جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

رد الصاع صاعيْن | بقلم: منير شفيق
رد الصاع صاعيْن



بقلم: منير شفيق  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
18-11-2018 - 1435

منذ ستة أشهر، وعلى التحديد منذ اندلاع مسيرة العودة الكبرى في الثلاثين من نيسان/ أبريل 2018 وحتى اليوم، أصبحت المواجهة بين قطاع غزة والعدو الصهيوني كشّافة لموازين القوى من جهة، وللمواقف السياسية وما تحتمله من صوابية أو أخطاء أو أحقاد على المقاومة، أو قصر نظر أو اختلال في البوصلة، من جهة أخرى.
خاضت المقاومة في قطاع غزة، وجماهير قطاع غزة، ثلاثة حروب مع جيش العدو الصهيوني. وصمدتا اثتنا عشرة سنة تحت حصار قاسٍ. وللأسف، لم يقتصر على حصار من جانب العدو، فحسب، وإنما أيضاً فلسطينياً من قبل سلطة رام الله، ثم مصرياً، فعربياً، بأشكال متعددة، من قبل أنظمة لم يعجبها أن تبقى راية المقاومة المسلحة مرفوعة بعد أن طوتها اتفاقية أوسلو، وذلك فضلاً عن أسباب أخرى.
على الرغم من هذين البعدين: المقاومة والحروب، والمقاومة والحصار، راح الموقف الرسمي الفلسطيني الذي يمثله محمود عباس؛ يناصب قطاع غزة العداء. وقد جعل ينكر وجود مقاومة حقيقية خاضت حروباً ثلاثة (تفقأ كل عين بارحة)، وأوصل الوضع في القدس والضفة الغربية إلى كارثة من خلال التنسيق الأمني الذي حمى الاحتلال والاستيطان. ووصل به الأمر إلى اتهام حماس بالدخول في صفقة القرن، وذلك إذا ما فك الحصار جزئياً، وإذا ما توقف إطلاق النار، ولو بشروط المقاومة، وحتى لو استمرت مسيرات العودة الكبرى، واستمر التسليح وحفر الأنفاق، والإعداد للحرب، ناهيك عن التمسك المبدئي بثوابت التحرير والعودة. فهذا كله يصبح في عُرف الرئيس عباس صفقة القرن، ويصبح التنسيق الأمني في الضفة الغربية هو المتعارض مع صفقة القرن. ومن ثم، هل ثمة ما هو أعجب من هذا وذاك؟
الموقف من جانب السلطة في رام الله، وما عبر عنه الرئيس محمود عباس من إنزال عقوبات جماعية بقطاع غزة، ومن اتهام قطاع غزة كله (عملياً) بالسير ضمن مخطط ترامب الفاشل المسمى "صفقة القرن"، مفهوم وليس بمستغرب؛ لأنه دفاع عن استراتيجية فشلت، وغاص نصفها في الطين، والنصف الآخر في مستنقع، فيما أثبتت استراتيجية مناهضة اتفاقية أوسلو وتداعياته، إلى يومنا هذا، أنها استراتيجية صحيحة سياسياً في تمسكها بالثوابت والمبادئ التي عبر عنها ميثاقا 1964 و1968، وصحيحة وممارسة في تمسكها باستراتيجية المقاومة والكفاح المسلح والانتفاضة.
أما من جهة ثانية، فالأصوات الإعلامية وعدد من المعلقين الذين ينحازون إلى الأطروحات الأمريكية، أو إلى الدول المراهنة على أمريكا؛ مفهوم منهم أيضاً أن يهاجموا المقاومة في قطاع غزة، ويتباكوا على من يرتقي من الشهداء، أو يصاب من الجرحى، فضلاً عما يمكن أن يلحق من دمار. فهؤلاء فقدوا كل حجة في الدفاع عن مواقفهم، فلم يبق عندهم غير دموع التماسيح يذرفونها على ما يقدم من تضحيات (ما زالت أقل بكثير مما تستوجبه العملية التاريخية لتحرير فلسطين).
على أن ما ليس مفهوماً هو موقف بعض الصحفيين والمعلقين ممن يقفون على أرض المقاومة والثوابت، ولكن عندهم تحفظات، وقد تصل لدى بعضهم إلى حد العداوة، فتراهم يأخذون موقفاً متردداً في الوقوف إلى جانب المقاومة لأن حماس طرفاً أساسياً فيها. أما إذا كان لا بد من الوقوف إلى جانب المقاومة، فلا تذكر حماس، وكأنها غير موجودة، أو لا دور لها في المقاومة.
طبعاً، الكل يسلم بأنه ليس من حق أحد أن يُغلّب صراعاً أيديولوجياً أو حزبياً أو فصائلياً على الوحدة الوطنية في مواجهة العدو. لا أحد يقول أن لا يحافظ المعني على أيديولوجيته، أو على خلافه الأيديولوجي مع حماس، أو غيرها، ولكن لا يحق له ألاّ يعدل، وألاّ يُنصف، فيتنكر لحقائق لا تنكر.
إلى هنا أيضاً لا بد من أن نقول: "لا حول ولا قوة إلاّ بالله". هذا طين فلسطين، وعلينا أن "نلط منه على خدودنا". ولكن حدث في الشهرين الماضيين دخول حماس ومعها كل فصائل المقاومة في قطاع غزة، ولا سيما الجهاد والشعبية والديمقراطية، في حوار مع المصريين تحت عنوان الاتفاق على "تهدئة في القطاع". وقد تبين للجميع أن اتفاق التهدئة في خطوطه العريضة، وجوهره، يقوم على ثلاثة أسس: (1) رفع الحصار عن قطاع غزة (بنسبة معينة) مقابل وقف إطلاق الطائرات الورقية والبلالين (تسبب حرائق في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة). (2) تستمر المسيرات الأسبوعية على ألاّ تصل إلى الشريط. (3) يتوقف إطلاق النار على أساس صاروخ مقابل صاروخ، ودم مقابل دم، ومن دون أية شروط تمسّ ما يجري من تسليح أو تطوير للصواريخ أو حفر للأنفاق.
هذا الاتفاق الذي يقوم على كل ما تطمح إليه المقاومة، إلاّ أنه وجد من يشكك في حماس ليس من جانب سلطة رام الله، أو من جانب بعض كتاب وصحفيي بعض الأنظمة، بل أيضاً من بين صفوف المقاومة. والسؤال: ما هي الحجة؟ أولاً، هل لكم اعتراض على الاتفاق المطروح وهل سترفضونه؟ الجواب: لا. "طيب" أين اعتراضكم؟ الجواب: نشك في أن ثمة اتفاقاً سرياً من وراء الظهر بين حماس والكيان الصهيوني، حول إجراء تهدئة طويلة الأمد ودائمة، وكادوا يقولون، أو يلمحون، ثمة تفاهم مع "صفقة القرن".
يقول المثل: "الملدوغ من الحية يخاف من جرة الحبل". فالتجربة مع قيادة فتح تسوّغ التشكيك في حماس. حقاً لدغنا لدغات قاتلة، فكيف لا نخاف من جرة الحبل؟ يعني أننا يجب أن نحسن الظن في الذين يشككون؛ لأن للمخاوف عذراً حتى لو لم يكن لها من سند، وذلك ما دمنا لدغنا ولدغنا ولدغنا.
على أن ما حدث من عملية مخابراتية صهيونية في ليلة الاثنين (11/12 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2018)، وما صحبها من معركة مواجهة عسكرية مع كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس أفشلت العملية، أحرج القيادة العسكرية الأمنية السياسية الصهيونية أشدّ الإحراج، وفتح باباً للتصعيد الصهيوني، وردت المقاومة بكل فصائلها في قطاع غزة بمثله (الغرفة العسكرية المشتركة)، ليتأكد مرة أخرى أن ميزان القوى ليس في مصلحة الكيان الصهيوني، وأن ما سبق وسمي بـ"اتفاق التهدئة" لم يكن في مصلحته أيضاً، وأن العدو الصهيوني في حالة إرباك أمام ما وصلته المقاومة (كل الفصائل ولحماس والجهاد فيها دور مقدر)، من تحدٍ واستعداد وقوة شكيمة ورد الصاع صاعين.
السؤال هنا: ما هو الموقف الذي يجب أن يتخذه من ينتسب للمقاومة وراح يشكك في حماس واتفاق التهدئة طولاً وعرضاً، بعد هذا الحدث الكبير في ليلة 11/12 واليومين التاليين، وقد دقت طبول الحرب، واضطر العدو أن يتراجع ويرضخ بعد ثلاثة أيام من المواجهة؟
ليس المطلوب من الذي شكك الاعتذار، ليس المطلوب الاعتراف بالخطأ احتراماً لمن هم معه في خندق المقاومة أو لمن يحترمونه ويسنمعون لرأيه، فهذا أمر هو يقدره، لكن المطلوب التعلم من هذا الدرس، وهو عدم الاستعجال في إطلاق الشكوك، أو المخاوف التي تحمل تشكيكاً. فمن يخاف من جرة الحبل لأنه سبق ولُدِغ؛ فليحتفظ لنفسه بمخاوفه وشكوكه، ولا يعممها حتى لا يَظلم ولا يُشوش، ومن ثم لا يدخل في حرج لا يُحسد عليه من جهة، وحتى لا يُفسد، من حهة أخرى، وحدة وطنية تحققت في قطاع غزة، ويجب أن تعمم لتشمل الضفة الغربية، فتتواصل المواجهة مع الاحتلال والاستيطان، وهي مواجهة، كما تدل موازين القوى، مرشحة للانتصار

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الفوضى الليبية والمؤتمرات الدولية
بقلم: هشام الهبيشان

رحلة الموت تقرير حقوقي يوثق مجزرة طلاب ضحيان في اليمن
بقلم: مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب منير شفيق |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//