ما من شك أن أميركا تتشبث من خلال عدوانها الغاشم على سورية بالإطاحة بالنظام السياسي وكسر ارادته وتطويعه وبحد ادنى استنزافه وجر حلفائه لمعارك استنزاف في حال عدم القدرة على تحقيق نصر حاسم لتفادي الإطاحة بهيمنتها في الوطن العربي والعالم
ولتجنب مغادرة المنطقة دون بديل الامر الذي يعني الاعتراف الضمني بالهزيمة أعلنت اميركا عن نيتها تشكيل قوة عربية تحل محل قواتها المنسحبة .
يعتبر هذا الإعلان محض خيال مريض غير قابل للتنفيذ وعلى الأرجح ان هذا الترويج لهذه الاخبار يندرج في خانة التصعيد الاعلامي والحرب النفسية وقنابل دخانية للتعتيم وحفظ ماء الوجه عند سحب القوات الاميركية.
كما ان استبدال قوات الغزو الاميركية ببلاك ووتر سيكون فضيحة سياسية وعسكرية واخلاقية.
وبالطبع ستنتظر اي قوة غازية مقاومة شعبية من الحشد الشعبي العراقي والقوات السورية الرديفة بعد اعلانهم عن بدء مقا ومة شعبية ضد قوات الغزو الاميركية كانت اولى ثمارها ثمانية قتلى سبعة اميركيين وبريطاني واحد.
سورية الان اكثر قدرة وقوة واصراراً على اجتثاث الارهاب وكنس قوات الغزو الاميركية والتركية واية قوات اجنبية وتلك مسألة محسومة ومحور المقاومة وحلفاؤه يسيرون بخطى حثيثة في مشروعهم.
يقال ان هناك دائماً " المرة الاولى " وعلى الارض السورية احتدم الصراع بين معسكر الهيمنة وسرقة موارد الشعوب واذلالها وتركيعها وإفقارها الاميركي الاطلسي الصهيوني التركي والرجعي العربي وبين معسكر يتطلع لعلاقات دولية متوازنة تقوم على الاحترام والمصالح الدولية المتبادلة ، كانت سورية محوره وبيضة قبانه وشكلت ايران وحزب الله والعراق وروسيا أركانه ، وقد أرسى هذا المحور معادلات دولية جديدة أطاحت منذ الفيتو الروسي الصيني ( الاول ) بتفرد الولايات المتحدة ورفض سورية لإملاءات كولن باول ، اي الدولة العربية الوطنية السورية كانت صاحبة الموقف والارادة المستقلة (الاول) عربياً .
يشهد العالم الان قطبية متعددة ومقدمة لتوازن دولي حاولت اميركا خرقه والعودة بالمعطيات والحقائق الدولية لسابق عهد الهيمنة والإملاءات عبر عدوانها الثلاثي الغاشم فجوبهت بمجزرة التوما هوك والكروز والغموض الذي لم ولن يشفي غليل هيئات ركن المعتدين ليقرروا ماهي أسلحتهم التي ينبغي استخدامها ومالذي تملكه سورية ومحورها ومالذي تخفيه وتبين لهم ان قدرتهم البرية والجوية اصبحت اقل شأناً واقل قدرة على حسم اية معركة وجاءت فضيحة الكروز كضربة قاضية لمعركة العدوان التي كانت بالنقاط ورجحت كفة سورية ومحورها .
درك اميركا بداهة ان سورية ستستثمر فوزها وتطوره وتواصل حربها ضد الارهابيين والغزاة في الشمال والجنوب والشرق بعد تطهير قلب ترابها دمشق ومحيطها بما فيه مخيم اليرموك ،لذا اخذنا نسمع عبر وسائل الاعلام عن التصعيد في الجنوب والسيناريوهات في الشرق الخ اخر هذه الأسطوانات المهترئة المشروخة .
سورية اليوم امام فصل جديد ومشهد من نوع اخر لم تعد فيه الكلمة الاولى لاميركا بل لقوى وعالم جديد يتشكل .
السيناريو الذي أورده مركز فيريل الالماني والذي يتحدث فيه المركز عن خطة اميركية اطلسية تلعب فيها تركيا والعدو الصهيوني والرجعية ادواراً في حرب دولية شاملة تستهدف روسيا وسورية وايران احتمال قائم ولكنه يتجاهل كثير من الحقائق في مقدمتها الازمة الاقتصادية الراسمالية الاميركية الاطلسية ، والانحسار في القدرات العسكرية والتغير بالغ الوضوح في موازين القوى بين المعسكرين ، والتفكك والتناقضات في المصالح داخل المعسكر الاميركي الاطلسي وتداعيات تصعيد المعركة بهذا المستوى على السلم الدولي وتعميق الازمات الاقتصادية بسبب ما سيحيق بتدفق النفط من ارتفاع جنوني بالاسعار وإغلاق لممرات تدفقه والدور المحتمل لدول اميركا اللاتينية وكوريا الديمقراطية والصين وباقي دول البريكس وشنغهاي والالبا وسيلاك ، ويتجاهل ايضاً المنزلق والمآلات التي يمكن ان تذهب اليها المعركة لدرجة استخدام الاسلحة النووية والدمار الهائل الذي يمكن ان يحدث .
كما تجاهلت اميركا وحلفاؤها لارادة الشعوب المستهدفة صاحبة الارض للأرض والحق وارادة الصمود