شهد نهاية الأسبوع الماضي تصعيداً صهيونياً خطيراً في المنطقة حيث عاود الطيران المسيّر قصف مخازن أسلحة وعتاد الحشد الشعبي في العراق، إستهداف مركز حزب الله في سوريا، قصف موقع الجبهة الشعبية في قوسايا في البقاع وتفجير مسيّرة في محيط مبنى العلاقات الإعلامية التابع لحزب الله بينما تم أسر المسيّرة الثانية المجهزة بمواد شديدة الإنفجار من نوعC4 بعد إسقاطها بحجر.
ففي المفهوم العسكري فإن فتح عدة جبهات حرب في نفس الوقت يعد ضرباً من الجنون إن لم يكون الجنون بعينه. وإذا ربطنا تصرفات ترامب في مضيق هرمز وإنسحابه من المعاهدات الدولية الواحدة تلو الأخرى؛ بالإضافة إلى حرب الضرائب مع الصين الذي أدى إلى فوضى في الأسواق المالية. نتستنج بأن هناك مخططاً جهنمياً لزرع الفوضى واعتماد سياسة حافة الهاوية التي قد تتضمن ردود أفعال عسكرية لا تحمد عقباها.*
فمن غير المقبول أن يتحكم بمصير العالم متغطرسان، عنصريان ومهووسان بالتفوق العرقي للكيان الغاصب.*
ويبدو أن نتنياهو يسير على خطى ترامب منتهزاً تأييد ترامب المطلق له في كافة أفعاله. فخرق تفاهم العام 2006 بعدم التعرض للمدنيين منذ العام 2006. وقد أعطى الأمر بتنفيذ العدوان وهو علي يقين بأن حزب الله سيرد. وفي حال عدم الرد يكون نتنياهو قد مس بمصداقية سماحة السيد الذي هدد سابقاً بالرد على إستهداف أي عنصر في حزب الله في لبنان أو سوريا. فنتنياهو قد خرق قواعد الإشتباك ويريد فرض قواعد جديدة تستبيح المدنيين إلى جانب الأجواء اللبنانية المستباحة أصلاً.
وقد عمد فريق التنفيذ إلى إستعمال الطائرات المسيرة المخصصة للتصوير الإحترافي عن سابق إصرار وتصميم عوضاً عن الطائرات التجسسية المسيرة من داخل الكيان الغاصب والمجهزة بالصواريخ الدقيقة والموجهة باللايزر كصواريخ HELLFIRE لتفادي المئات من الإسلاك الكهربائية التي تملأ كل شوارع الضاحية. وذلك لإنكار أي صلة للعدو بما حصل لأنه لا يوجد أي دليل حسي على إرتباط العدو بالعملية . ولكن سقوط الطائرة المسيرة بيد حزب الله سيكشف الكثير من المعلومات الغامضة.
إن أي عملية أمنية تحتاج إلى معلومات دقيقة عن الهدف وإستطلاع ميداني لأكثر من مرة لتحديد أنجع سلاح للتعامل مع الهدف والإنسحاب بسهولة تامة من المنطقة. قد تم الإعتماد على الإستطلاع الميداني للمبنى المستهدف وحددوا الجهة الشرقية الجنوبية للمبني لإختراق الطائرتين لعدم وجود أية أسلاك كهربائية تعيق حركتهما (صور مرفقة). وقد تم إختيار التوقيت بعد منتصف ابليل حيث يكون النوم عميقاً. وقد أختير التنفيذ فجر يوم الأحد وكان مطلع الإسبوع الأخير من الشهر القمري. أي حيث تكون الرؤية متدنية جداً. ولكن لم يتم حسبان أية مفاجآت. فخلال نقل أثاث أحد السكان في المنطقة لاحظ أحد الشباب الطائرة فتابع مسيرها فرماها بحجر أصابها فأسقطها. وقد تم تأخير إرسال الطائرة الَمفخخة لتضليل التحقيق حول مصدر الطائرتين ومسارهما.
إن مدة الطيران القصيرة التي تتميز بها الطائرتين ومسافة التحكم بهما؛ تؤكدان بأن فريقاً أرضياً متخصصاً قد قام بالإستطلاع والتخطيط والتنفيذ.
فالأيام القليلة المقبلة كفيلة بمعرفة خيوط التحقيقات التي تؤكد تورط العدو الصهيوني في هذا العدوان. وقد يسبق الرد على العدوان معرفة المزيد من التفاصيل.
وإن غداً لناظره قريب