بقلم: اللواء الدكتور بهجت سليمان ✅
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 22-02-2019 - 1713 لم يشهد التاريخ سيلاً من الكذب و الادعاءات الباطلة وحملات التشويه المكثّفة التي تقدّم لبعض العرب والمسلمين كعلف مغلّف بورق الدين .. كما يشهد اليوم حول سورية .. لا من حيث الضخامة ولا من حيث الكثافة في الزمن و لا من حيث الانفاق الذي بلغ حدوداً أبعد بكثير من المتطرفة .. كما لم يشهد التاريخ تزويراً للأحداث و الحقائق و اعادة كتابة للتاريخ بأقلام من ضلوع الأطفال مقطّعة بسكاكين “سبحان من حلله للذبح” .. حبرها دم مغلي من حيض رجال الدين على منابر الخليج الفتنوية التي تعوي ليل نهار باسم عاصمة الأمويين لتعيد كل فتن التاريخ الاسلامي الى الأرض المعمّدة بالدم .. المطوّبة بالريحان .. التي أوصى رسول الله (ص) بها لا بنحرها .. و لن يشهد التاريخ نفاقاً أكثر اجراماً و الحاداً من ذاك الذي يغلّف بآيات القرآن الكريم التي تخاطب المسلم بـ “اقرأ” فيرد المسلم بــ “ما أنا بقارئ” .. و تقول للمسلمين “فتبينوا” فيرد المسلمون ” ولم التبيّن وهكذا أفتى لنا ولاة الأمر؟” .. نفاق جعل من فتاوي البشر أكثر قدسية لدى البعض من آيات الرحمن .. وجعل “ولاة الأمر” في الخليج فقط وكلاء عن الخالق يوزّعون مفاتيح الجنة والنار على هوى ابليسهم اللعين .. الذي يحكمهم بشرع “ولاة الأمر” .. الذين ينالون صباح مساء شهادات اسلامهم من واشنطن قبلة الضّالين الأولى … فما هي آخر ابداعات الفتن؟ بعد مقالة (الخيانات السورية : اربعون عاما على سكون الجولان) و مقالة (مئة عام من ديكتاتورية الاسد الظالم) وفي نقاش مع أحد “المغرر بهم” الذي حاولوا بجهد و اجتهاد تفنيد ما كتبت فما أتوا بمنطق و لا أتوا ببرهان ولم تنطق ألسنتهم سوى بالسب و الشتم و اللعن على عماها .. قال لي وسيعرف نفسه “حتى لو أقنعتني بأن الجولان لم يباع و أن النظام السوري ليس عميلاً للامريكيين فأنت لن تستطيع إقناعي بأنه لم يتنازل عن لواء اسكندرون في اتفاقية أضنة المذلةّ” .. بالحرف .. نقلت لكم جملته بالحرف .. وحين سألته هل قرأت بنود الاتفاقية كما تدعونها؟ .. قال “نعم ، نشرت مواقع المعارضة السورية ومواقع تركية مقتطفات منها” .. فقلت له حسنا فعلت تلك المواقع .. و صمتّ .. ليس لأني لا أمتلك الاجابة .. لا .. و لكن لأني أريد العالم كله أن يعرف ما سيلي هذه السطور .. حقيقة لواء اسكندرون يقع لواء اسكندرون الذي تبلغ مساحته قرابة نصف مساحة لبنان (4800 كم مربع) في الشمال الغربي من سورية على خليجي السويدية و اسكندرون في أقصى الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط .. بخمسة مدن رئيسية (أنطاكية وإسكندرونة وجبل موسى والريحانية وأرسوز) يتميز اللواء بطبيعة جبلية أبرز معالمها أربعة جبال بينها سهل العمق و تعبره ثلاثة أنهار شهيرة (العاصي، عفرين ، الأسود) .. هذا جغرافياً .. أما المهم فهو تاريخياً .. لأن من ينسى تاريخ أرضه .. لا يستحقها .. بداية : هل تعلم ؟ هل تعلم عزيزي المعارض أن لا علاقة للنظام السوري الذي تتهمه يميناً و شمالاً و بما ملكت أيمانك من بول البعير باحتلال تركيا للواء اسكندرون؟ .. هل تعلم أنه في عام 1915 احتوت مراسلات الشريف حسين مع مكماهون على إشارات واضحة بتبعية المناطق الواقعة جنوب جبال طوروس إلى الدولة العربية الموعودة (تعيين للحدود الشمالية للدولة على خط يقع شمال مرسين ـ أضنة الموازي لخط 37 شمالاً الذي تقع عليه المدن والقرى بيره جوك، أورفة، ماردين، فديان، جزيرة ابن عمر، عمادية، حتى حدود إيران)؟ .. هل تعلم أنه مع بدء الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان تبع اللواء ولاية حلب؟ .. هل تعلم أنه قد كان لواء إسكندرون في اتفاقية سايكس بيكو موضوعاً داخل المنطقة الزرقاء التابعة للانتداب الفرنسي بمعنى أن المعاهدة اعتبرته سورياً وهذا يدل على أن هذه المنطقة هي جزء من سوريا؟ .. لكن كيف تم سلخ اللواء عن سورية الأم؟ قبل أن يكون هناك شيء اسمه الأمم المتحدة كانت مجموعة الدول تدعى عصبة الأمم و هي في الحقيقة عصابة لا عصبة و في ظلها صدر القرار الأممي المشؤوم بفصل اللواء عن سورية الأم و تعيين حاكم فرنسي عليه في 29 أيار / مايو 1937. وعلى مدى عام كامل عمل الحاكم الفرنسي في اللواء على تهيئة الوضع للمخطط السري بين تركيا و فرنسا .. و في 15 تموز / جويليه 1938 قامت قوات عسكرية تركية باقتحام مدن لواء اسكندرون و احتلالها و زراعة بؤر استيطانية فيها في مؤامرة (وليخرج علينا كل الكلاب النابحة لأننا قلنا مؤامرة) فرنسية تركية انسحب بموجبها الجيش الفرنسي الى انطاكية مقابل ضمان دخول تركيا صف الحلفاء في الحرب العالمية الثانية .. و أصبح لواء اسكندرون محتلاً رسمياً منذ ذلك التاريخ .. بعد عامين على تلك الواقعة أرادت فرنسا و تركيا انهاء قضية لواء اسكندرون بشكل كامل فقامت الادارة الفرنسية كممثلة لعصبة الأمم عام 1939 بالاشراف على استفتاء حول انضمام اللواء الى تركيا .. بعد أن قامت ادارتا الدولتين الاستعماريتين بنقل الاف من الأتراك وتوطينهم في اللواء تمهيداً للاستفتاء .. فخرجت النتيجة لصالح تركيا .. وشكك العرب بنتائجه .. ومنذ ذلك الوقت بدأت عمليات تهجير العرب السوريين من اللواء و سرقة أراضيهم و ممتلكات
لا يوجد صور مرفقة
|