المتحف المصري في القاهرة:
جاءت فكرة إنشاء المتحف في مصر لأول مرة في عهد محمد علي 1835م، وأُسِّس فعلاً أول متحف في منطقة الأزبكية وسط القاهرة، وأشرف عليه رفاعة الطهطاوي، وقبل ذلك كانت القنصليات الأجنبية في مصر تقوم بإرسال الآثار المصرية إلى أوربا.
في عام 1850 قدم إلى مصر العالم الفرنسي أوغست مارييت Auguste Mariette، موفداً من قبل الحكومة الفرنسية للبحث عن بعض الآثار والمخطوطات، وظل يعمل في التنقيب حتى جعله سعيد باشا مأموراً لأعمال العاديات بمصر عام 1858، فأصلح مخازن بولاق ووسعها وافتتحها في حفلة رسمية حافلة سنة 1863، وبعد وفاته نقل المتحف إلى الجيزة سنة 1891.
ثم أقيمت مسابقة عالمية لتصميم المتحف، ففاز التصميم الذي وضعه المهندس الفرنسي مارسيل دورنيون Marcel Dourgnon بالاستعارة من طرز العمارة الكلاسية اليونانية الرومانية، وهو لا يحوي أي تأثر بالفن المصري القديم من خارجه، في حين تبرز التأثيرات المصرية القديمة في تصميم حجراته وقاعاته الداخلية، فمدخل القاعات يشبه أضرحة المعابد المصرية، والحجرات تشبه معبد خوفو. أما واجهة المتحف الخارجية فهي على الطراز الفرنسي بعقود دائرية تزينها لوحات رخامية لأهم علماء الآثار في العالم وأشهرهم، وعلى جانبي باب الدخول الخشبي تمثالان كبيران من الحجر لسيدتين على الطراز الروماني ولكن برأسين فرعونيين، وهكذا فقد جاء التصميم المعماري للمتحف فرنسي الواجهة فرعوني الداخل.
وفي تشرين الثاني/ نوڤمبر عام 1902، افتتح المتحف المصري الحالي من قبل الخديوي عباس حلمي الثاني في موقعه شمال ميدان التحرير في وسط القاهرة، وتبلغ مساحته 13600م2، يكسوه لون بني فاتح للغاية، وتحيط به حديقة واسعة، تتناثر فيها تماثيل عدة وأحجار فرعونية ثقيلة تعلن عن محتوى المتحف.
استطاع مارييت باشا تكوين النواة الأولى لهذا المتحف، فجمع بعض القطع الأثرية المهمة ولاسيما تلك التي تأتي من معابد الجنوب (الأقصر وأسوان)، وضعت الآثار أولاً في بناء متواضع في بولاق في القاهرة، ثم نقلت إلى قصر إسماعيل بالجزيرة، ثم إلى مبنى المتحف الحالي في ميدان التحرير. وبعد وفاة مارييت باشا خلفه ماسبيرو Maspero، وتعاون مع أحمد كمال باشا على تنظيم المتحف وترتيب معروضاته.
أول مدير مصري للمتحف هو أحمد باشا كمال، وأول مرمم مصري هو أحمد يوسف، وقد عرض المتحف مجموعة الممتلكات الشخصية للخديوي عباس حلمي الثاني الذي افتتح المتحف عام 1902.
يعدّ المتحف المصري أكبر متحف في العالم يضم حضارة شعب واحد، بينما يضم اللوڤر Louvre في فرنسا والمتحف البريطاني في إنكلترا حضارة وآثار كثير من الشعوب.
وهو أول متحف في العالم أيضاً صُمم ونفّذ من البداية ليؤدي وظيفة المتحف على عكس ما كان شائعاً في أوربا من تحويل قصور وبيوت الأمراء والنبلاء إلى متاحف.
يتألف المتحف من ثلاثة طوابق: الأرضي والأول وطابق علوي بفرعيه الشمالي والشرقي، ويحتوي على ورشات كثيرة، وقسم للتصوير وآخر للصيانة، وعلى مكتبة كبيرة بدأ تكوينها منذ 1886، وتجمع مؤلفات الآثار والتاريخ والحضارة والديانات باللغات المختلفة، وتضم أكثر من مئتي ألف كتاب أغلبها مؤلفات باللغات الأجنبية. ومنها أيضاً مجموعة من وثائق البردي باللغة اليونانية.
خصص الطابق الأرضي للمعروضات الثقيلة، وهي مرتبة حسب ترتيب الأسر المصرية القديمة التي حكمت مصر. ويتوسط هذا الطابق بهو واسع يضم بعض التماثيل الضخمة.
ويحوي الطابق الأول أعمالاً وقطعاً أثرية تعود إلى الفترة اليونانية ـــ الرومانية، وأعمالاً من عهد الفرعون أخناتون.
ويضم المستوى الثاني من الطابق الأول الألوف المؤلفة من القطع الأثرية الصغيرة التي تنتمي لحقب مختلفة من التاريخ المصري.
أما الطابق العلوي بقسميه الشمالي والشرقي، فيشتمل على الألوف المؤلفة من التماثيل واللوحات الجدارية زاهية الألوان التي تم اقتطاعها من عدد كبير من معابد مصر القديمة، إضافة إلى آلاف البرديات (نسبة إلى أوراق البردي الذي ينمو على طرفي نهر النيل)، والمخطوطات الملكية وشكاوى الطبقات الدنيا (في المجتمع المصري القديم)، وعدد كبير من التوابيت والمومياوات الفرعونية للملوك والوزراء والكهنة، حتى نجد مومياوات لأطفال من هذه الأسر الفرعونية. ويضم أيضاً أهم القطع الأثرية في العالم، وتعود إلى الملك توت عنخ آمون بدءاً من قاعة الجواهر التي تضم أروع مجموعة من الجواهر والأحجار الكريمة النادرة، وانتهاءً بمومياء الفرعون الشاب التي ما زالت تثير الجدل حتى اليوم.
ولا شك في أن مقبرة الفرعون المصري الصغير توت عنخ آمون هي من أكثر المقتنيات الأثرية شهرة. وتحتل هذه المقبرة مساحة واسعة بطول جانبي الطابق العلوي، حيث تعرض المركبات الحربية القديمة التي كان يستقلها الملك الشاب، وكذلك قفازاته ومجوهراته وقناعه المشهور، وتضم المقبرة أربعة أضرحة ذهبية، وفي أحدها التابوت الحجري للملك الذي يضم ثلاثة توابيت أخرى يزيد وزنها على 110 كيلوغرام من الذهب الخالص وتقبع داخله جثة الملك شخصياً وهو يرتدي قناعه الذهبي الشهير، وقد طرأ على هذه الحجرة من المتحف عدد من التغييرات والتطويرات بهدف إبرازها.
إلى جانب هذه الغرفة عدد كبير من التوابيت والقطع المنزلية والأوسمة والقطع الحربية القديمة والقوارب وأدوات الكتابة والإحصاء، ويعود بعضها إلى عهد المملكة الوسطى، وبعضها الآخر إلى فترات متباينة من التاريخ المصري القديم.
أما غرفة المومياوات ففيها بعض من كبار حكام مصر القديمة، مثل رمسيس الأول والثاني.
المتحف المصري في القاهرة:
في عام 2002 وفي الذكرى المئوية الأولى لتأسيسه عُرض في المتحف لأول مرة 250 قطعة كانت مخزّنة في مستودعات المتحف، منها تمثال الكاهن مونتو، ومجموعة الأقنعة الفرعونية، و40 قطعة من آثار الملك توت عنخ أمون، وتمثال فريد للكاتب المصري مختلف عن التمثال الذي يحمل الاسم ذاته والموجود في المتحف المصري ومتحف اللوڤر. وقد أحصيت القطع الأثرية التي لا زالت مخزنة في مستودعات المتحف بنحو مئة وستين ألف قطعة أثرية.
تعرض إدارة المتحف في الجزء الأمامي لقاعة المتحف المركزية جزءاً من الحائط مكتوباً عليه عبارة «قطعة الشهر»، وهي قطعة أثرية يتم اختيارها لتكون أهم قطعة تعرض للسياح خلال الشهر. وعادة ما تكون هذه القطعة حديثة الاكتشاف أو تم ترميمها لتوِّها أو أثيرت حولها تساؤلات أو أجريت عليها بحوث.
وخلف هذه القطعة، ثمة قطع أثرية تنتمي إلى فترة توحيد مصر العليا مع مصر السفلى منذ خمسة آلاف عام، ومن أهم هذه القطع اللوحة «الأردوازية» للملك «نارمر»، التي تعدّ من أولى الوثائق التي كتبت في التاريخ المصري القديم، وإلى جانب هذه اللوحة هناك منحوتات نادرة يعود تاريخ بعضها إلى خمسة آلاف عام.
واليوم تحققت أحدث أساليب العرض في هذا المتحف الذي بدأ يتوسع مع الاحتفاظ بشكله التاريخي، وقد شارك خبراء إيطاليون في إضافة مبان جديدة إليه، مع تغيير نظام الإضاءة داخل المتحف حسب كل قطعة معروضة، وأضيف أيضاً جناح خاص لمتحف الأطفال، ومتحف المكفوفين، وصار الطابق الأرضي معرضاً ومدرسة للحضارة واللغة والتاريخ، ولدراسة الحضارة المصرية القديمة.
وصار في المتحف الدليل الإلكتروني الجديد، أي ما يسمى بالمرشد الإلكتروني، وهو (حاسوب) يدوي فيه معلومات تاريخية عن كل القطع الموجودة، لتمكين الزائر من معرفة هذه المعلومات مع إمكان التعليق الصوتي المسموع، وهذا أول استخدام لهذا النظام في العالم.
كما يمكن للزائر عن طريق الإنترنت التجول عن بعد داخل المتحف وقاعاته ومعروضاته، وهو داخل بيته.
قامت الحضارة المصرية القديمة على أساس احترام قيم الإيمان والحق والخير والحب والجمال، وكان الإنسان المصري القديم يقدّس مفهوم العدالة متمثّلة في الآلهة «ماعت»، وهذا هو المضمون الأهم في معروضات المتحف المصري الذي يضم الحضارة المصرية الفرعونية القديمة ويُبرز قيمها ومعانيها وأهدافها.
المتحف الإسلامي
أنشئ عام 1903 في ميدان أحمد ماهر وكان اسمه ميدان باب الخلق، ونقلت إليه التحف الإسلامية المبعثرة في المساجد، أو التي عثر عليها في أثناء عمليات التنقيب في منطقة الفسطاط والعسكر والقطائع، وهي المدن التي أنشئت قبل إنشاء مدينة القاهرة المعزيّة، وكان عدد القطع المودعة 7038 تحفة، ثم ازداد عددها عن طريق الاقتناء أو الإهداء، حتى تجاوز عددها الستين ألف تحفة إسلامية. وأهم هذه التحف وأشهرها المشاكي (ج مشكاة)، وهي المصابيح الزجاجية الملونة التي صنعت في دمشق أو القاهرة في العصر المملوكي. ويعدّ هذا المتحف أغنى متاحف العالم بمحتوياته لهذه المشاكي وللآثار الإسلامية الأخرى التي تعود إلى العصر الفاطمي والعصر المملوكي خاصة وإلى عصور أخرى. كما يحوي أهم الزرابي (السجاجيد) الإيرانية والتركية والمملوكية، ومجموعات المسكوكات الإسلامية والأواني الفخارية المزخرفة.
المتحف القبطي:
يعدّ المتحف القبطي في القاهرة المتحف الفريد في العالم بمحتوياته الخاصة بالتراث القبطي. وكان ألفريد باطلرBatler قد أصدر كتابين بالإنكليزية عن أهمية هذا التراث، مما دفع لجنة حفظ الآثار إلى جمع التحف القبطية من الكنائس والأديرة، وإيداعها في عام 1910 في متحف خاص. وتزايد عدد التحف المودعة فيه منذ عام 1915.
ويحوي هذا المتحف اليوم مجموعة كبيرة من الأحجار والتيجان المنقوشة بزخارف هندسية ونباتية أو حيوانية وأحياناً بشرية، وتمتاز هذه الزخارف بالدقة والمهارة التي تمتع بها الصانع القبطي؛ في إبداع التحف والزخارف الداخلية التي تزين الكنائس والأديرة والمنازل الكبيرة. ومن هذه التحف مجموعات من الأخشاب والمعادن والمسارج والشمعدانات والأطباق المصنوعة من الذهب أو الفضة أو النحاس، مع مجموعات من الأباريق والصواني. ومن أبرز المعروضات مجموعات من النسيج القبطي المصنوع من الصوف أو الكتان على شكل قطع صغيرة أو على شكل ملابس كهنوتية أو ستائر هياكل الكنائس، إلى جانب مجموعات من أواني الفخار والزجاج ومجموعات من المنابر الحجرية والحنيات. وفي هذا المتحف ألواح رخامية مكتوبة، عثر عليها في المقابر القبطية في القاهرة وخارجها في سقارة والفيوم وأسيوط وأسوان. وفي عام 1947 صار هذا المتحف واحداً من متاحف الدولة التابعة لوزارة الثقافة، وأعيد افتتاحه عام 1984 بعد أن تم تطويره وتجديد وسائل العرض فيه.
بهو المتحف المصري في القاهرة
متحف الحضارة المصرية:
في عام 1949 افتتح متحف الحضارة المصرية في القاهرة، وقد ابتدأت فكرة إنشائه منذ عام 1939 ليمثّل حضارة مصر منذ فجر التاريخ وإلى الوقت الحاضر، وقام المؤرخون والأثريون ضمن لجان متعددة بدراسة الشواهد الحضارية لكل عصر من عصور مصر.
وكان حسين يوسف فوزي أول مدير كلف الإشراف على تنفيذ مقررات هذه اللجان، وقام باختيار القطع المناسبة وتصميم المشاهد والحوامل والإطارات بوصفه رئيساً لقسم الزخرفة في كلية الفنون الجميلة، وتم إنجاز تصميماته ضمن تصنيف تاريخي مع تناسق في الوحدات وتوافق بالألوان. وبلغ عدد القطع المعروضة ضمن إطاراتها المتحفية 1880 قطعة، قام بتنفيذها كبار المزخرفين والفنانين، منهم راغب عياد وأحمد عثمان ومنصور فرج وصدقي الجباخنجي والحسين فوزي وغيرهم.
وتوزعت المعروضات من ثمانية عصور، عصر ما قبل التاريخ، والعصر الفرعوني، والعصر الإغريقي الروماني، والعصر القبطي، والعصر العربي، والعصر العثماني، وفترة الحملة الفرنسية ثم العصر الحديث.
المتاحف الفنية:
في القاهرة مجموعة من المتاحف الفنية التي تضم لوحات وتماثيل وتحفاً فنية لفنانين عالميين أو مصريين، وبعض هذه المتاحف خاصة بفنان واحد مثل متحف النحات محمود مختار بالجزيرة 1962، ومتحف المصور محمد ناجي بالهرم 1967.
ومن أهم التحف الفنية ما جمعه اقتناءً محمد محمود خليل رئيس جمعية محبي الفنون الجميلة منذ عام 1924، وأصبح رئيساً لمجلس الشيوخ، وكان مع زوجته الفرنسية من كبار هواة جمع الأعمال الفنية لكبار الفنانين في أوربا وفي مصر. وفي قصره الواقع على الضفة الغربية لنهر النيل بالجزيرة في القاهرة كان يعيش مع زوجته، متمتعين بعرض مقتنياتهما التي جمعت في أربعين عاماً، وأنفقا أموالاً طائلة لشرائها بمعونة كبار المختصين في تاريخ الفن، وتتألف هذه المجموعة من لوحات فنية لأشهر المصورين، منهم فان غوغ [ر] Van Gogh الهولندي وهنري تولوز لوتريك[ر] Lautrec وأوغست رنوار[ر] Renoir وكميل بيسارو [ر] Pissarro وكلود مونيه [ر] Monet وجان فرانسوا ميله [ر] Millet وإدوار مانيه [ر] Manet وجان أوغست أنغر [ر] Ingres وبول غوغان [ر] Gauguin وأوجين دولاكروا [ر] Delacroix وإدغار ديغا [ر] Degas، وأونوره دومييه [ر] Daumier وغوستاف كوربيه [ر] Courbet وكميل كورو [ر] Corot، وغيرهم من المصورين الفرنسيين، مع تسعة مصورين مصريين. إلى جانب تماثيل نحتية لأوغست رودان [ر] Rodin وأنطوان لوي باري [ر] Barye، وبلغ عدد المنحوتات خمسين تمثالاً من بينها أعمال مصرية للنحاتين محمد حسن وسعيد الصدر.
توفي محمد محمود خليل عام 1955، وأوصى أن يصبح قصره متحفاً لمقتنياته التي قدمها لمصر بعد وفاة زوجته في عام 1962، حيث فتحت أبواب القصر للجماهير بعد أن صار متحفاً تابعاً لوزارة الثقافة.
في عام 1971 اختار أنور السادات[ر] رئيس الجمهورية هذا القصر لإقامته، ونقلت محتوياته إلى قصر الأمير عمرو إبراهيم، خلف نادي الجزيرة بالزمالك. أما الأثاث التاريخي النادر فقد بقي في مكانه بالقصر الأصلي. وبقي هذا المتحف قائماً تقريباً في مكانه البسيط حتى تعرض لسرقة إحدى لوحاته، وهي لوحة ثمينة جداً للرسام فان غوغ تمثل زهور دوار القمر، ثم أعيدت اللوحة بعد عامين إثر ضجة صحفية وصلت مداها بالدعوة إلى إعادة المعروضات إلى القصر الأصلي. وهكذا عادت المعروضات في عام 1984 بإشراف المركز القومي للفنون الذي قام بإعادة تجهيز القصر ليصبح متحفاً يليق بتلك الروائع النادرة.
ثمة مجموعة مهمة من الأعمال الفنية العالمية كانت الدولة قد اقتنتها وعرضتها في متحف الجزيرة بسراي النصر في أرض المعارض بالقاهرة. ويضم هذا المتحف بعض مقتنيات الملك وأسرته، إضافة إلى أعمال كانت محفوظة في متحف الفن الحديث. ويضم هذا المتحف 135 لوحة فنية لكبار المصورين في فرنسا، من بينها لوحات للمصورين رونوار ودولاكروا ومانيه، مع مجموعة من المشاهد الطبيعية لمصورين من إيطاليا وبلاد الفلمنك، مع تمثال للنحات الفرنسي رودان. كما يضم مجموعات فنية نادرة من السجاد والأواني الزجاجية.
وفي عام 1967 أمر الرئيس جمال عبد الناصر ببناء متحف خاص تحت اسم «قصر الفنون» ليضم هذه الروائع، وكانت إحدى اللوحات الثمينة قد تعرضت للسرقة أيضاً وهي لوحة للفنان الفلمنكي روبنز [ر] Rubens وقد أعيدت بعد ضجة إعلامية وبحث مكثف.
واختار ثروت عكاشة [ر] وزير الثقافة حديقة قصر محمد محمود خليل الواسعة والمطلة على شارع الجيزة أرضاً لبناء هذا المتحف الكبير، وتم شراء أرض متصلة بالحديقة من الورثة.
كلّف المهندس الإيطالي فرانكو مينيس تصميم البناء وبوشر بتنفيذه في عام 1969، على أن يضم مجموعة من المتاحف: متحف المستنسخات الفنية عبر التاريخ ومن جميع أنحاء العالم، ومتحف الفن الحديث، وقاعة الفنون المعاصرة، والمكتبة وقاعة الاستماع الموسيقي وقاعة الحفلات الرئيسة وجناح للأطفال وأقسام أخرى.
وتوقف العمل في بناء قصر الفنون بعد وفاة الرئيس عبد الناصر في عام 1971، وبعد اختيار قصر محمد محمود خليل وحديقته لإقامة أنور السادات. وعلى الرغم من عودة القصر متحفاً في عام 1984 فإن مشروع قصر الفنون لم يستكمل بعد.
المتاحف الشخصية:
في القاهرة متحفان شخصيان الأول للنحات محمود مختار [ر]، والثاني للمصور محمد ناجي [ر].
حين كان طه حسين [ر] وزيراً للمعارف أمر بإعادة أعمال مختار النحتية إلى مصر، وكان أكثرها في باريس حالت الحرب العالمية الثانية دون إعادتها.
وفي عام 1952، جمعت هذه الروائع في ملحق بمتحف الفن الحديث، وكانت مؤلفة من (75) تمثالاً من الحجر والرخام والبرونز. وكان هذا الملحق متحفاً مؤقتاً لم يلبث ثروت عكاشة أن عمل على تشييد بناء خاص يليق بأعمال هذا النحات الرائد.
وافتتح المتحف الجديد في عام 1962 في منطقة الجزيرة، وتم نقل رفات الفنان إلى مقبرة بجانب المتحف ووضع فوقها قناع مع الجص لوجهه أعدّه النحات أنطون حجار.
والمتحف الشخصي الثاني هو متحف محمد ناجي [ر] الذي أقيم في مرسمه بجوار أهرام الجيزة، وكان يعتكف فيه متفرغاً للوحاته. وبعد وفاته في مرسمه قامت شقيقته الفنانة عفت ناجي بتحويل مرسمه إلى متحف في عام 1956.
وحينما تبنت وزارة الثقافة هذا المتحف أعيد افتتاحه في عام 1991 بعد تجديده وتوسيعه وصار على مستوى المتاحف العالمية.
ويضم هذا المتحف خمسين لوحة زيتية، ومئتي لوحة من الرسم السريع بالألوان.
متحف الشمع:
وفي القاهرة متحف للشمع افتتح في عام 1934 بمبادرة من فؤاد عبد الملك (1878- 1955) من أبرز الشخصيات المصرية التي أسهمت في نهضة الفن.
كان متحف الشمع عند إنشائه قد احتل قصر تجران في شارع إبراهيم باشا، ثم انتقل في عام 1937 إلى القصر العيني، ثم نقل إلى مقره الأخير في حلوان وافتتح في عام 1958. ويشمل المتحف ثلاثين منظراً أهمها تاريخي أنجزها كبار الفنانين، من أمثال عبد القادر رزق ومصطفى نجيب وحسين بيكار ومحمود حسني ومصطفى متولي وعلي ديب.
بانوراما حرب أكتوبر:
ثمة قصر كان للأمير محمد علي الذي تولى الوصاية على العرش قبل الملك فاروق، وكان الأمير مولعاً بالتحف والأشياء النادرة ولاسيما النباتات الغريبة وبعض الحيوانات المحنطة إضافة إلى مجموعات من القطع الزجاجية والمعدنية، وغرفة دمشقية كاملة بزخارفها الخشبية، مع مجموعات من الخطوط العربية لأشهر الخطاطين، وعند وفاته أوصى أن يصبح قصره وما فيه متحفاً عاماً تابعاً للدولة.
بانوراما حرب أكتوبر
في القاهرة ينهض بناء دائري ذو جناحين، خصص لعرض مشهد واسع عن حرب تشرين/ أكتوبر في منطقة القنطرة. ويمتد هذا المشهد التصويري دائرياً أمام منصة متحركة تستوعب المشاهدين، وفي الجناحين عرض مشهد العبور في جناح ومشهد الحرب الجوية في مشهد آخر، وهكذا يعدّ هذا البناء متحفاً تذكارياً لأعظم انتصار حققته مصر على الجيش الإسرائيلي.