*أصدر "السلطان" أردوغان "فرمان" العدوان على سوريا وغلّفه بعنوان تضليلي "نبع السلام" ، وذلك بعد ضوء أخضر من ترامب شخصياً وتواطؤ من رئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن الدولي. فكيف حصل العدوان وما هي المواقف العربية والأوروبية من العدوان.*
*إن حلم "السلطان العثماني" بإحتلال أجزاء َمن الاراضي السورية على طول الحدود الَمشتركة وبعمق 30 كلم هو حلم قديم من عمر الأزمة السورية وأما الذرائع فلا حصر لها. ولكن في الحقيقة أن تركيا تريد تنفيذ تغيير ديموغرافي على طول الشريط التي تنوي إحتلاله بتهجير أصحاب الأرض وزرع عملائها مكانهم. ونقل "المهجرين" داخل تركيا إلى الشريط المزمع إحتلاله داخل الأراضي السورية.*
*وقد نقلت وكالة رويترز اللمسات الأخيرة للتحضير للعدوان بين ترامب وأردوغان كالتالي :-*
*قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يوم الإثنين الماضي، إن القوات الأمريكية بدأت الانسحاب من مناطق في شمال شرق سوريا بعد مكالمته الهاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.*
*وأضاف أردوغان في تصريح قبل مغادرته أنقرة إلى صربيا، أن المحادثات بين المسؤولين الأتراك والأمريكيين حول هذا الموضوع سوف تستمر.*
*وأشار الرئيس التركي إلى أنه يعتزم زيارة واشنطن للقاء نظيره الأمريكي، في النصف الأول من الشهر المقبل، لمناقشة خطط "المنطقة الآمنة".*
*وفي نفس السياق نقلت وكالة "رويترز"، عن مسؤول تركي كبير يوم الاثنين الماضي قوله إن بلاده تملك القوة اللازمة للقضاء على الإرهاب من منبعه بدعم أو بدون دعم من حلفائها.*
*وذكر المسؤول التركي أن بلاده هي التي ستقرر نطاق ومكان وتوقيت الإجراءات الاحترازية التي ستتخذها لدرء المخاطر عن أمنها.*
*وفي الوقت الذي أكدت فيه واشنطن يوم الاثنين، الماضي أن القوات الأمريكية لن تشارك في العملية العسكريةالتي تنوي تركيا شنها في شمال سوريا، أكدت أنقرة من جانبها عزمها شن العملية العسكرية لتطهير المنطقة الحدودية من "الإرهاب"، على حد قولها.*
*وتصريح رئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن المتسرع يؤكد بأنه جاء بناءً لأوامر عليا. فبدلاً من إدانة العدوان ووقفه فوراً والإلتزام الفوري بالحدود الدولية وسيادة الدولة السورية على كافة أراضيها. طلب من تركيا "التركيز على حماية المدنيين وممارسة أقصى درجات ضبط النفس في عمليتها الجديدة شمال شرقي سوريا. واللافت بأنه تجاهل العدوان والغزو وأسماه "عملية" وهذا يخالف كافة القوانين الدولية المتعلقة بسيادة الدولة ووحدة أراضيها.*
*وفي وقت سابق، أمس، قال رئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن الدولي، جيري ماثيوز ماتغيلا: “نأمل في بحث الوضع شمال سوريا قريبا وعلى تركيا ضبط النفس”.*
*ودعا جيري ماثيوز ماتغيلا تركيا إلى التركيز على حماية المدنيين وممارسة أقصى درجات ضبط النفس في "عمليتها" الجديدة شمال شرقي سوريا.*
*لم تقبل معظم الدول الأوروبية هذا الموقف وطلبت عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن دون الإشارة إلى تصريح ماتغيلا.*
*وقال دبلوماسيون يوم أمس الأربعاء، إن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة مغلقة بشأن سوريا يوم الخميس، بعدما بدأت تركيا "عملية عسكرية" ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق البلاد.*
*وذكر الدبلوماسيون أن الجلسة ستعقد لبحث الوضع في سوريا بعد طلب من أعضاء أوروبيين وهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وبولندا.*
*وسأبدأ بعرض المواقف الدولية:-*
*1- فترامب وصف العدوان صراحة بالغزو ولكن في نفس الوقت أشار إلى تعهد تركيا بحماية المدنيين وحماية الأقليات الدينية ومنها المسيحيون بدلاً من المطالبة من وقف الغزو الفوري والإنسحاب إلى الحدود الدولية.*
*فقد حذر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تركيا أمس الأربعاء، من استمرار الهجوم على سوريا قائلا إن الهجوم "فكرة سيئة" لا تدعمها الولايات المتحدة، ودعا أنقرة إلى حماية الأقليات الدينية.*
*ووصف ترامب في بيان نشره البيت الأبيض الهجوم التركي "بالغزو"، قبل أن يشير إلى أن "الولايات المتحدة لا تؤيد هذا الهجوم، وأوضحت صراحة لتركيا أن هذه العملية فكرة سيئة".*
*وأضاف ترامب: "تعهدت تركيا بحماية المدنيين وحماية الأقليات الدينية ومنها المسيحيون وضمان عدم حدوث أزمة إنسانية وسنلزمهم بهذا التعهد". وقال ترامب بان أنقرة ستدفع ثمناً اقتصادياً باهظاً إذا كان الهجوم في سوريا جائراً. وأضاف بإنه سيمحو الإقتصاد التركي إذا قضى الأتراك على كرد سوريا.*
*2- فرنسا: وزيرة القوات المسلحة الفرنسية: الهجوم التركي على شمال سوريا "خطير" ويجب أن يتوقف.*
*3- فنلندا: فنلندا الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي تدين الهجوم التركي على شمال سوريا*
*4- بروكسل: رئيس المفوضية الأوروبية يقول إنه دعا تركيا الى ضبط النفس ووقف العملية العسكرية في سوريا.*
*ومن أبرز المواقف العربية:-*
*1- السعودية: أدانت المملكة العربية السعودية الهجوم الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا، مشيرة أنه "تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية"، حسب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية .*
*2- الامارات: الإمارات: العدوان التركي على سوريا يمثل تطوراً خطراً واعتداءً غير مقبول على سيادة دولة عربية.*
*3- لبنان: الخارجية اللبنانية تعتبر العملية العسكرية التركية احتلالاً لأرض سورية وتعرض أهلها للقتل والتهجير والنزوح.*
*"فالسلطان أردوغان" يحلم بإعادة رفات "السلطنة العثمانية" إلى الحياة. واعتمد على وعد ترامب له متناسياً بأن وعود ترامب له، هي شيكات بدون رصيد.*
*فلننتظر سوياً قرار مجلس الأمن والعقوبات الأمريكية المتوقعة على تركيا لنبني على الشيء مَقتضاه.*
*وإن غداً لناظره قريب*