اسقطت حرب اوكرانيا نظريتين سادتا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي في بداية تسعينات القرن الماضي، وهيمنة الولايات المتحدة الاميركية على العالم.
النظرية الاولى قدمها فوكوياما مؤكدا انتصار الولايات المتحدة الاميركية الكلي، وبالتالي نهاية التاريخ، لعدم تمكن ظهور منافس لها.
فها روسيا والصين تتقدمان وتواجهان الولايات المتحدة الاميركية، وتنافسان هذه الاخيرة على كل الاصعدة من اقتصادية، واجتماعية، وعسكرية، ما اسقط نظرية فوكوياما.
النظرية الثانية والمبنية على افتراضات الاولى، نشرها ساموئيل هنتنغتون الذي اكد اندثار الدول من جراء العولمة الاميركية، وتحول الصراع الى حروب بين حضارات، ومن ثم اختزال الحضارة وتحويلها الى دين! وكل تراث مادي او معنوي مغاير، لا يأبه هنتنغتون له.
يهدف هنتنغتون الى وضع العالم الغربي الذي يصفه بالمسيحي-اليهودي، في مواجهة عالم اسلامي لحرف الانظار عن الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي الوجودي، والذي هو صراع على الارض والهوية الوطنية لا الدين كون الدين اليهودي معترف به في الاسلام، بينما كان منبوذا من مسيحية الغرب منذ القرون الوسطى!
الحرب في اوكرانيا انهت هذه النظرية ايضا، بما ان الغرب المسيحي يقتتل فيما بينه، كما حصل ابان الحربين العالميتين، الاولى والثانية، وهدفه السيطرة الاقتصادية.