الشام مدينة العشق .. ووتر من قيثارة الألم .. رغم انها بعيدة ، ، الا اني اشعر بقربي منها حد التلاشي معها.. وانا اعشق اندكاكي فيها .. كانثى غريبة في كل شيء،،
وانا اراها وطن لاحلامي المستباحة..
تنثر عطرها على نوافذ قلبي،،
وانا اموت كل لحظة على ابواب دمشق العتيقة ..
هي من تعيد النبض لامنياتي،،
فيعود الفرح المغادر عن شوارع مدني..
هي لي وانا املكها دون ان تعلم، أُشاكسها ،، اغازلها،، ابعثر خصلات شعرها،، ثم اجمعها فتبتسم،، لتتوقف كل مواكب حزني.. هي اجمل قصائدي كلما ألمح صورتها في طرقات الذاكرة..
دمشق إمرأةً تختزل كل النساء في حيائها .. حين ترفع حاجبيها تخجل المدن من عينيها ..
دمشق حقل الياسمين المتوج على ناصية الشبابيك ..
دمشق الاسواق العتيقة والدهشة التي توقظ الرغبة فيك إلى البكاء وانت تمشي في شوارعها عامراً بالأسئلة ..
هم ارادوك ِ يادمشق وطناً تموت فيه السنابل عطشاً ،، وتكثر التجاعيد على ضفاف بردى..
هناك في ( الحمرا ) عندما يتحول الحزن الى وجه سومري يرسم نواح الامهات على ارصفة الايام الغابرة يكون للموت طعم الاحلام المؤجلة ،،
وهناك في ( باب توما ) عندما تتحدث العيون تتعطل لغة الشعر ويصمت كُتاب القصائد ويصبح للدمع لغةً لايفقه مفرداتها إلا من يعرف أسرار الحب والأمنيات ..
وهناك في ( المرجا والحميدية ) عندما تكون التحية تحية وتتوقف المراسيم لاستقبال الحزن القادم من أعماق الأزقة والحارات القديمة..
وهناك ستجد الشعراء ولحن الحزن يعبر عن أم ٍ مفجوعة بوطنٍ لا ينصف أحزان الفاقدات .. وهناك في الشام كثيراً ما هطلت أمطار الحزن وامتزجت مع دموع السماء والسائرين..
من اية طينةٍ خلقتكم السماء أيها السوريون، يافقراء الوطن،، ايها الشاميون،، المحملون بكل مواجع الحروب والأحزان ،، تجزلون بالعطاء
وانتم تعيشون زمن المجاعة والحرمان..
الشام بوصلة الازمنة نحو ميادين الحرية والخلود .. لطالما تحول عطش دمشقك الى انهار يرتوي منها كل العاشقين..
هناك المدينة التي تناغم فيها التاريخ والجغرافيا بعشق في لوحة جميلة .. ومن قيثارة الحزن التي عزفت لحناً ولحناً،، حتى كانت ( زنوبيا ) ،،
هناك في اقاصي الشام وبين الماء والطين وحقول الياسمين تأتي أسراب الطيور المهاجرة لترسم نقوشاً فنية زاهية بألوانها ،، هناك التاريخ ،، المدينة التي يتفجر الفن والشعر والعلم والادب والفكر والابداع من بين ثناياها فانجبت رجالاً ونساءاً كقمم الجبال ..
لكِ من بغداد الحُلم والهوس والملتقى كل عبق الياسمين وصباحاتنا الجنوبية الغافية في جبين العراق ، لترسم الطيور لوحات الاشتياق وتشاكس العصافير ضفائر النخيل فيتساقط الرطب أغنيات وأمنيات وأحلام ..
هناك في الشام الرفض والالم والامل ،، وهناك تقرأ كل أوجاع سوريا وأنين الأمهات ..
نحن في العراق نقولها : بغياب سوريا يقتلنا البرد ونحن في فصل الاشتياق ،، وعندما تموت ابتسامة الشام فأن الشمس لن تشرق على خارطة أوجاعنا أبداً ،،
نحن وهي ، حكاية حب ، ومواويل صدق ، وأناشيد غرام ..
فأحياناً نرسمها حمامةً بيضاء ، تحلق على أغصان الأمل ،، وأحيانًا نرسمها غيمةً صغيرة تمطر ابتساماتٍ وأمنيات .. وكلما تشوهت وجوه المرايا ننثر عليها قليلاً من عطرها فيعود إليها بريقها القديم ..
لقد تعلمت من الشام أن لا ألتفت إلى النعيق الذي يثير الضجيج خلف خطواتي الواثقة لأني اعتدت على الانصات لصوت الطيور التي تملأ سماء امنياتي
اليوم سأتامل تلك الغيوم فأتصورها ستمطر باقات ورود ،، فتتحول دمشق الى حدائق من الياسمين ، فتجتمع الفراشات عند ابواب المدارس ..
اليوم كنت هناك بعد غيابٍ دام عشرون عاماً ..