بلادَ الياسمين كفاكِ صبراً
أنا السوريُّ يا أحرارُ هيا = نبلسمُ جرحنا الدامي سويا
ونعزف مع رجال الحق لحناً = غنياً بالمعاني مقدسيا
مقاومةُ وبأسٌ واقتدارٌ = به نلوي الحديد الصلب ليَّا
ففي طهران أبطالُ كماةُ = أذاقوا المعتدي ناراً حميا
بنوا بالعلم أمجاداً وعزاً = وأضحوا للعدا نداً عصيا
ولم يخشوا أساطيل التمادي = ولا من جاء نمروداً شقيا
بل اقتادوا جنودهم حفاة = بإذلال على ركب جثيا
فإيران العلا بظلال نهج = خميني غدت رقماً عصيا
وسوريا الشموخ اليوم أضحت = عريناً صامداً ثراً أبيا
فحافظ أمتي نبراس مجدٍ = وبالبشار جاوزنا الثريا
وفي أرض الجنوب رجالُ بأسٍ = أسودٌ تسحقُ الضدَّ العتيا
أذاقوا جيش إسرائيل ذلاً = وأثمرَ بأسُهم نصراً جليا
تبلَّجَ منْ صمودِهُمُ انتصارٌ = يضاهي بالسنا بدراً مضيا
سماحةَ سيّدِ الأبطالِ عذراً = فكلّ النظم يشكو اليوم عِيَّا
فكيفَ ليَ الوصولُ إلى رحابٍ = تفوحُ بطيفكم مجداً نديّا؟
تَعَنْكَبَتِ القلاعُ كما ذكرتمْ = وبانَ زعيمُهم غِرَّاً غبيا
استعانوا بالأفاعي واستجرُّوا = أشقاءً وحلفاً أطلسيا
وزمجرَ صادقُ الوعدِ المُرَجَّى = فجاءَ النصرُ مكتملاً بهيَّا
بنصرِ اللهِ والأسدٍ المُفَدَّى = سيبقى شرقنا حراً أبيا
فيا بيروت صبراً ثم صبرا = على التفجير أدمانا سويا
سينهض طائر الفينيق = ليقتلع الوجود الأجنبي
ويولد فينا بأس حيدري = سليماني الندى ألقا وضيا
دمشقَ الشامِ عذراً سامحيني = فإني لستُ أفهمُ ما لديَّ
شقيقٌ كَمْ فتحتُ لهُ فؤادي = فأطلقَ حقدَهُ حِمَمَاً عليَّ
وجاهرَ بالعداءِ زنيمُ رشدٍ = يجنِّدُ مارقاً غِراً غبيا
بلادَ الياسمين كفاكِ صبراً = فنارُ الصبرِ تأكلُ مقلتيا
أيعقلُ أنْ نرى بعضَ الأفاعي = ارتدتْ إسلامَنا بالزور زيَّا؟
دمشق الشام عذراً سامحيني = فَدَاْءُ العُرْبِ قد أضحى عصيا
يقيمون الصباح بحب موسى = ليعلوا شأن فرعونٍ عشيا
ويفنون العروبة كي يشيدوا = ممالكهم وشرقاً أوسطيا
لتبقى فيه "إسرائيل" رمزاً = ويمسي الأُفكَ عنواناً نديا
فسحقاً يا بني اللقطاء سحقاً = سيبقى الشرق غرباً آسويا
أسمرةُ /رايسٍ/ وشقار /ليفني/ = يحول شيخهم غِراً صبيا
يغرِّبُ إنْ تشير له بنانٌ = ويمسي إن أرادوا مشرقيا
بخيلٌ إنْ دعته القدسُ يوماً = ويصبح بالخنا ثراً سخيا
إماراتٌ تُشَادُ على دمانا = فكيف نسامح الرَّجِسَ البغيَّ؟
عبيدَ النفطِ والبترول ذُلاً = لمالٍ يورثُ الذلَ الجليا
تنادوا كالذئاب لنهش قومي = وما رحموا عجوزاً أو صبيا
أضلوا الخلق زوراً واستغلوا = جهولاً أو رذيلاً أو شقيا
استغلوا الدين والأموال جهراً = وإعلاماً رخيصاً فتنويا
حذارِ يا عبيد الغربِ إنـَّا = أسودٌ تحرس الوطن الأبيّا
أقمتم للخساسة ألف قصرٍ = لتختلقوا نزاعاً طائفيا
رجولتكم بأحضان البغايا = ولستم في لقا الأبطال شيَّا
فنحن الله أعطانا امتداداً = بحبلٍ منه كي نرد العليا
رجمتم طُهرَ أمتنا جهاراً = وأمكم التي عاشت بغيا
فطُهرُ نفوسنا ماءٌ زلالٌ = وليس كنفطكم كدراً وغيَّا
ونحنُ القاهرون إذا وثبنا = وإنْ شئنا كوينا الضدَّ كَيَّا
ومنا تستمد الشمس نوراً = لتشرق في الدنى دفئاً وضيّا
نواقيسُ الكنائس كمْ تناغَتْ = مع الآذان تخترق الدجيا
فمسلمنا يواصلُ كل دينٍ = ينادي كل حرٍّ يا أُخيا
وأنصارُ المسيح هنا تباهوا = بنورٍ إذ تبلَّج أحمديا
سنهزمُ كل دجالٍ أثيمٍ = ويبقى شعبنا حراً وفيا
ويبقى جيشنا المقدام حصناً = يسوِّر بالفدا وطناً أبيا
ومجدُ الشعبِ والبشار يزهو = بقرص الشمس أو فوق الثريا
الدكتور حسن أحمد حسن
دمشق في 13 - 8 - 2020م