كل العوامل والظروف والادوات والوقائع ، تدافعت وتقاطعت لتصبح في لحظة في خدمة الفدائي الفلسطيني كما سخرت الريح لسليمان…
وفي ظرف استثنائي تماما ، وفي تشابك خطوط الصراع الاقليمي والعالمي تقفز الروح الفلسطينية فتقرر القتال حتى الرمق الاخير ، ويقرر المقدسيون اقتحام نادي الصراع الدولي ليضعون قضيتهم المقدسة فوق الطاولة كما لم توضع منذ عقود…
من جهتها ،حكومة اقصى الاجرام واقصى الفساد واقصى الجنون والتطرف تمسك بتلابيب الحكم في تل ابيب وترفع شعارها الاخطر في تاريخ الحراك الصهيوني في فلسطين ظناً منها ان العالم سيرضخ لاندفاعتها المتطرفة لانه مشغول عنها ، فتريد ان تخطف منا الاقصى والمسجد المبارك في لحظة غفلة اخرى..!
لكن الفلسطيني المبدع دوما ، يقفز الى الواجهة من دون استئذان من احد اي احد ، منفرداً، متئداً ، حازماً، جازماً، واثقاً ، ومن شمال القدس وجنوبها وفي اقل من ٢٤ ساعة ، ليعيد حسابات العالم كله رأساً على عقب ، ويضع قضيته في صدر اولويات الدنيا…
نحن هاهنا والقدس لنا وفلسطين لنا ، ونستطيع ان نشتت قواكم ، ونعصف بامن ثكنتكم العسكرية بمسدسين وشابين فقط، فكيف اذا ذهبتم بعيداً وتجاوزتم حدود قواعد الاشتباك وتوازن الردع التي سبق ان صنعتها ونسجتها معارك وحدة الساحات وسيف القدس..!
في هذه الاثناء يعيش الكيان المؤقت واحدة من اسوأ ايامه في العلاقات الدولية:
سيدته امريكا غارقة في اوحال اوكرانيا ، وترتعب خوفاً من الاتي من صوب غوام والمحيط الهادئ وبحر الصين
وهو يستعد حسب تصريحات لمسؤولين عنده للحرب مع الصين عام ٢٠٢٥
وقرر دعم منظومته الحربية في بوينغ ب ١٠ الاف عامل جديد..
ويدفع بكل حلفائه دفعا للانخراط اكثر بالمستنقع الاوكراني لتاخير الهزيمة ولو بضعة اشهر ليعيد ترتيب اوراقه..
حاضنته الاوروبية ، تترنح تحت ضربات الروسي لاسلحتها وجيوشها في معارك الطحن بالوكالة التي تخوضها واشنطن ضد مثلث الشرق الصاعد من تشانغهاي الى طهران ، مرورا بالدونباس..
روسيا المتخلية عنه ديبلوماسيا والتي تحذره منذ بدء الحرب الاوكرانية، بالابتعاد عن الحرب المباشرة معه في اي ساحة من ساحات الصراع ، لانه قد يعني ذلك في لحظة ما ، الانقلاب عليه لصالح اعداءه التاريخيين من العرب والمسلمين والفلسطينيين..
حتى بالمباشر وهو يخوض حرب الاستنزاف القاتلة قي الضفة الغربية ، والتي يزج فيها نحو ٦٠ في المائة من جيشه، ترى سيده الامريكي متردد بشكل يحصل للمرة الاولى في تاريخ الكيان:
هجوم ديبلوماسي من الادارة الامريكية على تل ابيب يحصل للمرة الاولى:
سوليفان كان عنده قبل اسبوع
ووليام بيرنز قابع فيه منذ ايام
وبلينكن يزوره الاسبوع المقبل
وثلاثتهم قدموا ويأتون
ليقولوا للمستوطنين ولنتن ياهو وبن غفير كلاما واحداً:
لن نخوض معكم اي معركة من معارككم التصعيدية
وحتى يهدئوا خواطرهم ويقللوا من رعبهم ، عملوا لهم مناورات مشتركة…!
المعلومات المؤكدة تفيد بان ١٧ جنرالاً امريكيا يتوزعون مواقعهم في مختلف قطاعات الجيش الصهيوني ليشرفوا بانفسهم ويضبطوا اي تصعيد ضد الفلسطينيين ، او اي طرف اقليمي…
لكن قبل ذلك وبعده ستكون الكلمة الفصل هي هي :
احذروا الوقوع في افخاخ المعارك الكبرى التي يشتهييها الفلسطينيون واللبنانيون والايرانيون والسوريون واليمنيون…..
وساعتئذٍ قد تخسرون هذه المرة كل شئ..
لاننا لن نستطيع ان نكون معكم ، ، فالقوقاز واوكرانيا والمحيط الهادي اهم عندنا من كل "الشرق الاوسط"…!
لسان حال الامريكيين يقول وكما ارسلوا ذلك عبر سمسارهم القطري:
لا حرب ضد ايران ونتمنى منها العودة لطاولة المفاوضات
والاسرائيلي ملجوم ولن نسمح لحكومته المتطرفة في تخطي قواعد الاشتباك او توازن الردع القائم…
لذلك وفي سابقة هي الاولى من نوعها يقف المتطرفون في تل ابيب جميعهم عاجزون عن الرد
كبيرهم يعلن انه لن يذهب الى التصعيد
وعمليا
لا قصف على غزة
ولا اقتحام مدن او مخيمات
ويكتفون بعملية فاشلة من بعض عملاءهم في ايران
ثلاثة درون تحاول قصف مصنع للذخيرة
واحدة يتم صدها فتقع صريعة على سقف المنشأة، كالهشيم تذروها الرياح
وثانية تدوخ فتقع في شباك الدفاع المسددة سيتم عرضها قريبا
وثالثة فجرت نفسها خارج المحيط خوفاً
وهكذا يكون الفدائي الفلسطيني لاعباً اقليميا ودوليا بامتياز…
القرار لك يا ابن فلسطين
زدنا حباً زدنا عشقاً
والامر لك .....