نشرت صحيفة الثورة اليمنية في عددها رقم 19804 تاريخ 8-2-2019 نص اللقاء مع الدكتورة هالة الأسعد أمين عام جامعة الأمة العربية وفيما يلي النص الكامل لهذا اللقاء:
اليوم تتعرض أرض اليمن لعدوان شرس كشر عن أنيابه وغرس سكاكينه في خاصرة اليمن السعيد بغية التمكن من موارده الطبيعية وسلبه قراره السياسي والسيطرة على موقعه الجغرافي، واجه أهل اليمن القهر والظلم وأعتى انواع الأسلحة بتقنياتها الحديثة,، لكنهم أذهلوا العالم بصمودهم واستبسالهم الأسطوري.. ملف اليمن اليوم بحاجة لدراسة وتوثيق كدلائل على جرائم الحرب التي ارتكبها المتحالفون والتي تعتبر انتهاكات إنسانية فيها من الخروقات ما ترقى إلى جرائم حرب.
ولتسليط الضوء على هذا الجانب الإنساني نحن وإياكم أعزائي القراء نتطلع إلى أبعاد واقعية من خلال الحوار الذي اجريناه مع د/هالة الأسعد أمين عام جامعة الأمة العربية في دمشق، عضو الأمانة العامة بالمركز العربي لتوثيق جرائم الحرب والملاحقة القانونية التي نرحب بها ترحيباً جماً كونها صوتاً ناطقاً بالحق فيما يختص بالملاحقة القانونية ضد جرائم الحرب - وعضواً بالمؤتمر القومي العربي والإسلامي، ونستجلي من خلال هذا الحوار خيوط الحقيقة التي لا يمكن نكرانها أو التغافل عن الدفاع عنها باستماتة وأدلة قاطعة تدحض الظلم:
• في البداية نرحب بالدكتورة هاله الأسعد . ممكن تعطونا فكرة عن جامعة الأمة العربية من حيث انشائها واهدافها وغيرها من المعلومات؟
بعد التحية والسلام ليمننا الحبيب ولكل من فيه ومن يقاوم أي اعتداء فكما أن سوريا تدافع عن الأمة فاليمن كذلك يدافع عن الأمة وفلسطين تدافع عن الامة وحزب الله يدافع عن الامة والعراق وايران، إننا الأمة المقاومة السيدة، ولا يخذل سادة في محنة وها هي المشاهد واضحة كيف ان جزءاً من لبنان بحجمه وعدده وعتاده استطاع النصر والتحرير في عام 2000 وعام 2006 م وكيف أن سوريا واجهت مع الحلفاء والأصدقاء والمؤمنين بها وبنهجها واستطاعت كسر عشرات الدول وأجهزة المخابرات العالمية وها هي تسجل انتصاراً تلو انتصار على الإرهاب ومشغّليه وداعميه ومموليه ومن يحميه والعراق الأشم ينتصر بأبنائه الغيارى وفلسطين الحبيبة التي تأبى إلاّ أن تبقى فلسطين المقاومة المباركة في أرض الرباط التي إليها المنتهى واليمن الذي سيسعد بالنصر المبين بعد الحرب الضروس على الجغرافيا والإنسان والنهج والمكانة والتاريخ .
جامعة الأمة العربية ، جامعة الأمة المقاومة ، هي جامعة للمخلصين من أبناء الأمة عملية علمية تجمع شخصيات وهيئات وأحزاباً وحركات ومؤسسات وروابط وجمعيات واتحادات، بشكل مؤسساتي تخصصي، للحفاظ على ثوابت الأمة العربية ونهجها المقاوم ووجهتها فلسطين.
تعمل داخل الوطن العربي وفي المغترب وبالتعاون مع الحلفاء والأصدقاء المؤمنين بثوابتها ونهجها وسيادتها عمادها: السيادة- القانون- المقاومة- العلم- العمل- الإخلاص- الالتزام.
آلياتها: تجميع وتشبيك لمؤسسات وهيئات واحزاب واتحادات وأفراد وشخصيات لهم نهج مقاوم داخل الوطن العربي وفي المغترب ومع الحلفاء والأصدقاء المحافظين على ثوابتها المؤمنين بهويتها ونهجها المقاوم ، وذلك بشكل غير ربحي..
مصادقين على عقد اجتماعي وأخلاقي وحضاري.
- قوّتها التنفيذيّة : بمجالسها المتخصصة تشمل ما يلي:
1- المجلس القانوني.
2- المجلس الاقتصادي الانمائي.
3- المجلس الاجتماعي.
4- المجلس الثقافي.
5- مجلس التراث والحضارة.
6- مجلس الشباب.
7- مجلس فلسطين
• في ظل ما تعيشه أمتنا العربية والإسلامية من الضعف والهوان بسبب الصراعات والخلافات والحروب، أين دور المؤتمر القومي العربي والإسلامي في توحيد الجهود وحل الخلافات العربية العربية؟
- لا نبخس المؤتمرين القومي العربي والقومي الاسلامي حقهما ونحن منهما، الكل يعمل من مكانه وحسب استطاعته لكن المنتمين إليهما من كل الوجهات والتنوع مطلوب لكن الهجمة ضد الأمة أكبر بكثير منهما، لكن هذه المؤسسات ضرورية جدا لاجتماع بعضنا من التوجهات ولربما يكون هناك تنسيق وتواصل بين التكتلات وهما يقومان بدورهما بقدر المستطاع.
• أربعه أعوام واليمن يتعرض للعدوان والحرب والحصار الاقتصادي من قبل تحالف الإرهاب العالمي بقيادة امريكا واسرائيل واذنابهما مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد.. برأيكم ما هو سبب هذا العدوان ومن المستفيد من هذا العدوان؟
- العدوان على اليمن هو عدوان على التاريخ والحضارة، هو عدوان على أصل الامة عدوان على المستقبل بهذه الجرائم التي لا توصف إذا أردنا التوصيف هو جريمة حرب وتجويع ، وعدوان ، وارتكاب مجازر جماعية، هو جريمة إبادة جماعية وانتهاك للقانون الدولي الإنساني وحماية الأطفال والنساء والمقاومين وعلى الروابط التاريخية والحضارية وزرع الفتن بين ابناء البلد الواحد أسباب الحرب كثيرة ومتعددة منها خاص باليمن ومنها عام ومنها فتنوي ومنها ومنها، فمثلا انه اعتداء وحرب شنت على تاريخ الأمة من خلال اليمن والسبب الآخر هو النهج ومن الأسباب الغنى والمكانة الجغرافية وتحديدا باب المندب ليبقى تابعاً للصهيوني وآل سعود وجميع دول الخليج دون استثناء تخدم الكيان الصهيوني وهم يدفعون ثمن خدمتهم ليقبل بهم الامريكي والإسرائيلي، هل هناك اكثر من ذلك الذل الذي هم فيه واليمن بالرغم من كل الجرائم التي ذكرناها آنفا لكنه بقي عزيزا ويسعد بعزه وأريد ان أشير هنا لنقطتين هامتين - الدعم من المنظمات الدولية كالأمم المتحدة واشباهها والدعم من جامعة الناتو العربية التي تضم الأنظمة العربية التابعة للأمريكي والاسرائيلي والبريطاني ومنها المدعوم بإرهاب القاعدة وبناتها اللواتي هن صنيعة امريكية بامتياز.
• كيف تقرأون مستقبل مملكة بني سعود في ظل ما تقوم به من إشعال للحروب وتدمير للشعوب العربية والإسلامية والتدخل في شؤونها الداخلية ونشر التطرف والإرهاب في العالم؟
- لها نهاية وخيمة من افلاس ومشاكل داخلية سوف تودي بوجودها وهي التي لا تملك حتى دستورا ينظمها وهي صندوق المال للأمريكي وتأتمر بأمره وسيرميها كما رمى كل من دعمه قبلها ومن بعدها وسيصيبها ما أصاب من تجرأت عليه في كل البلاد وتشتعل بنار هي اشعلتها وبمالها وأشخاصها وحكامها وللأسف هناك من الشعب من يغرر به بفساد المال وبالفكر المشوه الموتور وبعنوان امريكي بلباس اسلامي اسمه الوهابية التي هي صناعة بريطانية قبل أن تكون امريكية وتأمركت وتأسرلت .
• بتنا نسمع عن صفقة القرن والتي يسعى العدو لتسويقها وتنفيذها في فلسطين بتواطؤ ومباركة عربية بل ومشاركة عربية والتي كانت اولى خطواتها اعلان ترامب نقل السفارة الامريكية الى القدس بإعلانها عاصمة للكيان الصهيوني ،ما مدى نجاح هذه الصفقة في ظل ما تعيشه امتنا من ذل وهوان وصراعات وحروب؟
- صفقة القرن تهدف باختصار الى تفكيك المقاومات وأهلنا في أرض الرباط فلسطين سيفشلها هذا الطفل الذي يقاوم الاحتلال ويصرخ بوجهه وهذه الأم التي تزف ابنها شهيداً صفقة القرن أرادوها ليس فقط بتغيير مكان السفارة فنحن أصلا لا نعترف بوجود دولة للكيان الصهيوني فأينما كانت سفارات داعميها فهم داعموها ولسنا منهم والمواجهة بالإرادة والمقاومة وعلى رأسها المقاومة المسلحة ونحن في جامعة الأمة العربية التي انشئت كي تجمع المقاومين في كل الساحات العربية والمغترب وبالتعاون مع الحلفاء والاصدقاء في إطار واحد جامع مقاوم والأمة لا تعيش بهوان، انما تعيش مرحلة صعبة المقاومون اعزوها ونحن في مراحل تسطير الانتصارات إذن نحن في مرحلة العز والريادة وسجلنا للبشرية عنواناً جديدا اسمه القيادة والريادة والسادة ونحن ننتصر لكل من ظلم من العالم فالعروبة هويتنا والاسلام ديننا والمقاومة مذهبنا من يتبع آل سعود وحكام الكانتونات في الجزيرة العربية لا يمثلون العرب والعروبة ،والعروبة انتماء وهي ليست شوفونية العروبة هوية وليست عصبية ونحن نحترم هوية الآخر ونفخر بهويتنا قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وصحبه النجباء" أحب العربية لأني عربي ولغة القرآن ولأن العربية ولغة اهل الجنة العربية" فإذا كان رسول الله يعتز بهويته هل نرفضها بسبب حثالة لا ابدا لنعزها ونحن السادة .
• اليمن تعرضت للعديد من المجازر والجرائم الجماعية والتعذيب وانتهاك للأعراض والسجون والاعتقالات والاغتصابات من قبل تحالف العدوان في ظل صمت وسكوت العالم ماهو الدور الذي قمتم به من خلال عملكم في المركز العربي لتوثيق جرائم الحرب والملاحقة القانونية؟
- في جامعة الأمة العربية قد أطلقنا ومارسنا وعملنا بجد على تنفيذ المقاومة القانونية وفي المركز العربي لتوثيق جرائم الحرب والملاحقة القانونية قمنا بتوثيق الكثير من الجرائم الواقعة على اليمن المبارك سواء من مجازر واغلب الجرائم كما قمنا مع عدد من الباحثين والمتخصصين بالقانون من 30 دولة في العالم من القيام بالدراسات القانونية واستطعنا اقتحام المنظمات الدولية دفاعا عن اليمن العزيز كما تعاونا مع مؤسسات ومراكز منها المركز الاستشاري والمركز العربي وعدد من الهيئات العربية والأحزاب والحركات المقاومة لعمل محكمة ضمير عالمية وصار الى اتخاذ قرارات قضائية نحن الآن ندخلها لتعتمد في المنظمات الحقوقية ولكني اقول كل ذلك هو عمل مطلوب لكن البندقية هي من تصنع النصر.
• لقد مثل اليمن وسوريا عنواناً للمقاومة ورمزاً للصمود في وجه العدو الصهيوني ومشاريعه في المنطقة.. ما هو وجه الشبه بين العدوان على سوريا والعدوان على اليمن؟ وهل فشلت مخططات العدو امام هذا الصمود الاسطوري للبلدين؟
- التشابه في العدوان على بلدينا كبير وإن اختلفت الأساليب لكن المجرم واحد والداعم الاعلامي والميداني والمالي والمتدخل واحد ومن يقودها نهج واحد والباقي أدوات لها بل عبيد هم يدفعون المال ويحصدون الخزي والعار ونحن ننتصر بإذن الله بالإرادة والنهج والسيادة والمقاومة.
• كلمة أخيرة توجهونها للشعب اليمني في نهاية هذا الحوار؟
- احذركم اخوتي باليمن المبارك من الفتن والفرقة، فتن بين الإسلام فيما بينهم، فتن بين الأحزاب والتوجهات والشأن السياسياً، ليكن الاختلاف مطلوباً كي نرتقي ببلادنا ولا تجعلوه خلافا يحرق الاخضر واليابس ونغرق في تفاصيل اصلا بمضمونها غير موجودة ليكن دينكم الاسلام وكلكم مسلمين، ومذهبكم المقاومة لأنها تجمع الجميع، نحن في سوريا هناك عدد كبير من القوميات والاديان والمذاهب والتوجهات السياسية والأحزاب، لكننا متفقون على عنوان اسمه الوطن، نرفض تفتيتنا وتمزيق مجتمعنا وكلنا واحد، حياكم الله وسدد خطاكم لما فيه خير للامة المقاومة.
أجرى اللقاء: محمد صالح حاتم