بتاريخ الثاني من شهر تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2020 وعلى مدى يوم كامل عقدت جامعة الأمة العربية مؤتمرها الافتراضي الأول تحت عنوان:
/تداعيات جريمة التطبيع مع العدو الصهيوني... وسبل المواجهة/
وذلك لمناقشة ما تدفع إليه بعض الدول العربية والإسلامية من تطبيع مع العدو الاسرائيلي، وقد شارك في المؤتمر وتابع اعماله 167 شخصية من أعضاء الجامعة ومن المهتمين بالشأن، مثّلت -المقاومة العربية والإسلامية في فلسطين ولبنان وشخصيات قومية ووطنية- الشعب العربي في موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا واليمن وعمان والبحرين والعراق ومصر والأردن وسورية ولبنان وفلسطين.
بعد جلسة افتتاحية ألقيت فيها كلمات الجامعة وفلسطين والمقاومة والأحزاب العربية، انصرف المؤتمر إلى مناقشة أوراق العمل الأربعة المعدّة بعناوين التداعيات وسبل المواجهة في المجالات الاستراتيجية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية الثقافية، حيث شارك في المناقشة والتعقيب 25 مفكراً متخصصاً ومحللاً ومهتماً بالموضوع، طرحت خلالها الآراء والاقتراحات لمواجهة الخطر، بعد ذلك انتهى المؤتمرون إلى اتخاذ الموقف المناسب و وضعوا خطة عمل لمواجهة التطبيع و أعلنوا ذلك كما يلي :
1) نعتبر التطبيع مع العدو الصهيوني جريمة كبرى وخيانة عظمى وتزويرا للحقيقة والتاريخ والواقع ونؤكد انه وسيلة لتركيع الأمة أمام المعتدي عليها، وفرض الاستسلام عليها، خلافاً لطبيعة الأمور، خاصة وأن استعمال كلمة تطبيع يأتي في غير محله ويشكل تزويراً موصوفاً للمصطلح، فالقول بالتطبيع -كما يريد العدو- يعني اعترافاً بإسرائيل بمفعول رجعي واعتذار ضمني عن فترة العداء التي قامت خلافا للطبيعة حسب رايه ، وهو خطأٌ مرفوض لأن الحقيقة أن التطبيع مع العدو المغتصب يكون في إزالته من الوجود وليس اعتباره ركناً في منطقة هو ليس منها.
وعليه فإننا نرى التطبيع الذي يراد فرضه إنما هو خيانة متعددة الوجوه، خيانة للأمة وخيانة للأوطان، وخيانة للشعوب، وخيانة للحقوق، وخيانة للإنسان، ونعتبر أن من يقبل به هو عدو لأمته ولشعبه، خادماً عميلاً للعدو، كما نعتبر الساكت عن التطبيع شريكاً فيه، و مشجعاً عليه، ولا يقبل في المسألة تحييد، أو حياد، أو نأي بالنفس عن القضية، فالجريمة لا يسكت عنها، وندعو إلى تشكيل هيئة ادعاء قومي تواجه المطبعين والداعين له، كما ندعو الى إنشاء محاكم قومية لملاحقة هؤلاء المجرمين، وذلك لوقف الهجمة العدوانية الصهيونية الجديدة التي باتت واضحة، باعتبار أن العدو يتوسع في مشروعه من تهويد فلسطين، إلى تهويد المنطقة، وتبديل هويتها، وطمس حضارتها وتاريخها العربي.
2) نؤكد على حق الأمة بمقاومة المحتل المغتصب، وندعو الى دعم المقاومة بشتى وجوهها، ولاسيما المقاومة المسلحة في فلسطين ولبنان، حيث أثبتت نجاعتها وقدرتها في استنقاذ الحقوق، وحمايتها، والدفاع عنها، ونحيي شهداء الأمة على درب المقاومة والتحرير.
3) نرفض و ندين بشدة محاولات اميركا و محور العدوان على المنطقة تزوير الحقائق و الوقائع، وإبدال العدو الحقيقي للأمة بعدو مبتدع، و تقليب الأمور بجعل العدو صديقاً والأخ الصديق عدواً، و هنا نؤكد وننوه بالعلاقة الصادقة والأخوية بين الأمتين العربية والإسلامية، واعتبار أي كيان و نظام يخرج عن مسار الإيجابية في العلاقة بين الأمتين هو عميل خادم للعدو ولا ينسحب فعله على وطنه وأمته وشعبه، فللأمة العربية عدوٌ مؤكدٌ هو من يغتصب أرضها في فلسطين، وإن الدول التي تدعو إلى التطبيع معه قبل استعادة الحقوق إنما تدعو الى التنازل والاستسلام، و في ذلك تركيع للأمة وليس تطبيع ملق مزور فقط .
4) نحذر من مساعي المطبعين وسادتهم لتقسيم المنطقة العربية، وإقامة المحاور والتحالفات العسكرية، وحفر خنادق المواجهة في الجسم العربي، وإقامة التحالفات الاستراتيجية والعسكرية التي تطمس الهوية العربية، لتحل مكانها هوية استعمارية تسلطية تطيح بالعرب، وحقوقهم، وباتباع الأديان الإسلام والمسيحية ومقدساتهم.
5) نرى أن سلوك المطبعين في هذا الوقت بالذات فعلاً خيانياً، و هو بمثابة تشجيع ودعم للعدو الصهيوني في إجراءاته الإجرامية الأخيرة بحق الفلسطينيين، وضم أراضيهم، واستباحة حقوقهم، كما هو اعتراف بضم الجولان العربي السوري المحتل، ومزارع شبعا اللبنانية، وباقي الأراضي العربية التي احتلها العدو الصهيوني.
6) نرى اعتماد خطة عملية لمواجهة التطبيع وعليه توصي جامعة الامة العربية بما يلي:
أ. دعوة الأخوة الفلسطينيين إلى الخروج من أوسلو واعتباره ساقطاً.
ب. دعوة القوى السياسية المعارضة للتطبيع في كل دولة عربية إلى تنظيم نفسها، وتشكيل جبهات وطنية وقومية، ضد التطبيع من جهة، ولدعم المقاومة بشتى أشكالها بوجه المحتل من جهة أخرى.
ت. إعادة العمل وتفعيل نظام مقاطعة إسرائيل، فإذا سمحت الحكومات للعدو بالدخول إلى إقليمها، فإن الشعوب ترفض الاستقبال، وأداء الخدمات، وتداول السلع، والتأكيد على رفض أي عمل وأداء يستفيد منه العدو في أي وجه من الوجوه، والتأكيد على مقاطعة الشركات والمصارف التي تتعاطى أو تسهل عمل وترتبط باتفاقات مع الشركات الصهيونية.
ث. امتناع العمال والموظفين وكل العاملين في الشأن العام والقطاع الخاص عن التعامل مع الأفراد الصهاينة، والامتناع عن تقديم الخدمات لهم مهما كان نوعها.
ج. إيجاد بدائل عمل للشباب العربي خارج ميادين العمل في الدول المستسلمة.
ح. الامتناع عن إجراء أي لقاء أو مناظره أو حوار عبر أي وسيلة إعلامية وفي أي ظرف مع أفراد العدو.
خ. الامتناع عن زيارة فلسطين المحتلة والتعامل مع إعلام العدو تحت أي عنوان كان .
د. تشكيل اللجان الشعبية العربية لمواجهة التطبيع بشتى وجوهه (الإعلامية والتربوية والثقافية والاجتماعية والرياضية) لتكوين الرأي العام العربي ضده والإضاءة على مخاطره المحدقة بالأمة وحقوقها .
ذ. مسك اللوائح السوداء الشعبية لإدراج الأشخاص المعنويين والطبيعيين المتعاملين مع العدو لمقاطعتهم ومحاسبتهم.
ر. إقامة نظام تواصل ودعم دائم لهيئات المجتمع المدني في الدول التي انزلقت حكوماتها في مسار التطبيع الخياني، ودعم التحركات المقاومة للتطبيع والتعاون معها لإعلاء صوتها في مقاومة التطبيع.
الأمانة العامة لجامعة الأمة العربية
بتاريخ 8 – 10 – 2020 م