ستستمر الانتفاضة الفلسطينية وستتصاعد ، وسيحولها فلسطينيو ال 48 إلى حرب شوراع إلى أن تتزعزع أركان دولة الكيان و يغادرها المستوطنون ويعودون إلى بلدانهم الأصلية التي جاؤوا منها ..
إن استمرار الانتفاضة الحالية مناسب جدا لتحقيق التحرير و النصر ، للأسباب التالية:
– عندما تستمر الانتفاضة وتتطور تكتيكات المواجهة ويطور المقاومون خططهم سيختل توازن القرار الصهيوني ..
– وعندما يختل توازن قرارات العدو سيرتكب حماقات ..
وستولّد الحماقات ردود فعل عسكرية وأمنية وسياسية غير محسوبة ..
– وفي تلك الحالة سيكون نتنياهو (الضعيف داخليا وخارجيا، و الذي لم يستطع تأليف حكومة) قد انتهى سياسيا وإلى الأبد .
– وعندما تتطور الأمور باتجاه ضرورة دخول دول محور المقاومة في المعركة لتحقيق هدف التحرير فإنها ستدخل دون أدنى شك .
– وقبل أن يتدخل العالم الخارجي سيكون الواقع الامني قد تغير .. والواقع السياسي الجديد قد فرض نفسه بما يحمي الانجازات التي تحققت .
” الواقع الحالي مختلف ”
إن الواقع الذي فجّر الانتفاضة الحالية مختلف عن كل الظروف التي سبقت ، وكانت فتيل انفجار للمعارك السابقة مع الكيان الغاصب ، لاسباب ، اهمها :
– زيادة تشظي العرب الذي انتج زيادة العربدة الامريكية والصهيونية، التي كان من نتائجها قراران جعلا ترامب الذي لا يملك يقدم القدس والجولان هدية للكيان في مخالفة لجميع القرارات الدولية !!.
– ظهور الخيانة (العربية) علنا دون أدنى خجل أو وجل من خلال الخضوع المذل لبعض انظمة الحكم العربية التي ارتمت تحت اقدام العدو الصهيوني دون مبرر و دون مقابل ، بل اصبحت جزءا من تحالف العدو الصهيوني من خلال اتفاقيات ابراهام ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ، وضد محور المقاومة المطالب باسترجاع الاراضي العربية المحتلة ، ومنها القدس ، وضد شعوب المنطقة .
وتظهير تلك الخيانة على أنها أمر يدل على المرونة والواقعية!.
“و نتائج الانتفاضة الحالية مختلفة جدا” ..
وستكون نتائج الانتفاضة الحالية مختلفة جدا عن كل اشكال الصراع السابقة للاسباب التالية :
– كثرة وخطورة ووقاحة مشاريع الصهيونية العالمية في السنوات الاخيرة التي اعتبرت العرب امواتا ، الامر الذي راكم الاحساس بالظلم والقهر لدى الانسان الفلسطيني خصوصا والانسان العربي عموما ليبدو وكأنه اصبح بلا روح وبلا احساس ، وبلا موقف ،ويمكن قياده كدابة إلى أي مكان مع تأمين بعض العلف له ..
لكن الواقع الحالي أظهر أن الروح العربية الانسانية النبيلة والمقاومة لم تمت وأن الظلم والقهر ولّدا جمرا تحت الرماد ، استطاعت الانتفاضة الحالية ازالة ذلك الرماد ليظهر الجمر الملتهب والحارق ..
ولذلك فإن الغالبية العظمى للشارع العربي ،حتى في دول التطبيع تشعر بأن هذه الانتفاضة ستعيد لها كرامتها ..
الامر الذي يعني قدرة هذه الانتفاضة على دق المسمار الاخير في نعش مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي تقوده الصهيونية العالمية .
– الانتفاضة الآن تدكدك عروش الدول العربية التي انبطحت امام العدو الصهيوني ، ووقعت معه اتفاقيات خانت من خلالها حق العرب في ارضهم ومقدساتهم وكرامتهم ..
– استمرار الانتفاضة سينهي دور وعمل ووظيفة وكيل العدو الامني في فلسطين ، (سلطة عباس) .
– استمرار الانتفاضة وتطورها الايجابي ، قد ينهي بنسبة كبيرة اتفاقيتي (كامب ديفيد .. ووادي عربة).
– استمرار الانتفاضة وتطورها الايجابي ، قد يؤدي إلى انهيار كل الانظمة العميلة والمتخاذلة في العالم العربي ، لأن استمرار وتطور الانتفاضة يعيد شيئا فشيئا الوهج للضمير العربي ..
ولن تستطيع انظمة تعادي وهج الضمائر الثائرة الاستمرار في السلطة .
“الاستعداد لدفع ثمن النصر” ..
النصر لا يأتي مجانا ، والعدو لا يعطي شيئا لأحد ..
فللنصر ثمن مكلف ومحور المقاومة مستعد لدفعه ..
وقد دفعت وما زالت سورية تدفع ، وهي جاهزة لأن تستمر في دفع ثمن موقفها المبدئي والثابت تجاه القضية الفلسطينية ، وتجاه دعم المقاومة في فلسطين ولبنان ..
لقد دفعت عشرات آلاف الشهداء ومئات آلاف الجرحى ومئات مليارات الدولارات، وتدمير اقتصادها وبنيتها التحتية ، ولم ولن تستسلم ..
– وفي النتيجة لن يتأخر الوقت الذي سيتقاطر فيه قادة امريكا والغرب إلى دمشق وطهران ولبنان واليمن والعراق للبحث عن صيغة تنهي الصراع ، وتناسب الشعوب العربية .والى هذه الدول تحديدا لأن ثباتها ، وملامح انتصارها في الحرب عليها هو الذي أبقى الروح العربية حية ، وهو الذي أشعل الانتفاضة الحالية معنويا وعمليا بهذا الشكل .