حبيبتي بيروت
- سلامً لكِ منْ ربا عاملة يهلُّ
قلبيَ العاشقُ ، ببيروت نزفُهُ لا يملُّ
- جرحُكِ الدامي ، ألمَّ بي وجَعَاً
ولمصابكِ دمعي يسخى ولا يكلُّ
- كم عشقَ في رباكِ عزيزاً حرّاً
وكم من فرحٍ في حناياك يظلُّ
- أنت للعالمينَ نبراساً وهجى
جيوشُ الطغاةِ في ساحكِ تذلُّ
- شامخةُ الهامةِ في كلِّ زمانٍ
أنتِ الزمانُ والمكانُ ، أنت الكلُّ
- جمالُ الكونِ قد تجلَّى بكِ
تفديك الروحُ وسفُها تسلُّ
- أصابني الهولُ لرزاياك حبيبتي
فاجعة الدهر أبكِ تحلُّ
- بتُّ هُياماً ، تائهاً متعباً أرقاً
لمّا زبر بناءك العدى فلّوا
- سلبتْ مني أطفالي ، وإخواني
يا ليت يدُ الغدرِ قبلاً تُشَلُّ
- تناثرتْ روحي مع كلِ دمٍ
وعانقتْ كلُّ مثكولٍ له خِلُّ
- جُناة العصرِ أفرغوا حِقدَهم
وما بهم من غيٍّ وكرهٍ و - غلُّ
- لم في الظّلمِ غاياتٌ وسبقٌ
كم من الأوطانِ دمروا وأخلوا
- يكيدون لكِ لأنكِ حرّةً عصيّةً
عجزت صهيونُ أرضكِ تحتلُّ
- ظنّوا يا بيروتَ أنّكِ ستركعين ..!
لمّا بالنتراتِ ميناءَكِ شلُّوا
- وإنْ معالمَ تاريخُكِ ستندثرُ
لمّا يصيبك من تلفٍ وحرقٍ ، وذلُّ
- أفلتْ بيروتَ للعالمين نورَه
والنورُ بعدَ الظلامِ شمسُه تطلُّ
- لك يا حبيبتي في عاملةَ أخوةٌ
تفلُّ زُبُرَ الحديدِ ولا يفلّوا
- فداكِ أرواحِهم واجسادِهم
نفوسُهم الأبيةُ ترعاكِ وتثلُ
- قرابينُ على مذبحِ عشقكِ
وما أجملَ الموتُ ! مع من تجلُّ
- سلِ الغزاةَ والمحتلين عنها
كم من مرارةٍ أصابَهُم واعتلوا
- فرّوا منها فرارَ الخائبين جحافلاً
أقدامُهم في الهروب كانت تزلُ
- ناصرةَ المستضعفين في حروبِهم
هي الملاذُ ، والملجأُ ، والمعولُ
- لها ضاحيةٌ تتكئ على ساعدَيها
تهبُ تُعطي ، تضّحي ولا تسِلُ
- أجابت فلسطينُ لمّا نادَتها
فِعْلُها يسبقُ النطقُ من أزلِ
- كم من حضارةٍ استمدتْ بناءَها
من ينابيعَ كتبكِ ، وأحرفكِ تنهلُ
- يا أيها الكونُ اشهدْ لعاصمتي
أنَّ كلَّ من أرادها بسوءٍ يسألُ
- ميناؤها سيعود يُبْحِرُ في الأفقِ
وبناؤها سيعلو كما كان وأجملُ
- الرياح إنْ عصفت ساعرةً
فالصلباء تهتز غُصونَها ولا تتزللُ
- ستبقى شامخةً عاصمتي دوما
ويدُ الطغاةِ سَتُقْطعُ ، ولا تُهملُ
- دماءُ الأبرياءِ تحطّم السفاحين
وطالُبُ الحقِّ وراءه مطلَبُ
- قالَها نصرُ اللهِ ، وقولُه الأمثلُ
فالقائدُ الهامُ ، وإنْ لانَ خِطابُه
بأسهُ حين الحسمِ بعدوِّك ينزلُ
- قد لانَ لخلاصك – بيروت
من كل ِّ فاسدٍ ، خائنٍ متغوِّلُ
- سرْ نصرَ اللهِ كلُّنا معكَ
يداً بيد نجاهدُ الباطلُ ونقتلُ
- لا يخافُ في اللهِ لمةَ لائمٍ
هنا مع النصرِ تلوَ النصرِ يُكَلَّلُ
وأنت في الحماة متقدمٌ أوَّلُ ....
عباس قدّوح
ِِ