باقةُ أهداف بمسلّة واحدة : الملك سليمان ويهوه بن عمري وفرعون مصر ..
لستُ أدري إذا كان بين مخلوقات الله مَن يتفوّق بالغباء على عقول الإسلاميّين الذين أعلنوا الثورة باسم الله على التماثيل والجداريات والمنحوتات الأثريّة التي جعلها الله آيةً لنبيّه : ( يعملونَ لهُ ما يشاءُ من محاريبَ وتماثيلَ وجفانٍ كالجواب وقدورٍ راسياتٍ اعملوا آل داود شكراً وقليلٌ من عبادي الشكور ) سبأ13 ..تعود هذه المسلّة للملك سليمان الثالث "شلمناصر الثالث" وهي موجودة في المتحف البريطاني , ونقرأ على صفحته في الشبكة العنكبوتية على هذا الرابط :
http://www.britishmuseum.org/…/black_obelisk_of_shalmaneser…
ونقرأ بجانبها ما ترجمهُ لنا أحد الأصدقاء مشكوراً :اكتشف عالم الآثار هنري لايارد هذه المسلة السوداء المصنوعة من الحجر الجيري عام 1846 خلال عمليات التنقيب في موقع كالح العاصمة الاشورية القديمة ...هذا النصب التذكاري تم بناؤه في العام 825 قبل الميلاد في زمن الحرب الأهلية. تمجد المنحوتات إنجازات الملك شلمنصر الثالث (حكم 858-824 قبل الميلاد)، ورئيس وزرائه. تسرد الحملات العسكرية لفترة واحد وثلاثين عاما، والجزية (كلمة tribute تعني تكريم او جزية) التي فرضوها من جيرانهم: بما في ذلك الجمال، والقرود، والفيلة ووحيد القرن...الملوك الآشوريين كثيراً ما جمعوا الحيوانات والنباتات الغريبة كتعبير عن قوتهم. هناك خمسة مشاهد من الجزية، كل منها تحتل أربع لوحات مستديرة على المسلة والتي تم تحديدها بالكتابة المسمارية فوق اللوحة. وهي من الأعلى إلى الأسفل:
سوا الجلزاني (في شمال غرب ايران)..
ياهو بن عمري (شمال اسرائيل القديمة)..
حاكم غير مسمى من مصري (على الاغلب مصر)..
مردوخ ابيل اسور من سوهي (وسط الفرات، سورية والعرا)..
كالباروندا الباتيني (انطاكية إقليم تركيا)..
ويتضمن السجل الثاني من الأعلى أقدم صورة متبقية لإسرائيلي : ياهو التوراتي ملك إسرائيل ، جلبت أو أرسلت جزيته حوالي 841 قبل الميلاد. آخاب بن عمري ملك اسرائيل مات في معركة قبل ذلك ببعض سنوات وهو يحارب ملك دمشق راموث جلعاد ( 29-36) . ابنه الثاني (يورام) قد نجح عند ابيه ، الغاصب، الذي كسر التحالفات مع فينيقيا ويهوذا ، وقدم إلى أشور...ومكتوب بالخط المسماري الآشوري شرح فوق مكان الحادث ، يمكن ترجمتها :
(جزية ياهو بن عمري: وصلتني منه الفضة، والذهب، وعاء ذهبي، مزهرية ذهبية ذات قاع مدبب ، الاقداح والدلاء الذهبية ، والقصدير والرماح ، وحاشية للملك )..طبعاً نستطيع بسهولة تفكيك الألغام الإنكليزيّة في هذا النصّ , فأوّلا لا وجود لمملكة أو دولة إسرائيل في أيّ زمان أو مكان قبل إعلان الكيان الصهيوني سنة 1948م , وحتّى الصهاينة أنفسهم اختلفوا على إسم مولود السفاح واختاروا "إسرائيل" من بين عدّة أسماء مطروحة , والمملكة التي قامت في فلسطين ونشاهد ملكها ساجداً أمام الملك سليمان , هي مملكة بيت عمري التي أسّسها "عمري" في المرتفعات الشمالية بفلسطين سنة 880 ق.م بتمرّدٍ عسكريّ , وقد علمنا أنّ الوجود اليهودي في فلسطين قد بدأ بهروب القتلة والمجرمين من بني إسرائيل إلى مدن الملجأ التوراتيّة حيثُ نقرأ سفر التثنية الإصحاح 4 : ( حينئذٍ أفرزَ موسى ثلاث مدن في عبر الأردن نحو شروق الشمس لكي يهرب إليها القاتل الذي يقتل صاحبه بغير علمٍ وهو غير مبغضٍ له منذُ أمس وما قبله . يهرب إلى إحدى تلك المدن فيحيا . باصر في البريّة في أرض السهل للرأوبيّين وراموت في جلعاد للجاديين وجولان في باشان للمنسّيين ) .. إذا فنحنُ أمام تعليمات تنفيذيّة على طريقة المسؤولين العباقرة في بلادنا , مهمّتها تفريغ نصوص الشريعة من مضامينها السماويّة , ويمكن للمجرم من خلالها أن يقتل من يشاء وينجو من قصاص الشريعة , فقط إذا كانَ غير مبغضٍ له منذ أمس وما قبله . أي يمكن أن يغدق محبّتهِ على فلان من الناس ليومين بالحدّ الأدنى , ويقتله في اليوم الثالث , ثمّ ينجو إلى مدن الملجأ التي نرى أنّ مواهب يهوه العقاريّة قد تفتقت فيها إلى أقصى حدّ فمسح فلسطين مسحاً وعن تلك المواهب نقرأ في سفر يشوع الإصحاح 20 : ( وكلّم الربّ يشوع قائلاً . اجعلوا لأنفسكم مدن الملجأ كما كلمتكم على يد موسى . لكي يهرب إليها القاتل ضارب نفسٍ سهواً بغير علم . فتكون لكم ملجأ من وليّ الدم . فيهرب إلى واحدة من هذه المدن ويقف في مدخل باب المدينة ويتكلّم بدعواه في آذان شيوخ تلكَ المدينة فيضمّونه إليهم إلى المدينة ويعطونه مكاناً يسكنُ معهم . وإذا تبعهُ وليّ الدم فلا يُسلّموا القاتل بيده لأنّه بغير علمٍ ضرب قريبهُ وهو غير مبغضٍ له من قبل . ويسكن في تلكَ المدينة حتّى يقف أمام الجماعة للقضاء إلى أن يموت الكاهن العظيم الذي يكون في تلك الأيام . حينئذٍ يرجع القاتل ويأتي إلى مدينته وبيته إلى المدينة التي هرب منها . فقدّسوا قادش في الجليل في جبل نفتالي وشكيم في جبل أفرايم وقرية أربع . هي حبرون . في جبل يهوذا . وفي عبر الأردن أريحا نحو الشروق جعلوا باصر في البريّة في السهل من سبط راؤبين ورامون في جلعاد من سبط جاد وجولان في باشان من سبط منسَّى . هذه مدن الملجأ لكلّ بني إسرائيل وللغريب النازل في وسطهم لكي يهرب إليها كلّ ضارب نفسٍ سهواً . فلا يموتُ بيد وليّ الدم حتّى يقف أمام الجماعة) ..طبعاً يتابع "يهوه" في إظهار مواهبه العقاريّة إلى نهاية الإصحاح البالغ 49 بنداً , بذّ بها جميع المرابين في العالم , وفرخت المدن الثلاثة في سفر التثنية عشرات المدن وابتلعت فلسطين من البحر إلى النهر , ولكي ندرك أنّ ذلك السفر بمجمله من وضع أولئك القتلة والمجرمين , فليس علينا إلاّ أن نتذكّر أنّ صفة كليم الله كانت لموسى وليس ليوشع أو لأحدٍ من بعده ..يبدو أنّ التخطيط لاحتلال تلك المدن , قد اعتمد على سجايا أهلها الذين قرّرَ أولئك القتلة والمجرمون أن يغدروا بمن استضافهم وأكرمهم وأنزلهم في أرضه وبيته , حتّى آخر كنانيّ في فلسطين , كما نستطيع أن نحدّد انتماء أهل فلسطين وأصحابها في ذلك الزمان من خلال خصالهم الحميدة , التي نستشفّها من النصّ في إغاثة الملهوف وإجارة المستغيث وإكرام الضيف , وهي الخصال التي نشأ وترعرعَ عليها إسماعيل بن إبراهيم خليل الله في جوار البيت المحرّم , فهوت إليهِ أفئدة الناس ليسكنوا في وادٍ غير ذي زرعٍ , تحيط به جغرافيا قاسية , يمكننا تحديد ملامحها من خلال وصف الإمام عليّ لموضع البيت المحرّم : ( ثمّ وضعه بأوعرِ بقاعِ الأرض حجراً , وأقلّ نتائق الدنيا مدراً , وأضيث بطون الأودية قطراً , بين جبالٍ خشنة ورمالٍ دمثة , وعيونٍ وشلة , وقرىً مُنقطعة لا يزكو بها خفّ ولا حافر ولا ظلف ) , ثمّ يأتي ضريح هاشم في غزّة ليدلّنا على الصلة التي تربطُ بين أهل فلسطين بأهل بالأمّيين أخوة بني إسرائيل لإبراهيم , الذين قال موسى أنّ الله سيقيم من وسطهم نبيّاً مثله , وتؤكّد التوراة أنّه لم يقم بعدَ موسى نبيّاً في بني إسرائيل مثل موسى , وعن سكّان فلسطين قبل زمن موسى , نقرأ في سفر التثنية الإصحاح 2 : ( فقالَ لي الربّ لا تُعادِ مؤاب ولا تثرْ عليهم حرباً لأنّي لا أعطيك من أرضهم ميراثاً . لأنّي لبني لوط قد أعطيت عارَ ميراثاً . الإيميّون سكنوا فيها قبلاً .. ) ولا أظنّ أنّنا بحاجة لأكثر من ذلك لكي ندرك أنّ أولئك السكان هم من بني كنانة لا من بني كنعان , أي أنّ "كنعان" عبارة عن تصحيف التراجم , تناقلته الألسن بغير أصله , والتفّت عليه القرون بالقرون , وبقي ضريح هاشم في غزّة شاهداً على أصل انتماء أهلنا في فلسطين , الذين عليهم أن يعلموا أنّ كلّ تراب فلسطين مقدّس , دونَ تفريقٍ بينَ حبّةٍ وحبّة , لأنّه حقٌّ مسلوب , وعليهم أن يعلموا أنّه لا علاقة البتّة للمسجد الأقصى في فلسطين بأقصى الإسراء والمعراج , ولا أحسبُ أنّ كعب الأحبار عندما أشار ببنائه في هذا الموضع , الذي كان في عهده مكبّاً لنفايات مدينة إيلياء كما تسمّيها العهدة العمريّة , إلاّ وقد قدحت في جمجمته شرارة مسجد ضرار . وقد أكّد المؤرّخون أنّ الرومان جعلوا موضع القمامة في تلك البقعة , نكايةً بـ "يهوه زوج عشيرة" معبود بيت عمري" بعد أن دمّروا هيكله المبني عليها وليس على صخرة يعقوب , ولعلّه حتّى أكثر الناس غباءً يدركُ أنّنا حيث حفرنا في تراب فلسطين فإنّنا لا بدّ وأن نجدَ صخوراً كثيرة لا علاقة لها بقبّة الصخرة ولا بالمسجد الأقصى , ولهذا فليسَ لذلك الموضع باسم السماء إلاّ الزلازل التي ضربتهُ ثلاث مرّاتٍ عبر التاريخ . وبجميع الأحوال فلم يكن البناء الأوّل زمن الخليفة عمر إلاّ مصلّى متواضعاً وسوراً خشبيّاً , وبقي خاملَ الأهميّةِ والشأن إلى أن جدّدَ راكبَ البغلة الشهباء بناءَه من الحجر بمشورة كعب الأحبار أيضاً , ولم تباركه السماء إلاّ بالزلازل والحوادث الحريق منذُ ذلك التاريخ حتّى اليوم , فليعلم الكنانيّون الباقون من أهلنا اليوم في فلسطين , أنّهم قادرون بمقلاع داود المبارك في أيديهم , أن يسحقوا رأس جالوت سحقاً , ولكن ليسَ لأجلِ مسجد ضرار وأحفاد آكلي الأكباد وعورة عمرو بن العاص , وإنّما لأجلِ كلّ حبّةٍ ترابٍ من حقّهم المسلوب حتّى تلك التي في مكبّات القمامة , فالحقّ هو المقدّس ولأجلهِ يتفجّرُ غضب السماء , وليس لأجل مشورة أبي إسحاق , وإسرائيل هذه , كما قالَ سيّد المقاومة صاحب الوعد الصادق, أوهن من بيت العنكبوت ...نعود إلى النصّ الإنكليزي , لنقرأ "ياهو بن عمري" في تحريف مقصود لـ "يهوه بن عمري" , حيث ثبت لنا من المكتشفات الأثرية في فلسطين أن معبود بيت عمري كان يهوه زوج عشيرة , ولا يعقل أنّ الملك سليمان وحاشيته كان جاهلاً بإسم عدوّه المتمرّد الذي ثبتَ لنا أنّه "آخاب بن عمري" ولا مبرّر لتسميته "ياهو" في نقش المسلّة , إلا إذا أراد الملك أن يسخر من معبود عدوّهِ "يهوه" زوج عشيرة , فأطلق اسمه على آخاب وهو في هذه الصورة الذليلة ...الحصاد الأخير الذي سنكتفي به الآن من هذه المسلّة هو حاكم مصري الذي يقول النص الأنكليزي عنه بأنّه غير مُسمّى , ويرجح أن تكون مصري هي مصر وادي النيل "إيجبت" , ولكنّنا بالعودة إلى كتاب المفصّل في تاريخ العرب نجد أن هذا الحاكم , بحسب ما نقله لنا الدكتور جواد علي , ليس إلاّ "برعو شاروت مصري" أي فرعون ملك مصر ( Pharaoh ) وهو نفس الصيغة الإنكليزيّة لترجمة إسم فرعون الصابئة (فروخ ملكا) , ومصري هذه التي تحدّث عنها هنري ساغس في كتابه "جبروت آشور الذي كان" , تمتدّ جنوب نينوى إلى ساحل الخليج أي الموطن الحقيقي للصابئة المندائيين على ضفاف اليردنا ( الماء الجاري ) حيث ما يزالون حتّى اليوم يمارسون طقوس العمادة المقدّسة التي عمّدهم بها النبيّ يحيى ..يرى أحد الأصدقاء الباحثين في أصل الكلمة الإنكليزيّة للهَرَم (Pyramid) أنّها أتت من الأصل اللاتيني (pyramis ) الذي بدوره أتى من الأصل العربي إرم عاد , وأضيفت الباء أو الهاء في اللهجات العاميّة كأداة تعريف ليصبح الاسم مع الهاء هرم عاد , ومع الباء " بإرم عاد " , ومنه هذا اللفظ أتى الأصل اللاتيني الذي أضيفت إليه سين التقديس , وعنهُ أخذَ باقي الأوروبيّين الذين تمنّعت العينُ عليهم ...وهذا يتطابق مع ما ذكره المؤرّخون العرب بأنّ ( شدّاد بن عاد ) هو باني الهرم الأكبر, ويأتي هذا في السياق الطبيعي لتلك الحضارة التي شبكت ضفاف النيل بنجم الشعرى اليمانيّة , ويأتي مصداقاً للقرآن : ( وأنّه هو ربّ الشعرى * وأنّهُ أهلك عاداً الأولى * وثموداً فما أبقى * وقومَ نوحٍ من قبلُ إنّهم كانوا هم أظلمَ وأطغى ) النجم49-52 حيثُ لم يرد ذكر نجم الشعرى إلاّ في هذا الموضع مقرونا بعادٍ الأولى , وتؤكّد لنا آيات القرآن في موضعٍ آخر بأنّه لا مثيل لمدينة إرم عاد في البلاد ( ألم ترَ كيفَ فعلَ ربّكَ بعاد * إرم ذات العماد * التي لم يُخلق مثلها في البلاد ) الفجر6-8 , وهذا ما يزالُ قائماً حتّى الآن مصداقاً لقوله تعالى ( ألم ترَ ) , ولقوله عن قوم عاد ( فأصبحوا لا يُرى إلاّ مساكنهم .. ) الأحقاف25 , وإذا قالَ قائلٌ ربّما كانَ المقصود في ذلك الزمان , فإنّ الآيةَ التالية تقطع بما لاشكّ به في الأمر المقصود ( وعاداً وثمودا وقد تبيّن لكم من مساكنهم .. ) ..ثمّ عدا عن دلالة الأحقاف على شكل الأهرامات التي تتحدّى بثباتها أحقاف الرمال المُتحرّكة , فإنّ الخبر القرآني عن تدمير ما كان يصنع فرعون وجنوده ينفي أيّ علاقة لفرعون وقومه بالأهرامات العصيّة على التدمير رغم كلّ تلك العصور . ثمّ إنّ كلمة ( لم يُخلق مثلها ) آيةٌ من آيات البقاء , تبوح بسرّ بناء تلك الأوابد المرتبط بدائرة الفلك الأعلى وقوى جذبها على ضفاف النيل . كما نقرأ في الصفحة 337 من كتاب "أصحاب الجلالة - الأهرامات" بأنّ العالم تيلور برهنَ على أنّ : ( محيط قاعدة الهرم يعادل طول الدائرة التي يُشكّل ارتفاع الهرم نصفَ قطرها ) , وهذه المُعطيات تسقطُ بالضربة القاضية جميع النظريّات التي تعود بزمن بناء الأهرامات إلى ما قبل نوح , أو إلى عشرات آلافٍ من السنين , كما أنّها تصفعُ وتهينُ وتذلّ جميع المسلمين الذين يصرّون على تكذيب القرآن بإصرارهم على نسبة تلك الصروح إلى فرعون , وإخفاء مدينة إرم ذات العماد تحت رمال صحراء أرواحهم اللاهثة خلف سراب كعب الأحبار وصاحبه راكب البغلة الشهباء ..بقيَ أن نعرف سبب الإصرار العنيد على هذا التزوير , ونتبيّنَ الدوافع الحقيقيّة لمرتكبيه , وهو أمرٌ في غاية اليسر والسهولة , إذ أنّ قوماً من المشركين الكافرين أظهروا إسلامهم في بطنِ مكّةَ يوم الفتح كرهاً , وأضمروا أحقادهم الجاهليّة , وقد وصفهم القرآن بما لا تُخفى فيه صفتهم على أحد : ( وهوَ الذي كفَّ أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطنِ مكّة مِن بعدِ أن أظفركم عليهم وكانَ الله بما تعملونَ بصيرا * هم الذين كفروا وصدّوكم عن المسجدِ الحرامِ والهدى معكوفاً أن يَبلُغَ مَحِلّهُ ولولا رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمناتٌ لم تعلموهم أن تطؤوهم فتصيبكم منهم معَرّةٌ بغير علمٍ ليُدخِلَ الله في رحمته مَن يشاءُ لو تزيّلوا لعذّبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليما ) الفتح24-25...ماذا نقول ؟!! عفا الله عن أولئك القوم الذين كتموا إيمانهم ببطن مكّة , فلو أنّهم نفروا عن طُلَقاء الفتح , لما ركبتنا البغلةُ الشهباء بصاحبها كلّ تلك القرون , ولكانت معركتنا أسهل اليوم مع لصوص التوراة والإنجيل ...بجميع الأحوال فقد كانَ ما كانَ , واليوم قد جمعتهم لنا الأقدار جميعاً من شتّى بقاع الأرض , وليسَ في مكّةَ مِن أحدٍ اليوم , إلاّ وهوَ كافرٌ بربّ إبراهيم وأبنائه موسى وعيسى وداود وسليمان وأحمد , وآن للبيت العتيق أن يطهر للطائفين والعاكفين والركّع السجود , وآن لمقام إبراهيم أن يسعى إليه الصابئون والذين هادوا والنصارى والمسلمون من كلّ فجّ عميق , فهو لجميعهم وليس لفريقٍ دونَ فريق , وما ثمّةَ إثمٌ على الصواريخ بآل سعود , ولا على الرجال من أولي البأس الشديد ..