تأتي زيارة الرئيس التركي اردوغان الى الجمهورية الاسلامية الايرانية من اجل عقد لقاء ثلاثي روسي تركي ايراني لبحث الموضوع السوري ، بعد أيام فقط على مغادرة الرئيس الأميركي جو بايدن المنطقة، وفي ظل تباينات ايرانية تركية حول ملفات عدة طالت سوريا وشمال العراق ومسالة الطرقات التجارية بين ارمينيا واذربيجان ومصالح ايران في هذا المضمار .
لقاء الرئيس الايراني رئيسي واردوغان الثنائي ادى الى توطيد العلاقات وعقد اتفاقات تجارية لتنشيط التباد ل بين الدولتين وكان الطرفان موعودان بزيادة تعاملاتهما التجارية لغاية 30 مليار دولار في مراحل سابقة الا ان النتيجة كانت مخيبة للامال .
التطورات الاقليمية التي تشهدها المنطقة والتحوّلات العربية والإقليمية تلعب دورها في التعامل مع الملف السوري في ضوء التقارب التركي مع العديد من العواصم العربية مثل الإمارات والسعودية ، والتقارب التركي الإسرائيلي الأخير الذي تُرجم عمليّاً على الأرض في مواجهة ايران على الجبهتين الشمالية والجنوبية.
كذلك تجعل الحرب الروسية الاوكرانية من القمة المنعقدة في طهران حدثا مهما للدول الثلاث روسيا تركيا وايران . لا سيما وان المتغيرات الكثيرة بدات تفرض نفسها على المنطقة ، ما يجعل من اللقاء بين فرقاء استانة ضرورة من اجل محاولة ايجاد حلول لمشكلات الامن ووحدة الاراضي السورية وامنها التي ترى ايران بانه ينعكس بدورة على امن تركيا .
وكانت تركيا قد هددت بالقيام بعملية عسكرية في شمال سوريا من اجل وضع اليد على مناطق تواجد قوات سوريا الديمقراطية ونسقت مع المسلحين الذين تدعمهم ، ما اثار اعتراض ايران حيث يتواجد الجيش السوري وحلفاءه الامر الذي حمل الرئيس التركي على اطلاق تصريحات اتهم فيها ايران بتأزيم ملفات المنطقة .
على اثرها قامت ايران بمبادرة حملها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد حمل الى انقرة هدفها الاساسي تثبيت مبادرة أستانا، وخفض التوتر في المناطق التي تشهد معارك في سوريا. ربما تشكّل القمّة الثلاثية الروسية التركية الإيرانية منعطفا في العلاقة مع سوريا فيتم الترحيب بالوساطة الايرانيّة على خط أنقرة - دمشق
ياتي اجتماع في طهران على اثر تشكل الحلف العربي الاسرائيلي في المنطقة بقيادة الولايات المتحدة ،ما يرتب على تركيا التي تنسق مع بعض الدول العربية واسرائيل موقفا فيما يؤكد الاسرائيلي انه حلف ضد ايران ، تتشكل معادلات جديدة تؤثر بشكل او بآخر على ايران وتركيا .في الملفّات الإقليمية السياسية والأمنيّة والاقتصادية كما ان مستقبل هذه العلاقات سيتأثر بالخيارات والقرارات التي ستتخذها انقرة .
لا شك ان علاقات تركيا التجارية الخليجية ستمر عبر ايران للوصول الى ميناء اسكندرون لذلك لا بد من البحث حول المصالح المشتركة وآلياتها. ربما ستحمل هذه القمة معها المزيد من التعاون التجاري الإقليمي بين الدول الثلاث .
تختلف العلاقة الروسية الايرانية عن تلك الروسية التركية ليس فقط من حيث التحالفات الاستراتيجية انما ايضا بسبب العقوبات التي جمعت روسيا وايران اللذان يملكان ثروات غازية ونفطية وموقف سياسي اتجاه هيمنة الولايات المتحدة .اما موقع تركيا فهو مختلف بفضل تحالفاتها الاطلسية والخيارات التي اعتمدتها منذ نهاية 2021في سياسيتها الخارجية الجديدة والتي تحدد خياراتها والمسافة التي تتخذها تبعا لمصالحها وهي كثيرة مع جيرانها الاقليمين روسيا وتركيا . لا شك ان محاولة حل الموضوع السوري يمكن ان يرتقي بالعلاقات التركية الايرانية تجاريا واقتصاديا ، كذلك يمكن لموسكو ان تلعب دورا في موضوع طرق ابواب التجارة بين البلدين في القوقاز . كما يمكن لنتائج هذه القمة ان تكون فاعلة في موضوع نقل الحبوب من اوكرانيا وفتح ابواب الحوار والوساطات اجل ايقاف الحرب الروسية الاوكرانية .