يُشَكِّلُ الإعلام أكبر ركيزة تستغلها الأنظمة والطبقات الحاكمة لتشكيل ما يُسَمّى “الرّأي العام”، يستعير الإعلام الرياضي عددًا هاما من المُصْطَلحات والمفاهيم الحربية (مُواجَهَة – هجوم- دفاع – تَصَدِّي – قذْف وغيرها)، وتستغل أنظمة الحُكْم والإعلام جميع المناسبات الرّياضية لإشعال فَتِيل الحروب ذات الصبغة الشوفينية أو الإقليمية، وغيرها من الحروب الهامشية التي تَحْرِفُ المواطنين عن قضايا الإستغلال والإضطهاد والقَمْع وارتفاع الأسْعار، فيما استغل الكيان الصهيوني المناسبات الرياضية الكبرى لارتكاب مجازر أكثر شناعة وبشاعة من ممارساته العُدْوانِيّة اليومية، حيث استغل الإحتلال اتجاه أنظار الشباب والعالم نحو الأرجنتين سنة 1978 لاحتلال جنوب لبنان لفترة تزيد عن ثلاثة أشهر، وارتكاب مجازر واعتقالات وحرائق للأشجار والمساحات الخضراء التي كان ينتقل عبرها الفدائيون إلى فلسطين لتنفيذ عمليات جريئة، واحتل جيش العدو لبنان وحاصر بيروت، أثناء “مونديال أسبانيا 1982″، وتلا ذلك محاولة فَرْض الفاشي “بشير الجمَيِّل” رئيسًا، ثم مجازر مُخَيَّمَيْ “صبرا” و”شاتيلا” التي شارك سمير جعجع وإيلي حبيقة في تنفيذها بشكل مباشر، أما “مونديال المانيا 2006” فقد تزامن مع العدوان على لبنان، وخلال دورة الالعاب الاولمبية، صيف 2008 بدأ العدوان على سكان غزة وتواصل سنة 2010 (مونديال جنوب افريقيا) بتدمير قوافل المراكب التي حاولت فك الحصار على قطاع غزة، أما “مونديال البرازيل 2014” فقد ترافق مع أكبر عدوان على غزة، ونمو تنظيم “داعش” في العراق، قبل احتلال ثلث أراضي العراق بعد مُدّة، وقبل بداية “مونديال روسيا 2018” ارتكب الكيان الصهيوني مجازر أودت بحياة أكثر من 120 وجرح أكثر من 13 ألف فلسطيني في غزة، من المُشاركين في مسيرات العودة، واستغلت السعودية والإمارات بداية “مونديال روسيا 2018″، لتكثيف الحرب (بالوكالة عن أمريكا والحلف الأطلسي) على شعب اليمن، في “الحُدَيْدَة” بشكل خاص، وهو الميناء الذي تدخل عبره حوالي 70% من المواد الأساسية والأدوية والغذاء، والمساعدات الإنسانية…