تطبيع العلاقات مصطلح سياسي يشير إلى جعل العلاقات طبيعية بعد فترة من التوتر و القطيعة لأي سبب كان , حيث تعود العلاقة طبيعية و كأن لم يكن هناك خلاف أو قطيعة سابقة و التطبيع كذلك هو المشاركة في أي مشروع أو مبادرة أو نشاط محلي أو دولي مصمم خصيصاً للجمع (سواء بشكل مباشر أو غير مباشر) بين فلسطين ( و أو عرب ) و إسرائيليين (أفراد كانوا أم مؤسسات ) ولا يهدف صراحةً إلى مقاومة أو فضح الاحتلال و كل أشكال التمييز و الاضطهاد الممارس على الشعب الفلسطيني . و أهم أشكال التطبيع هي تلك النشاطات التي تهدف إلى التعاون العلمي أو الفني أو المهني أو النسوي أو الشبابي , أو إلى إزالة الحواجز النفسية . و يستثنى من ذلك المنتديات و المحافل الدولية التي تعقد خارج الوطن العربي . كالمؤتمرات أو المهرجانات أو المعارض التي يشترك فيها إسرائيليون إلى جانب مشاركين دوليين , ولا تهدف إلى جمع الفلسطينيين أو العرب بالإسرائيليين كما تستثنى من ذلك حالات الطوارئ القصوى المتعلقة بالحفاظ علي الحياة البشرية , كانتشار وباء أو حدوث كارثة طبيعية أو بيئية تستوجب التعاون الفلسطيني – الإسرائيلي .
و يخص الشباب بعامة و أكثر من الفئات العمرية الأخرى للتأثير الأيديولوجي و الثقافي و السياسي و آية ذلك أن الشباب يعيشون مرحلة تكوين الوعي و الخيارات السياسية و المستقبلية , كما أن الشباب هدف أول لكل الاتجاهات الأيديولوجية سواء كانت سياسية أو غيرها , سليمة كانت أو غير سليمة , و ينظر إلى الشباب بوصفهم قلب الحركة السياسية الفاعل و بالتالي تسعى لأن تكون المساعي باتجاه الشباب في أي حركة تهدف إلى تغيير القيم و الأفكار و الثقافات داخل المجتمعات .
انطلاقاً من ذلك نرى كيف استهدف العقل الشبابي في محاولة لتغيير الوعي العربي أو إعادة تكوينه من جديد بما يتلاءم مع السياسات السرطانية الصهيونية المتوجهة إلى العقل العربي لإحداث التغيير الذي يلائم المخططات الصهيونية في المنطقة .
و مما لا شك فيه أن الإعلام و المناهج التعليمية لهما الدور الأكبر في تشكيل الثقافة لدى الفكر الشبابي حيث يتم عبرهما تشكيل الوعي و الاتجاهات و القيم الشبابية التي تكون الكمون الأساسي لمستقبل الأمة.
• الإعلام و دوره في تكوين العقل لدى الشباب العربي :
استندت نظرية الإعلام لدى ولادتها إلى مبدأ التلقي الشاقولي , بمعنى أن هناك ثمة مُرسِل و مُرسَل إليه , مُصدِّر و متلقي , و لو أخذنا الصحافة الورقية مثلا , لوجدنا أنه لدينا صحفي يكتب مقالة , و لدينا قارئ لهذه المقالة . هذا العماد الأساسي للنظرية الإعلامية , و لكن مع تطور وسائل الإعلام اعتمدت النظرية الدائرية . فالكل مُرسِل و الكل مُرسَل إليه و مع انبثاق التقانة أصبح أيضا الكل مُصدِّر و الكل مصدَّر إليه .
وكل الدراسات تؤكد أن مستخدمي شبكة الإنترنت العنكبوتية هم من فئة الشباب على المستوى العمري و الذهني و على الرغم من إيجابيات التفاعل الإعلامي بهكذا طريقة إلا أن ذلك سلاح ذو حدين . حيث سمح لفوضى الثقافة و ثقافة الفوضى , أن تسيطر على المشهد الإعلامي الشبابي ليصبح الإعلام من أهم الأدوات التي يستخدمها العدو في غسل أدمغة الشباب و استئصال ما لا يتناسب مع ثقافته و أهدافه و استبداله بما يعزز وجوده و يبرره و يشرعنه و يتيح له هيمنة و سيطرة أشد و أكبر و ضمان استمرار الاحتلال عبر شريحة الشباب الذين يشكلون مستقبل الأمة و كينونيتها .
و الجدير بالذكر , أن التطبيع بدأ إعلاميا و ثقافياً و من خلال استهداف عقول الشباب و اختراق منظومتهم الفكرية و القومية و إعادة بناء عقل الشباب عبر مجموعة من الأفكار و القيم التي تناسب الاحتلال و السيطرة و الخنوع و تحقيق الأهداف الصهيونية في الاحتلال و الاستيطان . و الأخطر هي تلك الأفكار السرطانية الموبوءة التي تغلغلت عبر شعارات حقوق الإنسان و الحرية و الديمقراطية و السلام و الأمن و التعايش لتصب كلها في مجرى واحد هو المصالح الصهيونية في المنطقة و تحويل المنطقة بأثرها إلى تابع يدور و ينوس في دائرة العقل الصهيوني و مخططاته و هكذا يكون هدم و تخريب المنطقة بأثرها و احتلالها عبر أيدي عربية و عقول عربية و من داخل و عمق العرب ذاتهم .
و مما لا شك فيه أن التطبيع الالكتروني هو أحدث وسائل تل أبيب لاستقطاب و سقوط الشباب العربي في الفخ و الدليل هو تعيين ثلاث صفحات إسرائيلية يتابعها 1.5 مليون عربي و عشرات الصفحات الصغيرة المخصصة لكل بلد و ((أفيخاي أدرعي))
ولا يدخر الكيان الإسرائيلي جهداً في محاولته المستمرة و المستميتة في جذب الشباب العربي , و تبديل الحقائق و تزييف التاريخ , و مع السدود التي تقيمها الجهات الرسمية لصد أفكارهم المشوهة , بدأ الكيان الإسرائيلي بالعمل على استغلال الفضاء الالكتروني بكافة أشكاله , و على رأسه مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة . لتصبح السوشل ميديا ملعبا جديدا للكيان الإسرائيلي لاستقطاب الشباب العربي , و الضغط على القضية الفلسطينية و ترسيخ أكاذيبهم في المنطقة العربية في خطوات يمكن تسميتها ب ((التطبيع الالكتروني )) و الأخطر هو الغياب الكامل للرد العربي أو المواجهة الفكرية .
حيث تعينت ثلاث صفحات إسرائيلية موثقة لها شعبية كبرى هي : 1- أفيخاي أدرعي -2- إسرائيل في مصر -3- إسرائيل تتكلم بالعربية .
ولا يهمنا التعليقات فقط بل الأهم هو المشاركة و هي خطورة بحد ذاتها و اللافت للنظر هو وجود حالة من الحوار بين القائمين على إدارة الصفحات و المتابعين و هناك اهتمام في الرد على تساؤلات البعض و التعليق على بعض القضايا .
و كذلك الأخطر وجود مبادرات ظاهرها دعم الشباب العربي , و باطنها التطبيع المجاني مع إسرائيل و جعل الأمر يبدو مساراً عادياً .
إنه الإعلام الجديد و مخططات إغراق الشباب العربي في مستنقع التطبيع عبر تأهيل و بناء قدرات و كوادر عربية قادرة على قيادة قطاع الإعلام الرقمي سريع النمو إقليمياً و عالمياً .و النشر عبر مجموعة واسعة من البرامج و المساقات و الاستعانة بمجموعة من شخصيات عالمية مختصة بهذا المجال من أكاديميين و خبرات و خبراء , و مؤثرين , من بينهم إسرائيليون , بالتعاون مع منصات و شركات مثل فيسبوك و تويتر و غوغل على سبيل المثال ((وفرت السلطات الإماراتية كل الإمكانيات لانطلاق مشروع ترسيخ التطبيع شعبياً في عدد من الدول التي تصنف شعوبها أنها معقل مقاطعة سلطات الاحتلال )) و الأخطر الاستعانة بصانع محتوى فلسطيني مطبّع حيث استعانت آلة الدعاية الإماراتية بشاب فلسطيني من المروجين للقيم الإسرائيلية , المدعيّن أن سلطات الاحتلال لم تكن مجرمة في حق السكان الأصليين , و يدعو للتعايش و نبذ العنف , و هو يساوي بين الضحية و الجلاد , و يردد مقولة أن ((الأهم ليس النقاش مَن السبب.؟ ))
الفارس الذي وفرت له الإمارات كل الإمكانيات للانطلاق في مشروعها الترويجي للتطبيع , كنواة أولى , يدعى (نصير ياسين ) أبن قرية عرابا في الجليل الفلسطيني و يعلن صراحةً أنه اختار حدود إسرائيل و الحدود الجديدة لفلسطين و أنه يجب و برر ذلك قائلا : لأنه يوجد في الحياة أمور أفضل و أكبر و أكثر أهمية للتركيز عليها , بدلاً من الخلاف على أسم قطعة أرض .
قصة الشاب الذي لا يعرف نفسه أنه فلسطيني من دون إضافة عربي إسرائيلي , بدأت لحظة أعلن ترك العمل في إحدى الشركات الأمريكية سنة 2014 م , بعد تخرجه من جامعة هارفاد بمنحة دراسية , و اتجه نحو إنشاء مؤسسته الخاصة (ناس ديلي ) و يدعي أنه يحقق حلمه بالسفر ,و إبراز التعايش السلمي و حوار الثقافات , و سريعاً عقد اجتماعاً مريباً مع مؤسس فيسبوك مارك زوكاربيرغ في أوائل 2018م و هو استثناء لا يحدث ببساطة مع أي شخص .
و سريعاً تلقفته الأذرع الإماراتية التي استأنست بفيديوهات يطبل بما يسميه التعايش الإماراتي , و أعلنت أكاديمية الإعلام الجديد إطلاق ما أسمته ((أول برنامج نوعي للتدريب على تصوير مقاطع الفيديو لمنصات التواصل الاجتماعي )) .
و تستهدف المبادرة اختيار شباب عربي من صناع المحتوى و استلامهم لتدريبهم و توجيههم على حد وصف أصحاب المبادرة . لكن الخلفية هي غسل أدمغتم تدريجياً , و توجيههم نحو تقبل التطبيع , و اعتباره مسلمة تاريخية , و المساهمة للترويج للأفكار الإسرائيلية و تواجدها في المنطقة .
و قررت الأذرع الإماراتية اختيار نحو 80 صانع محتوى عربي شاب , لكن وقع الاختيار على مواطنين من الدول التي ترفض نسبة معتبرة من شعوبها التطبيع .
لكن سريعا انكشف الغطاء , و ظهرت قرائن تشير إلى أن المبادرة لم تكن بريئة , ليكتشف المشاركون أنهم وقعوا ضحية محاولة جرهم إلى ضفة التطبيع , و شرّع كثيرون منهم بالانسحاب من المبادرة , و الأرقام مرشحة للارتفاع مع توالي و انكشاف الأهداف الحقيقية للمشروع التطبيعي.
و أعلن عدد من المشاركين في المبادرة انسحابهم من المشروع , وتوجهوا للجمهور بفيديوهات تشرح خلفية الفكرة و وضحوا الحقائق ((استعمار العقول العربية , و ترويج القبول بالاستعمار الإسرائيلي للأرض العربية كقدر, ضمن خطوات عدة لتصفية القضية الفلسطينية و تبييض جرائم الاحتلال )) .
إذاً : نحن أمام اختراق وعي الشعوب العربية المؤمنة بأن تحررها و تقدمها و نضالاتها من أجل العدالة مرتبط بحرية الشعب الفلسطيني و عودة لاجئيه إلى ديارهم .
و الكيان الإسرائيلي ينفق مبالغ طائلة على حملات إعلامية مضللة من خلال نشر محتوى غير سياسي يظهر الكيان الإسرائيلي و كأنه دولة طبيعية متطورة يمكنها مساعدة (( جيرانها )) العرب بعيداً عن كل جرائمها ضد الشعب الفلسطيني و الأمة العربية و العداء التاريخي معها كنظام استعماري و عنصري , و مناهضة كل حركة مقاومة و تشويه و تزييف صورتها و شيطنتها في عقول الشباب العربي علي اعتبار أنها السبب في عدم استقرار الشعوب و وصفها بالحركات الإرهابية في محاولة للخلط التمييعي بين فلسفة المقاومة النبيلة و بين الحركات الإرهابية الهدامة و التخريبية .
إن تلك المبادرات هي تواطؤ صريح من قبل الأنظمة العربية التطبيعية مع الكيان الإسرائيلي لغزو عقول شعوبنا و تلميع جرائم نظام الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي و تسويق الاتفاقيات العار التطبيعية .
ولا نجانب الصواب إذا من أكدنا أن الخطورة ليست في التطبيع الرسمي بين الحكومات فحسب , بل الأخطر التطبيع غير الرسمي عبر استهداف العقول و تخدير الثقافات التطبيعية عبر الأفكار و المنظومات القيمية .
• المناهج التعليمية و محاولات التطبيع :
إن أخطر ما تمر به القضية الفلسطينية هو التطبيع بكل أشكاله مع الكيان الإسرائيلي و محاولة اعتباره كيانا طبيعيا بالمنطقة العربية , حيث تسعى بعض الحكومات العربية لتبرير ذلك لأهمية مكانة الكيان الاقتصادية و السياسية بالرغم من رفض الشعوب المطلق للتطبيع .
و أنواع التطبيع الممارسة كثيرة و منها الثقافية و الاجتماعية و إحدى أدواتها المناهج التعليمية كوسيلة ناجعة و أكدية , و هو تطبيع يشكل خطورة كبيرة و شديدة على وعي الطلاب العربي و تأثيره مستقبلاً على الوعي الجمعي للشعوب العربية و خطورة التطبيع هنا تندرج في سياقات مختلفة أهمها :
1- أن يصبح الكيان الصهيوني كياناً طبيعياً مستقلاً في المنطقة العربية و أن ينتهي الصراع العربي الصهيوني و تنتهي معه القضية الفلسطينية .
2- نسيان المأساة التي حصلت للفلسطينيين بعد مئات المجازر الصهيونية .
3- تسهيل سيطرة الكيان الصهيوني مستقبلاً على الكثير من الثروات الطبيعية .
في المقابل تسعى المناهج التعليمية الصهيونية في كثير من المدارس التعليمية لزرع الكراهية المطلقة للعرب و وجوب قتلهم .
و من الأهمية بمكان التأكيد على أن المناهج التعليمية من أخطر الوسائل و الأدوات التي يعتمدها العدو عبر محاولات الزرع لأفكار تجعل ما هو غير طبيعي , طبيعي في العلاقة مع الكيان الإسرائيلي , و تجذّر لمصطلحات خطيرة على العقل العربي . مصطلحات في ظاهرها إنساني راقي و جميل لكنها في العمق عبارة عن ألغام تزرع في عمق العقل بحيث تكون جاهزة مستقبلاً للارتهان و قبول المعاهدات التطبيعية , وليس ذلك فقط بل تبريرها و التسويق لها .
إنها عملية غسل الأدمغة التي تستهدف العقول العربية الشابة و مثالنا في ذلك الترويج لمصطلح دولة إسرائيل بدلاً عن الكيان الإسرائيلي و الصهيوني و التسويق لاتفاقيات و معاهدات سابقة بين دول عربية و الكيان الإسرائيلي على أهنها اتفاقيات ناجحة و بطولية و ضرورية في المنطقة , كذلك حذف كل محتوى تعليمي يشير إلى المجازر و الانتهاكات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني من جميع المقررات التعليمية و أيضاً محاولات تزيف الكثير من الأحداث التاريخية و النيل من الرموز التاريخية أو عدم ذكرها و التركيز عليها , و تزييف الحدود الجغرافية للوطن العربي و تمييع الحدود و استبدال أسم فلسطين بإسرائيل .
إن ذلك كله جزء من مظاهر عديدة لمحاولات التطبيع و لابد من محاربة ذلك بجميع أشكاله . إنها محاولات استئصال كل انتماء عروبي و قومي و استبداله بقيم و أفكار تجذّر للتطبيع و تقسيم الأمة في إطار كيانات و كانتونات بما يلاءم الوجود العنصري اليهودي داخلها و آية ذلك استبدال مصطلح الأمة العربية بفكرة الشرق الأوسط .
إنه التبرير الممنهج الذي يقدم لنا أفكار و فلسفات و مصالح تبرر التطبيع و تدعمه و التي عيّنت بعض المصطلحات التي تم تشريبها للثقافة العقول العربية و هي شعارات تناهض أي شكل من أشكال التضامن العربي و هو الحد الأدنى من تحقيق وحدتنا العربية و كانت تحت مسميات جديدة مختلفة : حقوق الأقليات , حقوق الإنسان , الديمقراطية ,القومية عنصرية , الإسلام السياسي , الربيع العربي.
و كل من سبق من مصطلحات تعينت في أحداث تم استغلالها لفرض المزيد من الانقسام , الاستفراد , التمهيد للتطبيع .
و ما كان لأمريكا و الكيان الإسرائيلي لتحقيق التطبيع دون إنهاك العرب في حروب لا تؤدي إلّا إلى المزيد من التفرقة و الانقسام , و زرع التطرف الديني و تغذيته و العمل على تجذيره من ثم المطالبة بمحاربته , وخلق مقولة الحوار و التسامح الديني الملغومة , و تعميق الصراع و الخلاف بين المسلمين و تشجيع الطائفية .
كل ذلك من أجل شرعنة الاحتلال لفلسطين , و تحويل الاحتلال من احتلال لأرض عربية إلى احتلال عقول عربية , و مما لا شك فيه أن أخطر احتلال هو احتلال العقول حيث تصبح الأرض محتلة بالضرورة و التسليم و هيهات لنا التجرير بعد احتلال العقول لأننا فقدنا الإرادة و الكرامة و القضية .
و نؤكد أن شعباً بلا قضية هو شعب ميّت حتما لأن القضايا حية لا تموت و لا يموت الشعب إلا بموتها. و العروبة قضية و مبدأ و موقف , إنها كينونة , حيث لا وجود و لا كينونة دون عروبتنا .
و الهدف من مناهضة الصهيونية للعروبة و القومية العربية هو ضمان انتهاء و انتفاء الوجود العربي لأنها تدرك تماماً أن في عروبتنا قوتنا أنه صراع الوجود يا سادة فالعروبة كمون يمتلك كل مكونات حضوره , العروبة إرادة أولاً و آخراً إنها إرادة و حرية و اختيار نعم هي انتماء إرادوي و الجدير بالذكر أن الأمم جميعها لم تمتلك نهضتها إلا بعد امتلاكها لقوميتها (الفرنيسة , الألمانية , الروسية ) .
إذا لابد من غرس الأفكار الصحيحة عن عروبتنا و قضيتنا الفلسطينية في نفوس الطلاب و الناشئة , حيث تتكون مناعة مسبقة لأية محاولة للعبث بثقافتهم و أفكارهم و انتمائهم .
و أخيرا : لا بد لنا من التأكيد على أن التطبيع ليس اتفاقيات بين العرب و الكيان الإسرائيلي إنه اتفاقيات بين إسرائيل المعلنة و إسرائيل المستترة و أمّا العروبة فهي ليست أنظمة , العروبة هي الكينونة النبيلة المنشودة , و فساد بعض الأنظمة الأعرابية و خيانتهم لا يعني فساد و تخوين كينونتنا العربية فالمشكلة ليست في العروبة يا سادة بل في حكومات بلا هوية و انتماء و التطبيع لن يكون بسقوط ورقة التوت عن بعض الأنظمة الأعرابية فالتطبيع سيبقى حبراً على ورق طالما أن هناك شعب حر مقاوم و سيادي , نحن نراهن على وعي شعبنا العربي و ليس على حكومات مستأجرة صهيونيا , و لا سبيل لنا إلا المقاومة