حان وقت رحيل القواعد الامريكية عن الخليج المقاومة القانونية | توثيق الجرائم الأمريكية | حان وقت رحيل القواعد الامريكية عن الخليج
تاريخ النشر: 12-03-2023

بقلم: نائل نعمان

تاريخ القواعد الامريكية في الخليج بدأ فعليا عام 1980 أما ما سبق ذلك فكان عبارة عن قاعدة بحرية في البحرين تأسست 
عام 1958 حيث كان يعتمد الامريكي حينها على ما كان يسميه "العامودين" وهما ايران والسعودية لمواجهة الخطرالسوفيتي والعراق وسوريا واليمن الجنوبي. أما وبعد سقوط الشاه وقيام جمهورية ايران الاسلامية كان الامريكي قد فقد عمودا مهما، فاضطرفي عهد الرئيس كارتر الى ما يسمى بعقيدة كارتر العسكرية وتحديدا في يناير 1980عندما أسس ما يسمى بوحدة التدخل السريع وبدأ التحول في العقيدة العسكرية الامريكية في الاهتمام بالاتحاد السوفيتي وايران. تطورت فكرة القواعد العسكرية بسرعة بعد غزو الكويت وباتت فكرة قوة التدخل السريع لا تجدي نفعا فتحولت الى ما يسمى بسنتكوم وهي اختصار للقيادة الوسطى او المركزية الامريكيه التي تمكنت من حشد ما يقارب 530 ألف جندي بمعداتهم ناهيك عن القوة الجوية والبحرية. وما ان انتهت الحرب حتى بدأت سنتكوم بارساء القواعد في المنطقة على النحو المبين في الصورة

استمرت سنتكوم في تعزيز القواعد وتوسيع رقعتها حتى عام 2003 حيث ساهمت باسقاط نظام صدام حسين حين تمكنت من حشد 192 الف جندي لتسحب قواتها عام 2011 ليتبقى فقط 150 عنصر في السفارة . بعدها اعادت سنتكوم المزيد من الجنود لمحاربة داعش ليتبقى حتى هذه الساعه ما يعادل 2500 جندي امريكي في العراق.
مصدر هذه السرد التاريخي هي مؤسسة التراث الامريكيه American Heritage Foundation وهي مؤسسة غير حكومية تقيم الدور العسكري الامريكي والفدرات القتاليه في مقال طويل نشر في 18 اكتوبر 2022. في نفس هذا اليوم نشرت المؤسسة مقالا اخر بعنوان تلخيص وتقييم لوضع الجيش الامريكي لعام 2023 قالت في مقدمته " كما هو الوضع الان، فإن القوات المسلحة الامريكية في وضع خطر لأنها غير قادرة على الدفاع عن مصالح الولايات المتحده فتقييم القوات المسلحة هو ضعيف جدا لحجم التحديات وهي نتيجة حتمية لسنوات قل فيها التمويل والميزانية وضعف فيها تعريف الاولويات بالاضافة الى التحولات الكبيرة في السياسة الامنية وضعف كبير في الالتزام بل والجدية في تحمل المسؤوليات لمواجهة التحديات الحقيقية لتضع المصالح الامريكية في خطر داهم"

هذا ما أكدته صحيفة الوول ستريت جورنال في مقالين بتاريخ 6/3/2023 الاول مقال رئيسي بعنوان "الولايات المتحده غير مستعدة لعصر صراع القوى العظمى" حيث نقلت عن الجنرال هانوت قوله " لا أعرف كيف أصحح هذا الامر لقد لفتني مدى تطور الجيش الصيني، ان عقيدتنا العسكرية التي ما زلنا متمسكين بها قد أصبحت بالية ". والمقال الثاني كان بعنوان " طموحات الجيش الصيني المفتوحة" جاء فيها ان ميزانية الدفاع الصينية ستبلغ 224 مليار دولار هذا العام بزيادة 7.2% عن العام المنصرم ، وكان تقرير البنتاغون عن عن الجيش الصيني قد ذكر ان ميزانية الدفاع قد تضاعفت من السنوات 2012 وحتى 2021 ويعلق الادميرال المتقاعد هاري هاريس وهو ما اخبر به الكونغرس " ان الصين تهدف لوضع القواعد والاسس لأسيا وكل العالم.

بعد كل ما سبق لما قد نحتاج قواعد عسكرية في الخليج ؟؟؟؟ فالامريكي يعترف بنفسه ان غير قادرعلى الدفاع عن نفسه ومصالحه ناهيك دفاعه عن الاخرين وان اي مغامرة أمريكية مع الصين لماذا نتحمل نحن تبعاتها بل ان الصين دولة صديقة جدا وتقريبا كل نفطنا يذهب الى الصين فالنمو الاقتصادي الصيني مهم جدا لنا لانه يحدد حجم الاستيراد النفطي. واذا كانت الصين وحليفتها روسيا سيخلقان نظاما عالميا جديدا كما بدأ الامريكي يعترف بذلك، لما قد نعارض وما هي مصلحتنا في ذلك؟ لا مصلحة لنا مطلقا وما تسميه الولايات المتحده بمصالحها يتعارض تماما مع مصالحنا السياسية والاقتصاديه ومستقبل الخليج. واذا كان الامريكي يصرح ان احدى أهداف وجوده في المنطقة هي الاستقرار ودفع الضرر عن دول الخليج من ايران فها هي السعودية تضع يدها بيد ايران وتعيد علاقاتها الدبلوماسية وما فتح السفارات بين البلدين الا ايذانا ببدء علاقات سياسية واقتصاديه ومنها ستنتقل المنطقة الى مستقبل أفضل.

لقد استنفذ الهدف من وجود القواعد العسكرية الامريكيه في الخليج وحان رحيلها!!!!

 


جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013