مشروع ( الحزام والطريق ) الصيني ..
مشروع. ( السيل التركي) الروسي ….
مشروع ( إيست ميد ) الإسرائيلي …
ثلاثة مشاريع حطت رحالها على شواطئ ايطاليا ، الدولة الأوروبية المتوسطية والعضو في حلف الناتو ، وفي مجموعة السبع G7 ..
مشروع الحزام والطريق : هو مشروع صيني كبير بات معروفاً للجميع ، ويهدف الى ربط الموانئ الصينية بموانئ العالم في آسيا وأوروبا وأفريقيا ،واحياء طريق الحرير ، وتعتبر ايطاليا احدى اهم محطاته للانطلاق عبر المتوسط وإلى أوروبا ، وكذلك تركيا برا ، كجزء من مسار طريق الحرير..
مشروع السيل التركي : هو مشروع روسي بإمتياز ، يهدف لنقل الغاز الروسي عبر البحر الاسود الى تركيا ومنها الى أوروبا عبر اليونان وإيطاليا ، والتحرر من تحكم أوكرانيا الحليفة للولايات المتحدة ،بخطوط نقل الغاز الروسي …
مشروع إيست ميد : هو مشروع اسرائيلي ، اضيفت اليه قبرص واليونان وتم دعوة ايطاليا له ، ويهدف لنقل الغاز المستخرج من قبالة سواحل فلسطين المحتلة الى أوروبا
في آذار 2019 وقعت الصين وإيطاليا اتفاقية ضخمة لانضمام الأخيرة الى مشروع الحزام والطريق ، بالرغم من محاولات الولايات المتحدة الأميركية عرقلة هذه الاتفاقية والضغط على ايطاليا لاحقا لالغائها ، حيث ترى الولايات المتحدة ان ايطاليا ستصبح قاعدة انطلاق تجارية للصين في اوربا ، مما يخول الصين منافسة الولايات المتحدة في السوق الاوروبية، كما تزعم الولايات المتحده ان ايطاليا ستصبح قاعدة تجسس للصين على الناتو وأوروبا …
وفي بداية كانون الثاني 2020 اطلق بوتين من تركيا مشروع السيل التركي ، بعد أن حسمت روسيا و تركيا موقفهما وتمكنتا من معالجة خلافاتهما المتعلقة بهذا المشروع ، بالرغم من الضغط الاميركي الهائل على تركيا ، وادراجها للمشروع ضمن قائمة عقوبات موازنة وزارة الدفاع الأميركية العام 2020 ، خاصة بعد أن رضخت بلغاريا للضغوط الأميركية وأضاعت فرصة مرور خط السيل الروسي عبر أراضيها ….
وفي منتصف كانون الثاني 2020 صرح وزير الخارجية الايطالي في اجتماع له مع وزير خارجية تركيا ، ان مشروع إيست ميد الإسرائيلي ، ليس أولوية بالنسبة لايطاليا على المديين المتوسط والبعيد ، وذلك يعني ان هذا المشروع سيتراجع امام تقدم مشروع السيل التركي …
ان الفهم لخلفيات واهداف هذه المشاريع الثلاثة ، يقودنا الى فهم جزء هام من الصراع العالمي القائم حاليا ، كما يقودنا الى الإستنتاج أن إيطاليا التي اجتاحها فايروس كورونا بشكل مخيف لم تنفع معه كل الحلول والمساعدات وأفشل نظامها الصحي المتطور ، أنها ليست الا ضحية لمؤامرة أميركية اسرائيلية ، سببها الصراع الذي ذكرناه آنفاً
كما أننا لا نكشف سراً ، ولا نحتاج الى جهد كبير في التحليل للقول : إن تركيا ستكون هي الهدف اللاحق بعد إيطاليا ، وليس بالضرورة أن يكون السلاح المستخدم ضدها هو سلاح بيولوجي مثل كورونا ، فربما كان بيولوجيا وربما كان غير بيولوجي ، خاصة وأن تركيا أصبح لديها الكثير من المشاكل الداخلية والخارجية بفعل سياسات أردوغان …
الصراع العالمي يشتد ويتسارع ، ولن يهدأ إلا بسقوط إحدى طرفيه ، والجولة الحالية تلوح نتائج النصر فيها لصالح روسيا والصين على حساب الولايات المتحده الأميركية ، التي من المرجح ان تخسر نتيجة الصراع النهائي