السياسي الأحمق من يمتلك قوة ذات عقيدة لكنه، ويا لَغبائِهِ يعمل على تدميرها خدمة لأجندات خارجية، ومن أجل أناس أقل ما يقال بوصفهم فسدة وخونة جهلة، ويفعلها عامدا أحيانا، ودون أن يعلم في أغلب الأحيان، لأنه مغيب العقل مع سبق الإصرار والترصد..
على العراقيين أن يعوا حقيقة مهمة لا جدال فيها، وهي أنهم إذا تخلوا عن الحشد فعليهم أن يقفوا جميعا بالدور، ويجهزوا رقابهم إلى الذبح، ونساءهم إلى السبي، وأول الواقفين بالـ”سره” هم الشيعة طبعا!
الحشد حاجة ملحة دائمة، وهو أمل العراقيين الأحرار لبناء مستقبلهم، وصيانة كرامتهم والمحافظة على سيادة العراق ووحدة أراضيه.
المخطط واضح بعد انتصار الحشد على داعش، وظهوره كقوة كبيرة أرجعت هيبة العراق، وذلك نتيجة الانتصار المتحقق على داعش؛ التي هي صناعة أمريكية ضخمة، أنفقت عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها مليارات الدولارات، وسلحتها بأفضل الأسلحة والآليات، كي تكون قادرة على تحطيم الصخرة العراقية، التي تمثل العقبة الكأداء أمام وجود طبيعي للكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين.
العراق بعد فتوى الجهاد الكفائي؛ التي أضفت الشرعية الدينية على وجود الحشد الشعبي، الذي تشكل أساسا من قوى مجاهدة، عركتها السنون في مقاومة القهر الصدامي، ومن بعده العدوان الأمريكي، هو غيره قبلها وقبل وجود الحشد الشعبي، وبفضل هذا الوجود المبارك؛ الذي يمتد عميقا في وجدان الشعب؛ أصبح العراق اليوم رقما صعبا في معادلة المنطقة، لذلك عملت قوى الاستكبار العالمي، والحلف الصهيو أمريكي عربي، على تصفية الحشد والقضاء عليه، واستطاعت هذه القوى بوسائل شيطانية خبيثة، في مقدمتها المال المغدق بلا حساب، أن تجد من يعمل على تنفيذ مخططاتها، وهذه المرة للأسف بأيادٍ عراقية شيعية، وبعض هذه الأيادي جاءت من محيط العمامة بلونيها الأبيض والأسود!
ثمة حقيقة أخرى تصدع بنفسها في ميدان الواقع، هي أنه لا يوجد بلد في العالم، يخوض حرب وجود وبقاء؛ كالتي خضناها مع الدواعش الأشرار، ومن يقف معهم وخلفهم، ثم يأتي من بين صفوفه من يقول؛ إننا حاربنا آخر الحروب وانتصرنا فيها انتصارا ناجزا باهرا، وأن علينا أن ننصرف إلى شؤوننا، وأن نودع السلاح ونقول للرجال الذين حققوا النصر؛ شكرا لكم عودوا إلى بيوتكم، “يَلَّلْه هايْ هِيَّ حُلّو الحشد خَلَّصْنَه الحرب وبعدْ مامحتاجين شي”!
لقد غدرنا بهم؛ ولا أحد يعرف ماذا سيحدث بالمستقبل، لكن الذي نعرفه؛ أن الخطر محيط في أي بلد، ولا يستطيع أحد أن يقول نحن في أمان، وسط هذا العالم المتوحش.
الحشد قوة رصينة؛ أنقذتنا من مأزق كاد أن يقضي على وجودنا التأريخي، ويتعين علينا وبشكل قاطع، أن نحتفظ به ذخرا وذخيرة للمستقبل، وخلال ذلك وبحنو على قطع من أكبادنا، يمكننا أن نعدل من بعض السلوكيات، ونصحح بعض الأخطاء، بدون أن نفكك هذا الكيان الغالي علينا أو أن نسقطه!
لا نعرف ماذا سيحدث في المستقبل، لذلك نحتاج للحفاظ على كل وسائل القوة، وليس مهما أن تكون أمريكا غاضبة من الحشد، بل المهم أن مصلحتنا مع الحشد، وأن نجعل أمريكا تدرك هذه الحقيقة، وتقر بها، وتتقبلها، وإلا فَلْتشرب البحر أو تبلطه..!
جميع البشر يبحثون عن مصالحهم، فلماذا نحن نبحث عن مصالح غيرنا، ولا نبحث عن مصالحنا؟!
مستقبل العراق حشدي..وحين انهارت المنظومة العسكرية، أعاد الحشد هيبة الدولة..وحين انهارت المنظومة السياسية..سينهض الحشد بالبديل النوعي، وسترون..!
كلام قبل السلام: عندما انطلقت فتوى الجهاد الكفائي في لحظتها قال الشهيد القائد أبوحسين معله: (فتوى الجهاد المقدس هي فرصة ثمينة وبمثابة العفو العام لنا في هذه الدنيا ويجب أن نغسل ذنوبنا بالشهادة).
سلام