الكيان يكشِف: تحالفات جديدة وغيرُ مسبوقةٍ مع جيوشٍ عربيّةٍ تضمن تفوّقنا الدفاعيّ وتحديد الصعوبات بسرعةٍ..الاستعدادات لضرب إيران بتكلفة مئات ملايين الدولارات مُستمرّة.. هل العرب سيُشارِكون بالتمويل؟
من زهير أندراوس:
للمرّة الأولى سمحت الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة لوسيلة إعلامٍ عبريّةٍ بالنشر عن وحدة التفعيل التابِعة لشعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) في جيش الاحتلال، وإجراء حديثٍ مع الجنرالات الثلاثة الذين يقودون هذه الوحدة، التي تقوم، وفق موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، بإدارة المعركة بين الحروب، التي تخوضها الدولة العبريّة ضدّ الأعداء، وفي مُقدّمتهم، إيران.
الوحدة السريّة حتى اليوم، تُراقِب على مدار الساعة ما يحدث بالشرق الأوسط، وتُحضِّر التوصيات للمُستوى السياسيّ والأمنيّ حول السياسة الإسرائيليّة فيما يتعلّق، على سبيل الذكر لا الحصر، بكيفية الردّ الإسرائيليّ على الجمهوريّة الإسلاميّة لتدمير برنامجها النوويّ، والذي تعتبره دولة الاحتلال تهديدًا وجوديًا.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح الموقع، الذي أجرى لقاءات مع المسؤولين الثلاثة، دون الكشف عن أسمائهم وصورهم، أوضح أنّ الوحدة هي التي ترفع التوصيات حول كيفية وآلية التصرّف الإسرائيليّ في حال حدوث أزمةٍ أمنيّةٍ: الهجوم بالطائرات أمْ الاكتفاء بالحرب الالكترونيّة؟ أو هل يتعيّن على الكيان أنْ يقوم بعمليةٍ مُتشابكةٍ ومُشتركةٍ تشمل الجهد الدبلوماسيّ، والضغط الاقتصاديّ، واللجوء لعمليات احتيالٍ دون الحاجة لإطلاق رصاصةٍ واحدةٍ؟، طبقًا لأقوال قادة الوحدة العسكريّة الإسرائيليّة.
عُلاوةً على ما جاء أعلاه، أكّد القادة أنّ إيران وحزب الله وتنظيمات المقاومة بقطاع غزّة، وتحديدًا (حماس) و(الجهاد الإسلاميّ)، كانوا وما زالوا ألّذ أعداء دولة الاحتلال، لافتين في ذات الوقت إلى أنّه بسبب التصرّفات الإيرانيّة في الشرق الأوسط، ومحاولاتها الحثيثة للسيطرة على المنطقة، طبقًا لأقوالهم، نتجت تحالفاتٍ جديدةٍ وتساوق مصالح حديثه، تدفع لتعاونٍ حتى في المجال المخابراتيّ والاستخباراتيّ بين الوحدة الإسرائيليّة ووحدات أخرى تابعةٍ لجيوش في المنطقة، على حدّ قول الجنرالات الوحدة السريّة، الذين أكّدوا أيضًا على أنّ هذا التعاون مع جيوشٍ أخرى، في تلميح واضِحٍ لجيوشٍ عربيّةٍ، لم يكُن قائمًا قبل عدّة سنواتٍ.
وتابع الموقع العبريّ قائلاً إنّه “إذا أضفنا لما ذُكِر، اتفاقيات التعاون الجويّ المُشترك للجيش الإسرائيليّ ولجيوش دول عربيّةٍ مُجاورِةٍ، وهو تعاون غيرُ مسبوقٍ، والذي خرج للعلن مؤخرًا، فإنّنا نصِل حتمًا إلى شرق أوسطٍ جديدٍ”، على حدّ وصفه.
ومضى الموقع قائلاً، نقلاً عن الجنرالات الثلاثة، إنّه في إطار هذه العلاقات الجديدة، قام الجنرال، الذي أشار لاسمه بالحرف (ج) فقط، بزيارةٍ علنيّةٍ إلى المغرب، حيث قال للموقع:”هذا التعاون الجديد يفتح أمامنا الفرصة لاكتساب قدراتٍ إضافيّةٍ وتحديد المشاكل بشكلٍ أسرع من ذي قبل، كما أنّ هذا التعاون يمنحنا التفوّق الدفاعيّ، وهذه الأمور تحدث في أبسط القضايا التي يُمكِن للعقل البشريّ أنْ يتخيّلها”، على حدّ وصفه.
وشدّدّ قادة الوحدة الإسرائيليّة السريّة على أنّه إلى جانب الانشغال المُستمّر ضدّ التمركز الإيرانيّ في المنطقة، فإنّ ضباط وجنود الوحدة يعملون أيضًا وبشكلٍ مركزيٍّ في تنفيذ الاستعدادات الإسرائيليّة الجديدة والمُتجدّدّة للخيار العسكريّ ضدّ المنشآت النوويّة الإيرانيّة، في ظلّ الاتفاق المُزمع توقيعه بين طهران والدول العظمى، وعلى رأسها الولايات المُتحدّة الأمريكيّة.
وبحسب مزاعم الجنرالات الإسرائيليين، كما وردت بالموقع العبريّ، فإنّ جيش الاحتلال وصل قبل حوالي عقدٍ من الزمن إلى مُستوىً عالٍ من التحضيرات لضرب البرنامج النوويّ عسكريًا، وأنّ تكاليف المشروع المذكور وصلت إلى مئات ملايين الدولارات.
والسؤال الذي يبقى مفتوحًا، ختم الموقع، هل الدولة العبريّة خصصت الموارد الكافية لمشروع ضرب إيران عسكريًا أمْ أنّ الحديث يجري عن تصريحاتٍ إسرائيليّةٍ فقط؟.
والسؤالان الذي لم يطرحهما الموقع: هل التحالفات الجديدة مع الدول العربيّة التي تعتبر التهديد الإيرانيّ، ستؤسس لناتو عربيًّ-إسرائيليٍّ؟ وهل الدول العربيّة ستقوم بالمُشاركة في تمويل المشروع الإسرائيليّ لتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ لتدمير البرنامج النوويّ الإيرانيّ؟.
للاطلاع