الرئيس الأسد: أمريكا وفرت منذ البداية الغطاء السياسي للإرهاب في سورية وتركيا شريان الحياة لتنظيم “داعش” الإرهابي
2015-12-11
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الخطوة الأولى للقضاء على التنظيمات الإرهابية في سورية تكمن في وقف تدفق الإرهابيين وخصوصا من تركيا إلى سورية والعراق ووقف تدفق الأموال السعودية ومنع دخول الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم اللوجستي لتلك التنظيمات.
وشدد الرئيس الأسد في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية إي إف إي على أن تركيا هي شريان الحياة الوحيد المتاح لتنظيم “داعش” الإرهابي وقال.. “إن السعودية وتركيا وقطر هي الأطراف الرئيسية المتواطئة في ارتكاب بشاعات داعش”.
وأوضح الرئيس الأسد أن الولايات المتحدة وفرت منذ البداية الغطاء السياسي للإرهاب في سورية وهي غير جادة في محاربته وقال.. “طالما ظلت الولايات المتحدة غير جادة في محاربة الإرهاب فلا يمكن أن نتوقع من باقي الدول الغربية أن تكون جادة لأنها حليفة للولايات المتحدة”.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة..
السؤال الأول..
سيادة الرئيس.. شكراً جزيلاً لكم على ضيافتكم وعلى إتاحة الفرصة لوكالة الأنباء الإسبانية للقائكم لفهم الأوضاع في بلدكم.. في الرابع عشر من تشرين الثاني الماضي اتفقت القوى الدولية بما فيها روسيا وإيران في فيينا على جدول زمني لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية.. وطبقاً لهذا الجدول الزمني فإن المفاوضات بين حكومتكم وبين المعارضة المعتدلة ينبغي أن تبدأ في الأول من كانون الثاني القادم.. هل أنتم مستعدون للشروع في هذه المفاوضات…
الرئيس الأسد..
أولاً.. أرحب بكم في سورية.. منذ بداية الصراع في سورية تبنينا مقاربة الحوار مع جميع الأطراف الضالعة في الصراع في سورية.. وقد تعاملنا مع ذلك بإيجابية.. ورددنا بإيجابية على كل مبادرة أطلقتها الدول المختلفة في العالم بصرف النظر عن النوايا الحقيقية وصدق المسؤولين الذين أطلقوا تلك المبادرات.. وبالتالي فنحن مستعدون اليوم للشروع في المفاوضات مع المعارضة.. لكن ذلك يعتمد على تعريف المعارضة.. فالمعارضة بالنسبة لأي شخص في العالم لا تعني العمل المسلح.. ثمة فرق كبير بين المسلحين والإرهابيين من جهة.. والمعارضة من جهة أخرى.. المعارضة مصطلح سياسي وليست مصطلحاً عسكرياً.. وبالتالي فإن الحديث عن هذا المفهوم يختلف عما هو قيد الممارسة.. لأننا حتى الآن نرى أن بعض البلدان.. بما فيها السعودية والولايات المتحدة وبعض الدول الغربية تريد من المجموعات الإرهابية أن تنضم إلى طاولة المفاوضات.. تريد هذه الدول من الحكومة السورية أن تتفاوض مع الإرهابيين.. وهو أمر لا أعتقد أن أحداً يمكن أن يقبله في أي بلد من البلدان.
السؤال الثاني..
هل ستكونون مستعدين للتفاوض ولإجراء الحوار مع مجموعات المعارضة التي تجتمع الآن في الرياض…
الرئيس الأسد..
ما قلته ينطبق على هذا أيضاً.. لأن المجموعات التي تتحدث عنها خليط من المعارضة السياسية والجماعات المسلحة.. لنكن واقعيين.. فيما يتعلق بالمجموعات المسلحة في سورية فقد أجرينا حوارات أصلاً مع بعض المجموعات.. كمجموعات وليس كتنظيمات.. وكان الهدف من ذلك التوصل إلى وضع تتخلى فيه هذه المجموعات عن سلاحها.. وإما أن تنضم إلى الحكومة أو تعود إلى حياتها الطبيعية بعد منحها العفو من قبل الحكومة.. هذه هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع المجموعات المسلحة في سورية.. عندما تكون مستعدة لتغيير منهجها والتخلي عن سلاحها فإننا مستعدون.. أما أن نتعامل معها ككيانات سياسية فهو أمر نرفضه تماماً.. هذا أولاً.. فيما يتعلق بما يسمونه المعارضة السياسية فأنت كإسباني عندما تنظر إلى المعارضة في بلادك.. من البديهي أن تكون تلك المعارضة معارضة إسبانية مرتبطة بقواعد شعبية إسبانية.. بالمواطنين الإسبان.. لا يمكن أن تكون معارضة بينما ترتبط ببلد آخر أجنبي أو تخضع لإملاءات ذلك البلد.. بصرف النظر عن ذلك البلد.. مرة أخرى.. إن ذلك يعتمد على ماهية المجموعات التي نتحدث عنها.. من بين تلك المجتمعة في السعودية هناك أشخاص تم تشكيلهم كمعارضة في السعودية أو في قطر أو في فرنسا أو في المملكة المتحدة أو في الولايات المتحدة.. من حيث المبدأ نحن مستعدون للحوار لكن في النهاية إذا أردت التوصل إلى شيء.. وأن يكون الحوار ناجحاً ومثمراً فعليك أن تتعامل مع المعارضة الوطنية الحقيقية التي تمتلك قواعد شعبية في سورية وترتبط بالشعب السوري وحسب.. وليس بأي دولة أخرى أو نظام آخر في العالم.
السؤال الثالث..
هل سيشارك الوفد السوري في المؤتمر الذي سيعقد في نيويورك.. في حال تأكد انعقاد هذا المؤتمر في الأسابيع القادمة…
الرئيس الأسد..
لم يتأكد انعقاد المؤتمر بعد.. البيان الروسي الذي صدر مؤخراً قال إن الروس يفضلون انعقاده في فيينا على ما أعتقد.. هذا أولاً.. ثانياً.. قالوا إن من غير المناسب عقده قبل تعريف ما هي المجموعات الإرهابية وما هي المجموعات غير الإرهابية.. وهذا واقعي ومنطقي جداً.. بالنسبة لنا في سورية كل من يحمل السلاح إرهابي.. إذاً من دون تعريف هذا المصطلح.. ليس من المنطقي عقد اجتماع في نيويورك أو في أي مكان آخر لمجرد الاجتماع.
السؤال الرابع..
سيادة الرئيس.. ما الذي يمكن فعله برأيكم لإنهاء وجود “داعش”…
الرئيس الأسد..
هذه قضية معقدة جداً.. ليس بسبب “داعش” بصفته تنظيماً.. ثمة أمر أكثر خطورة ينبغي التعامل معه وهو الأسباب الكامنة وراء هذا التنظيم.. أولاً.. هناك الأيديولوجيا التي زرعت في عقول الناس أو المجتمع في العالم العربي على مدى عقود.. وذلك بسبب المؤسسات الوهابية والأموال السعودية التي دفعت وتدفع لدعم هذا النوع من الأيديولوجيا الظلامية المقيتة.. دون التعامل مع هذه الأيديولوجيا.. سيكون من قبيل إضاعة الوقت القول إننا سنقضي على “داعش” أو “النصرة” أو أي تنظيم آخر تابع للقاعدة.. “داعش” ينتمي إلى القاعدة.. و”جبهة النصرة” ينتمي إلى القاعدة وهناك العديد من التنظيمات الأخرى التي تمتلك الإيديولوجيا نفسها.. وبالتالي.. فإن هذا أمر ينبغي التعامل معه على المدى البعيد.. بمعنى كيفية منع تلك المؤسسات الوهابية والأموال السعودية من الوصول إلى المؤسسات الإسلامية في سائر أنحاء العالم لجعلها أكثر تطرفاً ولنشر الإرهاب حول العالم.. هذا أولاً.. ثانياً.. علينا أن نتحدث عن المدى القصير والتعامل مع الوضع الراهن.. وبشكل أساسي وجود “داعش” في سورية والعراق بالطبع.. فإن محاربة الإرهاب تشكل جواباً بديهياً على هذا السؤال.. لكننا نتحدث عن أيديولوجيا وعن تنظيم يتمتع بقدرات غير محدودة على استقدام الإرهابيين من سائر أنحاء العالم.. هناك في سورية إرهابيون من مئة جنسية يقاتلون مع المتطرفين الإرهابيين في القاعدة و”جبهة النصرة” وغيرها.. ينبغي أن تكون الخطوة الأولى التي نتخذها لحل هذه المشكلة وقف تدفق الإرهابيين خصوصاً من تركيا إلى سورية والعراق.. كما يتوجب بالطبع وقف تدفق الأموال السعودية وغيرها من الأموال الوهابية.. من قطر على سبيل المثال.. إلى أولئك الإرهابيين عبر تركيا.. ووقف دخول الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم اللوجستي.. يمكننا أن نبدأ على هذا النحو.. ومن ثم.. إذا أردت التحدث عن الجوانب الأخرى التي يمكن أن تكون سياسية واقتصادية وثقافية لأن للموضوع أوجهاً مختلفة.. لكن في الوقت الراهن علينا أن نبدأ بوقف هذا التدفق.. وفي الوقت نفسه.. محاربة الإرهاب داخل سورية من قبل الجيش السوري وكل من يريد دعم هذا الجيش.
السؤال الخامس..
من يشتري النفط من “داعش” وما هي البلدان التي تقف خلف “داعش”…
الرئيس الأسد..
في الأسبوع الماضي عرض الروس صوراً ومقاطع فيديو على التلفزيون لشاحنات نقل نفط تعبر الحدود السورية التركية.. لقد أنكر الأتراك هذا بالطبع.. ومن السهل إنكاره.. لكن دعونا نتحدث عن الواقع.. معظم النفط السوري موجود في المنطقة الشمالية من سورية.. من المستحيل تهريبه إلى العراق.. لأن جميع الأطراف في العراق تحارب “داعش”.. وينطبق الأمر ذاته على سورية.. أما لبنان فبعيد جداً.. والأردن في الجنوب بعيد جداً أيضاً.. وبالتالي.. فإن شريان الحياة الوحيد المتاح ل”داعش” هو تركيا.. تلك الشاحنات كانت تحمل النفط من سورية إلى تركيا.. وتركيا تبيع هذا النفط الرخيص إلى باقي أنحاء العالم.. لا أعتقد أن شخصاً لديه أي شك حيال هذا الواقع الذي لا يمكن دحضه.
السؤال السادس..
ما هي البلدان التي تقف وراء “داعش”…
الرئيس الأسد..
هناك دول عدة.. وبشكل أساسي السعودية.. لأن تلك الدولة وذلك التنظيم دأبا على قطع الرؤوس.. وكلاهما يتبع الأيديولوجيا الوهابية.. وكلاهما يرفض كل من لا يشبهه.. ليس فقط من غير المسلمين.. بل أيضاً من المسلمين الذين لا يشبهونه.. يمكن للمسلم أن ينتمي إلى الطائفة نفسها.. لكن إذا لم يكن مثلهم.. فإنه مرفوض.. وبالتالي.. فإن السعودية هي الداعم الرئيسي لهذا النوع من التنظيمات.. هناك بالطبع شخصيات.. وهناك أشخاص مختلفون لديهم الأيديولوجيا نفسها أو المعتقد نفسه.. يرسل هؤلاء المال بشكل شخصي.. لكن المسألة لا تتعلق بمن يرسل المال.. بل أيضاً بمن يسهل وصول المال إلى تلك التنظيمات.. كيف لتنظيمات تعتبر إرهابية في كل أنحاء العالم.. مثل “داعش” أو “جبهة النصرة” أن تمتلك مئات الملايين وأن يكون لديها كل هؤلاء المقاتلين.. أن يكون لها جيش كامل كأي دولة أخرى.. وأن تكون لهم مصادر مالية.. إذا لم يتلقوا دعماً مباشراً.. كما هو الحال من تركيا بشكل خاص… إذاً فإن السعودية وتركيا وقطر هي الأطراف الرئيسية المتواطئة في ارتكاب بشاعات “داعش”.
السؤال السابع..
رأينا بالأمس قذائف الهاون تسقط بالقرب من دمشق.. يبدو أن هذا القتال بعيد جداً عن نهايته.. متى تعتقد أن الحرب ستنتهي في سورية…
الرئيس الأسد..
إذا أردت الحديث عن الصراع السوري كصراع منعزل.. وبالوضع الراهن الآن.. بنفس الجنود السوريين والحلفاء من جهة.. والإرهابيين من جهة أخرى..يمكننا إنهاء هذا الوضع في بضعة أشهر.. ليس ذلك معقداً جداً لا بالمعنى العسكري ولا بالمعنى السياسي.. لكن طالما أنك تتحدث عن شريان حياة يعيش عليه هؤلاء الإرهابيون دون أن يتم خنقه.. وأن يستمر الإرهابيون باستقبال المتطوعين بشكل يومي وتلقي الدعم بكل أشكاله.. من حيث المال والسلاح والموارد البشرية وكل شيء.. فإن ذلك سيطيل أمد الحرب كثيراً.. وسيكون لذلك بالطبع ثمن باهظ.. لكن في النهاية.. فإننا نحرز تقدماً.. لقد بات الوضع على المستوى العسكري أفضل بكثير.. لكن مرة أخرى.. فإن الثمن باهظ.. ولهذا السبب قلت قبل قليل.. إذا أردتم إنهاءها في وقت قصير.. ومعظم العالم يقول الآن إنه يريد وضع حد للأزمة.. فلتضغطوا إذاً على تلك البلدان.. وأنتم تعرفونها.. تركيا والسعودية وقطر.. وسينتهي الصراع خلال أقل من عام بالتأكيد.
السؤال الثامن..
هل هناك أي نوع من التنسيق العسكري بين الجيش السوري والغارات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة…
الرئيس الأسد..
ليس هناك أي تنسيق على الإطلاق.. ولا صلة واحدة في ما يتعلق بهذا القطاع.. أي القطاع العسكري.. ولهذا السبب.. فإن هذا التحالف يقصف “داعش” منذ أكثر من عام.. وفي الوقت نفسه فإن “داعش” يتوسع.. لأنه لا تمكن محاربة الإرهابيين من الجو.. ينبغي التعامل معهم على الأرض.. ولهذا السبب.. عندما بدأ الروس مشاركتهم في الحرب ضد الإرهاب.. كانت إنجازات الجيشين الروسي والسوري في بضعة أسابيع أكبر بكثير مما حققه التحالف خلال أكثر من عام.. في الواقع فإن التحالف لم يحقق شيئاً.. بل يمكن القول إنه كان يدعم “داعش”.. ربما بشكل غير مباشر.. لأن “داعش” كان يتوسع وكان يستقبل أعداداً أكبر من المتطوعين.. ولذلك.. لا نستطيع القول إنهم حققوا شيئاً في الواقع.
السؤال التاسع..
ما رأيكم بدور أوباما في هذه الأزمة…
الرئيس الأسد..
لنتحدث عن الإدارة الأمريكية.. لأن أوباما في المحصلة جزء من الإدارة.. هناك مجموعات ضغط في الولايات المتحدة.. ومنذ البداية.. وفرت الولايات المتحدة لأولئك الإرهابيين الغطاء السياسي.. منذ البداية قالت إنهم يخرجون في مظاهرات سلمية.. ثم عندما ظهروا على حقيقتهم كإرهابيين.. قالوا إنهم إرهابيون معتدلون.. ثم في النهاية وجدوا أن عليهم أن يقولوا إن هناك “داعش” و”النصرة”.. لكنهم في المحصلة ليسوا موضوعيين.. هم لا يجرؤون على القول إنهم كانوا مخطئين.. لا يجرؤون على القول إن قطر والسعودية ضللتاهم في البداية وما بعدها.. هذا أولاً.. ثانياً.. طالما ظلت الولايات المتحدة غير جادة في محاربة الإرهاب.. فلا يمكن أن نتوقع من باقي الدول الغربية أن تكون جادة.. لأنها حليفة للولايات المتحدة.. وباختصار.. لنقل إن الأمريكيين حتى الآن لا يريدون تدمير “داعش” أو التطرف أو الإرهاب.. وقد قالها أوباما.. قال إنه يريد احتواء الإرهاب وليس تدميره.. ما الذي يعنيه ذلك… يعني السماح له بالتحرك باتجاه ما.. لكن ليس باتجاه آخر.. كما لو أن الأمر يقتصر على وضع حدود للآثار الضارة ل”داعش”.. وبالتالي.. لا نعتقد أن الأمريكيين مخلصون في محاربة الإرهاب.
السؤال العاشر..
وماذا عن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.. لقد تحدث عن تدمير “داعش”.. هل تعتقد أنه عند لحظة معينة في النهاية سيتعاون الفرنسيون مع حكومتكم…
الرئيس الأسد..
انظر إلى ما فعله بعد حوادث إطلاق النار في باريس الشهر الماضي.. بدأت الطائرات الفرنسية بمهاجمة “داعش” وبغارات مكثفة.. قالوا إنهم يريدون أن يحاربوا.. وقال هولاند سنكون في حرب ضد الإرهاب.. ما الذي يعنيه هذا… يعني أنه قبل حوادث باريس.. لم يكونوا في حرب مع الإرهاب.. لماذا لم يفعلوا الشيء نفسه قبل تلك الأحداث… هذا يعني أن عمليات القصف المكثف كانت تهدف إلى تبديد غضب الرأي العام الفرنسي وحسب.. وليس محاربة الإرهاب.. إذا أردت أن تحارب الإرهاب.. فإنك لا تنتظر حتى تحدث عمليات إطلاق نار كي تبدأ بمحاربة الإرهاب.. محاربة الإرهاب مبدأ.. وليست وضعاً مؤقتاً تخوضه عندما تكون غاضباً وترغب بمهاجمة الإرهابيين.. ينبغي أن تكون لديك قيم ومبادئ من أجل محاربته.. كما ينبغي لتلك الحرب أن تكون مستدامة.. إذاً.. هذا دليل آخر على أن الفرنسيين ليسوا جادين في محاربة الإرهاب.
السؤال الحادي عشر..
وما رأيكم بالاتحاد الأوروبي بشكل عام… بموقف الاتحاد الأوروبي حيال هذا الصراع… هل تستطيع أوروبا أن تفعل المزيد داخل أوروبا ضد الجماعات الجهادية…
الرئيس الأسد..
بالطبع تستطيع.. بالتأكيد لديهم القدرة.. لكن الأمر لا يتعلق فقط بالقدرة.. بل بالإرادة..
السؤال الذي طرحناه دائماً ليس فقط خلال الأزمة بل قبل الأزمة وربما على مدى أكثر من عشر سنوات خصوصاً بعد الحرب على العراق.. هل ما زال هناك وجود سياسي لأوروبا أم إنها أصبحت تابعاً للسياسة الأمريكية… حتى الآن.. لا نرى أي موقف سياسي مستقل.. هناك بعض الحالات لا نضع الجميع في سلة واحدة.. والدليل هو العلاقة بين أوروبا وروسيا عندما دفعت الولايات المتحدة أوروبا للقيام ببعض الأمور التي تتعارض مع مصالحها من أجل فرض محاصرة روسيا.. هذا ليس واقعياً ولا منطقياً. إذاً.. بالطبع تستطيع أوروبا محاربة الإرهاب.. وبالطبع لها مصلحة في ذلك.. كما أن لنا مصلحة في ذلك.. وما حدث في باريس مؤخراً.. وما كان قد حدث في مدريد عام 2004 وقبلها عام 2001 في نيويورك وفي لندن ومؤخرا في كاليفورنيا.. كل هذا دليل على أن للجميع مصلحة بمحاربة الإرهاب.. لكن من لديه الإرادة ومن لديه الرؤية… ذلك هو السؤال الذي ليست لدي إجابة عليه الآن.. لكنني في هذه الأثناء لست متفائلاً حيال وجود مثل هذه الإرادة.
السؤال الثاني عشر..
ماذا طلب منك الرئيس فلاديمير بوتين مقابل المساعدة العسكرية الروسية…
الرئيس الأسد..
لم يطلب شيئاً بالمقابل.. وذلك لسبب بسيط هو أن المسألة ليست مسألة مقايضة.. في الواقع.. فإن العلاقة الطبيعية بين بلدين هي علاقة مصالح مشتركة.. والسؤال هو.. ما هي المصلحة المشتركة بين سورية وروسيا… هل لروسيا مصلحة في أن يكون هناك المزيد من الإرهاب في سورية.. في انهيار الدولة السورية.. في الفوضى… لا.. ليست لها مصلحة.. وبالتالي.. يمكن القول إن روسيا تريد في المقابل استقرار سورية والعراق والمنطقة.. كما أننا لسنا بعيدين عن روسيا.. ودعني أذهب أبعد من هذا بالقول إننا لسنا بعيدين عن أوروبا.. إذاً.. فإن ما تقوم به روسيا الآن في سورية يعد دفاعاً عن أوروبا بشكل مباشر.. مرة أخرى.. فإن الأحداث الإرهابية الأخيرة في أوروبا تشكل دليلاً على أن ما يجري هنا سيؤثر عليهم سلباً أو إيجاباً.
السؤال الثالث عشر..
هل طلب منك الرئيس بوتين الاستقالة من منصبك كرئيس في لحظة ما…
الرئيس الأسد..
أولاً.. السؤال هو.. ما العلاقة بين بقاء الرئيس في منصبه أو الاستقالة منه أثناء الصراع… هذا هو السؤال الأول الذي ينبغي طرحه.. إن هذا النوع من شخصنة المشكلة يستخدم كغطاء للقول إنه ليست هناك مشكلة مع الإرهاب.. وليست هناك بلدان تتدخل من الخارج وترسل المال والسلاح إلى المسلحين من أجل نشر الفوضى.. يريدون القول إن المسألة مسألة رئيس يريد البقاء في السلطة وشعب يقتل من أجل الحرية.. وهو يقمع ويقتل هذا الشعب.. ولهذا يثور.. هذه صورة رومانسية جداً يمكن أن تصلح كقصة حب للمراهقين.. الواقع مختلف تماماً.. المسألة تتعلق بما إذا كان ذلك جزءاً من الحل السياسي في سورية.. وعندما أقول الحل السياسي فإن هذا يعني أن يكون حلاً سورياً صرفاً.. لا غربياً ولا خارجياً.. عندما لا يريدني الشعب السوري أن أكون رئيساً.. فعلي أن أرحل في اليوم نفسه وليس في اليوم التالي.. هذا أمر مبدئي بالنسبة لي.. إذا اعتقدت أن بوسعي أن أساعد بلدي وخصوصاً عندما يكون في أزمة.. وأجد أن الشعب السوري لا يزال يؤيدني أو توخياً للدقة لنقل إن أغلبية الشعب السوري تؤيدني.. فإن علي أن أبقى.. هذا أمر بديهي.
السؤال الرابع عشر..
كسؤال افتراضي.. هل يمكن أن تقبل باحتمال مغادرة سورية في المستقبل إلى بلد صديق إذا كان ذلك هو شرط التوصل إلى تسوية سياسية نهائية…
الرئيس الأسد..
تعني أن أترك منصبي…
السؤال الخامس عشر..
أن تترك المنصب وتغادر سورية.
الرئيس الأسد..
لا.. لم أفكر أبداً بمغادرة سورية تحت أي ظرف كان.. وفي أي وضع كان.. هذا أمر لم يخطر ببالي على الإطلاق.. أو كما يقول الأمريكيون اللجوء إلى الخطة /ب/ أو الخطة /ج/.. في الواقع.. هذا لم يحدث.. لكن مرة أخرى.. لدي الجواب نفسه.. هذا يعتمد على الشعب السوري.. هل يؤيدني أم لا… إذا كنت أحظى بدعمه.. فهذا يعني أني لست المشكلة.. لأني لو كنت المشكلة كشخص.. فسيكون الشعب السوري ضدي.. ما المنطق في أن يدعمك الشعب.. أو أغلبيته.. بينما أنت سبب الصراع… هذا من جهة.. من جهة أخرى.. لو كانت لدي مشكلة مع السوريين.. أو مع أغلبية السوريين.. وكانت البلدان في المنطقة والعالم ضدي.. ومعظم الغرب.. والولايات المتحدة وحلفاؤها.. أقوى وأغنى بلدان العالم ضدي.. وأنا ضد الشعب السوري.. فكيف يمكن أن أبقى رئيسا… هذا غير منطقي.. أنا لا أزال هنا بعد خمس سنوات.. أو ما يقارب خمس سنوات من الحرب لأني أحظى بدعم غالبية السوريين.
السؤال السادس عشر..
هل صحيح أن الروس سيقيمون قاعدة عسكرية أخرى في سورية…
الرئيس الأسد..
لا.. هذا غير صحيح.. وقد نفوا هذه المزاعم قبل يومين.. لو كان هناك شيء من هذا القبيل.. لكانوا أعلنوه.. ولكنا أعلناه في الوقت نفسه.
السؤال السابع عشر..
هل يخطط الإيرانيون لإقامة قاعدة عسكرية خاصة بهم في سورية…
الرئيس الأسد..
لا.. لم يفكروا في ذلك إطلاقاً.. ولم يناقشوا هذه المسألة.
السؤال الثامن عشر..
هل يمكن إشراك الرئيس أردوغان في إيجاد حل للأزمة في سورية.. وما هو دور تركيا في هذه الأزمة…
الرئيس الأسد..
من حيث المبدأ.. إذا كان مستعداً للتخلي عن موقفه الإجرامي الذي تبناه منذ بداية الأزمة بدعم الإرهابيين بكل الطرق الممكنة.. ليست لدينا مشكلة معه.. في المحصلة.. سنكون مستعدين للترحيب بأي مساعدة أو مشاركة إيجابية من أي جهة.. هذا من حيث المبدأ.. لكن هل نتوقع أن يتغير أردوغان… لا.. ولسبب وحيد هو أن أردوغان يعتنق أيديولوجيا الإخوان المسلمين.. ولذلك لا يستطيع التصرف ضد أيديولوجيته.. إنه ليس شخصاً براغماتياً يفكر بمصالح بلاده.. إنه يعمل لمصلحة أيديولوجيته ضد مصالح بلاده.. سواء كان ذلك واقعياً أو لا.. ولذلك.. فإننا لا نتوقع أن يتغير أردوغان في ذلك الاتجاه.
السؤال التاسع عشر..
سيادة الرئيس.. لقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مؤخراً انه سيزور موسكو للقاء الرئيس بوتين ووزير الخارجية الروسي.. ألا تخشون أن تكون هناك عملية مقايضة قيد الإعداد بين الولايات المتحدة وروسيا.. أوكرانيا مقابل سورية…
الرئيس الأسد..
لا.. لأننا نسمع هذه المقولة.. أو لنقل هذه الفكرة.. عن لسان المسؤولين الغربيين منذ ما يقارب خمسة أعوام.. يهدف ذلك إلى دق اسفين بين سورية وروسيا.. الروس براغماتيون.. لكنهم يتبنون في الوقت نفسه سياسة أخلاقية تقوم على القيم والمبادئ.. وليس على المصالح وحسب.. والأمر الجيد في موقفهم هو أنه لا صراع أو تناقض بين قيمهم ومصالحهم.. هذا أولاً.. ثانياً.. إذا كانت هناك عملية مقايضة.. على سبيل المثال.. فإن الروس يعرفون جيداً أنه لا يمكن تنفيذ أي حل إذا لم يكن قائماً على تسوية بين السوريين.. وبالتالي.. لا تستطيع روسيا ولا الولايات المتحدة ولا أي بلد آخر في العالم عقد صفقة في هذا الصدد.. نحن كسوريين من يمكننا التوصل إلى اتفاق.. وأن نجري حواراً فيما بيننا.. هذا ما يعرفه الروس جيداً.. ولهذا السبب فإنهم لا يرتكبون مثل هذه الأخطاء بسبب القيم التي يحملونها.
السؤال العشرون..
مرة أخرى.. فيما يتعلق بتركيا.. ما رأيكم بإسقاط تركيا الطائرة الروسية.. هل كان ذلك حادثاً عرضياً أم متعمداً…
الرئيس الأسد..
منذ بداية المشاركة العسكرية الروسية في سورية فيما يتعلق بالحرب ضد التنظيمات الإرهابية.. تغير الوضع على الأرض بشكل إيجابي.. وبالنسبة لأردوغان.. فإن ذلك سيحبط طموحاته.. إذا فشل أردوغان في سورية.. فإن ذلك سيشكل من وجهة نظره نهايته السياسية.. سيكون ذلك بمثابة نعي لمستقبله السياسي وطموحه لجعل تركيا مركزاً للإخوان المسلمين في المنطقة وتنصيب حكومات إخوانية تابعة في سائر أنحاء العالم.. إنه يرى في سورية آخر قلاع أحلامه.. إذا فشل في سورية.. كما فشل في مصر وأماكن أخرى.. فإنه يعتقد أن ذلك سيكون نهاية مسيرته.. ولذلك فإن رد فعله كان غير حكيم وكان يعكس طريقة تفكيره.. ويعكس دخيلته وغريزته حيال المشاركة الروسية.. هذا هو الوجه الأول لقضية إسقاط الطائرة.. الوجه الثاني هو أنه اعتقد أن حلف شمال الأطلسي سيهب لنجدته.. وأنه سيتمكن من دفع الحلف إلى صراع مع روسيا.. وأن النتيجة ستكون المزيد من تعقيد الأوضاع في سورية على الأرض.. وربما تحقيق حلمه في إقامة منطقة حظر طيران يستطيع أن يرسل إليها الإرهابيين وأن يستخدمهم كدولة أخرى في مواجهة الدولة السورية.. كان هذا هو طموحه وطريقة تفكيره ومخططه في سورية على ما نعتقد.
السؤال الحادي والعشرون..
سيادة الرئيس.. الولايات المتحدة تحملك مسؤولية الحرب الأهلية وظهور الإرهاب في سورية.. أعداؤك يحملونك مسؤولية مقتل 250 ألف شخص في سورية منذ بداية الحرب.. كما أنهم يتهمونك بمهاجمة وقصف المدنيين.. كيف تدافع عن نفسك ضد هذه الاتهامات…
الرئيس الأسد..
في الواقع.. لا يمكن للمرء أن يعمل ضد مصالحه.. كانت الحرب برمتها في سورية ومنذ بداية الصراع تدور حول من يستطيع أن يستميل عدداً أكبر من السوريين إلى جانبه.. كانت هذه حال الحرب منذ البداية.. كيف يمكن للمرء أن يقتل الناس كي يحصل على تأييدهم… هذا مستحيل.. لكن في الوقت نفسه.. ليست هناك حرب جيدة.. كل حرب هي حرب سيئة.. وبالتالي.. عندما تكون هناك حرب.. فهناك أشياء ينبغي تجنبها لكنك لا تستطيع ذلك.. في كل حرب يسقط ضحايا من المدنيين ويسقط ضحايا أبرياء.. هذا أحد الأوجه المأساوية والخطيرة لأي حرب.. ولهذا السبب.. علينا إنهاؤها.. لكن القول بأن الحكومة هاجمت المدنيين لا معنى له.. ما الذي نكسبه من مهاجمة المدنيين… في الواقع.. إذا زرت أنحاء مختلفة من سورية.. فستفاجأ بأن معظم أسر مقاتلي المعارضة لا تعيش معهم.. بل تعيش تحت مظلة الحكومة.. وتحصل على دعم الحكومة.. وهذا دليل آخر على أننا لا نعمل ضد المدنيين ولا نقتلهم.. وإلا لما لجؤوا إلى الحكومة.. إذاً.. فإن هذه المزاعم غير صحيحة.
السؤال الثاني والعشرون..
سيادة الرئيس.. هل لك أن تبعث برسالة للاجئين السوريين الذين هربوا من البلاد.. والعديد منهم هرب إلى أوروبا.. وإلى إسبانيا على وجه الخصوص.. ما هي رسالتك إلى هؤلاء…
الرئيس الأسد..
معظم أولئك اللاجئين يتواصلون مع أسرهم في سورية.. وبالتالي ما زلنا على تواصل معهم.. ومعظم أولئك اللاجئين من أنصار الحكومة.. لكنهم غادروا بسبب الأوضاع التي خلقها الإرهابيون من تهديدات مباشرة وقتل.. وكذلك لأن الإرهابيين دمروا البنية التحتية.. سبب آخر.. هو الحصار الذي فرضه الغرب على سورية والذي أدى إلى عدم تمكن عدد كبير من السوريين من الحصول على الاحتياجات الرئيسية لحياتهم.. وبالتالي.. ليست هناك حاجة لأبعث إليهم بأي رسالة.. لأنهم سيعودون إلى وطنهم عندما يتحسن الوضع.. معظمهم يحبون بلدهم.. في الواقع.. أود أن أبعث برسالة إلى الحكومات الأوروبية لأنها هي التي جلبت أولئك الإرهابيين وهي التي خلقت هذا الوضع وساعدت الإرهابيين.. وهي التي فرضت الحصار الذي كان بشكل مباشر لصالح الإرهابيين ودفع اللاجئين إلى مغادرة سورية إلى بلدان أخرى.. إذاً.. إذا كنتم تعملون لصالح الشعب السوري كما تقولون.. فإن أول شيء ينبغي فعله هو رفع الحصار.. الشيء الثاني الذي ينبغي فعله هو وقف تدفق الإرهابيين إلى سورية.. ولهذا أعتقد أن الرسالة ينبغي توجيهها إلى الحكومات الغربية التي ساعدت على رحيلهم للعيش في بلدانها.
السؤال الثالث والعشرون..
هل ستعفون عن الإرهابيين إذا تخلوا عن أسلحتهم…
الرئيس الأسد..
بالطبع.. هذا يحدث أصلاً في سورية.. ما نسميه مصالحات يمثل الحل السياسي الحقيقي الوحيد الذي أدى إلى نتيجة مثمرة وواقع إيجابي في مختلف الأماكن في سورية.. جوهر المصالحة يستند إلى قيام الإرهابيين بتسليم أسلحتهم وقيام الحكومة بمنحهم العفو.. هذه هي الطريقة الوحيدة الجيدة في رأيي لحل المشكلة.
السؤال الرابع والعشرون..
سؤالان أخيران.. إذا عدت إلى آذار 2011 هل كنت ستتخذ قرارات مختلفة…
الرئيس الأسد..
أنت كإنسان تفعل يومياً أشياء تتمنى لو فعلتها بطريقة أفضل.. هذا أمر طبيعي لأن هناك الكثير من التفاصيل.. لكن إذا أردنا التحدث عن الدعامات الأساسية لسياستنا.. فهي تقوم على أمرين.. أولاً.. الدعوة إلى الحوار منذ اليوم الأول رغم أننا كنا نؤمن بأن المسألة لم تكن تتعلق بالمشاكل السياسية منذ البداية.. رغم ذلك قلنا إننا مستعدون للحوار السياسي ومستعدون لتغيير الدستور وتغيير العديد من القوانين.. وفعلنا ذلك عام 2012 العام الذي تلا بداية الصراع.. في الوقت نفسه.. ومنذ البداية.. قلنا إننا سنحارب الإرهاب والإرهابيين.. ولا يمكن تغيير أي من هاتين المقاربتين.. تبني الحوار ومحاربة الإرهاب.. كل ما عدا ذلك لا يعد أساسياً.. أعني إذا تحدثت عن الممارسات اليومية.. فإن هناك العديد من الأخطاء التي ترتكب خلال الممارسة.. سواء من قبلي أو من قبل المؤسسات الأخرى أو المسؤولين الآخرين.. هذا أمر بديهي.. لكن ثمة أمر واحد ما كنت لأفعله مرة أخرى وهو أن أثق بالعديد من المسؤولين العرب أو الإقليميين أو الغربيين.. كالأتراك وغيرهم.. أو أن أعتقد أنهم كانوا فعلاً يريدون مساعدة سورية في مرحلة معينة.. هذا هو الأمر الوحيد الذي ما كنت لأفعله مرة أخرى.
السؤال الخامس والعشرون..
كيف تشرح لأطفالك ما يحدث في سورية… هل تريدهم أن يسيروا على خطاك…
الرئيس الأسد..
تعني أن يسيروا على خطاي في السياسة.
السؤال السادس والعشرون..
نعم
الرئيس الأسد..
لا أعتقد أن السياسة هي وظيفة يقوم بها المرء ولا كتاب يقرؤه ولا اختصاص يدرسه في الجامعة.. ولذلك لا تستطيع تعليم أطفالك أن يكونوا سياسيين.. تستطيع أن تعلمهم ليستعدوا لوظيفة ما.. في الواقع.. السياسة هي كل شيء في الحياة.. إنها خلاصة الاقتصاد والمجتمع والثقافة.. وكل شيء.. والواقع الذي تعيشه بشكل يومي.. إذاً.. بالنتيجة فإن ذلك يعتمد على المسار الذي يخططه أطفالك إذا مضوا في ذلك الاتجاه.. بالنسبة لي.. فإن الأمر الأكثر أهمية هو مساعدتهم كي يساعدوا بلدهم.. لكن كيف يحدث ذلك… هل سيكونون سياسيين في المستقبل.. أم ينبغي أن يعملوا في أي وظيفة أخرى… هذا ليس كبير الأهمية بالنسبة لي.. لكني لن أحاول التأثير فيهم.. عليهم أن يختاروا مسارهم بأنفسهم.. واجبي أن أشرح لهم بقدر ما أستطيع عن واقع بلدنا بحيث يتمكنون من قراءته بشكل جيد وأن يتخذوا القرار السليم حيال المسار الذي يريدون أن يتبعوه.
الصحفي..
شكراً جزيلاً سيادة الرئيس على وقتكم ولمنحنا هذه المقابلة.
الرئيس الأسد..
شكراً لقدومكم إلى سورية.