الأدوات الناعمة في الحروب الأمريكية الجد التقارير والمقالات | الأدوات الناعمة في الحروب الأمريكية الجد
تاريخ النشر: 20-02-2020

بقلم: طلال عتريسي

الأدوات الناعمة فيالحروب الأميركية الجديدة اختلفت التسميات التي اطلقت على هذه الحروب الجديدة بين "الحرب الناعمة" وحروب"الجيل الرابع"و"الجيل الخامس" ،و"الحرب السيبيرانية" ،و"الحرب الذكية".لكن هذه التسميات على اختلافها لا تعنيسوى أن استراتيجية الولايات المتحدة في التدخل لتغيير الحكومات أو إسقاط الأنظمة لم تعد تعتمد فقط على القوة العسكرية المباشرة .استخدمت واشنطن منذ القرن الماضي في صراعها مع الإتحاد السوفياتي في أثناء "الحرب الباردة" أساليب دعائية وإعلامية مختلفة،كان الهدف منهاتشويه صورة الإتحاد السوفياتي في الداخل والخارج، فقامت بالتركيز على ظواهرالقمع،والتضييق على الحريات،وعلى سوء الأحوال المعيشية، وهروب المثقفين، وحياة البؤس النفسي والمعنوي التي يعيشها الناس في ظل المنظومة السوفياتية الإشتراكية .اعتمدت الولايات المتحدة في هذه الحرب التي اختلفت تسميتها في ذلك الوقت بين "الحرب الإعلامية"، و"الحرب النفسية"، على وسائل الإعلام المعروفة مثل الراديووالقنوات التلفزيونية، وحتى على السينما في بعض الأحيان. أي على الوسائل المتوفرة في ذلك الوقت.ولم يكن بمقدور الأجهزة الأميركية أن تعمل من الداخل السوفياتي عبر جمعيات، أو منظمات، أو أحزاب، بسبب التشدد السوفياتي الأمني والحزبي في إدارة المجتمع وفي التوجس من الإختراق الغربي.لذا عملت هذه الوسائل من خارج الإتحاد السوفياتي ووجهت برامجها السياسية والثقافية الى الداخل السوفياتي.نجحت الولايات المتحدة الى حد كبير في تشويه صورة الإتحاد السوفياتي في هذه الحرب الإعلامية والنفسية والدعائية التي شنت عليه طوال عقود، إلا أامدقيضملانعفقوتتملكلذعماهنفي سباق التسلح وتطوير صناعاتهاالعسكرية والصاروخية على المستويات كافة. أي أن التهديد بالقوة ترافق مع استخدام ما يسمى اليوم الحرب الناعمة (الإعلامية والدعائية والنفسية). لااذهيفايوقادناونوكينأو،ةدحتملاتايلاولاعمحلستلاقابساوبكاوينأتايفوسلاعاطتساتحدي الإستراتيجي.إلا أن هذا التحديعلى مستوى الدعاية والإعلام والصورة لم يكن في مصلحة السوفيات. أدوات الحرب الجديدة:1-وسائل التواصل الحديثةتطورت خلال نصف القرن الماضي خاصة خلال العقدين الماضيين وسائل الإتصال والتواصل بشكل كبير وغير مسبوق في التاريخ الإنساني، فباتت هذه الوسائل في أيدي الناس اعيمج،على اختلاف ثقافاتهم وأعمارهم وبيئاتهم الاجتماعية والدينية والعرقية...(إنترنت،غوغل ، تويتر، فايسبوك، واتسأب) بحيث بات بإمكان أي رسالة مهما كان مضمونها أن تصل عبر هذه الوسائل،الى عشرات الالآف من الناس في بضع ثوان. تعتبر الولايات المتحدة الموطن الأساس لهذه التقنيات من التواصل(تويتر وفايسبوك وواتسأب)...،وبإمكانها التحكم في عملهاوتوجيهها وإقفال حسابات من تشاء من المشتركين فيها في أنحاء العالم كافة.
لئاسومهأدحأ،تاظحليفسانلانييلامىلالوصولايفةلئاهلااهتاردقلارظن،لئاسولاهذهتتابالحروب الجديدة التي ستعتمد عليها الولايات المتحدةىلاادانتسا،اهئادعأواهموصخعملماعتلايفتجربتها الطويلة في مواجهة الإتحاد السوفياتي.هذا ما أطلق عليه بعض الباحثين حروب "الجيل الرابع"، والمقصود من هذه التسمية أن الحروب السابقة التياعتمدت على السلاح الأبيض ثم على المدفعية ثم على الدبابات والطائرات والصورايخ قد انتقلت اليوم الى أساليب أخرى وهي الحرب منخلال وسائل التواصل. أما المهمةالتي يفترض أن تقوم بها هذه الوسائل فهي مهمة المدفعيةوالطائرات نفسها، لتحقيق الأهداف نفسها، أيإسقاط العدووهزيمته والسيطرة عليه.لا تعمل هذه الوسائل لوحدها، فهيتحتاج الى من يقوم بتوجيه الرسائل من خلالها. ولذا بتنا نسمع عن ما يسمى"الجيش الإلكتروني". (لاحظ مصطلح "الجيش" المستعار من الحرب) أي مئات أو الآف الأشخاص الذين يقومون بإرسال الرسائل الموجهة في لحظة سياسية أو احتجاجية معينة لتوجيه الرأي العام والتأثيرعليه، ضد النظام الذي تريد الولايات المتحدة إضعافه أو إسقاطه. تتلخص هذه الوسائل (أدوات الحرب) في تطبيقات الإنترنت والإيميل وتويتروفايسبوك وواتسأب.وعندما تلجأ أي دولة الى إقفال هذه الوسائل وقطع شبكة الإنترنت في البلاد التي تحصل فيها اضطرابات، فإن واشنطن هي من يسارعالى الإدانة والى المطالبة باحترام حرية الرأي، وحرية التواصل،لأنها لا تريد أن تخسر هذا السلاح كقوة رئيسة في المعركة التي تخوضها.(فرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزير الإتصالات الإيراني بعدما قطعت طهران شبكة الإنترنت الخارجية في أثناءموجة الإحتجاجات التي ترافقت مع أعمال عنف أدت خلال أيام قليلة الى إحراق 730مصرف، و70محطة وقود...في نهاية شهر نوفمبر 2019)كما قد تبادر واشنطن نفسها الى قطع هذه الوسائل كما فعلت مع مستشار الأمن القومي جون بولتون الذي منعته بعد إقالته من منصبه من الوصول الى حسابه على تويتر. وقد قطعت الكهرباء عنفنزويلا أثناء محاولة الإنقلاب الأميركية على الرئيس مادوروفي آب/أغسطس 2019.لجأتواشنطن الى "الحرب السيبيرانية" في المجال الإلكتروني التواصلي نفسه. وهذه الحرب هي"هجوم متعمد بغرض تعطيل أو إضعاف أو تدمير أنظمة الكمبيوتر وشبكات الإتصال والمعلومات والبرامج الموجودة في هذه الأنظمة والشبكات". ويعتبر هجوم "ستاكسنت" (Stuck-sent) من أبرز الهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران عام 2010والتيهدفت الى تخريب برنامج إيران النووي من خلال تنزيل فايروس على برنامج التشغيل الإلكتروني الذي يديرعملية تخصيب اليورانيوم في موقع ناتانز النوويوالذي تسبب في إتلاف عدد كبير من وحدات الطرد المركزي.ليس من السهل مواجهة هذا النوع من الهجمات التي تخوض بها الولايات المتحدة حروبها الجديدة والأدوات المستخدمة فيهامثل تويتر وفايسبوك وواتسأب وسواها.. فالجنود الذين يخوضون هذه الحرب غير مرئيين، والمكان الذي يجتمعون فيه غير محدد، و"الأسلحة" التي تطلق منها التغريدات قد تكون موجودة في بلد آخر (أكثر التغريدات التي أطلقت أثناء الإحتجاجات الشعبية في العراق في تشرين الأول 2019كانت 79% منها من السعودية).بالإضافة الى أنهاسهلةالتنفيذ، وتكلفتهامنخفضة.
2-المنظمات غير الحكومية :هذه الأدوات التي تخاض بها تلك الهجمات والحروب هي تقنيات لا تتحرك من تلقاء نفسها، بل تحتاج الى من يقوم بتشغيلهاوالىمنيضع المحتوى الذي ستنقله هذه التقنيات الى المستهدفين الذين يفترض توجيههم أو التأثير عليهم."المجتمع المدني" ،هو ما يطلق اليوم على الجمعيات أوالمنظمات غير الحكومية (NGO,s)التي تعمل بشكل مستقل عن المؤسسات الحكومية، وهي لا تخضع لأنظمة تلك المؤسسات مثل الرواتب ودوام العمل والتعويضات وسواها. وهذه المنظمات والجمعيات هي القوة البشرية (الجيش) التي ستقوم بتشغيل التقنياتالحديثة.كيف تعمل هذه المنظماتوالجمعيات؟استخدمت فكرة المجتمع المدني في مواجهة فكرة الحزبية والعمل السياسي المنظم. وبدأ الترويج لها ودعمها وتطويرها في الحرب الدعائيةوالإعلامية ضد الإتحاد السوفياتيمثل نقابة "التضامن" في بولندا(بقيادة ليش فاليسا) التي قادت خروج بولندامن المعسكر الإشتراكي في نهاية الثمانينيات .ويطلق على المنظمات والجمعيات غير الحكومية التي تعمل في المجالات غير السياسية المباشرة "المجتمع المدني". وتهتم مثل الجمعيات بالبيئة، وبنزاهة الإنتخابات، وبحماية المرأة من العنف، أو بتحسين وضع السجون، أو محو الأمية، أومحاربة الفساد، أو غير ذلك من أنشطة اجتماعية غير سياسية.تحظى الكثير من هذه الجمعيات غير الحكومية "المدنية"باهتمام كبير من الدول الغربية ومن الولايات المتحدة. حتى أن جون كيري وزير خارجية الرئيس الأميركي باراك أوباما اختلف مع المسؤولين الصينيين حول حرية السماح لهذه الجمعيات بالعمل في داخل الصين الذي رفضته القيادة الصينية بشكل قاطع وحاسم. وتعتبرالولايات المتحدةوجود هذه الجمعيات وحرية عملها من شروط الديمقراطية التي تحميها وتدافع عنها. أي أنها تربط بين حرية هذه الجمعيات وبين تطبيق الديمقراطية. تبنىيهامب،اهتيمهأنعواهنعاوعفادو،اهلاوجّورو"يندملاعمتجملا"ةركفنويبرغلاقوة مستقلة غير حزبية وغير حكومية يمكن أنتمدقو.ةفلتخملااهتلاكشمواهتاسايسةرادإيفتاموكحللاكيرشنوكتالدول الغربية، أوروبا والولايات المتحدة الدعم العلني لمنظمات المجتمع المدني. أي أنهم لم يتعاملوا معهذا المجتمعمامتسكعلاىلعلبتاهبشلاريثينأنكمي،نيعلأانعايفخايرساميظنتهرابتعابدقل،اريغلكشبهرودىلعاودمتعاو،ةيلودلاتاهجلانماينلعامعدو،ةريبكةيمهأعمتجملااذهلاولعجمتوقع في كثير من القضايا الاجتماعية والاقتصادية، ومن ذلك على سبيل المثال: -علاقة المجتمع المدني مع البنك الدولي "ثمةفريق للمجتمع المدني في البنك الدولي، يدير التواصل الإستراتيجي، ويرعى العلاقات مع منظمات المجتمع المدني، من أجلبناء الفهم والتأييد لأهداف البنك الدولي، وإتاحة فرص الحوار بين البنك والمجتمع المدني ."...-شراكة المجتمع المدني مع الفاو:
"من خلال تقوية أواصر التعاون والشراكات مع المجتمع المدني، تعمل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) علىتعزيز الشرعية والشفافية والعدالة في عمليات رسم السياسات وصنع القرارات، بما يكفل وضع مصالح شرائح المجتمع كافة في الاعتبار والحصول على دعمها".-المجتمع المدني وحقوق المثليين:تعتبر الولايات المتحدة حقوق المثليين والمثليات من أولويات سياستها الخارجية. وقد تم في شهر شباط /فبراير/ 2015تعيين"راندي بيري"الموظف المحترف في السلك الدبلوماسي الأميركياًيكريمأاًثوعبمًصاخاًيسنجنيلّوحتملاويسنجلاليملايجودزموتايلثملاونييلثمللناسنلإاقوقحلا ،من أجل نشر رسالة مفادها أن احترام حقوق الإنسان هو احترام حقوق المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي اًيسنجنيلّوحتملاو.يريبحّرصو:"ةدعنادلبيفنيرصانملاعمويندملاعمتجملاعملمعناننإ،رخآءيشيألبقوًلًوأحول العالم لكي نتأكد من أن قوانين مكافحة التمييز وجرائم الكراهية تتوافق مع أفضل الممارسات الدولية، وتوفر الحمايات الكافية-ليس اًيسنجنيلّوحتملاويسنجلاليملايجودزموتايلثملاونييلثملاعمتجملزييمتللضّرعتتيتلاتايلقلأاعيمجلاًضيأامنإو،بسحف."المقصود من هذه الأمثلة عن علاقات المجتمع المدني مع هيئات ومنظمات دولية مثل البنك الدولي ومنظمة الفاو ، والإعتماد على هذا المجتمع لدعم حقوق المثليين والمثليات، هو التأكيد على أهمية النظرة الغربية الى المجتمع المدني، وعلى حجم الدعم والتأييد الذي يحصل عليه هذا المجتمع. وهذا يعني أن الذين يعملون فيإطار هذا المجتمع بمنظماته المختلفة في بلداننا لً يشعرون بأي تهمة، ولً بأي قلق أو تردد ، بل من المؤكد أنهم يشعرون بالقوة وبالأهمية بسبب الأنشطة التي يقومون بها من جهة، (حقوق الطفل، والمرأة، مواجهة الفساد، نزاهة الإنتخابات،نظافة البيئة..) وبسبب الدول والهيئات الغربية التي تقف الى جانبهم من جهة ثانية. وهذا يعني أن الكثير من الجمعيات والهيئات التي تقدم نفسها باسم المجتمع المدني في لبنان على سبيل المثال، وتشارك في"الثورة" لا تشعر بأنها متهمة بسبب علاقاتها الدولية، بل على العكس هي قد تعتبرهذه العلاقةمصدر قوة لها . يتيح تعدد هذهالجمعيات وتنوع أنشطتهاواهتماماتها(يبلغ عددها عشرات الآلاف في العراق اليوم، ونحو عشرة الآفترخيص لجمعية في لبنان )تعدد برامج الدعم والتدريب، وبالتالي جذب وحتى توظيف أكبر عدد من الناشطين الشباب للمشاركة في هذه المجالات المختلفة والمتنوعة. وبما أن هذه الجمعيات هي جمعيات غير حكومية، ولا تحصل ابلاغعلى دعم مالي رسمي، فسيكون دعمها الأساس من "المانحين" الأميركيين والأوروبيين.يمكن التمييز بين أنواع عدةمن هذه الجمعيات. بين من ينشط في المجال التنموي والبيئي، مثل التعامل مع البلديات في فرز النفايات، أو في تشكيل محميات طبيعية، أو في دعم الأسر الفقيرة ...أو في مجالات أخرى مماثلةوقد يتوقف نشاطها بانتهاء المشروع الذي تعمل عليه .وبين من ينشط من الجمعيات من
أجل نشر الديمقراطية،أومن أجل الشفافيةومحاربة الفساد، أو للترويج للسلم وقبول الآخر، والدفاع عن الحريات الشخصية والإعلامية والسياسية والفنية...وجمعيات دعم المرأة وتمكينها ،ومقاومة التمييز الجندري، وحق الأمومة والجنسية، إلى المنظمات الحقوقية على أنواعها، إلى مناصري المثلية الجنسية، الى دعم حقوق عمل الأجانب ...ومثل هذه الجمعيات هيمنيطلب التمويل من الدول الأوروبية ومن المنظمات الدولية. ةيكريملأابورحلايفةددحمراودأبعليفهيلعلّوعينموهاهلكسيلو،تايعمجلاهذهضعبنأيأالجديدة. لإن الكثير من تلك الجمعيات يقوم بتايعمجلاضعبنلإو.يجراخلاليومتلانماديعبيلهألمعةدعاسم،ةيئيبةفاظن،ريجشت(ةحضاوةيومنتجماربذيفنتبموقتابلاغيبوروأليومتىلعلصحتيتلاسجناء، فرز نفايات...) من دون أن تشارك في أي نشاط آخر. وتفيد المعلومات المنشورة على صفحات بعضهذه الجمعيات غير الحكوميةعن تلقيها تدريبات سواء في بلدانها ،أو في الولايات المتحدة وبعض البلدان الأوروبية على أساليب جذب المتطوعين من الشباب والفتيات بشكل خاص، وعلى أساليب التعامل السلمي مع السلطة، وعلى طرق الإحتجاج غير العنيف. وقد كتب الكثير عن مثل هذه الأنشطة والأساليب التي شهدنا نماذج منها في بعض البلدان التيحصلت فيها احتجاجات سلمية مثل لبنان ومصر والسودان وإيران، وقبلها في بلدان أوروبيةمثل صربيا ويوغوسلافيا وجورجيا (الثورات الملونة). ومن ذلك على سبيل المثال القبضة المرفوعة، والشعار الموحد، وغياب القيادات، والتركيز الإعلامي اليومي المتواصل على هذه الإحتجاجات... بحيث أعادت تلك الأنشطة الإهتمام الى القنوات التلفزيونية بعدما كتب الكثير عن التراجع الذي تعرضت له تلك القنواتبعد انتشار وسائل التواصل الحديثة مثل التويتر والواتساب والفيسبوك.نشرت عشرات الكتب والدراسات عن عمل هذه الجمعيات غير الحكومية في إطار ماسمي التغيير السلمي اللاعنفي. ولذا يمكن أن نلاحظ بسهولة القواسم المشتركة في نشاط هذه الجمعيات عند المقارنة بينها في البلدان المحتلفة.ويتعبر البعض أن الحروب التي تخاض بواسطة هذه المنظمات والجمعيات "هي حرب بلا قيود"،تهدف الى هزيمة الخصم وتفجير الدولة من الداخل عبر التركيز على إثارة التناقضات والإنقسامات المجتمعية وتعميقها باستخدام المواجهات العسكرية وغير العسكرية، والإعتماد بصورة أكبر على الحروب الإقتصادية والمالية والمعلوماتية والنفسية وغيرها.."وتتسم حروب هذا الجيل بأنها تستهدف المجتمع، فهي تقوم على استغلال التناقضات الموجودة فيه لإثارة سخط الشعب ومن ثم تهديد كيان الدولة منداخلها بما ينذر بإمكانية انهيارها أو إضعافها في أقل الأحوال".(شادي عبد الوهاب،"حروب الجيل الخامس، التحولات الرئيسية في المواجهات العنيفة غير التقليدية في العالم"، سلسلة دراسات المستقبل، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أبو ظبي، العدد1، نوفمبر 2017ص7)يندملاعمتجملااذإمن خلال الجمعيات والمنظمات غير الحكومية التي تتلقى الدعم والتدريب والتمويل هو الذراع (أو الجيش) الذي يعتمد عليه في استخدام وسائل الحرب التقنية فيتويتر وفايسبوك وواتسأب ،وفي القيام بالإعتصامات والتظاهر ورفع الشعارات التي تثيلاوصوةيعمتجملاتاضقانتلار الى إنهيار الدولة أو إضعافها..."وفي مثل هذه الحرب(الجيل الخامس) فإن التحالفات الشبكية الواسعة تجعل مراكز الثقل لا يمكن إداركها من قبل الخصم أو تعطي الإنطباع بأنها غير موجودة"(ص12).وربما يفسر هذا
ّصتاذاملرملأار هذه المنظمات عندما تشارك في حركات الإحتجاج على عدم الإعلان عن قيادتها لكي لا يعرف الطرف المقابل كيف يحددمصادر التهديد، وبالتالي كيف يتعامل مع هذه المصادر...تحظى هذه الجمعيات والمنظمات باهتمام خاص من الدول المانحة لأكثر من سبب:-فهي تعمل في مجالات مختلفة تتناول قضايا المرأة، والطفل، والبيئة، وحقوق السجناء والعاملات، وتمكين المرأة، وحماية المسنين، والتحرش، وعمالة الأطفال، والعنف ضد المرأة، والزواج المبكر...وسوى ذلك من قضايا وأنشطة يمكن أن تجذب للمشاركة فيهاأوساط مختلفة من المجتمع.بحيث تصبح هذه الجمعيات أحد مكونات المشهد الإجتماعيالذي يهتم بقضايا إنسانية واجتماعية أكثر من الإهتمام الرسمي الحكومي بهذه القضايا.-أنها تعمل في أكثر من بلد (عربي أو إسلامي) في وقت واحد وتحت الشعارات والقضايا نفسها. ما يجعل تأثيرها يتجاوز المجتمع أو البلد الواحد الى مجتمعات أخرى .(مثل تمكين المرأة، ومحاربة الفساد، ونشر الديمقراطية، والتغيير السلمي، وحماية البيئة...) بحيث تعقد المؤتمرات أو الندوات حول هذه القضايا(تمكين المرأة) بمشاركة نساء على سبيل المثال من تونس،والمملكة السعودية،وليبيا،ولبنان ، والأردن، وحتى من فلسطين.أي أن هذا "الجيش" من المنظمات غير الحكومية لا يعمل في مكان واحد، بل يتواجد في بلدان عدة، لكنه يعمل وفق توجهات واحدة.-أن لهذهالجمعيات والمنظمات أدوار وبرامج اجتماعية وثقافية غير سياسية تقوم بتنفيذها دون انقطاع وفي كل الأوقات(حول القضايا التي سبقت الإشارة إليها). ما يعني أن هذه الجمعيات لا تتشكل في أوقات الحاجة اليها عندما تتهيأ ظروف التدخل من أجل التغيير السلمي اللاعنفي.فهي موجودة ولها نشاط واسع ولها حضور قوي في المجتمعات التي تعمل فيها.وما عليها سوى أن تنتقل من الحيز الثقافي الاجتماعي الى الحيز الإحتجاجي الشعبي، لتنفيذ ما تدربت عليه من أنشطة وممارسات لتحقيق "التغيير السلمي اللاعنفي".3العقوبات الإقتصادية والمالية:نم.ةدعلوددضاهخيراتلاوطهتسرامدقف،ةدحتملاتايلاولاىلعاديدجسيلبورحلانمعونلااذهالإتحاد السوفياتي الى كوبا والعراق وسوريا وروسيا وإيران... وهدف الحرب الإقتصادية والعقوبات التيتفرضها الولايات المتحدة هوجعلحياة الناس في البلد المستهدف صعبة منخلال إضعاف قدرة "العدو"على إنتاج وتوزيع السلع والخدمات التي تلبيحاجة الناس.بحيث تتحول نقمة الشعب ضد النظام في بلدهفإما أن ينقلب عليه، وإما افعضرثكأماظنلااذهحبصينأفتسهل الإطاحة به، أويقبل بالشروط التي تفرضهاالولايات المتحدة .ويعتبر الرئيس الأميركي وودرو ولسون(1913-1921) "أن العقوبات الاقتصادية من أهم أدوات السياسة الخارجية".وأن تطبيق العلاج الإقتصادي القاتلبهدوء، يفرض ضغوط على الأمةالمستهدفةلن تستطيع أن تقاومها، ولن تكون هناك حاجة لاستخدام القوة".سار رؤساء الولايات المتحدة كافة على هذا المنوال من فرض العقوبات. وها هو ترامب بعد أوباما وبوش وكلينتون وكارتر يستكمل فرض العقوبات على إيران، ويستمر فيممارسة الضغوطوالحصار النفطي والعزل المالي والتجاري العالميعليها .ومنعت واشنطن أي تحويلات من الخارج الى البنك
المركزي الإيراني. وهددت بفرض عقوبات على الدولالتي تشتري النفط الإيراني، وعلى الدول والشركات التي ترغب فيمشاريع استثماريةفي إيران. والهدف من تلك العقوبات تحريض الشعب الإيراني ضد النظام في بلاده، وجعل هذا النظام افعضرثكأبحيث يرضخلدعوات التفاوض الأميركية.وينطبق هذا المثال على دول اخرى كثيرة مثل كوبا، وروسيا، وسوريا، والسودان والعراق قبل سقوط النظام...هذه الأساليبتستخدمها الولايات المتحدة في حروبها الجديدة في العالمتقويفاعماهيلاأجلتدقيهو،واحد، لكنها قد تفضل وسيلة على غيرها بحسب ظروف البلد المستهدف وأوضاعه الاجتماعية والإقتصادية. إلا أن الرهان الأساس يبقى على "المنظمات غير الحكومية"التي تبقى موضع اهتمام ورعاية ودعم، وتعمل في مجالاتمتنوعة بيئية واجتماعية وحقوقية وإنسانية... الى أن يحين موعد استخدامها والإستعانة بها في الوقت المناسب .الى جانب هذه الأبعاد الثلاثة للحروب الأميركية الجديدة:-وسائل التواصل الحديثة-المنظمات غير الحكومية "المجتمع المدني"-العقوبات الإقتصاديةكانتواشنطن تلجأ لخدتلاعّرشتوأ،ةيلودتابوقعضرفحيتتتارارقرادصلإنملأاسلجمىلاابلاغالعسكري في بعض الأحيانامدعباريثكعجارترايخلااذهنكل.استخدمت روسيا والصينالفيتو ضد مثل هذه القرارات في مجلس الأمن. تطبيقات "الأدوات الناعمة" علىالحراك الشعبي في لبناناستندت تطبيقات "الثورة" في لبنان الى ما بات يعرف بدليل الثورات لمؤلفه "جين شارب" في كتابه "من الديكتاتورية الى الديمقراطية"الذي يتحدث فيه عن استراتيجية اللاعنف للتغيير من خلال التظاهرات والسلمية، وكيفية مواجهة القمع، وتصعيد ممارسات الحرية، وأساليب الإحتجاج والإقناع اللاعنفي...أما القوة المحركة لهذه الثورات التي تقوم بتنفيذ تلك التطبيقات في الساحات وأماكن الإعتصام والإحتجاج فهي الآف الجمعيات التي تعرف اليوم باسم المجتمع المدني، أو الجمعيات غير الحكومية "NGOs ."طغى حضورجمعيات المجتمع المدني على الحضور السياسي المباشر في ساحات "الثورة". وعلى الرغم من مشاركة بعض الرموز السياسية في هذه التجمعات إلا أنها لم ترفع شعارات سياسية مباشرة مرتبطة بهذه الشخصيات. وذلك لتجنب أي انطباع سياسي عن هذه المجموعات قد يختلف الناس حوله الى التمسك بما هو وطني ولا خلاف عليه (العلم اللبناني). كما يتيح هذا البعد المدني غير السياسي للجمعيات غير الحكومية NGOsأن تقوم بأدوار مهمة في عمليات التنظيم والتوجيه والأنشطة المختلفة التي تحتاج اليها هذه التجمعات الشعبية لكي تستمر وتبقى في دائرة الضوء والإهتمام الإعلامي (مثل السلسلة البشرية، قرع الطناجر، مشاركة تلاميذ المدارس، أنشطة الرقص والطبخ، بوسطة الثورة...) .
بدت الحركة الشعبية التي نزلت الى الشوارع في لبنان في 17ىلعاجاجتحاةيوفعةكرحلولأانيرشتزيادة الضرائب، وتفشي الفساد ونهب المال العام، وغياب المحاسبة، وعلى الأزمة الإقتصادية التي باتت .ةيعامتجلاامهطاسوأفلتخمبسانلاشيعىوتسملايّدجاديدهتلكشتلم يكن لحركة شعبية تجمع عشرات أو مئات الآلاف من الناس أن تستمر بضعة أسابيع وأن تكون أو أن تبقى عفوية من دون تنظيم وتوجيه. يمكن تحليل المصطلحات والأساليب غير العفوية التي استخدمت كتطبيقات في حركة الإحتجاج الشعبي في لبنان وتحاكي "الثورات الملونة" التي حصلت في بلدان سابقة ،على الشكل التالي:-الثورة:هذا المصطلح له وقع إيجابي عادة. يدل على الرغبة في التضحية ورفض الوضع القائم السلبي وتغييره الى ما هو أفضل. استخدم مصطلح الثورة مع شعار القبضة الشهير الذي ارتفع في ساحة رياض الصلح وسط جموع المحتشدين، هو نفسه الذي رفع في صربيا وجورجيا وإيران وسواها، يعطي للجمهور المشارك الشعور بالقوة، وبأن ما يفعله هو عملية تغيير تاريخية وليس مجرد حركة احتجاج بسيطة، كما تحفز "الثورة" المترددين على الإلتحاق بها. -المبالغة في أعداد المشاركين :مل(.تاحاسلاوعراوشلاىلااولزنصخشينويلمنأملاعلإالئاسوونوجتحملارّصأيتجاوز العدد نمرثكأايلعف300ألف في ذروة الإحتجاجات) والهدف من هذه المبالغة تبيان أن معظم الشعب مهنأ(ريبكلادشحلااذهةيعجرمديكأتكلذنمدوصقملاو.ةروثلايفكراشي)ابيرقتهفصن(ينانبللاالأغلبية)، وتحفيز المترددين على المشاركة، وتوليد شعور من الثقة والإستعلاء تجاه الطرف الآخر (السلطة) وعليهم بالتالي ألايتراجعوا عن مطالبهم المحقة (نطلب ولا نفاوض).لنلاحظ حول هذه النقطة ما جاء في بيان هيئة تنسيق الثورة رقم 33تاريخ 19/11/2019 :"إن العمل الأساسي المطلوب هو تشكيل حكومة وفق مطالب الثورة، وأن التشريع الوحيد المقبول في عتمتتتتاباهنأواصوصخ..ةنلعملااهتاعلطتيبليواهبلاطمىلعفقييذلاكاذوهةروثلانمزبشرعية شعبية واسعة لا لبس فيها". -تجمع وطني عابر للطوائف:أكد الكثيرون من داخل حركة الاحتجاج ومن خارجها، وفي وسائل الإعلام المواكبة لهذه الحركة، أن ميزة هذا الإحتجاج غير المسبوقة في تاريخ لبنان هي في قدرته على جمع هذا الحشد الضخم .يفئاطلاينطوعمجتوهكلذلو.ةيقطانملاوةيبهذملاوةينيدلامهتاءامتنانماديعبسانلانمنلإازواجتايناثينعيو،ةيسايسلابازحلأازواجتلاوأينعي"ةينطولا"هذهىلعديدشتلاوتماءات ينطولادعبلااذهديكأتوه"نّلكينعينّلك"راعشفادهأدحأو...ةيقطانملاوةيفئاطلاوةيبهذملا.يفئاطساسأىلعنييسايسلاوءامعزلانيبزّيميلاهنأانللوقينأديرييذلانيدشتحملادنعةددحمءامسأىلاداسفلاةمهتهيجوتمدع"نّلكينعينّلك"راعشفدهتسيامكمن الزعماء والشخصيات السياسية التي لن تقبل الإساءة اليها بعض مكونات هذا التجمع الشعبي.
إن التدقيق في وطنية هذا التجمع الشعبي الكبير لا يمكن أن يخفي انتماءاته السياسية والمذهبية. بحيث يمكن القول أن الوطنية هي الغلاف الخارجي أو القشرة التي انضوت تحتها الإنتماءات يف)نيينطولا(نيجتحملاءلاؤهنمامسقنأكلذىلعليلدلاو.ينانبللاعمتجمللةيديلقتلارصتقتنأنورخآضفرامك،هتلاقتسادعبيريرحلاسيئرللةديؤمتاريسمىلالوّحتعراوشلاالإستقالة على رئيس الحكومة السني ولا تطال رئيسي المجلس الشيعي والجمهورية الماروني.وهاجم بعض المحتجين من رفع شعارات ضد بعض الرموز السياسية. ولا شك أن أي دعوة جدية لإلغاء طائفية الرئاسة الأولى (أو أي رئاسة أخرى) على سبيل المثال، لن تلقى أي ترحيب بل على العكس ستهدد وحدة الإحتجاج و"وطنيتة". إن تكرار التأكيد على وطنية الحراك لا يلغي انتماءات المشاركين وحساسياتهم الطائفية والمذهبية .اضيأةيسايسلاو-تجنب القيادة العلنية:تؤكدةكرحمظنتودوقتيتلاةفورعملاوةزرابلاةدايقلابايغةرورضىلع"ةنّولملاتاروثلا"براجتالإحتجاج والتظاهر. وهذا ما شهدناه في تجربة حركة الإحتجاج في لبنان التي لم تحدد ولم تعلن عن أي شخصية أو أي مجموعة تقود هذه الحركة أو تنطق باسمها. وحتى البيانات التي صدرتباسم "هيئة تنسيق الثورة" لا تحمل أي توقيع سوى اسم الهيئة. والمقصود من هذا التعتيم على القيادة تحقيق أهداف عدة: منها أن يشعر كل مشارك في الحراك أنه هو صاحب المبادرة، ومنها أن تبقى الجماعة التي تقود الحراك خارج الضوء بسبب ارتباطاتها السياسية التي لا تريد الإعلان عنها.ومنها أن عدم وجود قيادة يعفي الحراك من تحمل المسؤولية عن أي فوضى يمكن أن تحصل، مثل قطع الطرقات الذي دافع عنه الكثير من المشاركين في الحراك، ومن دون أن يعلن أي طرف، أو أي جمعية، أو حتى أي جهة المسؤولية المباشرة عن التجاوزات التي حصلت أثناء قطعالطرقات وعن الإهانات التي وجهت الى الناس وعن الرشاوى التي دفعت الى قاطعي الطريق لفتحها. إن تعمد بقاء القيادة التي قد تكون اكثر من جهة أو جمعية، أشبه بمن يتعمد البقاء في العتمة فلا يراه أحد، في حين يتمكن هو من رؤية ما يجري في الضوء. البقاء في العتمة يمنع التعرف الى ملامح اللاعبين الحقيقيين وقسمات وجوههم وانتماءاتهم. -التغطية الإعلامية المتواصلة:من دون المواكبة الإعلامية "للثورة" ستفقد الأخيرة أحد أهم وسائل استمرارها وتأثيرها على الرأي العام وعلى المشاركين فيها.ولذا سيتم ترتيب مثل هذه المواكبة مع قنوات محلية أو عالمية منذ اللحظات الأولى للتحركات الشعبية. هذا ما فعلته قناة الجزيرة في سوريا، وقنوات الجديد، وlbcوmtv في لبنان منذ بداية اندلاع الحراك الشعبي. وهذا ما فعلته قنوات مثل CNNفي"الثورات" في صربيا وجورجيا وأوكرانيا وإيران.وتعمل هذه الوسائل بشكل منظم لا يكترث بأي شروط مهنية للعمل الإعلامي سواء في نقل الحقائق، أو من حيث التلاعب في حجم أعداد المشاركين، او في التركيز على ما يناسب توجهات هذه الوسائل من
مظاهر الإحتجاج، أو في تعمد اختيار بعض المشاركين دون سواهم للتحدث عن "الثورة"، بحيث تقوم هذه القنوات بلعب دور من يقود"الثورة، ومن يقوم بتوجيه "الثوار".:تاقيبطتلاهذهيفاضيأتدمتعايتلابيلاسلأانم-استخدام وسائل التواصل الإلكترونية بكثافة للتوجيه ولإدارة الإحتجاج-تعطيل الحياة العامة-إسقاط هيبة الحكم وتأكيد مرجعية الشعب، زعزعة الإستقرار، إنهاك الدولة، التآكل البطئ...-تجنب الصدام مع القوى الأمنية (سلمية سلمية)-أشكال متنوعة من الإعتراض وجذب الإهتمام الإعلامي (طناجر، بوسطة، سلسلة بشرية...)-استمرار النشاط بأي شكل (تلاميذ مدارس، تعطيل مقار حكومية وبلديات، تجمع أمام منازل سياسيين...) -التجمعات ساحة للتلاقي (للرقص والغناء والترفيه...) لم تحقق هذه التطبيقات النجاح المتوقع بسبب: -"ةروثلا"نمماعلايأرلافقومىلعابلسسكعنايذلاتاقرطلالافقإ-التحاق قيادات وأحزاب سياسية ب"الثورة" معروفة بأنها كانت أحد مكونات منظومة الفساد -عدم مشاركة حزب الله وجمهوره في الإحتجاج أسقط عنه بعده الوطني -ربط تردي الأحوال الإقتصادية والمعيشية بحركة الإحتجاج وقطع الطرقات. -عدم توافق المحتجين على أهداف واحدة ومحدد .ة-انعكاس الإنقسام بين أطرف السلطة على مجموعات المحتجين .-ضعف التغطية الإعلامية الدولية


تنويه | المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع

جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013