بقلم: مصطفى حسان
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 14-11-2018 - 1358 الوطن العربي في الوقت الراهن يمر في أسوء حالاتة من الذل والخنوع والإنقياد للصهيونية، هذا بالنسبة للأنظمة العربية، وخصوصاً الخليجية، أما بالنسبة للشعوب فهي في أسوء حالاتها من الفقر والبطالة، مفكك الملكات، فاقد الأمل في مستقبل مجهول، لأن الزمن مع مروره يأتي بالأسوأ، بالإضافة الى ذلك تأثير الإعلام كحرب فكرية شوه الرؤية ولبّد المستقبل بالغيوم. لكن في وقتنا الحالي بدأت الغيوم تنفشع من خلال الحرب في اليمن والعراق وسوريا، وما أفرزته من إشكاليات وحقائق لم يدركها الكثير من العامة، فالمال السعودي استخدم في تقطيع أوصال الشعوب العربية بنشر الإرهاب الطائفي العقائدي الذي ظلّوا يرضعوه هذا الفكر المسموم، منذ تولي بني سعود ففككوا أوصال الأمة بأموال الخليج والطاقة البشرية العربية خدمة لإسرائيل التي لم تخسر دولاراً واحداً، ولا جندياً واحداً، بمعنى إنها حاربتنا بأموالنا ورجالنا. فشل مخططهم في حرب اليمن والعراق وسوريا حلحل الكثير من الربطات التي عقدت طوال الفترة الزمنية لتنفيذ هذا المخطط وفك شفرات ألغازها فأصبح التطبيع اليهودي الخليجي بالعلن من خلال الثلاث الزيارات العلنية للثلاثي الخليجي والوقوف إنتباه تحت العلم والنشيد الإسرائيلي الذي سيتبعها المشروع المتمثل بالسكة الحديدية تربط الخليج بإسرائيل كأحد الخطوط الإقتصادية للتطبيع تمهيداً لتشكيل الناتو العربي الذي سيستخدم في نشوب حرب خليجية كبرى مع إيران بحيث تكون أمريكا وإسرائيل بعيدةً عن المواجهة المباشرة مع أيران وعدم تجرؤها على ذالك دون الخوف من عواقبها بتذمر وإنتفاضة الشعوب العربية ﻷن هذا المشروع لم يحظى بصدى ولم يجد له حاظنة بين الشعوب العربية حيث أن هذا المشروع سوف يدمر الهوية العربية بالكامل للوصول الى غايتهم بالشرق الأوسط الجديد الذي أستنفذت الحروب كل مقوماتة بما فيها دول الخليج. هذا المخطط بدأت أثارة تنعكس على أمريكا ودول الخليج سبحان الله ( كلما أشعلوا ناراً للحرب أطفأها الله ) والسبب ان شعبية المخطط السعودي الوهابي التسلطي والتكفيري بدأ ينحسر في أوساط الشعوب العربية وشطره الى معسكرين متمثل بحركة المقاومة المناهضة لأمريكا وإسرائيل والذي يحقق حالياً إنتصارات على المعسكر الداعشي الوهابي في كل من العراق وسوريا واليمن مع العلم أن دول الخليج ليست بعيدة عن هذة الإنشقاقات فهي تشهد تفكك وتصدع داخلي برزت من خلال إنعدام الثقة فيما بينهم وإتخاذ كل منهم الحيطة والحذر من الأخر حيث ترجمت مظاهرها من خلال إقالة الكثير من الأمراء وتنفيذ عمليات إغتيالات سياسية لوجستية إستخباراتية غاية في البشاعة واللا إنسانية والتي كشفت فضاعتها الإسلوب الذي تم به إغتيال الصحفي السعودي جمال خافشجي الذي أصاب المجتمعات الإنسانية بالقشعريرة فلولا الغطاء والحماية الامريكية وقواعدها العسكرية وجهازها الإستخباراتي المتطور المصاحب لإسلوب الإسرة المالك التسلطي على رعاياهم لأنتفضت عليهم شعوبهم عن بكرة أبيها. كما أن الإسلوب الأمريكي في التعاطي السياسي مع الدول نتجت عنها مستجدات جديدة على الساحة الدولية تمخضت عنها تأرجح وإختلال التوازن في العلاقات الدولية حيث بدأ التفكير بتبني تكتلات إقليمية تحمل مشاريع بديلة لتقويض هيمنة الدولار الأمريكي على الإقتصاد العالمي منذ الحرب العالمية للتخلص من رهاب الحضر الإقتصادي الذي تمارسها أمريكا لتركيع الأنظمة وشعوبها. فإذا تم تنفيذ مشروع الناتوا العربي كبديل عن الحرب الأمريكية الإسرائيلية المباشرة مع إيران فستنهار دول الخليج بالكامل ويعم فيها الفوضى والنزاعات الداخلية وسيدفعون ثمن الإرث الإجرامي من الحروب والإنقسامات الذي خلفوها في دول الوطن العربي فكل شعوبها تتعطش للإنتقام وهم يدركون ذالك تماماً فليس لها ملجأ سوى الإرتماء في أحضان أمريكا وإسرائيل كما هوا حاصل الأن من خلال التطبيع مع اليهود. أما بالنسبة لإيران فهي قادرة على التكيف مع كل مؤامرة جديدة وقد أعتادة على ذالك منذ قيام الثورة الإسلامية وليست الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات ببعيدة عن صلب هذة المؤامرات فكانت النتيجة إختلافهم فيما بينهم وخروج إيران قوية.
لا يوجد صور مرفقة
|