منذ سنوات والحديث يجري عن هذا المشروع الماسوني ولا أحد يعرف أسراره إلا القليل من المتابعين والمحللين والباحثين أصحاب البصيرة .
وبعد زيارة البابا إلى مدينة أور حيث مبنى الزقورة الأثري تزايد الحديث عن ما يسمى البيت الإبراهيمي أو الديانة الإبراهيمية مغلفة بغلاف السلام والوحدة والتسامح بطريقة خادعة ماكرة توحي وكأن الإسلام والمسلمين ضد السلام والتسامح بحيث لم يبق حل إلا أن يتم إستيراد السلام والتسامح من البابا المسيحي !!!
الحكاية بإختصار أن العدو الإسرائيلي يبذل طاقات وجهود جبارة لا تصدق من أجل التمهيد للتطبيع مع العراق بشكل رسمي وشعبي بما يمهد مستقبلاً ولو على المدى البعيد لإقامة دولتهم الموعودة من النيل إلى الفرات كما في معتقداتهم . ولأن العراق كان ولم يزل يعتبر إسرائيل كيان عدو يحاكم بقوانين العقوبات التي تصل للإعدام بحق كل من يمارس التطبيع مع العدو الإسرائيلي فإن هذا الأمر أصبح عقبة أمام حلم تحقيق دولة إسرائيل الكبرى الموعودة ولا بد من العمل على إيجاد طرق جديدة لتحقيقه بعد أن فشلت جهود سابقة لهم عبر بعض منظمات المجتمع المدني والأحزاب والشخصيات العميلة في ذلك .
حتى جهودهم في إحياء كل ما يتعلق بيهود العراق وتأريخهم وأملاكهم وإدعاء المظلومية فشلت أو على الأقل لم تأتي بثمار سريعة .
حينها عاد الحديث مجدداً عن مشروع البيت الإبراهيمي الذي كانت إنطلاقته أواخر تسعينيات القرن الميلادي الماضي .
ولكن هذه المرة بدعم كبير جداً من دونالد ترامب وصهره كوشنير وحكام الإمارات وآخرين من رموز الماسونية بهدف الإسراع بتحقيق صفقة القرن التي لا قيمة لها حتى لو طبّع العالم كله مع العدو الإسرائيلي مال لم يكون العراق ضمن هذه الصفقة ليتحقق مشروع إسرائيل الكبرى .
أما لماذا البيت الإبراهيمي في العراق فلأن تفاصيل المشروع ترفع شعار السلام والمحبة والتسامح بين الأديان الإبراهيمية وبالخصوص الإسلام والمسيحية و اليهودية .
ولكي يتحقق هذا المشروع الماسوني فلا بد من التمهيد لما يسمى بالحج الإبراهيمي ، أي أن يحج أتباع هذه المشروع أو الديانة الإبراهيمية كما يحلو لهم تسميته ..
ركز معي أخي القاريء .. ماذا يعني الحج إلى أور ؟
إنه يعني حج اليهود إلى أور .. إلى ذي قار .. إلى العراق .. العراق الذي يعتبر إسرائيل عدوة ولم يعد يوجد فيه يهود إلا عدداً قليلاً جداً سبق أن أعلنوا براءتهم من الكيان الصهيوني .
إذاً .. من أين سيأتي اليهود للحج في أور ؟! سيأتون من الكيان الصهيوني بعنوان حجاج !!
وتنتهي حكاية العدو الإسرائيلي لتبدأ حكاية التطبيع بإستخدام مصطلحات فضفاضة تستخدم شعارات التسامح والمحبة والسلام وكأن هذه المفاهيم والقيم لا تتحقق إلا بالسلام والإستسلام مع العدو الأول للعراق والعراقيين إسرائيل اللعينة تلك الغدة السرطانية المخفية بأقنعة شتى .
خلاصة تلقول هو ما جاء في القرآن الكريم ((ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مُسلماً وما كان من المشركين)) فلا يمكن مساواة الإسلام العظيم بما جاء قبله من أديان لأنه الدين الخاتم والمكمل والحق .
وهذا الدين الإسلامي هو الدين المقبول عند الله كما قال : ((إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ)) ، وقال : ((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) .
وهذا الإسلام هو الدين الكامل المرضي من الله تعالى للبشرية ، قال تعالى ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً)) .
أما مفاهيم السلام والرحمة والتسامح والوحدة فإن الإسلام هو أكثر الأديان تجسيداً لها بسيرة المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام ومن تبعهم بصدق وإحسان .
إذاً فإن مشروع البيت الإبراهيمي ما هو إلا مشروع ماسوني يمهد للتطبيع مع العدو الصهيوني من خلال السماح لليهود والصهاينة بالحج إلى أور بعد السماح بدخولهم دون أي مشاكل أو عواقب ، كما أن رجال الدين الذين هرولوا وشاركوا بالحضور في هذا المشروع الماسوني فإنهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون أصبحوا أدوات لتحقيق هذا المشروع المشؤوم والعياذ بالله .
وختاماً أطمئن المؤمنين بأن الله تعالى ((متم نوره ولو كره المشركون)) بظهور صاحب العصر والزمان رغم أنف الماسونية الصهيونية الشيطانية ليقيم دولته العادلة ويصلي خلفه النبي عيسى المسيح عليه السلام كما نعتقد ونؤمن بيقين . فلا ينفع هؤلاء ألف بيت إبراهيمي ولا غيره .