جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

ما بعد فشل الحرب: «ضغوط قصوى» على سوريا | بقلم: وليد شرارة
ما بعد فشل الحرب: «ضغوط قصوى» على سوريا



بقلم: وليد شرارة  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
01-07-2019 - 1379

استُهدفت سوريا بحرب دولية ـــ إقليمية، لأنها حلقة مركزية في محور المقاومة. غاية الحرب، من منظور القوى التي شنّتها، كانت كسر هذه الحلقة لاستفراد أطراف هذا المحور وتصفيتهم أو إضعافهم. أقلّ ما يمكن قوله، على الرغم من الأكلاف البشرية والمادية الهائلة، أن الحرب فشلت في تحقيق تلك الغاية، وأفضت إلى نتيجة عكسية
محور المقاومة وأطرافه في لبنان وفلسطين وسوريا وإيران مستهدفون من قِبَل الولايات المتحدة، لأن سياساتها في المنطقة «تأسرلت» منذ زمن بعيد. جميع حروب واشنطن على المنطقة، منذ نهاية الثنائية القطبية، بما فيها حربها على العراق عام 1991، حروب من أجل إسرائيل قبل أيّ اعتبار آخر، بما فيه النفط. الحفاظ على التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي على دول الإقليم، وهو جزء من منظومة السيطرة الأميركية، أحد ثوابت استراتيجية واشنطن في هذه البقعة من العالم. أي قوة إقليمية أو تحالف إقليمي يهدّد هذا التفوق يواجَه بأنماط متعددة من الحرب، تتلاءم مستوياتها مع موازين القوى بمعناها العام، لا العسكري الحصري.
النتيجة العكسية للحرب على سوريا، أي نجاح محور المقاومة في صدّها والشروع في عملية تطوير لقدراته العسكرية والصاروخية، هي سبب التصعيد الأميركي الجديد ضد أطرافه. الضغوط القصوى والحشد العسكري ضد إيران يندرج في هذا الإطار. الحجج التي توردها إدارة ترامب لتبرير سياستها العدوانية تجاه إيران كثيرة، لكن توقيتها وحدّتها الحالية يرتبطان أولاً وأساساً بدورها في عملية التحول التدريجي والمستمر لميزان القوى لغير مصلحة إسرائيل. وسوريا، كشريك مركزي في هذه العملية، مستهدفة أيضاً بـ«الضغوط القصوى»، إحدى مسميات الحرب الهجينة التي بادرت بها الولايات المتحدة، بصيغ ودرجات متفاوتة، ضد أطراف محور المقاومة. مصادر مطلعة على النقاش في واشنطن قالت لـ«الأخبار» إن المعنيين بالملف السوري في إدارة ترامب يدفعون باتجاه تسعيرها واستخدام شتى الوسائل والأدوات لذلك.

«النموذج العراقي»
أحد المعنيين بالملف السوري في الإدارة الأميركية أسرّ إلى المصادر أن المطلوب إيصال سوريا إلى ما كان عليه حال «عراق التسعينيات». في تلك الحقبة، فرضت الولايات المتحدة بتواطؤ «الشرعية الدولية» وجميع دول العالم حصاراً إجرامياً على العراق، كانت له آثار تدميرية على بناه الاقتصادية والاجتماعية والطبية والتعليمية. خلال عدوان 1991، أعلن قائده، الجنرال الأميركي نورمان شوارزكوف، أنه سيؤدي إلى «إعادة العراق إلى العصر الحجري»، والمتابع لما حلّ ببلاد الرافدين بعده، يدرك أن هذه الأقوال قُرنت بالأفعال. المصادر المذكورة سألت المسؤول الأميركي عن الهدف الذي تريد إدارة ترامب تحقيقه من اتباع سياسة شبيهة حيال سوريا، لكن الإجابات كانت غامضة ومشوّشة: «يزعمون أنهم ليسوا بصدد العمل على تغيير النظام في سوريا، بل اجباره على تغيير سياساته. هم يعتقدون أن الحصار الاقتصادي وإعاقة إعادة الإعمار، ومنع الجيش من استكمال استعادة سيطرته على مجمل الأراضي السورية، بما فيها مناطق ريف حماة الشمالي وإدلب، وبالطبع منطقة شرقيّ الفرات، سينجم عنها تفكك اجتماعي يوازي الانهيار، ما يضع النظام تحت ضغوط هائلة».
في الماضي، سعت إدارة كلينتون إلى إبقاء العراق في حال من الضعف الشديد في إطار سياسة الاحتواء المزدوج تجاهه وتجاه إيران، حتى وصل بوش الابن وفريقه إلى السلطة، واتخذا قراراً بغزو العراق وإسقاط نظامه عام 2003. أما إدارة ترامب اليوم، فهي ليست في صدد غزو سوريا. عدم الإفصاح عمّا تريده بوضوح، أو حديثها الممجوج عن «الانتقال السياسي»، لا يعني أنها لا تتحرك ضمن خطة خاضعة لأولوياتها الراهنة في الإقليم ،وفي مقدمتها وقف تطوير القدرات العسكرية والصاروخية لمحور المقاومة في سوريا. تشير المصادر إلى أن عرّابي السياسة «السورية» للإدارة، جيمس جيفري، الممثل الخاص للولايات المتحدة حول سوريا، وجويل ريبرن، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون المشرق، وأندرو تابلر، مسؤول ملف سوريا في مجلس الأمن القومي، يعتقدون أنّ ضغوطاً قصوى اقتصادية ومالية على سوريا، بالإضافة إلى وقف تقدم الجيش، وفرض وجود «أقاليم محررة» خاضعة للمعارضة، على غرار إقليم الشمال الكردي في العراق في التسعينيات، يكفلون توافر الشروط المطلوبة. وتلفت المصادر إلى أن مثل هذا الرأي منتشر أيضاً في أوساط الديبلوماسيات الأوروبية. «الخطة تستند إلى ضرورة حرمان النظام موارد النفط والغاز، ومن القسم الأعظم من الثروة الزراعية والحيوانية ومن السدود المائية، الموجودة في معظمها في مناطق خارجة عن نطاق سيطرته».
ولكن، ألن يشكل التعامل مع «هيئة تحرير الشام»، الفصيل الرئيس في المعارضة، ووريث جبهة النصرة المصنفة تنظيماً إرهابياً، عقبة بالنسبة إلى الأميركيين والأوروبيين؟ «هيئة تحرير الشام» شرعت في عملية إعادة تموضع في الفترة الماضية، من أجل تسهيل التعامل مع الأطراف الغربية. هي شكلت غرفة عمليات مشتركة مع مجموعات تُعَدّ معتدلة من قِبَل الغربيين وتتمتع بدعمهم، وحصرت دورها في الجوانب العسكرية والأمنية، ووافقت على تلزيم إدارة شؤون السكان لحكومة إنقاذ في إدلب منبثقة من جهات متعددة، بعضها مرتبط بها وبعضها على صلة بتنظيمات أخرى أو بمنظمات غير حكومية محلية، وفيها أيضاً شخصيات مستقلة تركية الميول.
ما زالت هناك أطراف مترددة في واشنطن وعواصم أوروبية حيال تبني مثل هذا السيناريو، غير أن «المدافعين عنه يتزايدون». وعند السؤال عن تركيا وإمكانية التعاون معها، على رغم الخلاف المتنامي بينها وبين الولايات المتحدة، وآخر تجلياته صفقة منظومة «S400» التي عقدتها مع روسيا، أكدت المصادر أن هذا الخلاف «لن يمنع احتمال التقاطع في الشمال السوري، لوجود تقاطع بين رغبتها في الحفاظ على موطئ قدم فيه، وأولويات الأطراف الغربية في المرحلة الحالية». هذه المعطيات تؤشر جميعها على أن المواجهة في المنطقة إلى احتدام، وأن دينامية المعركة الرئيسة الدائرة فيها بين محور المقاومة من جهة، والمحور الأميركي ـــ الإسرائيلي وحلفائه من جهة أخرى، ستفضي إلى ترابط أكبر مع المعارك الأخرى المشتعلة في أرجائه.
من ملف : سوريا ما بعد فشل الحرب: الحصار بديلاً

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


مقاومة فلسطين ونعاج ترامب
بقلم: د. عدنان منصور

خفي حنين وصفقة القرن
بقلم: محمد فؤاد زيد الكيلاني



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب وليد شرارة |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//