على مدى العقدين الماضيين، تطورت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICTs) بشكل كبير في تحويل المجتمعات والثقافات والاقتصادات. شهد العالم تغيرات ناجمة عن التقدم السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل وسائل الإعلام الاجتماعية، والبيانات الكبيرة الإنترنت، التقنيات النقالة والاتصال الواسع النطاق، منتشرة بالفعل في البلدان المتقدمة، يتم نشرها بسرعة في أسواق البلدان النامية والناشئة.
ولقد جعلت الشبكات الاجتماعية تغييرات وآثار عميقة ترتبت على طرق تفاعل الناس مع بعضهم البعض ومع حكوماتهم. البيانات الحكومية المفتوحة والحوسبة السحابية، إلى جانب معدلات الاستهلاك في قطاع الأجهزة النقالة ساهمت في إثراء النظام البيئي.
وتتطلب المنافسة في ظل اقتصاد عالمي مفتوح على نحو متزايد وضع نُهُج جديدة لتهيئة بيئة رقمية تمكينية لجميع القطاعات. ففي السنوات الأخيرة، أظهرت البحوث المتعلقة بالابتكار التي يجريها الاتحاد أن هناك فجوة متنامية في مجال الابتكار الرقمي بين البلدان. ووضع مكتب تنمية الاتصالات إطاراً للابتكار الرقمي مشتركاً بين القطاعات ومتعدد أصحاب المصلحة بهدف مساعدة البلدان والمدن والأنظمة الإيكولوجية في مواجهة تحديات اليوم بتمكينها من تسريع تحولها الرقمي.
ويبقى أكبر تغيير أحدثه الابتكار في مجتمعاتنا، تغيير جذري في طريقة العمل. لأن معظم الشركات التي اجتازت موجة الابتكار والتكنولوجيا الحديثة، هي التي كانت مستعدّة لتغيير خطة أعمالها، أو تعديل منتجاتها وخدماتها، أو إجراء تحوّل أساسي في طريقة عملها، نّ "الشركات التي نجحت في إحداث ثورة في السوق التنافسية، هي التي ركّزت على تلبية حاجة محددة دون غيرها، أو إلى التوسّع بأقل كلفة ممكنة". وقد قامت العديد من شركات الانترنت مثل Facebook وWhat Sapp في التوسع عالمياً، إلا أن الأمر بات ممكناً اليوم في العالم المادي، لأننا في اقتصاد تشاركي مثل أوبر Uber، وأن سر نجاح هذه الشركات أيضاً هو أنها تعتمد سياسة مرنة، ولا تريد أن تجذب عدداً كبيراً من الموظفين، بل تهتم بمهاراتهم وبالنوعية. فلا توظّف شركة أير بي أن بي Airbnb إلا 1000 شخص".
كما يجب ألا نغفل عن التطورات التكنولوجية الأكثر بساطة بكثير. المصباح الكهربائي هو مصدر للضوء الاصطناعي يتميز بأنه أكثر أمنا وقابلية للسيطرة من الشمعة أو المصباح الزيتي، لكن الأمر الذي يجعله ظاهرة تُغير فعلا طبيعة الأمور هو سعره – تكلفة الإضاءة انخفضت 400 مرة تقريبا خلال القرنين السابقين. الكمبيوترات الفائقة والسفر إلى الفضاء حصلا على تغطية إعلامية ضخمة. مجرد كون الشيء رخيصا ليس مادة إعلامية مثيرة، لكن كون الشيء رخيصا يمكن أن يغير العالم.
والسؤال هنا ما التطورات التكنولوجية في الوقت الحاضر التي ربما نكون غافلين عنها، أو نسيء فهمها لأنها رخيصة وليست سحرية؟ الجواب البدهي: أجهزة الاستشعار. نحن محاطون بأجهزة استشعار رخيصة – في هواتفنا، وبشكل متزايد في سياراتنا - وهي تستوعب المعلومات باستمرار حول العالم، إن معظم ما نطلق عليه "الذكاء الاصطناعي" يمكن أن نفهمه بشكل أفضل على أساس أنه تنبؤ رخيص "بسعر التراب".
فصالة المطار، وهو مكان مخصص لمساعدة الأشخاص المشغولين على التعامل مع حقيقة أنه في عالم يحيطه اللبس، فإن من المنطقي أن تنطلق إلى المطار في وقت مبكر، خوارزميات تخطيط الرحلات، ومتابعة رحلات الطيران، وغير ذلك من التنبؤات الرخيصة الأخرى، ربما تسمح لعدد أكبر بكثير من الناس بتقليص هامش الخطأ لديهم، والوصول في اللحظة الأخيرة وتجاوز صالة المطار.
ثم هناك التأمين الصحي؛ إذا أصبح الكمبيوتر قادرا على التنبؤ بدقة عالية بما إذا كنت ستصاب بالسرطان من عدمه، فعندها ليس من الواضح أن هناك ما يكفي من اللبس لكي تشتري تأمينا صحيا على نفسك، كل هذا يبدو مفيدا في النظر إلى العالم سريع التغير في التعلم الآلي – وهو الكمبيوتر المجرم "هال 9000" ، بعض التنبؤات الآلية هي منذ الآن جيدة بشكل مذهل، لكن كثيرا منها يغير العالم، ليس لأنها عالمة بكل شيء، إنما لأنها جيدة بما فيه الكفاية – ورخيصة