جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

لا تخطئوا في قراءة روسيا | بقلم: منير شفيق
لا تخطئوا في قراءة روسيا



بقلم: منير شفيق  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
14-04-2019 - 1621

يعجبني بعض الذين استلوا سيوفهم (أقلامهم) للهجوم على روسيا بعد الدور الذي لعبته بتسليم بقايا الجندي الصهيوني زخاري باومل، وبحفل مهيب في موسكو.

في فهم الدور الروسي

فمن البداية ليس المقصود كل الذين تدخلوا بالنقد لروسيا انطلاقاً من هذا الموقف الأخير، وغيره من المواقف الأهم منه بكثير في الكشف عن متانة العلاقة بين بوتين ونتنياهو (روسيا والكيان الصهيوني). وإنما المقصود ذلك البعض الذي سبق له أن أشاد بالمحور المقاوم الذي تشارك روسيا فيه. ولم تكن مجرد إشادة أو توصيفاً لعلاقة "تحالفية"، وإنما وصل الأمر إلى التعامل مع روسيا كأنها قوة ثورية معادية مبدئياً ضد الإمبريالية والصهيونية. وبعض البعض استعار مقولات استخدمت في وصف الاتحاد السوفياتي أيام زمان، وكأن التاريخ راح يعيد نفسه، وبصورة أروع وأجمل. فبدلاً من "أبو يعقوب ستالين" إلى "أبو علي بوتين".

هذا البعض انتقل الآن إلى نقل البندقية من الكتف إلى الكتف في التعامل مع روسيا ونقد الموقف الروسي. والمشكل هنا لم يقتصر على أن الحدث نبهه بعد غفلة على تصحيح قراءته لروسيا، وإنما في إحداث انتقالة نوعية من دون أن تطرف له عين. أي من دون اعتذار، ومن دون أن يقدم نقداً ذاتياً يحسم موقفه الراهن من موقفه السابق. فلا يكون، موقفه الحالي، الوجه الآخر للعملة نفسها، أو لمنهج التفكير نفسه مكرراً الآن بكلمات أخرى ليس إلاّ، وإن بدت متناقضة.

أما البعض الآخر الذي لا ينتسب للبعض آنف الذكر، فقد التقى معه في تأييد الموقف الروسي القوي إلى جانب سوريا في حربها ضد الإرهاب الذي تمثل في كل من داعش والنصرة، وضد كل من كان من المدرسة نفسها، ولكن الفارق يكمن في القراءة الصحيحة لروسيا بقيادة بوتين باعتبارها دولة كبرى "رأسمالية"، أو "يمينية". ولا علاقة لها بالثورية أو بالعداء للإمبريالية. وهي في حالة تناقض مع أمريكا كما مع أوروبا، ليس انطلاقاً من ثورية أو مبدئية ضد الإمبريالية، وإنما سعياً لاحتلال مركز متقدم في ما بين الدول الكبرى، وهو مركز (موقع ودور) يجب على أمريكا خصوصاً، والغرب عموماً، أن يعترفا لها به، ويشاركاها أو يشركاها به في اقتسام النفوذ في العالم.

التناقض بين روسيا وأمريكا محتدم جداً، وما سوريا أو القرم إلاّ ساحة من ساحاته

ولهذا تأزمت العلاقات بين روسيا وكل من أمريكا وأوروبا في قضية أوكرانيا ثم القرم، واشتد التأزم في الدور الذي لعبته وتلعبه روسيا في سوريا. ثم أضف ما هو أهم، أي ما جرى ويجري من سباق تسلح أخذت روسيا تتفوق في بعض مجالاته، وهو أمر حاسم في تحديد تطور مستوى التناقضات في ما بين الدول الكبرى. ثم أضف ما أخذ يربط روسيا بالصين من علاقات تكاد تصل إلى حد "التحالف". ما يزيد من تأزم العلاقات الغربية بروسيا.

عن التناقض بين الدول الرأسمالية واليمينية

هنا يجب أن يُلحظ أن التناقضات في ما بين دول "رأسمالية" و"يمينية" كبرى، أشد من التناقض بين قوى أو دولة ثورية معادية للإمبريالية من جهة وبين أمريكا أو أوروبا من جهة ثانية. وهذه نظرية اعتمدها ستالين في أوائل الخمسينيات استناداً إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية. وتأكدت نسبياً مع تدخل العامل النووي، أثناء الحرب الباردة. والسبب أن العدوانية في التوسع والسيطرة في ما بين الدول الرأسمالية الإمبريالية الكبرى مشتركة من الطرفين، فيما اندفاعها في حالة قوى أو دولة ثورية معادية للإمبريالية ناجم من طرف واحد هو الإمبريالية وتوسعها. وهذا ما يجعل التناقض والتنافس في الحالة الأولى أشد من الحالة الثانية، وصولاً إلى الحرب.

من هنا فإن التناقض بين روسيا وأمريكا محتدم جداً، وما سوريا أو القرم إلاّ ساحة من ساحاته. ولكن لا يعني أن تُقرأ روسيا باعتبارها دولة ثورية ومعادية للإمبريالية من حيث المبدأ أو الموقف الأساسي. وهو ما تؤكده تصريحات روسية رسمية صريحة حول هذا الموضوع.

العلاقة بين روسيا والكيان الصهيوني

أما في موضوع العلاقة بين روسيا والكيان الصهيوني، وعلى التحديد بين بوتين ونتنياهو، (وتنطبق على من سبق) فهي من نمط آخر لا يجر معه ما بين روسيا وأمريكا من تناقض. وذلك بالرغم من التماهي الأمريكي ـ الصهيوني (على المستويين: "دولة الكيان الصهيوني" والحركة الصهيونية العالمية).

ثمة دلائل كثيرة على عمق تلك العلاقات ومتانتها وتعدد مجالاتها وما ينبغي لحدث بقايا جثة الجندي زخاري باومل أن تأتي مفاجأة إلى هذا الحد. فقد أسقط الطيران الصهيوني عملياً طائرة روسية، أو في الأدق، تسبب، عن عمدٍ، بأسقاطها، مع الثقة بأن العلاقات أقوى من أن تتأثر في مثل هذا التمادي. وذلك بالرغم مما أظهرته قيادة الجيش الروسي من غضب شديد على هذه الجريمة، وبالرغم من إرسال إس ـ 300 إلى سوريا (في الحقيقة كان يجري تدريب الجيش السوري عليها منذ عدة أشهر قبل ذلك. بدليل دخولها في الخدمة فوراً).
ولكن هذه العلاقة الروسية ـ الصهيونية، يجب ألاّ تمنع من إقامة علاقات صداقة مع روسيا، أو التقاطع والتشارك في مواجهات ومواقع محددة.

الشيء الملفت، والذي بحاجة إلى تفسير، هو كيف تسمح أمريكا بهذه العلاقة، وإلى هذا الحد، والأمر هنا يعنيها، وقد تسبب لها أضراراً كثيرة وفي مجالات عدة؟ بل وكيف يمكن أن يوفق نتنياهو بهذه العلاقات الإيجابية المزدوجة بين متنافسين ومتصارعين إلى مستوى، قد يصل إلى حد الحرب الحامية، وليس الحرب الباردة فقط.

الجواب بالطبع ليس عند بوتين لأن ما يأتيه من تلك العلاقة هو زيادة "وخير". لأن الكيان الصهيوني هو ربيب الغرب أصلاً ثم شريكه لاحقاً. فالجواب عند أمريكا في كل العهود تقريباً منذ سبعين عاماً، خصوصاً في العقدين الأخيرين، بل ولا سيما في العقد الأخير في عهدَيْ بوتين ـ نتنياهو.

هنا أيضاً تتكشف قوة النفوذ اليهودي الصهيوني على الرؤساء الأمريكيين، وعلى الإدارات الأمريكية، إذ يسمح لقادة الكيان الصهيوني ما لا يمكن أن يسمح به لأي من أتباع أمريكا أو حلفائها.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


المقاومة وحدها لا تكفي
بقلم: عادل سمارة

نزاع إقليمي على ساحل ووادي حضرموت
بقلم: عفاف محمد



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب منير شفيق |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//