بقلم: ريما مصطفى
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 19-03-2018 - 3380 في الخامس من يونيو قبل 47 عاماً، سقطت القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي بما تحويه من مقدسات إسلامية ومسيحية، وبالرغم من أن الشرعية الدولية بقيت تعترف بالقدس الشرقية ما قبل حدود 1967 على أنها منطقة محتلة إلا أن إسرائيل مضت في سياسات الاستيطان والتهويد للمدينة.
وأعلنت إسرائيل في العام 1980 ضم القدس المحتلة إليها، وأعلنت عن القدس بشطريها عاصمة موحدة لإسرائيل. وقبل أيام قليله شهدت القدس تصعيداً جديداً بإغلاق المسجد الأقصى في وجه المسلمين في وقت سُمح فيه لليهود بالدخول إلى ساحات الأقصى في عيد "الشافوعوت"، وهو وفق اليهود عيد "نزول التوراة". هذا التوسع يشكل حزاماً استيطانياً حول القدس ويبعد المفاوض الفلسطيني عن حدود القدس. مستوطنة "التلة الفرنسية" مثلاً، التي أقيمت في العام 1971، وهي موصولة عبر الجسور والشوارع بمستوطنة "معالي ادوميم"، الواقعة بالضفة الغربية، وهي موصولة بالقدس أيضاً عبر شارع رقم 1، وهي موصولة أيضاً بباقي المستوطنات في شمال القدس. وهكذا هي حال كل المستوطنات المحيطة بمدينة القدس. أخرج جدار الفصل عشرات الآلاف من المقدسيين العرب خارج مدينة القدس ممن كانوا يحملون الهوية الزرقاء، وتعيش إسرائيل في حرب ديموغرافية مع الفلسطينيين في القدس التي بلغت نسبتهم أكثر من 35% من سكان القدس وهي النسبة التي لا تريدها إسرائيل. وقبل أسابيع قليلة وقف موشيه فيغلين، عضو الكنيست المتطرف في الليكود، وقال: "ما هي القدس بدون البيت، كيف نحكم القدس ولا نحكم البيت"، وبالبيت يقصد فيغلين ساحات المسجد الأقصى. فالجماعات اليمينية تزعم أن هيكل سليمان كان في مكان ما حول قبة الصخرة، ويريدون أن يصلوا فيه ويؤدوا الشعائر الدينية معتبرين ذلك من حقهم رغم أن الحفريات لم تظهر أن هيكل سليمان كان موجوداً في هذه النقطة بالتحديد. وأكثر من ذلك يعتبر المتدينون اليهود أن الهيكل سيبنى بأمر إلهي وعليه لا يجوز لهم أن يتدخلوا أو يصلوا أو يبنوا إلى ذلك الحين. وهذا النقاش لا يمنع أن إسرائيل تغير الوقائع في ساحات الأقصى كما هو ظاهر في الصورة الثانية وكما أسلفنا فقد شهد هذا الشأن تصعيداً في الأسبوع الأخير. وقبل العام 1967 كانت القدس الشرقية مدينة فلسطينية مثل كل المدن الفلسطينية متجانسة وتمتد إلى محيطها العربي. واليوم لا توجد خارطة ولا عدد دقيق لأي شيء في القدس، فإسرائيل تتعمد إبقاء الخرائط مفتوحة كما الحدود ليتسنى لها تغيير الوقائع كلما قضتها الحاجة إلى ذلك.
لا يوجد صور مرفقة
|