مفاهيم منوّعة - التربية البيئية المجلس الاجتماعي | مفاهيم منوّعة - التربية البيئية
تاريخ النشر: 31-01-2022

بقلم: سعيد محمد الحفار

بقي مفهوم التربية البيئية خلال تطوره ملتصقاً بمفهوم البيئة «المحيط» environment وبكيفية إدراكها، ثم انتقل من رؤية البيئة عبر جوانبها الطبيعية والحياتية إلى مفهوم أوسع يشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويؤكد الروابط المشتركة فيما بين هذه الجوانب. وكانت التطورات الأخيرة قد كشفت النقاب عن أن التربية البيئية لا تشكل بحد ذاتها اختصاصاً منفصلاً، أو موضوعاً خاصاً كالرياضيات والفيزياء والحياتيات (علم البيولوجيا) يضاف إلى البرامج التربوية، وإنما تشكل بعداً جديداً متكاملاً معها.
والتربية البيئية تنبع من إعطاء توجه جديد، وترابط لمختلف الاختصاصات والتجارب التربوية القائمة (علوم طبيعية، علوم اجتماعية، فنون وآداب) مما يوفر إدراكاً متكاملاً للبيئة، ويدفع للقيام بالأعمال الرشيدة اللازمة لسد الحاجات الاجتماعية، ومن هنا أمكن اعتبار التربية البيئية عملية يقوم الأفراد والجماعات من خلالها بوعي البيئة وإدراك التفاعل القائم بين مختلف مكوناتها الطبيعية والحياتية والاجتماعية والثقافية، وكذلك تحصيل المعارف والقيم والمهارات والتجارب، والإرادة اللازمة للعمل فردياً وجماعياً على حل مشكلات البيئة الراهنة والمقبلة.
ومن المفروض أن تؤدي هذه التربية إلى تغيير السلوك ليس لدى عامة أفراد الشعب فحسب، وإنما أيضاً لدى المسؤولين الذين يؤثرون بأعمالهم وقراراتهم مباشرة في البيئة، ومن هنا جاء التلاحم بين التربية البيئية وقضايا التخطيط الإنمائي الوطني.
والتربية البيئية، وفقاً لتعريف تبيليسي، ينبغي بسبب طبيعتها، أن تتوجه إلى جميع أفراد المجتمع، وفقاً لطرائق تفي باحتياجات مختلف فئات الأعمار والفئات الاجتماعية المهنية، وتستجيب لمصالحهم واهتماماتهم وحوافزهم. وينبغي أن تخلق لدى الجمهور العام (أطفالاً وناشئين وكباراً) وعياً بالمشكلات الخاصة بالبيئة وتجعله يفهمها فهماً أوضح، وعليها أن تقدم إعداداً مناسباً للمنتمين لبعض الفئات المهنية التي تضطلع بأنشطة ذات تأثير مباشر في البيئة (المهندسين، مخططي المدن، المعماريين، الأطباء، المعلمين، الإداريين، رجال الصناعة، وغيرهم)، وعليها أيضاً أن توفر التدريب المناسب للباحثين وغيرهم من المتخصصين في علوم البيئة. وينبغي أن تكون المضامين والأساليب والمواد التربوية مهيأة بما يتواءم مع احتياجات أولئك الذين يتعلمون.
ولما كان ينبغي لهذه التربية أن تكون مستمرة ومفتوحة للجميع، فيجدر إدخالها في جميع مستويات التعليم المدرسي وغير المدرسي. وينبغي عندئذ تعديل البنى المؤسسية بحيث يتكامل هذان النمطان من التعليم. ولابد كذلك من التنسيق بين جميع الموارد التعليمية في كل مجتمع، بل من تحقيق التكامل بين هذه الموارد.
عندئذ يمكن هذه التربية أن تقوم في درء المشكلات البيئية وحلها، ولكن من الجلي أن الجهد التعليمي لا يمكن أن يؤتي ثماره كلها ما لم تؤخذ أيضاً في الاعتبار عوامل مهمة مختلفة، مثل وضع التشريع الملائم، واتخاذ التدابير الرامية إلى مراقبة حسن تطبيق القوانين، وتأثير وسائل إعلام الجماهير، وغيرها، ذلك أن تأثير هذه العوامل في مجموعها يجب أن يسير في الاتجاه نفسه، وعلى نحو متماسك لكي تسهم إسهاماً فعالاً في تحسين البيئة. ولكن لن يتم ذلك إلا إذ بنيت السياسة الخاصة بذلك على فلسفة للتربية البيئية. فما هي هذه الفلسفة؟
فلسفة التربية البيئية: خلف أي نظام تربوي تقف فلسفة روحية. ومعلوم أن أي نظام أو برنامج تعليمي تربوي يجد تبريره وتزكيته في بعض القيم الفلسفية، اعتماداً على تعريفات محددة للأخلاقيات والقيم والمعايير على مدار قرون عدة، فقد أشار «ليوبولد» إلى أن تقبل وتشكيل المبادئ والنظريات الأخلاقية هو في الواقع «عمليات متدرجة لعلم التطور الإنساني في ظروف البيئة المحيطة». إن القيم الأخلاقية من وجهة النظر البيولوجية هي التحكم في حرية الحركة والتصرف في مجال التصارع على البقاء، أما من الناحية الفلسفية، فإن القيم الأخلاقية تعرف بأنها الاختلافات والفوارق بين السلوك الاجتماعي والسلوك البدائي أو غير الاجتماعي، وهكذا نجد، تعريفين مختلفين لشيء واحد.
وهناك القيم التي تتناول العلاقة بين الفرد والأرض، والحيوان والنبات الذي ينمو فوقها، فالأرض كما روت الأسطورة هي الملكية المستقرة الثابتة، ومازالت العلاقة بالأرض تمثل علاقة اقتصادية بحتة، تتضمن مزايا ولكن لا تفرض التزامات.
وهناك القيم الخاصة بمعايشة البيئة مع القيم التكنولوجية والعلمية والاقتصادية والأنشطة السياسية.
إن النجاح الكبير غير العادي الذي تحقق عن طريق العلم جعلنا نفتقد النظرة المتوازنة للحياة لذا فإن التقدم قد يعرف بأنه «نقطة النهاية» يقود أو يؤدي إلى حل مقنع، يقلل أو يزيد من مشكلات الإنسان في المجتمع، لذا كان من الأصوب أن يكون من الثبات التعرف على العقل أو الرشد عن طريق العلم، والتعرف على التقدم العلمي بالتطور، ذلك أن العلم يمثل قناة واحدة من قنوات المعرفة للعالم، والتقدم العلمي قد أسهم في تقدم الإنسان.
«إن الطبيعة لم تضع حدوداً نهائية للقدرات البشرية، ولن تستطيع أن تصل إليه من كمال مطلق: وإن كمال الجنس البشري أو صقله لانهاية له، وإن تقدم عملية صقل وتطور العقل البشري تعتبر مستقلة عن أي قوة تحاول تكبيلها وشل حركتها، وهذه العملية تسير بلا حدود توقفها، إلا عند نهاية الكون الذي خلقنا فيه».
لذا فإن الإيمان في إمكانات تعديل طرائق التفكير البشري وتطوير الظروف المحيطة به، مازال قوياً وواضحاً في السلوك السائد بين البشر، وابتدأنا ندرك أن العلم لا يعد كافياً لضمان تطور البشرية، يقول راستز: «إن مشكلاتنا المعاصرة بما تمثله من تعقيدات مهولة تحتاج إلى تركيز كبير، وتضافر جهود كل النوعيات المتعددة من العلماء الذين يمثلون مختلف التخصصات للتصدي إلى هذا الكم الضخم من المشكلات عن طريق تربية بيئية قادرة».
ثمة حاجة ملحة وحقيقية لإجراء تطوير رئيسي وجريء في أسلوب التفكير، وقد حان الوقت لا تباع طريق اقتراب جديد نحو تكوين مجتمع جديد تنصب مهمته أساساً على تطوير نمط تعايش الجنس البشري مع البيئة المحيطة به.
ومهما يكن من أمر فإن الأنظمة التربوية في الدول عامة، تنبثق من فلسفة اجتماعية خاصة بكل منها، تتعلق بمعتقداتها، ونظرتها الكلية للكون وللإنسان والحياة، وما توارثته في أصولها الاجتماعية من عادات.
أما مسألة مفهومات التربية البيئية وتصنيفاتها فعلى الرغم من اختلاف البيئات المحلية والإقليمية فإن المفهومات الأساسية للتربية البيئية قابلة للتطبيق في كل مكان، وهي في الحقيقة الجوهر، والموضوعات الأولية التي يسعى المربون البيئيون أن يفضوا بها على نطاق عالمي، وهي بالأهمية نفسها للمواطن العادي ولصانع المقررات على حد سواء، وعنايتنا بها أساسية كعناية المرء منا بحجرته وبصحته، وبمنزله وفناء مدرسته، أو زريبة مزرعته. وهي مركبة معقدة كالعناية بالتدفئة الأرضية والتغيرات المناخية واشتعال الغابات الممطرة، والغيوم الحمضية الكيمياضوئية، وإدارة الأراضي والتخطيط الحضري لكونها جميعاً تتعلق تعلقاً محسوساً بنوعية الحياة اليوم في الحاضر والغد.
ربما كانت جدولة المفهومات البيئية في ترتيب منطقي أمراً مضللاً، لأن مجرد عملية التصنيف هذه تنتهك أحد المفهومات، ألا وهو أن العالم والبيئة كليهما كل واحد، وأن كل الأشياء متداخل بعضها ببعض. إن أي تصنيف لنوعية الحياة العظمى لايمكن أن يعتبر تاماً كما لايمكن أن يوصف بالتمام أي تحديد لأولويات نهائية. والمربي البيئي مدعو لأن يضيف إليها، وأن يعيد ترتيبها وأن يشترك في البحث الحيوي المنشط عن أعظم الأمور الأساسية في تعلم وتعليم النظام المبهر المعقد الذي نسميه الكوكب الأرضي.
مستويات الوجود:
1ـ هناك ثلاثة مستويات أو نظم مميزة للوجود: المستوى الاجتماعي، فالبيولوجي، فالطبيعي، وكل منها يطيع قوانينه الخاصة إضافة إلى قوانين جميع المستويات التي دونه، وهي، بترتيب رجوعي:
(آ) الكوكب الطبيعي، جوه وغلافه المائي (المياه)، وغلافه الحجري (الصخري والترابي).
(ب) الجو البيولوجي أي جميع الأجناس الحية التي تطيع القوانين الطبيعية والإيكولوجية البيئية والكيمياوية والبيولوجية.
(ج) الجو التكنولوجي والجو الاجتماعي، أي إن ما شاده الإنسان في عالم الأبنية والآليات، والحكومات والاقتصاديات والفنون والأديان والثقافات التي تخضع لقوانين طبيعية وكيميائية وبيولوجية وبيئية وأي قوانين أخرى من تصميم الإنسان.
ومن الأمثلة على القوانين الطبيعية التي تطيعها كل مستويات الوجود:
(1) قانون الأونتروبية (العامل الرياضي لقياس الطاقة غير المستفادة في نظام دينامي حراري).
(2) القانون الثاني للدينامية الحرارية فإنه بسبب الأونتروبية نجد الآليات تبلى تدريجياً. ونحن نحتاج إلى طاقة خارجية لصناعة أو تصليح أو تسخين مكنة ما، وهي أمور تسحب طاقة نافعة من أي مكان آخر. ومن الأمثلة على قانون بيولوجي ينطبق على كل أشكال الحياة كون التركيب الكيميائي والتنظيم في كل فرد يتقرر بالنظام الجيني النافذ في الجزيئات الطويلة المسماة (دي إن إي DNA) في داخل كل خلية. إن القوانين المولدة بشرياً التي تنظم المجتمعات والاقتصاديات واسعة التباين.
2ـ إننا نتخذ مقررات في حالة من الشك الكبير وعندما تكون النتائج مدمرة جداً وغير قابلة للدفع، فإنه يصبح علينا أن نكون قادرين على مدافعة تلك الأخطار بعناية هائلة.
3ـ وفي حالة الشك الغامر فإن الإجراء السليم هو التقدير الدقيق والتجارب البطيئة التي يتبعها تثمين صادق ومستمر للنتائج مع الإدارة والعزم على تغيير استراتيجياتنا.
غايات التربية البيئية وخصائصها المتطورة
«تمثل التربية البيئية جزءاً لا يتجزأ من العملية التربوية، وينبغي أن تتركز حول مشكلات محددة، وأن تتسم بطابع الجمع بين فروع العلم المختلفة. كما ينبغي أن تستهدف تعزيز الإحساس بالقيم، وأن تسهم في رفاهية الجميع، وأن تُعنى ببقاء الجنس البشري. وينبغي أن تستمد قوتها الأساسية من مبادرة الدارسين والتزامهم العمل، وأن تسترشد باهتمامات الحاضر والمستقبل» [التقرير النهائي لمؤتمر تبيليسي].
إن إسهامات التربية في التحسين الضروري لإدارة التراث المشترك الذي تشكله الأرض يعد أمراً أساسياً. فالتربية يمكنها بالفعل أن ترهف حس فئات السكان جميعها إزاء المشكلات الهامة المطروحة، كما يمكنها أن تدخل عدداً من المفاهيم والنهوج الكفيلة بفهم هذه المشكلات، وإيضاح المصالح أو القيم التي تدخل في الاعتبار في كل موقف. ويمكنها كذلك على الأخص أن تتيح اكتساب المعارف والمهارات والإدارة اللازمة لحل مجموعة من المشكلات المتصلة بالبيئة.
فليس المقصود إذن هو مجرد الاقتصار على تبادل معلومات ومعارف جزئية مشتتة حول بعض المشكلات، مثل حماية الأنواع المهددة.
أما على صعيد القيم: فينبغي للتربية أن تركز على اختيارات إنمائية مختلفة، مع مراعاة ضرورة تحسين البيئة، وينبغي لهذه الغاية أن تشجع تلك التربية منذ الطفولة الأولى على استخدام أساليب تربوية تفسح في المجال لنقاش واسع النطاق حول اختيارات الحلول لمشكلات البيئة وحول طبيعة القيم التي تستند إليها هذه الاختيارات. والواقع أنه يتعذر تغيير السلوك تجاه البيئة تغيراً حقيقياً إلا عندما تأخذ أغلبية أفراد المجتمع المعني بقيم أكثر إيجابية. فخلق موقف مؤات للبيئة يعتبر شرطاً مسبقاً ولازماً إذا ما أردنا تحقيق فئات الأهداف الأخرى.
وفيما يتعلق بالمهارات الواجب اكتسابها، ينبغي للتربية أن تقترح- وفقاً لأساليب متعددة تتفاوت في درجة تعقدها تبعاً للجمهور ـ مجموعة واسعة من النهوج العلمية والتقنية والإعلامية تسمح بتنفيذ أنشطة رشيدة في مجال البيئة.
والمقصود بوجه عام هو إتاحة الفرصة في مراحل التعليم المدرسي وغير المدرسي كافة لاكتساب القدرة اللازمة للحصول على المعارف التي تتوافر عن البيئة ـ والتي تسمح بعدئذ للمعنيين بالمشاركة النشطة في إعداد حلول قابلة للتطبيق على المشكلات الخاصة بهذه البيئة ـ وتحليل تلك المعارف وتوليفها ونقلها ووضعها موضع التطبيق وتقييمها. ذلك أن القيام بأنشطة ترمي إلى صون البيئة وتحسينها هو خير وسيلة لتنمية هذه الكفايات.
خصائص التربية البيئية المتطورة
أتاحت المناقشات التي دارت في مؤتمر تبيليسي تحديد خصائص تربية تستجيب للغايات المبينة أعلاه. وتتعلق هذه الخصائص بتصميم مضمون التربية وترتيب بنيته، كما تتعلق بالاستراتيجيات التربوية وبتنظيم نهوج التعلم.
فينبغي للتربية البيئية أن تكون موجهة لحل المشكلات الحقيقية للبيئة البشرية، ويفترض ذلك اتباع نهج جامع لفروع التعلم تتعذر بغيره دراسة العلاقات المتبادلة بين التربية والمجتمع أو فتح التربية على المجتمع عن طريق حث أفراده على العمل. ومن ثم فإن هذه التربية تندرج في منظور إقليمي وعالمي، ويجب أن توجه نحو المستقبل بغية ضمان استمرار الأنشطة وشمولها.
ويجدر كذلك مراعاة فكرتين أساسيتين:
أولاهما: أن التربية البيئية لا ينبغي أن تعتبر علماً جديداً يضاف إلى مواد الدراسة القائمة بالفعل، بل ينبغي أن تكون محصلة إسهام شتى المواد والخبرات التعليمية في معرفة البيئة وفهمها وحل مشكلاتها وتدبير شؤونها.
الفكرة

الثانية: تتلخص في أن أهمية هذه التربية لا تكمن فقط في أنها تؤدي إلى إدخال بعض التعديلات على ما يلقن في المدارس، بل هي تكمن كذلك في استثارتها لمعارف أساسية جديدة ولنهوج جديدة في إطار سياسة تربوية شاملة، تركز على الدور الاجتماعي الذي تضطلع به المؤسسات التعليمية، وعلى خلق علاقات جديدة بين جميع الشركاء في العملية التعليمية.
أصول وضع استراتيجية وطنية للتربية البيئية ودمجها في التعليم الرسمي في تدريب المعلمين
لطريقة وضع استراتيجية وطنية للتربية البيئية ودمجها في التعليم الرسمي مراحل عديدة يمكن اعتمادها على النحو الآتي:
المرحلة الأولى: أنشطة البدء في وضع استراتيجية وطنية للأنشطة البيئية.
(1) تشكيل لجنة التخطيط الأولية: التي تدعو وزارة التربية أو غيرها من الهيئات المناسبة إلى عقدها والتي تتكون من ممثلين رائدين لتنوع في خبرتهم في مجال التربية البيئية.
(2) تقييم الخبرات والموارد المتاحة على المستوى الوطني في مجال التربية البيئية.
(3) تقييم حاجات التربية البيئية وأولوياتها.
(4) إنشاء لجنة وطنية لتخطيط التربية البيئية.
المرحلتان الثانية والثالثة: أنشطة التخطيط والإدارة للاستراتيجية الوطنية للتربية البيئية.
(1) لجنة وطنية تتولى، عن طريق عمل الموظفين، إعداد وتنظيم مؤتمر وطني يتخذ قراراً بشأن الخطط.
(2) تخطيط وتنفيذ قصير الأجل:
أ- اعتماد أهداف وغايات التربية البيئية.
ب- تحديد المجموعات المستهدفة.
ج- تحديد المبادئ التوجيهية.
د- خطة التنفيذ.
(3) التخطيط والتنفيذ طويل الأجل:
أ- إنشاء برامج تدريسية.
ب- تقييم البرامج التدريسية.
ج- إنشاء برامج بحوث.
د- وضع ترتيبات مؤسسية، إنشاء برامج إعلامية.
هـ- تنمية الموارد المالية.
و- خطة التنفيذ.
(4) المسؤوليات الإدارية الموكلة إلى المنظمات الحكومية وغير الحكومية لتنفيذ الخطة.
المرحلة الرابعة: أنشطة تقييم وتنقيح الاستراتيجية الوطنية للتربية البيئية.
(1) لجنة وطنية للتخطيط تتولى الإعداد للتقييم وإيكال المسؤوليات بالتعاون مع منظمات الإدارة.
(2) تقدير نتاج عملية التخطيط والإدارة.
(3) تنقيح الاستراتيجية الوطنية للتربية البيئية بناء على التقييم.
وعلى المنوال نفسه يتم التحدث عن وضع المناهج الدراسية وإعداد مواد التعليم الخاصة بالتربية البيئية للمدارس الابتدائية والثانوية- موجزات مفيدة.
المهام الرئيسة لوضع المناهج
(1) التخطيط ـ اختيار الأهداف، اختيار المحتوى، اختيار استراتيجيات التعليم والتعلم.
(2) إعداد المواد التعليمية ـ ابتكار المواد، تحويل المواد إلى منهج دراسي، تجربة المواد، تعديل المواد على أساس التجربة.
(3) التنفيذ، تعديل نظم الفحص الوطنية المشتركة، التعاون مع الهيئات الإدارية المناسبة، مراقبة الجودة، تنقيح برامج المناهج الدراسية.
معايير لتطوير مواد التربية البيئية
(1) ينبغي أن تكون المواد متعددة الوسائل (مطبوعة، سمعية، بصرية، وغيرها) وأن تشمل أدلة تعليمية ومواد تعليم ذاتي للطلاب، وملصقات وخرائط)
(2) ينبغي أن تؤكد المواد على مختلف عمليات وتقانات التعليم والتعلم.
(3) ينبغي إبقاء الأسعار عند أقل مستوى ممكن.
(4) ينبغي أن يجري تطوير المواد بوساطة فرق جامعة لعدة فروع علمية.
(5) ينبغي أن تنظم المواد على نحو يسمح للمعلمين والطلاب بتعديلها بسهولة.
(6) ينبغي اتخاذ التدابير اللازمة لتحديث المواد أو تطويعها للعصر كل ثلاث أو خمس سنوات على الأكثر.
(7) ينبغي إعداد كتب تعليم مساعدة أو أساسية تشمل السمات العامة أو النوعية للتربية البيئية.
وأما عن تدريب المعلمين على التربية البيئية فينبغي اتباع ما يأتي:
على المستوى الابتدائي:
(1) تعلُّم محتوى التربية البيئية ومفهوماتها.
(2) فحص برامج ومواد التربية البيئية المتاحة.
(3) تعلم مناهج التربية التي تناسب التربية البيئية بوجه خاص.
(4) وضع بنية يمكن للمعلم أو للمعلمة أن يقيم أو أن تقيم عليها برامج التربية البيئية الخاصة بها.
(5) وضع مناهج لدمج التربية البيئية في العديد من مجالات التربية.
(6) البحث عن سمات القضايا البيئية التي يمكن وصلها بالتربية البيئية.
(7) تنمية استعداد المعلم للنظر إلى التربية البيئية في ضوء حاجات المجتمع أو البلاد.
(8) وضع برامج تضمن فهم معلمي الطلاب للتربية البيئية فهماً فعلياً.
على المستوى الثانوي:
(1) تنمية مواقف ومهارات تمكن الطالب من المشاركة في عملية اتخاذ القرار.
(2) فهم أثر العلوم والتكنولوجيا في المجتمع.
(3) فهم دور البيئة في تنمية الإنسانية من منظور عالمي، مع إيلاء المراعاة الواجبة للتباين الإقليمي والوطني.
(4) تنمية القدرة على الحصول على المعلومات من مصادر متنوعة.
(5) مساعدة المعلم أو المعلمة على تحقيق دوره أو دورها في تيسير تعليم الطلاب داخل فصول الدراسة أو خارجها.
(6) إعطاء خلفية عريضة ومتكاملة للتربية البيئية عن البيئة الطبيعية، التي من صنع الإنسان، والإيكولوجية، والمستوطنات البشرية، والتلوث، والاستخدام الرشيد للتربة والماء، وإدارة الموارد الطبيعية، والسكان، وغير ذلك.
(7) تنمية الفهم لعملية التعلم وكذا الحساسية لحاجات الطلاب والمرونة لتكييف البرامج وتعديلها لمواجهة حاجاتهم.
(8) تنمية المهارات لاستغلال مختلف بيئات التعلم في المجتمع وتدريب المعلمين على طرق الاستخدام الفعال للموارد المحلية.
(9) إيجاد طرائق لتوسيع نطاق المناهج والبرامج الحالية الموجهة نحو فرع علمي واحد بحيث يصبح تبادل العلاقات واضحاً وجلياً.
التربية والتوعية البيئية للجماهير لتوطيد الأخلاق البيئية
ولأن التربية البيئية قد تيسر صون البيئة الحية وتحسن نوعية الحياة البشرية وتصون النظم الإيكولوجية فإن الهدف الرئيسي للتربية البيئية هو إذاً:
(إيجاد وعي وسلوك وقيم نحو صون المحيط الحيوي وتحسين نوعية الحياة للإنسان في كل مكان والحفاظ على القيم الأخلاقية والتراث الثقافي والطبيعي بما في ذلك الأماكن المقدسة والمعالم التاريخية والأعمال الفنية والآثار والمواقع والحياة الطبيعية للإنسان وفصائل الحيوان والنبات والمستوطنات البشرية).
وهذا الأمر يؤكد الحاجة إلى لغة مشتركة يسهل التخاطب بها عند تناول شؤون تتعلق بالبيئة عامة تخاطب الفئات المستهدفة بالتربية البيئية وخاصة التربية العامة للجمهور.
أعني أن تتجه التربية البيئية إلى فئات العمر جميعها وكل الفئات الاجتماعية المهنية بين السكان فيه تستهدف:
ـ الجمهور العام غير المتخصص الذي يتألف من نشء وكبار تؤثر تصرفاتهم اليومية تأثيراً حاسماً في صون البيئة وتحسينها.
ـ بعض الجماعات الخاصة من جمهور الناس التي تؤثر تصرفاتهم وأنشطتهم المهنية في نوعية هذه البيئة.
ـ بعض الجماعات الأخرى من العلميين والتقنيين الذين تشكل بحوثهم وممارساتهم المتخصصة قاعدة المعارف التي ينبغي أن تتخذ أساساً لتربية بيئية وإدارة فعالة.
وإذا قيل فئات السكان يجب أن يخطر بالبال قبل كل شيء عامة الجمهور، أي أن يوجه الإعلام البيئي الجماهيري إلى جميع الأعمار وفي جميع مستويات التعليم النظامي للتلاميذ والمعلمين، وفي مختلف أنشطة التعليم غير النظامي للنشئ والكبار بمن فيهم المعوقون.
أهداف الإعلام (التوعية البيئية للجماهير)
1ـ تحقيق الهدف الرئيسي للتربية البيئية الذي أشرنا إليه من حيث إيجاد وعي وسلوك وقيم نحو صون البيئة وتحسين نوعية الحياة وغير ذلك.
2ـ فهم الطابع المعقد للبيئة الطبيعية وللبيئة التي صنعها الإنسان نتيجة لتفاعل جوانبها البيولوجية والفيزيائية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
3ـ جعل الناس عامة قادرين على تحديد مشكلات بيئتهم واقتراح حلول لها والعمل على الحد من ظهور مشكلات بيئية جديدة فيها.
4ـ جعل الناس يتفهمون معنى نوعية البيئة من خلال تنمية وعي انتقادي بيئي لديهم وتنمية روح المسؤولية كأساس لنظام حياة يكفل صون البيئة وتحسين نوعيتها.
5ـ توطيد الأخلاق البيئية باعتبارها المسلك البشري الأمثل حيال البيئة وهو غاية الغايات للتربية البيئية المتطورة.
من الوعي البيئي الحق إلى العمل
هنالك مفهومات حديثة للتربية البيئية تبلورت في التسعينات خلقت مشكلات وأهدافاً جديدة لها ذلك أن الإدارة الناجحة للبيئة وتحقيق التنمية المستديمة والسليمة بيئياً تعتمد على التعاون فيما بين الهيئات الحكومية والصناعية المهتمة وبين المواطنين المطلعين العاملين فردياً أو جماعياً أو عن طريق الموظفين المنتجين إنما تتطلب منهم وعياً عاماً تغذيه روافد المعرفة النابعة من العلوم والعلوم الاجتماعية والإنسانية، كما يتطلب مشاركة المواطن أيضاً بتطوير مواقفه وتنمية مهاراته العملية مما يساعد الناس على العيش بكيفية ترفع نوعية البيئة وتخفض من التدمير البيئي.
إن من بين المشكلات الأكثر أهمية في مجال التربية البيئية هذه الأيام كيفية ترجمة وبث مثل هذه المفهومات بعبارات بسيطة ومفهومة وهي مفاهيم مثل:
الاعتماد المتداخل ـ الموارد الطبيعية غير المتجددة ـ زيادة السكان ـ تدفق الطاقة.
وهذا الأمر يصير غاية في الأهمية حين يتذكر الإنسان حقيقة جوهرية تجابه كل شخص معني بأمر التربية وهي: كون الغالبية الكبرى من سكان العالم الشباب والبالغين على حد سواء هم خارج النظام المدرسي والعملية التربوية بالكامل، وهم يستحقون عناية خاصة لتأهيلهم بيئياً. إن دور نساء العالم النامي مهم واتصالهن بالبيئة مباشر جداً سواء أكان بطريق العائلة، أم بعملهن في الحقول بدءاً من استعمال الوقود، والتصرفات الاستهلاكية، إلى استنبات التربة.
إن الوصول إلى المواطنة الواعية بيئياً والذكية والفعالة ـ القادرة على تعميق حب الانتماء للأرض وللوطن في إطار الأخلاق وفي إطار النظرة للأرض على أنها مجتمع، وهو العامل الذي لا غنى عنه ـ يجعل التنمية والتربية البيئية غير النظامية (خارج المدرسة) واللانظامية أمراً لازماً على قدم المساواة مع التربية البيئية الرسمية.


جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013