أيام وربما ساعات وتعلن وزارة الدفاع الروسية تحرير مدينة ارتيوموفسك (باخموت)، وهذا الإعلان بات امراً مؤكداً بعد انكفاء القوات الأوكرانية التي تنفّذ قتالاً تراجعياً في المربع الأخير من المدينة.
والسؤال الذي يشغل بال الجميع : كيف سيستثمر الجيش الروسي السيطرة على ارتيوموفسك والى أي اتجاهات ستنطلق وحدات الجيش الروسي في ظل الحديث عن هجوم أوكراني مضاد ؟ وهل سيكتفي الجيش الروسي في هذه المرحلة بتحصين خطوط السيطرة الجديدة والإستعداد لصدّ الهجوم الأوكراني ام ان وحدات الجيش ستُكمل اندفاعها الى الأمام ؟الحديث عن معركة سيطرة على مدينة ارتيوموفسك وحدها سيكون ناقصاً خصوصاً ان معارك حامية تدور في مدن افدييفكا ومارينكا واوغليدار ناهيك عن المعارك في منطقة كريمنيا .
بالنسبة لمدينة ارتيوموفسك من المؤكد ان الجيش الروسي سيندفع باتجاهين :
الإتجاه الأول : نحو بلدة تشاسوف يار شمال غرب ارتيوموفسك .
الاتجاه الثاني : نحو مدينة كونستانتينيفكا جنوب غرب ارتيوموفسك .
– الهدف المركزي من هذا الإندفاع سيكون بمثابة توضيع نقاط ارتكاز قوية لبدء التقدم نحو مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك ، ففي الوضعية الحالية تتوفر للجيش الروسي نقطة ارتكاز هامة غرب مدينة سوليدار تبعد عن مدينة سلافيانسك 20 كلم وسيكون التقدم على الطريق M-03 وهو طريق يمكن ان يتفرع منه الهجوم نحو كراماتورسك عند بلدة نيكونوريفكا لتهديد شمال شرق كراماتورسك وهو ما سيتم مع اندفاع موازٍ للوحدات المتمركزة في مشارف نوفاماركوف على الضفة اليمنى لقناة دونيتسك بحيث يمكن اعتبار تقدم الوحدات الروسية على هذا الإتجاه بمثابة تهديد لجنوب مدينة كراماتورسك .
– كما ان الوصول الى بلدة تشاسوف يار ومدينة كونستانتينيوفكا سيؤهل الجيش الروسي لسلوك الطريق الرئيسي H-20 والإندفاع نحو كراماتورسك وتهديد القسم الغربي منها .
– اما بالنسبة لمدينة سلافيانسك فاذا لم تندفع وحدات الجيش الروسي مجدداً نحو ليمان وكراسني ليمان فان معركة المدينة ستتأخر بعض الوقت حتى إتمام السيطرة على مدينة سيفرسك ومنطقتي ليمان وكراسني ليمان وهي الجبهة التي تشهد جموداً الى حد ما .
– بالنسبة لمعركة افدييفكا يشبه وضع المدينة حالياً وضع مدينة ارتيوموفسك (باخموت) حيث تم تطويقها من ثلاثة اتجاهات وسيكون استكمال السيطرة عليها عاملاً مساعداً مهماً حيث يمكن استكمال دفع وحدات الجيش الروسي نحو كونستانتينفكا شمالاً لمؤازرة الوحدات المندفعة من كونستانتينيفكا نحو كراماتورسك وهذا سيكون بمثابة تعزيز لميسرة الجيش الروسي ويقلل من هوامش الهجمات المباغتة على الاتجاه الرئيسي للهجوم .
– اما مدينة مارينكا فالسيطرة عليها من قبل الجيش الروسي باتت واسعة وتشمل اغلب احياء المدينة التي اذا ما تم انهاء السيطرة عليها فان اندفاع الجيش الروسي سيكون نحو كوراخوف وهي عقدة مواصلات هامة جداً سيكون الوصول اليها بمثابة تهديد كبير للقوات الأوكرانية التي تقاتل في مدينة اوغليدار .
– باختصار فإن هذه المعارك التكتيكية تحصل على الإمتداد الأكثر صعوبة لخط الدفاع الأوكراني واذا ما تمت السيطرة عليها وتم تجاوزها يمكننا القول ان معارك ما بعد هذا الخط ستكون اكثر سهولة وستكون بوتيرة اسرع مما هي عليه الآن الا اذا قررت القيادة الروسية التموضع الدفاعي وانتظار هجوم الجيش الأوكراني وسحق مجموعاته التي يقدرها البعض ب 200 الف ضابط وجندي مدعومين ب 300 دبابة غربية وحوالي 1500 مدرعة قتالية.
المصدر | العهد الإخباري