(قالت الأعراب آمنا قل لم تومنوا ولكن قولوا أسلما ولما يدخل الايمان في قلوبكم).قرآن كريم
(الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله).قرآن كريم
الحضارة العربية وتراجع تأثير الأعراب في الحياة:....2
ونظراً لأنه من الضروري أن تقوم علاقة جدلية، بين الشروط الذاتية، والموضوعية، فإنه يمكن القول: بأن الشروط الذاتية، في حالة توفرها، لا يمكن أن تؤدي أي دور كأفق، إلا في تفاعلها مع الشروط الموضوعية. والشروط الموضوعية لا يمكن أن تؤدي دورها، في حالة توفرها، إلا في تفاعلها مع الشروط الذاتية. والتفاعل الإيجابي بين الشرةط الذاتية، والموضوعية، هو الذي يؤدي إلى شيوع مجتمع متقدم، ومتطور، لا مجال فيه لقيام الأعراب الوافدين من مختلف البوادي، إلى مختلف المدن، في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، ليجدوا أنفسهم مضطرين للاندماج في المجتمع، ومسايرة التقدم، والتطور، اللذين يعرفهما الواقع، بدل أن يقوموا، لا بأدلجة الدين الإسلامي، ولا باستغلاله أيديولوجيا، وسياسيا، حتى يؤدوا دورهم الإيجابي، لصالح المجتمع، وباقي الأفراد الذين تربوا، أو نشأوا في مختلف الحواضر في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين.
ونظرا لأن العرب ليسوا هم الأعراب ،فإن الغرب، ومنذ صعوده الرأسمالي، عمل، ولا زال يعمل، على عرقلة أي تقدم، وأي تطور، في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، خاصة وأن التقدم، والتطور، في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، يقومان، أو سيقومان على أنقاض التحرر، من الاحتلال الأجنبي، إلى:
1) تشجيع الإقطاع في البلاد العربية، وخاصة في فلسطين المحتلة، على بيع الأرض لليهود، وتشجيع اليهود من كل أنحاء العالم، على شراء الأراضي في البلاد العربية، وخاصة في فلسطين، من منطلق أن اليهود يستغلون ديانة موسى أيديولوجيا، وسياسيا، أي أنهم تتوفر فيهم نفس الشروط، التي تتوفر في الأعراب. والإقطاعيون الذين باعوا الأرض لليهود، لا يختلفون عن الأعراب، في كونهم يحرصون على الحصول على المزيد من الثروات.
2) تشجيع الأعراب على بيع الأراضي، والمساكن، إلى اليهود، وخاصة في فلسطين، التي يشجع اليهود، على المستوى العالمي، من أجل الهجرة إليها، وشراء الأراضي فيها، من أعراب فلسطين، الذين يحرصون على النجاة بأنفسهم، من الصراع القادم في فلسطين، بين العرب، والصهاينة من اليهود.
3) دعم الأعراب الذين يؤدلجون الدين الإسلامي، كما أدلج اليهود ديانة موسى، وأدلج النصارى ديانة عيسى، حتى يصير الدين الإسلامي محرفا، كما تم تحريف ديانة موسى، وديانة عيسى، حيث أشار القرآن إلى ذلك بقوله: (وقالت اليهود عزير ابن الله، وقالت النصارى المسيح ابن الله). في الوقت الذي جاء في القرءان: (قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد).
4) الدفع في اتجاه تأسيس تنظيم الإخوان المسلمين، بالموازاة مع الإعداد والاستعداد للإعلان عن قيام الدولة الصهيونية، لجعل الغربيين، الذين يسعون إلى التهضة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، منشغلين ب:
ا ـ الدولة الصهيونية، التي تتوسع على مستوى اغتصاب الأراضي، وتهجير سكانها، وعلى مستوى احتلال المزيد من الأراضي العربية، وعلى مستوى ربط العلاقات الدبلوماسية مع الرجعية، التي يقودها الأعراب بالخصوص، في ذلك الوقت، والدخول في صراع مرير مع الأنظمة العربية: التقدمية، والديمقراطية، والوطنية.
ب ـ جماعة الإخوان المسلميت، التي تتلقى التوجيهات، والتعليمات من الجهات الخارجية، تعمل على إبدال الهوية العربية: التقدمية، والديمقراطية، والوطنية، والقومية، والعلمانية، بالهوية (الإسلامية)، التي لا تعني إلا تسييد أيديولوجية الإخوان المسلمين، القائمة على أساس الاستغلال الأيديولوجي، والسياسي للدين الإسلامي.
وقد استطاعت جماعة الإخوان المسلمين الأعرابية، أن تجد لها تنظيمات في كل البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وفي كل بلدان العالم، واستطاعت أن تتحول إلى تنظيم دولي، تكون مهمته توحيد التوجيه، الذي تتلقاه جماعة الإخوان المسلمين، في كل الدول العربية، وفي جميع أنحاء العالم.
ج ـ مواجهة المغتصبات الصهيونية، ومخططات جماعة الإخوان المسلمين، التي تستهدف الحيلولة دون حصول أي تقدم، أو تطور، في الدول العربية: التقدمية، والديمقراطية، والعلمانية، والوطنية، حتى وإن أدى الأمر إلى قيام حرب لاستنزاف الدول، التي تأبى الانخراط إلى جانب الرجعية، المدعومة من قبل الغرب الرأسمالي، والالتزام بشروط الرأسمال العالمي، في التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي يجب أن تتم في إطار خدمة الرأسمال العالمي والمحلي التابع، وليس في خدمة الشعوبن حتى يسمح النظام الرأسمالي العالمي بتلك التنمية، ويدعمها، ويمدها بالقروض التي تستنزف فوائدها، نسبة مهمة من الدخل الوطني، في كل بلد من البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، حتى لا يقوى أي بلد على النهوض، والتحرر من التبعية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية للغرب الرأسمالي، من خلال مؤسساته المالية الدولية، ومن أجل أن تصير البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، مجرد سوق لاستهلاك المنتوجات الغربية، من مختلف البضائع التي تنتجها مصانعه.
د ـ مواجهة التخلف، الذي أصبح مرضا عضالا، في كل دولة من البلاد العربية، وفي بلدان المسلمين، مما يجعل هذه الدول، ذات الأنظمة التابعة، لا تستطيع أن تشق طريقها نحو التقدم، والتطور المنشودين، في أي دولة تسعى إلى تقديم الخدمات الإيجابية، والضرورية لشعبها.
وإذا كان هناك دين يزعم أنه تقدم، فإن هذا التقدم، لا يتجاوز حصول تراكم الثروات لدى شريحة قليلة من المجتمع، بسبب النهب، والارتشاء، وقمع الامتيازات، والتهريب، والاتجار في السموم، والممنوعات، وغير ذلك، مما يترتب عنه حصول تراكم من الثروات الهائلة، لدى قلة قليلة من المجتمع. وهو ما لا يعبر أبدا عن تقدم الشعب، وتطوره، بقدر ما يرعى مضاعفة تخلفه اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.
ونظرا لغياب التوزيع العادل للثروة، ولقيام السياسات المتبعة، بتعميق إفقار الشعب، في أي دولة من البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، وبين سكان القرى، الذين لا يتوفر لديهم، ما يجعلهم لا يستطيعون الاستقرار في الوسط القروي، مما يجعلهم يهاجرون إلى المدن، متمسكين بالعادات، والتقاليد، والأعراف القروية، التي لا يتخلون عنها، أبدا، والتي يستغلها مؤدلجو الدين الإسلامي، لنشر أدلجتهم فيما بين المهاجرين، الذين يتحولون بفعل تلك الأدلجة، إلى أعراب، يصيرون وقودا قابلا للتفجير، في أي لحظة، لتخريب المدن، والقرى، وغير ذلك، مما تقتضيه شروط معينة.
ولذلك، فأي شعب قابل بتحول مهاجريه إلى أعراب، يقذفون بأي فعل، مهما كان دنيئا، ومنحطا، مقابل الحصول على المال، لا يمكن أن يعتبر متقدما أبدا.
فوجود جماعة الإخوان المسلمين، التي أشرف الاحتلال الأجنبي على تأسيسها في مصر، في عشرينيات القرن العشرين، لتنتشر انطلاقا من مصر، لتعم البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، ولتشمل جميع أنحاء العالم، وصولا إلى إيجاد تنظيم دولي للإخوان المسلمين، الذي يوجه ممارستهم الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية، التي تنقلهم إما تدريجيا، وإما مباشرة، إلى ممارسة السلطة، إما من خلال الاستبداد القائم، أو من أجل ممارسة الاستبداد البديل، الذي يجعلهم منفردين بالحكم.
5) الحرص على أن يكون الحكم في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، محافظا، لدعم الحكم باسم الدين الإسلامي، ولإعطاء الشرعية لحكم الاستبداد المحافظ، الذي ليس له مانع في الاعتراف بقيام الدولة الصهيونية، باعتبارها دولة دينية، في البلاد العربية، كجسم غريب عنها، يسعى باستمرار، إلى التوسع، والتنكيل بالعرب الرافضين للاعتراف بالكيان الصهيوني. وحكم الاستبداد المحافظ، لا يمكن أن يقوم، أو يستمر في أي دولة عربية إلا ب:
ا ـ دعم الرأسمال العالمي، الذي من مصلحته قيام الحكم المحافظ، في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، حتى يحافظ على مصالحه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية؛ لأن معظم الأنظمة المحافظة، هي أنظمة تابعة للنظام الرأسمالي العالمي، ولا يهمها إلا المحافظة على الحكم، على حساب الشعوب في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين.
ب ـ دعم الصهيونية، التي تدعي، بدورها، أنها محافظة، حتى يصير الحكم المحافظ في خدمتها: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، خاصة، وأن الحكم المحافظ في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، هو الذي مكن الصهاينة من فلسطين، نزولا عند رغبة الاحتلال الأجنبي، وخاصة الاحتلال البريطاني، الذي كان متمكنا من الهلال الخصيب، كما يسمونه.
ج ـ دعم الإخوان المسلمين، الذين يتحالفون مع الأنظمة المحافظة، التي يتمسكون بوجودها، بحكم دعمهم المطلق للاستبداد الدائم، من أجل تبادل إعطاء الشرعية، لكنهم عندما يتعلق الأمر بحداثة الحكم، وبديمقراطيته، فإن الإخوان المسلمين، ومن على شاكلتهم، من مؤدلجي الدين الإسلامي، يسعون، وبدعم من الرأسمال العالمي، إلى فرض استبداد بديل، من أجل إحكام القبضة على البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، ومن أجل تكريس التخلف، في مستوياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
د ـ دعم جميع الأنظمة الاستبدادية، المتخلفة عبر العالم، والتي تستفيد من وجود الأنظمة المحافظة المستبدة، في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، نظرا لتبادل المصالح فيما بينها، وسعيا إلى منع وقوع أي تحول في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، حتى لا ينعكس ذلك التحول سلبا على الأنظمة المستبدة عبر العالم، نظرا للموقع المتميز للبلاد العربية بالخصوص، ونظرا لكونها خزانا للبترول، والغاز الذي الذي تحتاجه مختلف البلدان وخاصة منها البلدان الرأسمالية، تظرا لكون البترول، والغاز، مصدرا للطاقة التي تقوم عليها حياة الإنسان، مهما كان هذا الإنسان، وفي أي مكان من العالم.
ه ـ دعم كل الحركات المحافظة، في كل الدول الرأسمالية، والرأسمالية التابعة، نظرا لارتباطها بالحكم المحافظ، باعتباره ضامنا لاستمرار الاستبداد، والتبعية للنظام الرأسمالي العالمي، ولوجود دولة صهاينة التيه في البلاد العربية، والاستمرار في تشريد ما تبقى من الشعب الفلسطيني، على أرض فلسطين، والقبول بتلقي الأوامر، والتوجيهات من النظام الرأسمالي العالمي، والقبول باستغلال شعوب الأنظمة المحافظة، استغلالا همجيا، من قبل النظام الرأسمالي العالمي، من أجل استمرار تحكمه في الدول التابعة، بما فيها تلك المدعوة بالمحافظة.