تقف الدول في المشرق و المغرب على " عقدة الحلّ المرتقب " في سوريا . فكثير منها تورّط في ضخ المال، و الامداد بكل انواع الاسلحة، و تصدير الارهاب، و تصفية الحسابات، و قلب المعادلات، و اسقاط " هيبة و مكانة و موقع و دور و رسالة الدولة السورية " الحاضنة للقضايا و الداعمة للمقاومات ...
ناهيك عن حربهم الضروس منذ 2011 التي تكاد تشرف على انقضاء خمس سنوات عاشها و لمّا يزل الشعب السوري قيادة و جيشا و مؤسسات وسط نيران جهنّم التي أزكتها الاهداف المبيّتة الخطيرة التي أعلنتها بعض الدول العربيّة و باقي الدول الاجنبيّة من متفرّج الى داعم الى مخطّط، الى طابخ، الى موزّع، الى مدوزن، الى قائد اوركسترا تعزف الافلاس الاخلاقي و الاضمحلال السلوكي فتنشده فصائل و مجموعات و فرق من أصقاع الأرض كافة العالم ، تعديات و ممارسات شاذة، و تقتيل و تخريب و تدمير و محو حضارة ترقى الى آلالاف السنين ...
تورّط العالم و بخاصة الدول المتمكنة و الفاعلة في الساحة العالمية و في اروقة القرارات و مجلس الامن و هيئة الامم المتحدة و مواقع الضغط و الاكراه و التخويف و الترهيب و التزوير عبر كل الوسائل المتاحة من أخمس قدميه الوسخة حتى نافوخه المتعفّن ...
تورّط العالم ...
لأنّ " حجة القويّ هي الفضلى " و كأنّ جان لافونتين " كان يملك استشراف المستقبل البعيد النابع من واقع مرير عاشه و عايشه و كتب عنه .
و لم تتغيّر " عقليّة المستعمرين و ذهنيّة المستبدين و طرق معالجاتهم و مقارباتهم للامور و القضايا التي بنيت على قاعدة " أنا أو لا أحد " .
و اليوم ينبح من كان يتوقّع أن ترمى له بعض العظام ... و اليوم ينهش في الجسم السوري من كان في نفسه " عقدة الامبراطورية ... اليوم يندفع الى استعجال رصّ الصفوف و استحصال على اذن من برلمانه بالمشاركة في الحرب على داعش ...اليوم استنفر و أقسم بالقضاء على داعش من كان بالامس القريب " يُصلّي و يضرع و يدّعي الحقوق و الحريات و القيم ... اليوم تطفو الى وجه الانكشاف الفعلي من كان علاقاته محبكة و متينة و أخويّة مع العدوّ الصهيوني ...
اليوم قد يجتمع كثير من كل هذا الكثير " لاقتسام ثياب سوريا " على أنّهم شاركوا في الزرع فلهم الحق في الحصاد ثم تقاسم المغانم و الحصص .
هكذا هم البشر منذ بدء الخليقة ........... لكننا نحن نتميّز بل نختلف عنهم . فامّا نحن مرضى بالاخلاق و امّا هم صيادون بامتياز ..!
ما قولكم ؟ أيحسن أن نتركهم بعد اليوم و بعد قرن من الالام و العذابات و التضحيات و الاحتلالات و التعديات و الافتراءات و شوفينيّة المحتلّ ؟
انّي اقول - و قد لا يستحسن رأيي كثير من الناس و يشتمني بعضهم الآخر – بأنّ الحياة وقفة عزّ كما برهنها السوريون . و انّ الحصاد كثير في العالم العربي لكنّ فَعَلَةَ الحقّ و الاوفياء قليلون ...
و انّ الدماء – كل الدماء الحيّة – هي " تفاحة آدم في أحلاقنا و قضيّة وطنيّة عربيّة في أعناقنا، و دفء شرف و كرامـــــــــة في عقولنا و قلوبنا .
ما أحوجنا الى " نقد ذاتي "و الى " مراجعة في الجامعة العربية " بحيث نحرّك غربال الحقائق و الوقائع و الاضرار المعنويّة الجسيمة ، فيسقط من يسقط لآننا لا نريد زؤانا و لا قشّا و لا حصى ...
فلا تقوم المعاهدات و الاتفاقات و الدفاعات على الورق و لا على اللغة و لا على الدين ... بل على القيم السامية، بحيث تنسحب أعمالا و اجراءات و انجازات ملموسة و محسوسة و مرغوب فيها ..!
و قد نرغب عن الموت لكننا نستحضره و نعبره بالاستشهاد في حال اقتضت الظروف و الواجبات و الخُلُقيات و السلوك المجتمعي الكيانيّ ..
انّي أؤكد أن كلابا كثيرة ستنبح ...و قططا جمّة ستموء ... و غربانا متنوعة ستنعق ...و ضفادع هزيلة ترغب بالتمثل حجما بالثور فتنفجر ...
انّي أؤكد أن النسور – و الكل يدرك – أنّها تحاكي قنن الجبال و و صدور السحاب و تخترق جزئيات الهواء و لا تتلفّت لهؤلاء السفلة القذرين المغمورين بنفايات أفكارهم و أعمالهم و مخططاتهم ...
انّي أؤكد بأن النصر قادم لا محال . و انّ الصبح كسح الليل . و انّ المعادلات الرديئة سقطت في الحضيض. و انّ طابخ السمّ آكله بالتأكيد.
و عليه، اعلن بأننا نصنع النصر و هم يصنعون الهزائم و يحولونها متعة في صالوناتهم و دورهم و أنديتهم و على أكتاف عملائهم في كل الوسائل الاعلاميّة الناطقة بحثالتهم و بوسخهم من مقروء و مسموع ، من صحف و مجلات و منشورات و مواقع الكترونية و تطبيقات تواصليّة ...
و أستذكر نيسان 2011 حين قلت و بكل ايمان و ثقة و رؤية أنّ " ســـــــــــــوريا الأسد باقية بقاء الله في الاكوان . باقية بقاء الاوكسجين في الهواء. باقية باقية باقية . و لن تسقط . و ان سقطت . لا سمح الله و لا سمح الأسد ، لن يبقى لا شجر و لا حجر، و لا بشر . و شمشون قال في آخر لحظات حياته :" عليّ و على أعدائي يــــــــــــــا ربّ " .
و لكنها بالقوة ما كانت لتسقط . و بالفعل لم تسقط . و تخطينا السقوط . و ها نحن ننجز الانتصارات تلو الانتصارات نحو " النصر المبين " حيث تتلاشى و تتبخّر " قوى الابالسة " من على الارض السوريّة.
و النصر قادم كالصباح . و أريجه ياسمينه ممزوج بالعرق و الدم و الكرامة . فـ " عش عزيزا أو مُت و أنت كريم بين طعن الرماح و خفق البنود " .
و النصر قادم على وقع دعسات الجيش السوري العربي و شهامة المقاومة و نضال العنصر المدني .
قادم . قادم. قادم .
و ما اجتمعتم يا ايّتها الدول الغيورة الا لتفرّقوا بيننا و لتنسفوا تاريخا من الامجاد سطّره أبطال عزّ و فخر و شهامة .
و ان شجرة الارهاب التي زرعتموها قد أكلتم من ثمارها . هنيئا لسياساتكم . و طوبى لنا لآننا نطعمكم مما نأكل و نسقيكم مما نشرب منذ آلاف السنين .
و تأكدوا للمرّة المليون قبل أن تختلط عليكم الامور بأن الشعب هو سيّد قراره . و عليه، تقع مسؤولية الخيار و القرار . و هو من أنصح و أوعى شعوب المنطقة . لا تخافوا على مصيره فلن يتأذى أكثر مما آذيتموه . فقد شرّدتموه و أصبتوه في مقتله .
لا تدّعوا المحبّة و السلام و الوئام . فخير للانسان أن ينام بجانب أفعى من أن يرقد بجوار أدعياء الغيرة و اللهفة أمثالكم ...
و على الدوّار تتلاقى كل الطرقات السالكة . فاننا سلكنا طريق النصر . سقطت أحلامكم ايّها الفراعنة الدوليين ، بئتم بالفشل الذريع يا بعض اطفال الخليج. وقعتم بين المطرقة و السدّان يا بني عثمان .............
د. كمال يونس
عاشت ســــــــوريا الأســـد ..!