تعيش مصر منذ قرابة العشر سنوات في صراع مع قوي الارهاب (القديم) ممثلا في جماعة الاخوان ومن تناسل منها أو تحالف معها من تنظيمات العنف، وقوي الارهاب (الجديد )ممثلا في تنظيم (داعش ولاية سيناء ) والذي كان يسمي قبل مبايعة أمير داعش المقتول أبوبكر البغدادي بإسم ( أنصار بيت المقدس) وكانت المبايعة وتغيير الاسم في عام 2014 ،وحتي نفهم الي أين ستتجه النهايات فلنبحث في البديات . *إن تاريخ الارهاب الذي يقاتل الشعب والجيش معا في سيناء وخارجها يقول أن نشأة تنظيم أنصار بيت المقدس تعود إلى المدعو هشام السعيدنى الفلسطينى والملقب بـ(أبو الوليد المقدسى) والمولود فى 1969 لأم مصرية وأب فلسطينى قتلته إسرائيل فى 12/10/2012 ، وبعد صدام تنظيمه مع حركة حماس فى غزة خلال أعوام 2010 – 2012 هرب حوالى 150 عنصراً من هذه الجماعة إلى داخل سيناء وكونوا – بالتعاون مع عناصر سلفية من أبناء القبائل – جماعة أنصار بيت المقدس ، وفى أوائل مايو (2014) كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا مع عدد من المقبوض عليهم من أعضاء هذه الجماعة عن كيفية تأسيس جماعة أنصار بيت المقدس المرتبطة بتنظيم القاعدة ،ثم بعد ذلك بداعش وأوضحت التحقيقات أن توفيق محمد فريج زيادة أسس وتولى زعامة الجماعة (بعد مقتل هشام السعيدنى) وتواصل مع تنظيم القاعدة لمبايعة زعيمه أيمن الظواهرى ، كما تواصل مع ألوية الناصر صلاح الدين الفلسطينية بقطاع غزة لمد الجماعة بدعم مالى وعسكرى ولوجستى للقيام بعمليات إرهابية فى مصر مستغلاً الأوضاع الأمنية فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011 ، ثم بعد ذلك أسمى نفسه (داعش ولاية سيناء) .
***
وقبل أيام من مبايعة أنصار بيت المقدس لداعش وأن يصبح اسمها (داعش ولاية سيناء) و فى يوم 21/9/2014 تم قتل ضابطى شرطة أمام وزارة الخارجية المصرية ، وفى مبادرة تؤكد وجود تواصل فكرى وربما تنظيمى بين( داعش العراقية-السورية) وبين التنظيمات المسلحة التى قامت بالحدث الأخير ، نلفت الانتباه إلى بيان تنظيم (داعش) الذى صدر يوم 21/9/2014 ليبارك عملية قتل ضباط الشرطة أمام وزارة الخارجية (20/9/2014) وضد جنود الجيش المصرى ومطالباً بالمزيد ، وهو بيان يؤكد الترابط العقائدى (الشاذ) بين هذه الجماعة (داعش) وبين نظائرها فى مصر ، فالفكر واحد ، والممول واحد ، والمحرك واحد، والهدف هو تفتيت المنطقة وجيوشها .
* ولنتأمل البيان والذى جاء فيه الدعوة العاجلة للجماعات للفعل المسلح ضد الجيش والدولة فى مصر ، حيث دعا تنظيم داعش الجماعات التكفيرية فى سيناء إلى مواصلة استهداف جنود الجيش والشرطة، فى رسالة هى الأولى من نوعها، حيث صدرت من أعلى قيادة فى التنظيم، وهو ما اعتبرته قيادات جهادية سابقة يمثل سابقة خطيرة يهدف بها داعش لتوحيد الفصائل الجهادية فى مصر تحت راية التنظيم.
وأثنى أبو محمد العدنانى، المتحدث-يومها- باسم التنظيم، والذي قتل لاحقا ،فى فيديو بثته مؤسسة الفرقان الذراع الإعلامية للتنظيم، على التكفيريين فى سيناء بعد عملياتهم الإرهابية ضد جنود الجيش، وطالبهم بالاستمرار على هذا المنهج، لأنه «هذا هو الطريق السديد»، ودعاهم إلى مواصلة العمليات بتفخيخ الطرق ومهاجمة مقار القوات، واقتحام منازلهم، وقطع رؤوسهم. وأضاف: «لا تجعلوهم يأمنون،
إن رسالة العدنانى تعد أول رسالة رسمية من أعلى قيادة إعلامية بالتنظيم، ما يؤكد وجود روابط بين التكفيريين فى مصر وقادة التنظيم وإشادته بأسلوب جماعة أنصار بيت المقدس تؤكد وجود صلة قوية بينهما. وأكدت الوثائق يومها أن نحو 1500 سلفى، أغلبهم من حركة «حازمون»،نسبة الي الداعية المتطرف حازم صلاح أبو اسماعيل ،انضموا إلى التنظيم.وأنهم يرسلون هذه البيانات من سوريا والعراق . وطبعا كل هؤلاء اليوم (2021) إندثروا إما قتلا وإما هجرة وطردا الي بلاد الافغان وبعض العواصم العالمية الاخري وهم يشكلون الان خلايا نائمة ربما تستيقظ لاحقا لتوذي البلاد التي إحتضنتهم .
***
* وتحدثنا الحقائق على الأرض أنه قبل البيان السابق كانت مصر قد وجهت عدة ضربات لبعض الامتدادات الصغيرة لداعش فى مصر حيث توصلت أجهزة الأمن إلى شبكة تخصصت فى اصطياد الشباب وتسفيرهم إلى سوريا والعراق للقتال بين صفوف «داعش».و أن الشبكة يتزعمها عادل عبدالعاطى، وكنيته «أبوالبراء المصرى»، أحد الأعضاء المؤسسين لحركة «حازمون» فى محافظة السويس، ويعاونه 4 آخرون من محافظتى الشرقية والسويس، مقابل 2000 دولار شهرياً لكل فرد، وألقت القبض على أحدهم، ويدعى أحمد عبدالفتاح، موظف فى شركة بترول. وقال مصدر سيادى إن عدداً من الأهالى تقدموا ببلاغات تفيد بمحاولات استقطاب أبنائهم للسفر عبر الشبكة، وإن أجهزة أمن السويس رصدت سفر عدد من شباب السويس للقتال مع «داعش»، مضيفاً أن «أبوالبراء» هرب إلى سوريا، وكوَّن شبكة مهمتها الاتصال بالشباب فى مصر لتسفيرهم للقتال بين صفوف «داعش» بعد تدريبهم على حمل السلاح، مقابل 2000 دولار لكل شاب شهرياً.
* ********
وفي ذات الاتجاه ذهب أحد المحسوبين على التيار المتطرف فى مصر : ياسر السري، القيادي فى حركة الجهاد المصرية، التي قتلت السادات عام1981 إلى تشكيل كتائب مسلحة، في مصر، أسماها «داحم وداقس وداهف»، أسوةً بتنظيم الدولة الإسلامية، المعروف بـ «داعش». وفي بيان منسوب إليه (24/8/2014) ، طالب السري، إلى تشكيل تنظيم الدولة الإسلامية في حلوان والمطرية «تنظيم داحم»، وتنظيم الدولة الإسلامية في الهرم وفيصل «تنظيم داهف»، وتنظيم الدولة الإسلامية في مدن قناة السويس وشبه جزيرة سيناء «تنظيم داقس».
* هذا وقد قالت جماعة أنصار بيت المقدس في تلك الفترة الحزينة من تاريخ مصر إنها قطعت رؤوس (9) مصريين وقد عثر فعلا على أربع جثث مقطوعة الرأس في شبه جزيرة سيناء.
***
ثم تتحدث المعلومات والوثائق عن النشأة والتواصل التنظيمى مع (تنظيم الدولة الإسلامية) الموجود فى سوريا والعراق ، وبين تنظيم داعش المصرى حيث تم استخدامه بعد اختراقه إسرائيلياً وغربياً ضد الدولة المصرية وهذا ما جرى خلال مايو 2014 مع هذه الواقعة ، فلقد ألقت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية فى 11/5/2014 القبض على أحد السوريين – وفقاً للصفحة الأولى بجريدة الأهرام الرسمية – قال أنه ينتسب للجيش السورى الحر وأنه كان بمنطقة إمبابة وبحوزته كميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة الآلية و30 ألف دولار أمريكى، حيث كان يستعد لتنفيذ عمليات إرهابية لاستهداف عدد من المنشآت الحيوية بالقاهرة والجيزة، قبل الانتخابات الرئاسية وتم التحفظ عليه، وجرت تحقيقات مكثفة معه من قبل قطاعى الأمن العام والوطنى عن الجرائم والمنشآت التى كان سوف يستهدفها خلال الايام القادمة.
* وفى خلال صيف 2014 ضبطت فى مصر خلايا لتنظيمات إرهابية سميت بـ(أجناد مصر) جاء فى اعترافاتها ما يثبت تواصلها مع داعش والنصرة فى سوريا والعراق ، فلقد أدلى المتهم جمال زكى عبدالرحيم سعد، باعترافات تفصيلية عن اشتراكه فى خلية «أجناد مصر»، التى نفذت 11 حادثا إرهابيا فى الجيزة.
* وفى موازاة الاعترافات السابقة وتحديداً فى 17/5/2014 باشرت نيابة أمن الدولة العليا تحقيقاتها مع المتهمين فى قضية تنظيم أنصار بيت المقدس ، حيث استمعت لأقوال أهالى المتهمين، التى كشفت عن أن عددا من المتهمين كانوا ضباطا بالقوات المسلحة والشرطة وتم فصلهم لأسباب مختلفة، كما أكد أهالى المتهمين أن ذويهم كانوا يعتنقون الأفكار التكفيرية وكان بعضهم يحتفظ بالأسلحة والمتفجرات بمنزله، كما سافر آخرون للقتال فى سوريا. وتدربوا على أيدى تنظيمى داعش والنصرة . هذا ولقد تناقلت وكالات الأنباء قصص عن نماذج من الشباب المصرى الذى يعيش فى كنف (داعش) هذه الأيام فى العراق وسوريا بدعوى الجهاد والدفاع عن الإسلام ، وهى دعاوى مضللة زرعها شيوخ السلفية المتطرفين أمثال (أبو إسحاق الحوينى – وأحمد عشوش – ومن قبلهم حازم أبو إسماعيل) فى عقول هذا الشباب الضال ، فلا جهاد فى سوريا ، أو العراق، فالجهاد الحقيقى هو فى فلسطين..إن أرادوا تصويباً للبوصلة الحقيقية للجهاد!!.
* ثم جاءت العمليات الإرهابية فى الفرافرة ورفح والشيخ زويد خلال عامى (2014-2015) ومن قبل أمام وزارة الخارجية (سبتمبر 2014) لتؤكد أن تلك الجماعات الإرهابية كانت تسعى بكل الطرق لاثبات انها متواجدة على الارض فى مصر لتنفيذ عمليات ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة, ولايمكن ان نفصل العمليات الإرهابية عن بعضها, أو نفصل الجماعات المختلفة عن بعضها ، فهناك تعاون وثيق وتنسيق كان 0 وربما لازال )يتم بين كل الجماعات, وان اختلفت مسمياتها, وهذا ما تؤكده عمليات مثلث الموت (رفح – الشيخ زويد – العريش) ومن قبلها عملية دمياط البحرية ومديريتى أمن القاهرة والمنصورة ، التى من المؤكد أن لعناصر الاخوان المسلمين بالتعاون مع داعش السورية وجيش الإسلام الفلسطينى بقيادة المدعو ممتاز دغمش وأنصار الشريعة الليبية ولكل من الأموال والمخابرات القطرية والتركية والموساد الإسرائيلى دور فيها ، إننا إزاء شبكة من المجرمين الذين كانوا وقتها-3015- يستهدفون الأمن القومى المصرى ************
أما عن الهـيـكـل التنظيمي لجماعة داعش ولاية سيناء الذي كان موجودا حتي أيام قريبة واستطاع الجيش والشرطة المصرية تحطيمه وضربه ، فإنها تنقسم إلى فرعين رئيسيين : الأول : الإمارة العامة ويتولاها أمير التنظيم ، والثانى : الإمارة الخاصة (أمير الفتوى-أمير الجهاد) .
وحسب الدراسات المتخصصة فإن أمير الفتوى بهذه الجماعة ، هو العنصر التنظيمي الوحيد القادر على تحقيق اتصال مع أمير التنظيم، ويأتمر بأمره شخصياً، ويقتصر دوره على إصدار فتاوي القتل .
وكان يندرج تحت إمارة أمير الجهاد 5 مجموعات لها مهام محددة وثابتة، وتتشكل كل مجموعة من الـ 5، من خلايا عنقودية شديدة التعقيد والتفريعات: -
1 - مجموعة " الغزاة " : تتكون من مجموعتين إحدهما داخل سيناء والأخرى خارجها يقودهما أمير الجهاد “محمد فريج زيادة” سابقاً في تلك الايام السوداء من تلريخ مصر
داخل سيناء: مُكونة من عدة خلايا مُقسمة جغرافياً، غير معروف عددها تحديداً، عدد عناصر كل مجموعة يتراوح بين 15:10عنصرا مسلحا، ولكل مجموعة أمير مسئول عن متابعة وتكليف والقيام على شئون أفراد مجموعته.
خارج سيناء: مجموعات ترتبط فكرياً بالفكر الجهادي السلفي منتشرة في بعض محافظات مصر، ارتبط بعلاقة صداقة مع عناصر التنظيم داخل السجون، وهناك عناصر تواصلت مع التنظيم عبر المواقع الجهادية الإلكترونية، وأبدت استعدادها تنفيذ عمليات إرهابية، ومن هؤلاء شباب يتبع تنظيم الإخوان انضم لأنصار بيت المقدس انتقاماً من الدولة.
2 - مجموعة التفخيخ: المسئولة عن تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة وزرعها، كما تعمل على تجهيز العناصر الانتحارية بالمتفجرات، وكذلك تفخيخ السيارات.
3 - مجموعة الرصد والمراقبة: تعتبر تلك المجموعة من أهم مجموعات التنظيم، حيث تقوم بمهام وحدة الاستخبارات والاستطلاع، ومن أخطر مهامها متابعة الأوضاع الأمنية بشمال سيناء
4 - مجموعة الدعوة والاستقطاب: كانت تنشط قبل 30 يونيو2013 في أغلب مساجد مدينتي الشيخ زويد ورفح، وما لا يزيد عن 10 مساجد بمدينة العريش، وتضم عددا من الدعاة المنتمين للفكر السلفي الجهادي والتكفيري، وأغلبهم كانوا من المحسوبين على الدعوة السلفية، من تلاميذ الشيخ حمادين أبو فيصل ومحمد عزام وأسعد البيك وسلمي سليم وغيرهم، ويقوم هؤلاء الدعاة ببث أفكار التنظيم، من خلال الخطب وحلقات تدريس العلوم الشرعية، ومن خلال هذه النشاطات يتم استقطاب العناصر للانضمام إلى صفوف المُسلحين، تحت غطاء عقائدي زائف ومضلل .
5 - مجموعة المِجنيين: وهم الهاربين من تنفيذ أحكام جنائية تصل إلى الإعدام، وهم الذين هربوا إلى تخوم الجبال والصحاري هرباً من الملاحقة الأمنية، ثم عادوا إلى المدن والقرى بعد الانفلات الأمني في 2011، وكانوا علي تواصل تنظيمي كامل مع جماعة الاخوان الارهابية
***
* هذه هى قصة النشأة والمسار ل (داعش) ولاية سيناء ، التي كانت .... والتي استطاعت الشرطة و الجيش المصري وأن يفككوها ويهزمونها بالدم ،دم تم دفعه من أجل الحفاظ علي أمن مصر واستقرارها ومن أجل تطهيرها من رجس هؤلاء التكفيرين القتلة ،ومن المؤكد أن لهؤلاء المجرمين؛....بقايا لا تزال ترتع في سيناء وبعض مدن الوادي ولكننا نؤكد وبحكم التخصص العلمي والسياسي في دراسة هذة الحركات المتطرفة ...أنها رغم كل ذك تلفظ الان أنفاسها الاخيرة وأن مآلاتها هي الموت البطئ ,ان الخصومة الكراهية التاريخية للشعب لها هي السبب الرئيس لهذة النهايات المؤكدة ،ولكن ذلك لايعني عدم اليقظة بل لابد من الانتباه والحذر لأن هؤلاء التكفيرين لا دين لهم ولا ضمير ومن ثم قد يرتكبون جرائم عشوائية لكي يقولوا أنهم موجودين ..فلنحذر ولننتبه وإنا لمنتصرون