابية. في حزيران 2002 اوقف شخصان في اميركا - ولاية كارولينا الشمالية واتهما بتبييض الاموال وتهريب السجائر من اجل شراء اسلحة لـ"حزب الله". وفي عام 2007 اغلقت جمعية خيرية في ديترويت هي غودويل بتهمة تحويل السلاح له.
الجهود الاميركية والدولية لمحاربة "حزب الله" :
وضعت الولايات المتحدة "حزب الله" رسمياً على لائحة الارهاب واستغلت ذلك لتفرض عقوبات مالية واخرى متعلقة بالهجرة على كل مؤيديه ومنعت المواطنين الاميركيين من التعامل معه وجمدت ارصدته المالية ومنعت دخول مؤيديه الى الولايات المتحدة وسمحت بطردهم منها، اضافة الى ذلك وضعت الادارة الاميركية جميع الاشخاص والمنظمات المؤيدة له مثل مؤسسات بيت المال واليسر والشهيد والقرض الحسن وجهاد البناء ووعد وتلفزيون المنار واذاعة النور وجمدت ارصدة شخصيات رسمية سورية بذريعة تسهيل انتقال السلاح الى الحزب ومحاولة تقويض الديموقراطية في لبنان ومنعت التعامل مع بنك صادرات ايران لانه يسهل العمليات المصرفية بين الحزب والحكومة الايرانية. دعمت الولايات المتحدة القرار 1701 الذي يدعو لنزع سلاح المنظمات غير الدول في لبنان والقرار رقم 1747 الذي يدعو الى منع انتقال السلاح من ايران الى دول خارجية بينها لبنان وفي كانون الثاني 2009 اوقفت البحرية الاميركية في عرض البحر الاحمر سفينة مونشيغورسيك التي تبين انها تحمل مواداً اولية لصناعة الذخائر. قاوم العديد من الدول الاوروبية الدعوة لتصنيف "حزب الله" بالمنظمة الارهابية فيما اعتبرت بريطانيا ان الجناحين السياسي والعسكري للحزب متباعدان واجرى ممثلوها لقاءات مع الجناح السياسي. اما المانيا فقد اجرت اتصالات امنية مع الحزب وخصوصاً في مفاوضات تبادل الاسرى. عام 2009 وبعد الانتخابات النيابية ومشاركة الحزب في حكومة الوحدة الوطنية في لبنان زار مفوض السياسة والامن في الاتحاد الاوروبي في حينه خافيير سولانا لبنان واجتمع الى مسؤولين في "حزب الله" اما المفوضة الحالية البريطانية كاثرين اشتون فلم تلتق احداً من الحزب خلال زيارتها الى لبنان في شباط 2011 (الحلقة الثانية في العدد المقبل)