جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

الأرض والنكبة ومسيرات العودة | بقلم: محمد السهلي
الأرض والنكبة ومسيرات العودة



بقلم: محمد السهلي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
02-04-2018 - 1610
توجست حكومة نتنياهو من مسيرات العودة التي ينظمها الفلسطينيون على امتداد الفترة ما بين يوم الأرض في الثلاثين من آذار المنصرم ومنتصف شهر أيار القادم، ذكرى مرور سبعين عاماً على نكبتهم الكبرى ووضعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في حسبانها «أسوأ» السيناريوهات لما يمكن أن يحدث من تطورات ومواجهات ميدانية.
ومع أن الاحتلال يعرف أن الشعب الفلسطيني يحيي هاتين المناسبتين في كل عام، إلا أنه يدرك أن فعاليات هذا العام تتجاوز التأكيد على حق العودة إلى الديار والممتلكات؛ لتأخذ مسار المواجهة مع الهجمة الأميركية ـ الإسرائيلية، وعدوان إدارة ترامب على مكانة القدس في المشروع الوطني الفلسطيني، وتعمدها نقل سفارتها إلى المدينة في ذكرى النكبة، وانضمامها إلى المسعى الإسرائيلي لإنهاء «الأونروا» تمهيداً لشطب حق العودة وتصفية القضية الفلسطينية برمتها.
حفلت وسائل الإعلام العبرية بخطابات التحذير من خطورة ما يقوم به الفلسطينيون في يومي الأرض والنكبة وما بينهما على امتداد نحو 45 يوماً، ولم يمنع مرض نتنياهو الطارئ انعقاد المجلس الوزاري المصغر ليبحث في جميع الاحتمالات بما فيها إطلاق الرصاص الحي على المشاركين في مسيرات العودة عند اقترابهم من «حدود» بلادهم، وقد حرص ليبرمان الذي أدار الاجتماع بالنيابة على تصوير الأمر على أنه هجوم على إسرائيل من جهات الشرق والشمال والجنوب.
وكان لافتاً أن بعض أعضاء المجلس شدد على ضرورة تحذير بعض العواصم العربية المجاورة من ارتدادات هذه الفعاليات على أمنها، في إشارة إلى ضرورة «التنسيق المشترك» لإحباط هذه الفعاليات والحد من زخمها.. على الأقل.
بالمقابل، جهدت «اللجنة الوطنية العليا» المعنية بإدارة الفعاليات الجماهيرية الفلسطينية كي تكون شاملة وواسعة وممتدة جغرافياً داخل أراضي الـ48 وفي محيطها، وكان واضحاً أن الغالبية الساحقة من مكونات الحالة السياسية والشعبية الفلسطينية وصلت إلى مرحلة الاحتقان جراء سياسات التحالف الأميركي ـ الإسرائيلي في مواجهة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
يمكن القول إن الحالة الشعبية والسياسية الفلسطينية أمام محطة بالغة الأهمية، وإنه من الممكن أن تشكل فعاليات يومي الأرض والنكبة انعطافاً جدياً في مسار التحرك الشعبي وتطوره باتجاه الاشتباك مع المشروع الاحتلالي التوسعي الإسرائيلي في معركة مفتوحة على اعتبار أن فعاليات هذا العام تجاوزت في كثير من العناوين الإحياء الرمزي للمناسبتين المتكاملتين.
وربما من نافل القول إن جبهات الاشتباك هذه ممتدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، كما في أراضي الـ 48 في ظل هجمة الاستيطان والتهويد بدءاً من القدس والأغوار والخليل وصولاً إلى الجليل والنقب. وهذا لا يعني أن سكان هذه المناطق معنيون حصراً بهذه المعركة، بل هي معركة الجميع سياسياً وميدانياً وديبلوماسياًـ
ففي المسألة السياسية، يفترض أن تتحد الحالة السياسية الفلسطينية بما فيها الرسمية في دعم التحرك الشعبي القائم ودعمه عبر الانخراط به والدفاع عنه وتوفير العوامل اللازمة لتطويره في إطار مقاومة شعبية متواصلة وشاملة تشترك فيها أوسع الفئات الشعبية دفاعاً عن الحقوق المعرضة للتصفية. 
وفي هذا المجال، يتجدد التأكيد على وجوب التزام القيادة الرسمية بمقاطعة الاحتلال عملياً والابتعاد عن محاولات لجم التحرك الشعبي وقوننتة ضمن «اعتبارات» أوسلو الذي أكد المجلس المركزي في دورتيه السابقتين وجوب القطع معه ومع قيوده السياسية والأمنية والاقتصادية.
وفي الجانب الديبلوماسي، من المفترض أن تحتل مسألة تدويل القضية المحور الأساسي في التحرك الرسمي الفلسطيني، وقد أكدت قرارات المجلس العالمي لحقوق الإنسان مؤخراً حول القضية الفلسطينية والصراع مع الاحتلال أن المؤسسات الدولية ميدان رحب ومساعد في مقارعة الاحتلال والضغط عليه، وسلطت الضوء  على ضرورة تثمير هذه القرارات ـ كما غيرها ـ ونقلها إلى المؤسسات الأممية ذات الاختصاص وخاصة المحكمة الجنائية الدولية ورفع شكاوى مباشرة أمامها تمهيداً لمحاكمة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته؛ وعرض جرائم المستوطنين في القدس والضفة أمام المحكمة باعتبارهم نتاج للاحتلال والاستيطان والتهويد؛ وجميع هذه الجرائم موصوفة في القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
•    ولا تنفصل عن هذا كله، معركة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين وفي المقدمة حق عودتهم إلى ديارهم وممتلكاتهم التي طردوا منها إبان النكبة وما بعدها، ومواجهة المحاولات الأميركية ـ الإسرائيلية الهادفة إلى استبدال التفويض الدولي لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عبر الفصل ما بين قرار تشكيلها والقرار الدولي 194، الذي يوجه عمل الوكالة باتجاه تقديم الخدمات للاجئين إلى حين عودتهم.
•    وفي هذا السياق تدخل معركة الدفاع عن (الأونروا) ووظيفتها القائمة في مقدمة محاور الدفاع عن حق العودة.
ومن الطبيعي أن تمتد فعاليات مواجهة الهجمة الأميركية ـ الإسرائيلية  تحت عنوان الدفاع عن الأرض  والحقوق لتشمل جميع مواقع اللجوء والشتات في حملة جماهيرية وسياسية موحدة تؤكد وحدة حقوق الشعب الفلسطيني وأهدافه الوطنية.
لقد نقل التطابق الأميركي مع المشروع الصهيوني والسياسات الإسرائيلية التوسعية الصراع مع الاحتلال إلى مستوى أكثر خطورة مع توظيف واشنطن إمكاناتها السياسية والمادية في ضغط مباشر على الحالة الفلسطينية للقبول بشروط تل أبيب.. وعلى اعتبار أن الأرض هي جوهر الصراع مع الاحتلال، فإن السياسات الأميركية الأخيرة تسعى إلى ترسيم ملكية الأرض لصالحه، عبر تجاوز ضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967، وعبر التصريح عن حق الاحتلال بنشر الاستيطان في الضفة ـ والاعتراف بأن القدس عاصمة أبدية له.
وفي إطار ما تم الاعلان عنه من عناوين لما يسمى «صفقة العصر» فإن الفلسطينيين على هامش الخطة الأميركية التي تدور بالأساس حول إيجاد حل إقليمي يأخذ بنظر الاعتبار تقاطع المصالح الإقليمية ويكون فيه التطبيع الرسمي العربي مع الاحتلال هو الهدف الأساسي بمعزل عن حقوق الشعب الفلسطيني وحقوقه؛ وفي مقدمتها حق عودة لاجئيه إلى ديارهم وممتلكاتهم.
لذلك، تمثل عناوين الدفاع عن الأرض والتمسك بحق العودة إلى الديار والممتلكات العناوين الأبرز في مهام العمل الوطني، وبالتالي ستكون مسيرات العودة إحدى روافع هذه المهام الوطنية الكبرى، وهو ما على الحالة الفلسطينية الدفع باتجاه إنجاح هذه الفعاليات ودعمها.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


جامعة الدول العربية، نكبة أمة
بقلم: ميلاد عمر المزوغي

أجندة ترامب.. تعثّرٌ على معظم الجبهات
بقلم: صبحي غندور



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب محمد السهلي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//