نذكر هنا بعض الامثلة على سبيل التنوير لبعض القصص والحكايات والافكار التي تعتبر الاساس في المعتقد اليهودي التوراتي والتلمودي ولما يسمى $الديانة اليهودية# وكان العالم يعتقدها بانها سبقاً وابتكاراً لكتبة التوراة في حين انها منقولة أو مقتبسة أو مستوحاة بالألفاظ والافكار من حضارة وثقافة بلاد ما بين النهرين دجلة والفرات.
نذكر هنا بعض الامثلة على سبيل التنوير لبعض القصص والحكايات والافكار التي تعتبر الاساس في المعتقد اليهودي التوراتي والتلمودي ولما يسمى ((الديانة اليهودية)) وكان العالم يعتقدها بانها سبقاً وابتكاراً لكتبة التوراة في حين انها منقولة أو مقتبسة أو مستوحاة بالألفاظ والافكار من حضارة وثقافة بلاد ما بين النهرين دجلة والفرات. واشير هنا الى ان النسخ والاقتباس والسرقة شملت في كثير من الحالات خلاصات القصص والاساطير ونتائجها بذات الالفاظ أو ذات المعنى لأنها قد جاءت في أصولها من خلال ملاحم مطوّلة وتفصيلات معقدة. أولاً: قصة الطوفان ان قصة الطوفان ونوح هي من أهم ما ورد في التوراة على الاطلاق من حكايات منسوخة عن الحضارات الاقدم، اذ من القصة التوراتية للطوفان انبثقت اسماء ورموز مكونات بدايات التاريخ الديني الانساني بالمعنى السماوي بدءاً من نوح وما تلاه من اسماء واعراف مفترضة للبشرية. ومن انبياء وسيرة دينية وتاريخية وقصص الاولين واللاحقين. وكان الناس الى اواخر القرن التاسع عشر يعتقدون بان مصدر قصة الطوفان الاول والاساس هي التوراة على سبيل الحصر، وان كتبة التوراة استوحوها من السماء. في حين ان المكتشفات الاثارية قد كشفت بما لا يدع مجالاً للشك انها قصة موجودة على شكل ملاحم شعرية ولها اصولها في معظم أو كل أساطير وآداب وثقافات الشعوب والحضارات التي سبقت وجود موسى وكتابة التوراة من بعده بمئات السنين. فكتبة التوراة ليسوا بالضرورة أول من استوحاها من السماء. فهناك القصة الهندية وبطلها مانو، والقصة السومرية وبطلها زيوسودرا، والقصة البابلية/السومرية وبطلها أتراحاسيس، وقصة ملحمة كلكامش السومرية البابلية وبطلها اتونابشتيم، وهذه القصة الاخيرة التي وردت في ملحمة كلكامش تتطابق أو تشبه كثيراً قصة الطوفان في التوراة من حيث بناء السفينة وانواع الطيور والمهمات التي أوكلت لها ومن حيث شخصية الرجل الصالح الذي يبني السفينة وينقذ الجنس البشري والكائنات من الغرق. وقد يلاحظ القارئ بأن كتبة التوراة قد اخذوا قصة الطوفان بفكرتها الكلية واحداثها ونصّها من ملحمة كلكامش السومرية الاصل هذه والتي سبقت عهد موسى بما يزيد عن الف وخمسمائة عام. من هذه الملحمة ولاهميتها من حيث كونها مصدراً ربما هو الاقدم لكثير من الافكار الانسانية ومحلاً لاقتباس والهام الكتاب في مختلف الحضارات. وقد جاءت قصة الطوفان لدى كل الشعوب القديمة بمضمون واحد وباشكال متقاربة ونصوص متطابقة او متقاربة، وهذا لا يعني ان الطوفان لم يحدث، فقد أشار علماء التاريخ والجيولوجيا والآثاريين من خلال المكتشفات الى حدوث هذا الطوفان. ان قدم قصة الطوفان وسرقة التوراة لها او اقتباسها بحدّ ذاته وان كان امراً مهماً في بحثنا لكنه ليس هو الأهم بل ان المهم هنا هو ان قصة الطوفان التوراتية على حداثتها بالنسبة لغيرها قد اصبحت بسبب ما أضافه كتبة التوراة اليها خدمة لأهدافهم من اخطر النماذج والامثلة المضروبة على سرقات كتبة التوراة، علماً بانهم نادراً ما يضيفوا على ما ينقلون بل يحذفون. ان قصة الطوفان في التوراة قد انفردت عن باقي قصص الطوفان التي سبقتها بان ذكرت واسمت وسلسلت ابناء ونسلاً للشخصية الناجية فيها وهي نوح بدءاً من اولاده: سام وحام ويافث وصولاً الى ابراهيم، وبروز السامية، وهو الامر الذي ساعد من خلال حقبة الخمول التاريخي الى تحويل الاسطورة الى فرضيات مزيفة او الى تاريخ انطلى زيّه على الناس وترتبت عليه آثار ومستحقات هامة على البشرية امتدت بأهميتها ليومنا هذا وما زالت. بل قد تشكل بموجبها اجناس واعراف توزعت عليها البشرية وظهرت تسميات مثل الساميين والحاميين واليافثيين وفروعهم دون سند تاريخي او علمي او منطقي يراه الباحثون. رغم ما تبع ذلك من آثار انسانية واخرى سياسية واجتماعية واعتقادية وعرقية دون اي مسوّغ واقعي او علمي. ورغم ان الدراسات الأنثروبولوجيا والاثنولوجية قد اجمعت على استحالة اعادة شعب الى جدّ واحد. وبالطبع فان هذه الاضافة التوراتية على قصة الطوفان السومرية البابلية جاءت كفرصة ومكان مناسبين مكنتا كتبة التوراة من ارجاع انفسهم واتباعهم واسلافهم الوهميين الى جذور موحدة معروفة والى شخصيات مرموقة وعرقها اصيل ورفيع.