ماذا فعل الأسد حتى سجدت له فراعنة الحرب ؟! التقارير والمقالات | ماذا فعل الأسد حتى سجدت له فراعنة الحرب ؟!
تاريخ النشر: 04-05-2023

بقلم: يامن أحمد

المنطقة اليوم تتشكل من جديد فإن كان المراد من هذا الانقلاب العربي مخططا جديدا لاحتواء دمشق فهم من سعى إلى تغيير تعاطيهم مع الوقائع ولسنا نحن ودمشق هي التي كانت تنفذ هذا الاحتواء وليسوا هم ،وعليه فهم الحالة الشاذة لا دمشق ، وجميع القراءات تشير إلى التغيير ، ولكن ما يهم دمشق هو الاستثمار في الفرص، واقتناص مايفيدها مهما كانت غاياتهم من هذا التغيير ،وهذا ماتفعله دمشق التي لن تمنحهم في السياسة مالم يستطيعوا أخذه بالدم والنار والفتن والحصار ، وهذا المتحول الاقليمي العالمي يجيب على اسئلة البعض عن فائدة جدوى علاقات الأسد مع ايران في بدء الحرب على سوريا عند قولهم : لماذا لا يذهب الأسد الى الصف العربي وينهي الحرب ؟ نقول:
إن هؤلاء هم بأنفسهم من عادوا الى تفعيل العلاقات مع ايران فما رأيكم بهذا؟ ألم يكن الأسد سابقا لهؤلاء في فن العلاقات الوجودية ؟! وهل يمكن عقليا استعادة دور دمشق من دون الاستعانة بقوة الخلافات الضدية؟ بالتأكيد لا . إذ أن كل كلام لا يأخذ في حسبانه ضرورة توطيد العلاقات من الخلافات التي تكسبك القوة هو كلام انفعالي ؛ لأن من العقل أن تعمل في توليف قوة هذه العلاقات فهناك من طبع مع تل ابيب بينما هناك تحالف مع طهران فالضدية في ايجاد الاتزان فعل عقل وليس فعلا سطحيا فقد حارب صدام حسين ايران، وذهب مع العرب إلى أبعد التحالفات فماذا حصد من حربه سوى الغدر به وتدمير العراق ؟ إن الحديث عن الصف العربي غير حقيقي ، لأنه حتى اللحظة هو صف أمريكي اسرائيلي ، ويجب التمركز في هذا الصف عربيا وليس أمريكيا اسرائيليا .
ولنفترض ذهبت أمريكا من المنطقة إلا أن الناتو ونووي تل ابيب مع مستعمرة قطر الأمريكية باقون هنا .
ومن يخشى من هذه التغييرات نقول له: نحن نحيا في قلب مايرسمون له منذ نصف قرن وأكثر، ومن المؤكد حتى الآن لم يستفق البعض أخلاقيا في السعي نحو كعبة دمشق ، بل هناك حقيقة من لازال يخشى على وجوده، لكن لثبات الأسد تأثير عميق فيما يحدث، فمن قبض على تراب سوريا بعقله وقلبه وهي تتمزق بشتى وسائل القتال القذر هو نفسه الذي لم يواجه من قبل مثيلا لهذه الحرب ولم يقرأ عن حرب تشبه ماواجهته دمشق، لذلك نحن نتحدث عن حالة تفوق قيادية ملحمية غير عادية في قيادة التاريخ والجغرافية ضمن مواجهات كان الأسد سيدها، لقد حقق الأسد قراءة أخرى للتحالفات الحديدية ومواجهة أقذر الحروب العالمية، فمن يتحرك اليوم نحو الأسد هو العالم الذي حارب الأسد في كل شيء.. الأسد لم يهزم هؤلاء فقط بل جعل بعضهم يؤمن أنه من الممكن تحقيق وجوده عندما لا يكون مبرمجا أمريكيا، ونحن هنا لا نطمس حقيقة أن هناك مصالح في عودة هؤلاء لزرع الأمان في المنطقة لصعودها اقتصاديا، وهذه ماتنتهجه السعودية والامارات .أما قضية الثقة في السياسة فنحن لم نثق سياسيا في أحد التائبين، وإلا ماكنا في مواجهتم سياسيا من قبل الحرب وعسكريا من بعدها .

كما أن بوتين استثمر في حرب سوريا، ومن يدقق سوف يكتشف أن تصريحات بوتين استخباراتية موجهة لتبيان نهجها المغاير للنهج الأمريكي، فهي ليست سياسية وبخاصة عندما يتحدث عن حلفه مع الأسد فهو يظهر التفوق الروسي على الأمريكي في التعاطي مع الحلفاء، وهنا يحق لكل عبقري أن يقدم نهج دولته، إنها سياسة الوجود البعيد والعميق وليست سياسة الكاوبوي جابي الأتاوة . الروسي تفوق على الغرب بذكائه وليس بسلاحه فقط ،الروسي يأتي إليك ليحارب معك كحليف بخلاف الأمريكي ،الروسي حارب على جبهة نجح فيها الأمريكي ليس بتدمير مقومات سوريا بل واستنزاف اموال الخليج أيضا. لقد منحت الظروف القتالية التي أوجدها الامريكي بتحقيق جيش وهابي في الخليج يتحول الى جيش قاعدة جديد، ففي النظر الى ما حولهم من حروب اليمن والعراق وسوريا المصاحب لتسعير الفتن المذهبية كان كافيا لتحقيق انقلاب قاعدي في الخليج، فقد يتحكم السعودي بمائة ألف مقاتل ضمن سوريا ولكن أن يتحكم بملايين منهم ضمن السعودية لن يكون هذا ، وهناك من استفاق قبل حرق داره وانتقل الى التغيير الفوري قبل اندلاع الحريق الأكبر فكان الانسحاب من حرب سوريا انتصارا له . ولو نجحت داعش في سوريا والعراق لكان التهديد الأكبر هو للسعودية وليس لتل أبيب لأن المتحكم في أمريكا ولكن هشيم الوقود البشري سيكون من الرياض ذاتها وأتباعه الوهابيين..
لايمكن لحرب أن ينجح فيها اعظم الجيوش من دون ادارة متفوقة عقليا ونفسيا، وهكذا كانت ادارة الأسد للحرب الخفية والمعلنة، فقد شاهدنا السوفييت سابقا ينسحبون من افغانستان أمام نسبة قليلة من الدمويين مقارنة مع ما واجهه الجيش العربي السوري ؛ حيث أوجد الأسد بديلا مرعبا لشكل سوريا في حال قرر الغرب شن ضربات إبادة صاروخية مستمرة ضد دمشق مساعدة لجحافل الجهل الثوري ؛ وهي ضربات تشبه تلك التي تعرض لها العراق سابقا، و لكن الذي منع وقوع هذا هو الموقف العظيم للأسد في عدم قطعه للعلاقات مع المقاومة حتى مع حماس التي انقلبت عليه، وكانت هذه الادارة للحرب تشكل انقلابا عسكريا استثنائيا، فنحن نعلم أن العراق تخلص من صواريخه وأن ليبيا تخلت عن صواريخها في ظروف سلمية، ولكن أن يقوم الأسد بتحصين قوته الصاروخية بدعم صاروخي وتسليحي للمقاومة فهذا الذي لم يفعله أحد من القادة في مثل هذه المواقف سوى الأسد الذي استمر في دعم المقاومة، بل ومضاعفا لها في ذلك ؛ ولهذا نحن نجل الأسد ليس لثباته فقط بل لعبقريته في ادارة هذه الحرب، وهذا ماكان يترقبه الروسي الاستخباراتي بوتين، فما كان ينقص روسيا لكي تشرق القطبية من الشرق هو وجود قائد قوي ثابت كما القائد الأسد .
ولهذا فإن تفاقم الهجمات الاسرائيلية ضد سوريا لايعود فقط لدور الجهلة الدمويين في إلهاء الجيش العربي السوري عن الجبهات المغلقة أمام الاسرائيلي، بل لأن هناك من لم يتخل عن بناء قوته الأخرى في الوقت الذي كانت فيه قوته الداخلية تتعرض للإبادة، فكان لابد لسوريا أن تنجز تفعيلا مضاعفا لتفوق المقاومة السورية والخارجية في اجنحة دعم القوة الوجودية لدمشق في لبنان وفلسطين، ثم ايلاج الوجود الايراني الاستشاري العسكري كحالة رد على الوجود التركي الأمريكي، ولو جعلت دمشق المقابل فارغا من دون قوة مواجهة لكنا أكبر المساهمين في دعم قوة أعدائنا، ولهذا تم العمل على ايجاد قوة الاتزان في المواجهة، فلم يتمكن حجم الحرب العالمية على سوريا من ارغام دمشق على التراجع عن المتابعة في تنفيذ أعظم عمليات المواجهة؛ وهي دعم المقاومة المباشر ،الأمر الذي جعل تل ابيب شريكا عسكريا مباشر للجهلة الدمويين في الحرب على سوريا.
وهنا وعندما تسأل عن الرد السوري على الاعتداءات الاسرائيلية عليك أن تعلم أن دعم المقاومة هو حالة رد مدمرة وجوديا لتل أبيب وليست حالة ثانوية ..
في الشرق المنكوب بالأقزام والقزمية ممنوع أن تعظم وتقدس العظماء،ويمنع عليك تعظيم الإنسان الذي عظمه الله وأمر فرسان ملكوته بالسجود له ،وهنا يفرح العبيد والفوقيون عندما تقف موقف ابليس لتقول للعظماء أنا لا أقدس أحدا ، أما وإنني شخصيا فأعلن لكم إنه ثمة انسان لسوف أقدسه في لجة هذا الكفر الذي يحكم المجتمعات الهزيلة فكريا، لأن ثباته دحر ليل دمشق ، وانتشل سوريا من مستوطنات الحقد، هذا الإنسان لم يكن الواجب دافعه بل ذاك جوهر حقيقته حيث ثبت في مكان لم تثبت فيه إلا السماء وشعاب انوارها؛
وهو من بقي متماسكا حتى ظهر الفرق جليا بين الفجر والفجور وبين الجناة والضحية ، وعنده تمايزت ثورة الإنسان عن ثورة الحقد، وهو من لم يغادر دمشق عندما هجرها الآمان واستوطنها مدمنو الدم وجز الاعناق والتنكيل بالجثامين .
من الطبيعي أن يظهر للأسد أعداء فتلك القدرة التي امتلكها لايمكن أن يبصرها قلب غارق في المادة وتقوده الظروف لا المبادئ، إذ لا يمكن أن تتعاظم الثقة في نفسك تجاه أي كان إلا من خلال مشهد مواقفه من القبح المادي فتنجذب إلى تأييده بفعل ما يتبنى فيه من مقدسات الفكر ،ذلك لأن النفس إن رسخت على مبادئها فما من مخلوق قادر على فصله عنها ، لأن من ثبت معك على تلك المبادئ لن يتخلى عنك في أقذر المعارك،
ونحن اليوم في حضرة إنسان مضاعف يدعى بشار الأسد، استمد قوته من بعد الله من قوة نواة المجتمع السوري ،كما استمدت هذه النواة قوة ثباتها من الأسد..وبعد كل هذا يظهر لك مهرج ليقول : هل يعقل بأنه لايوجد بديل للأسد هل عقمت سوريا من ايجاد البديل ؟! ونقوله له :
أما بالنسبة للبديل فلا يحق لمن لم يجد له قائدا لما يزعمه أنه ثورة مدة اثني عشر عاما أن يتحدث عن بديل ،ونطلب إليه أن يحدد قائده ومن ثم فليتحدث عن القادة ،فمن لم يتمكن من ايجاد قائد في (أقدس) معاركه “الفكرية الثورية” فمتى سيجده ؟! ثم يحدثنا المهرج ((المعارض)) ويقول: تعالوا وانظروا الرئيس الأوربي يسير بين الناس راكبا دراجة هوائية . ونقول له: إنه لطالما كان الأسد ومازال بين شعبه، فماالجديد في الأمر؟! ولكن سنذكركم بهيستيريا قد أصابت اخوانكم من جماعة جعجع و الاخوان والوهابية في لبنان عندما زحف عشرات آلاف السوريين لإنتخاب رئيس لهم ، وعندها تعرض الناخبون للضرب والقتل والشتائم كان المنطق وقت اعتراضكم على انتخاب رئيس وخارج سورية ومن دون أي اكراه وبحرية تامة، إنه لنا أن نسأل أي مجانين أنتم ، و كيف تبحثون عن حرية لايمكنكم استيعابها عند تجليها في أبسط حالات ممارستها من قبل الآخر؟ وهي انتخاب رئيس .
إن هذا الشذوذ الذي مازال البعض متعلقا به على أنه ثورة ومعارضة ماهو إلا كره وحقد وليس توجها فكريا انقاذيا، بل هو مجرد حالات كيدية بعضها مبرمج للضغط على سوريا مقابل المال، ومنها يعمل من حقده فمن يعمل بعد اثني عشر عاما على انتاج عمل تلفزيوني من مسلسل يريد منه مهاجمة الدولة السورية ومقام الرئاسة التي أثبتت للعالم العاقل أن بديل الدولة السورية هو مجموعات متناحرة لايمكنها فهم تفوق الاختلاف على الخلاف؛ فتخيل أن تثق الدول التي تحترم وجودها ممن يردد على مسمعك لن نصالح، فأية دولة قوية تلك التي ستتحالف مع من لايمكنهم اجتياز عقدهم ومشاكلهم ضمن الأمة. الأقوياء يبحثون عمن يؤسسون لأمة قوية لها قيادة قوية. فدمشق زرعت ثقة العالم بها من خلال قيادتها للحرب أما الآخرون نزعوا ثقة العالم بهم من خلال هذه الحرب..كل يوم يمر يثبت لنا أن هؤلاء مصابون بعقدة الاحتراب مع شخص الأسد لأن السؤال خلف هذه الحقيقة يقول : ماذا كان يفعل هؤلاء وأسيادهم طيلة اثني عشر عاما ضد الأسد؟ ألم تشن حربا قذرة ليلا نهارا على مدار الساعات في كل الايام حتى هذه اللحظة لكي تظهر شخصية الأسد كما يريدون هم ! ولكن ماذا حدث، لقد عادت حماس إلى دمشق لأن حماس تعرفهم جيدا ولم تجد لديهم فكرا يطمئن بأنهم البديل عن سوريا الأسد، وهنا فليطلع المهرج الذي تحدث عن البديل وليسأل لماذا عادت حماس إلى دمشق ؟! فلو وجدت بكم حماس البديل لما عادت إلى دمشق .
ألم يهاجم هؤلاء الرئيس الأسد بأقبح العبارات والروايات المتخيلة، ألم ينسجوا القصص عن مرض اصابه و عن اقامات على بارجة روسية،! وفي طهران وفي اقبية في القرداحة و..و..الخ!!! لم يشعر هؤلاء بالكفاية، من عمل أساطيل الاعلام القبيح الثري ضد الأسد وتابعوا الاحتراب المثير للشفقة ضد الأسد بينما يجب أن تكون الحرب ضد من يبتسم على جثثهم اليوم، والذي قادهم كتاجر كل هذه المدة من السنين واليوم يعود ليطلب لقاء الأسد، انه اردوغان الذي يبتسم اليوم على جثة ثورة جهالتكم

 


تنويه | المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع

جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013