سورية ... معركة الخبز والكرامة التقارير والمقالات | سورية ... معركة الخبز والكرامة
تاريخ النشر: 18-12-2022

بقلم: معن بشور

يتضح الان بعد كل ما شهدته أمتنا من حروب وفتن وإفقار وتجويع أن القوى المهيمنة على العالم، وهي دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة، قد وضعت العرب جميعاً أمام خيارين إما التطبيع مع العدو الصهيوني أو التجويع والترويع والفتن الأهلية والتوترات الإقليمية والطائفية والمذهبية، أي أما ان تتنازلوا عن الكرامة او تواجهوا الأفقار والتجويع ..
فعلوا الأمر نفسه مع مصر بعد ثورة 23 يوليو ، وفعلوها في العراق بعد ثورات تموز التحررية، وفعلوها في شمال اليمن بعد ثورة الجمهورية ، وفعلوها في لبنان بعد غزو 1982، وفعلوها في الجزائر في سنوات العشرية الدامية، وفعلوها في ليبيا على يد قوات الناتو، وها هم اليوم والأمر والغد يفعلونها في سورية العروبة والتحرر... بعد أن فشلوا في انتزاعها بالقوة من موقعها المدافع عن كرامة الأمة وثوابتها ووضعها في الموقع الآخر أي موقع التطبيع مع العدو والصمت على أكبر جريمة في هذا العصر لا تستهدف فلسطين وحدها بل الأمة كلها.
والأنكى من ذلك كله هو أن اعداءنا لا يلتزموا حتى بالخيار الذي وضعونا فيه، فحتى لو سار بعضنا في التطبيع فهو لن ينجو من التجويع والافقار والأمثلة امامنا واضحة في دول كانت حكوماتها رائدة في توقيع اتفاقات التطبيع مع العدو...
فشعب سورية الأبي كان يدرك ان كل تراثه الوطني والقومي والتاريخي رفض الفصل بين الكرامة والخبز... وإن الكرامة هي التي تحمي الخبز ، كما أن الخبز هو الذي يحصن الكرامة..
فهذه الحرب الكونيةعلى سورية وفيها منذ 11 سنة والتي انفقت عليها المليارات والتي تم تتويجها باحتلال مثلث إسرائيلي – امريكي – تركي، والتي يتم تغذيتها عبر قوانين الحصار بدءاً من قانون "قيصر" الاميركي قبل سنوات وقانون المخدرات الأميركي ايضا هذه الأيام الذي لم يوفر في عقوباته حتى المواد التي تستعمل في صناعة الدواء ...
لكن هؤلاء الأعداء القابعين في مراكز القرار في واشنطن ولندن وتل ابيب وغيرهم لا يعرفوا الشعب العربي السوري على حقيقته ولا يعرفوا كيف واجه عبر تاريخه القديم والمعاصر كل أشكال الغزوات الاستعمارية فكان يصمد أولاً بكرامته ثم ينتصر فيما بعد ببطولة ابنائه...
ولن تكون مصير الغزوة الداخلية – الخارجية لسورية هذه المرة مختلف عنه في المرات السابقة ، بل أن سورية عبر مواجهتها اليوم ستسعى الى إغلاق كل الثغرات التي يمكن لاعدائها النفاذ منها ...
وأن شعبها وجيشها وقيادتها يدركون أن بلادهم ستنتصر ما دامت ملتزمة معادلة الخلاص مقاومة، مراجعة، مصالحة، مشاركة....


تنويه | المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع

جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013