من أنواري شعّ النّور، وفي مدارجي مهد الإنسان الأول، كنت ملاعب الصّبا لهابيل وشيث...
أنا مهد الأديان، أنا مهد الأديان، أنا حاضن شجرة النّبوة المباركة وناشر الرّسالات السمّاوية والانسانية، وكل من يعبد الله في هذا العالم مدين لأبنائي الذين عرفوه بالله، ونقلوا إليه كلامه ونواميسه وسيّر أنبيائه وكل خلق عظيم.
أنا الطريق إلى السّلام، أنا الطريق إلى القبلتين، أنا الطريق إلى الحرية وعتق الإنسان، أنا الكنيسة التي بشرت العالم بالسلام والمحبة، ونشرت تعاليمها بالتضحية والفداء، وانتصرت بإيمانها العميق المخلص، ومنها البشارة والبداية ... من أنتم ؟؟ .
من دمشقي انطلق القديس وفي بانياس الجولان كان اللقاء المنتظر وكانت الرؤية حين قلد السيّد المسيح بولس الرّسول سلطان مفاتيح السماوات والأرض، وقال كلمته الخالدة " أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابنتي كنيستي، وأنت تعلم يا بطرس أنني أحبك فارع خرافي وما تحله في الأرض يكون محلاً في السماء وما تربطه في الأرض يكون مربوطاً في السماء " .
من ضيائي شعّ الإسلام، ونشرته ديناً عالمياً برسالتين محمّدية، ومسيحيّة.. من أنتم..؟؟
باسم فتاتي سمّيت أوربا، وابنها قدموس علم اليونان وعالم الكتابة، وأحرف الأبجدية.. من أنتم ..؟؟ .
أنا التي ولد أبنائي أحراراً، وعلمتهم حب الحياة، وأن يزينوا بيوتهم بالقثيارة، والسّيف جنباً إلى جنب . أنا الياسمين والسيف الدمشقي .
تعلّم أبنائي في مدرستي أنْ لا عودة إلى الوراء، ولا تراجع أمام العدو، ولا حركة إلا إلى الأمام.
تعلموا كيف يتعانق المختلف الاجتماعي في فضاء المؤتلف الوطني، فمنحهم قوة الحضارة التي واجهوا بها حضارة القوة .
أنا من جاءني الرومان محتلين، فإذا بأبنائي يتربعون على عرش روما، ولعشرات من السّنين، أنا من أنجبت تدمر شاهداً على وقوفي في وجه الصحراء وروما .
أنا من أورثت المجد لأبنائي كابراً عن كابر من آشور بانيبعل، وسرجون الأكادي، وهددنصر إلى سيف الدولة الحمداني، ويوسف العظمة، وحافظ الأسد .
أنا الضاربة في التّاريخ، أنا قلب العروبة والإسلام، أنا حاملة مجد الأمويين، أنا من جيّشت جيوش كتيبة بن مسام الباهلي، والمهلّب بن أبي صفرة، وأبي جعفر المنصور، والحجاج بن يوسف الثّقفي، ومن قلعة الظّفر أسرجت خيول الظّاهر بيبرس إلى عين جالوت، وصلاح الدين إلى حطين، وحافظ الأسد إلى تشرين ... من أنتم ؟؟ .
أنا بقعة نور منها خلاص الإنسانية، أنا من باركني الله، أنا بقية الإيمان في آخر الزمان، أنا بأبنائي باقية متجدرة وكل من عاداني مارّون عابرون انثروا، أنا الجنة تحت ظلال سيوف أبنائي .
أنا البلد الآمن للهاربين من طرق الشّر نحو نعيم الطمأنينة.
أنا من حماني الله، أنا التي علمت أبنائي أن لا يركعوا إلا لله، أنا من لا يخيفني كثرة الضجيج حولي لأن الحياة بدون ضجيج عزاء عظيم للذي يعيش بدون مجد، أنا من عاداني قسمة الله .
أنا أرض المنشر، أنا أرض المحشر، أنا عمود نور يربط الأرض بالسماء، أنا قسم الله، أنا الشام، شامة الدنيا ... من أنتم ..؟؟