سورية قلب العروبة النابض التي أوصى الملك عبدالعزيز أبنائه بوجوب طعنها في قلبها حتى الموت، فكانوا أوفياءً لوصيتهِ الشيطانية،
فمنذ ثمانينات القرن الماضي ومملكة آل سعود تُقَدِّم للأميركيين والصهاينة خدمات إرهاب في سورية بتصنيف خمس نجوم من خلال التآمر على أم العرب فكانت أولى هدايا عائلة الشيطان دعم تنظيم الإخوان "المسلمين" وتسليحه من أجل تدمير سوريا من الداخل، لكن فِطنَة الرئيس الراحل حافظ الأسد رحمه الله كانت حاضرة قبل أن تولد المؤامرة لأنه يعرفُ معدنَ قرن الشيطان جيداً ويَعي ما يريدون وما يخططون فوئَدَ فتنتهم في مُدُن حماه وحلب ودمشق وغيرها،
وفي عام ٢٠١١ بدأت السعودية وأخواتها وأسيادهم الأميركيين والصهاينة بتنفيذ مخطط جورج بوش الإبن الذي يقضي بتهجير نصف سكان سوريا إلى خارجها بسبب خوف الكيان الصهيوني من كثافة الإنفجار السكاني الكبير فيها،
الرئيس بشار الأسد الإبن قاتلَ ولم يتزحزح ولم يفاوض أو يساوم، وأثبتَ حلفاءهُ بأنهم أوفياء وشاركوا جميعاً كتفاً إلى كتف بالتصدي للمؤامرة ودحر الإرهاب،
سوريا أعادت روسيا التي جائت لمساندتها إلى واجهة الأحداث في الشرق الأوسط، ومنحتها أرض ومياه لتتمركز قواتها البرية والجوية والبحرية وأصبَح للجيش الأحمر أكبر قاعدة عسكرية بحرية وجوية في المنطقة تشرف على اوروبا من جهة الشرق،
بعد إنتصار دمشق وتحرير ما يزيد عن ٧٥٪ من الأرض السورية ، وبعد إحتدام الصراع مع العدو التركي الطامع والأميركي المحتَل، أثبتت سوريا بأنها الرقم الصعب في المنطقة وأصبحت الحلقة الأصعب والأصلب التي يصعب كسرها إلى جانب حليفها حزب الله في لبنان وأشقائها المجاهدين في العراق وإيران،
عندما فشِل العربان وأسيادهم وتبدَّدَت أحلامهم في سورية تراجعوا عن مشاريعهم فيها لكن من دون الإقدام على خطوات جديَة في التطبيع معها،
أميركا وحلفائها المهزومين في سوريا، إنهزموا في اليمن أيضاً، وعجزوا عن الصمود أمام جبروت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعَظَمَة قوتها،
وبعد إشتعال الحرب الكونية ضد روسيا على الأرض الأوكرانية، إختلفت الأمور كثيراً حيث برزَ الضعف الأميركي الأوروبي بمواجهة الدب الروسي، وفرض القيصر نفسه على الجميع مؤدباً دُوَل القارة العجوز مهدداً إياهم بالظلام والموت البارد، فلم يبقى أمام الأوروبيين في ظل هذا الواقع إلَّا أن ينصاعوا لمطالب بوتين وإلَّا لن يكونوا سعداء كثيراً في صقيع الشتاء القادم،
العالم لم يعد أحادي القطب وروسيا قلبت الطاولة وفرضت معادلات جديدة سيكون لسوريا دوراً سياسياً وإقتصادياً بارزاً في وسط الشرق سيزداد قوة وازدهارا بعد تثبيت الوقائع الروسية في اوروبا كأمر واقع،
وستكون دمشق الحاضنة العربية الأم رغماً عن أنف أعدائها بعد تراجع النفوذ الأميركي الصهيوني في الشرق الأوسط لما تتمتع به سوريا من إمكانيات اقتصادية وسيشكلُ موقعها الجيوسياسي مدخلاً أساسياً لكل المنطقة وستصبح الرقم الصعب داخل المعادلة الدولية في الشرق الأوسط الذي سيتغير جلده ولونه ولن يكون أميركياً بإمتياز.