بقلم: سليمة ملّيزي
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 18-03-2018 - 3377 العالم الافتراضي.. وغزة فكرية تحمي الاديب والمفكر؟
الاعلام الرقمي أو الصحافة الالكترونية لعبت دوراً مهماً جداً في تسهيل عمل الكاتب و المبدع و الباحث والطالب لنشر أفكاره وأعماله الأدبية من خلال المجلات والجرائد الالكترونية و المنتديات التي تخدم الاديب بصفة عامة، حيث شهد الإعلام العربي على مستوى تكنولوجيات الإعلام والاتصال تحولات معتبرة خلال العقدين الماضيين، وكان من أبرز ملامحها ظهور شبكة الانترنت كوسيلة اتصال تفاعلية أتاحت الفرصة أمام فئات المجتمع المتعلمة والمثقفة، للوصول إلى المعلومات وبحجم هائل وبسرعة فائقة، ونشر الفكر والأدب بطريقة لم يسبق لها مثيل في التاريخ، ونظرا للفرص الكبيرة المتنوعة والمتعددة الأبعاد التي أتاحتها شبكة الإنترنت للاتصال استطاع الاديب والمبدع والصحفي نشر أعماله الادبية والتواصل مع المبدعين في أنحاء العالم، ونشر أعمالهم الادبية والصحافية والبحوث العلمية والفكرية وتبادل الآراء والأفكار بين المبدعين خاصة من خلال المجموعات الادبية والفكرية التي فتحت لنا فرصة كبيرة للاحتكاك بالمبدعين العرب والعالم و الصحفيين والإعلامين مما أتاح لنا فرصة النشر بطريقة سهلة في شتى الجرائد والمجلات، وحتى الجرائد الورقية كان لنا الحظ أننا نشرنا فيها عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي التي خلقت خلية ناشطة كالنحل تخدم بعضها البعض، وخاصة بالنسبة لي كوني صحفية أنشر في العديد من الجرائد والمجلات الورقية والإلكترونية سهل لي كثيراً هذا العالم الافتراضي الذي أعتبره واقعيا لأنه مكننا أن نتواصل ونبدع ونطبع كتبا جماعية، وهكذا فإن هذه الخلية العلمية وحدتنا فكريا وأدبياً. والصحافة الالكترونية باتت تشكل نواة حقيقية منافسة للصحافة التقليدية، والتي صارت تجلب إليها أعدادا كبيرة من المستخدمين ممن لهم القدرة الفكرية والمادية والأدبية على النفاذ للشبكة العنكبوتية.، لما تحمله من قوة وسرعة مذهلة للوصول الى أكبر نقطة في العالم، هناك امتياز استحسنه أصحاب هذه المجلات الالكترونية وهو النشر المجاني بدون حسابات لتوظيف الصحفيين او التفكير في دفع مبالغ هائلة في تجهيز المكاتب وأيضا مصاريف الطبع والنشر والتوزيع مثلما يحدث بالنسبة للصحافة الورقية، مما اتاح الفرصة الكبيرة والتشجيع لفتح العديد من المواقع الإلكترونية، وهذه من بين أهم تأثيرات هذا التطور ما يلاحظ من جدل حول المخاطر التي يمكن أن تهدد مستقبل الصحافة الورقية، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج والتوزيع وتناقص الموارد الإعلانية التي تستمد منها الصحف أسباب بقائها وازدهارها، علاوة على تراجع مقروئيتها لدى القراء عموما، والشباب منهم بصفة خاصة، بسبب تسهيل التواصل عن طريق النت.. بالنسبة لتجربتي الفردية وحكايتي مع عالم التكنولوجية، هذا العالم العجيب والجميل كان له الفضل في عودتي على الساحة الادبية والفكرية بعد غياب طويل لسنوات تفرغت فيها لتربية ابنائي، ففي سنة 2012 سافر ابني البكر للدراسة في باريس وكان علي التواصل معه بطريقة اسهل وبدون تكاليف فأنشأت صفحة على الفيس بوك وأصبحت اتحدث معه كل ليلة على السكايب من هنا بدأت عودتي للكاتبة من خلال صفحتي وبعض المجموعات الادبية التي اضافتني اليها بعض الصديقات ومن هنا بدأت انطلاقتي الى عالم سريع وممتع وفكري رغم انني لم اكن اثق فيه ثقة تامة او بالمعنى الصحيح كان فيه نوع من الخوف والغوص في عالم افتراضي يجمع كل فئات المجتمع، إلا ان على الانسان ان يختار الاصدقاء المميزين والقريبين من فكره وتربيته مثلما يحدث على الواقع، بدأت رحلتي مع الابداع والنشر في المنتديات والمجلات الإلكترونية والمشاركة في المسابقات العربية حيث منحني الحظ انني خلال 6 سنوات فقط انني فزت بما يقارب 8 جوائز عربية بين القصة والشعر وأيضا طبعت 3 دواوين شعرية وشاركت في انطولوجيا الادب العربي عنوانها (تحت ظل النبض) وهي انطولوجيا صدرت عن اكاديمية الفينيق لمجموعة من الادباء والشعراء العرب الحاصلين على أوسمة التميز، وأتاحت لي الفرص للعودة في العمل في جريدة الشعب كصحفية, وانشر حاليا في اربعة جرائد ورقية , ومنذ سنتين عينت مديرة مكتب مجموعة من الجرائد الالكترونية عربية ومن مصر الشقيقة خاصة، وشاركت في ديوان مشترك مع مجموعة من الشعراء العرب تحت اشراف الاديبة بتول الديليمي وهي مسؤولة عن المجلة الالكترونية صدى الفصول، وشاركت بقراءة أدبية. لأعمالي الشعرية بقلم الشاعر والناقد العراقي ناصر ناظم القريشي وطبعت هذه القراءة في كتاب حول النقد الادبي لمجموعة من الشعراء العرب، وكوني اشرف على مجموعة العرين جميلات الجزائر للشعر والإبداع استطعت ان احقق حلم الاديبات المهمشات في الساحة الادبية في الجزائر بطبع ديوان شعري ضم مجموعة من الاديبات والشواعر الجزائريات وهو ديوان (ديوان جميلات الجزائر للشعر والإبداع) وأنا بصدد طبع انطولوجيا الادب النسوي في الجزائر سيكون كتابا ضخما ومميزا يجمع خيرة الأسماء الادبية والشعرية النسوية الجزائرية...هذه التجربة الناجحة جداً طبعاً جعلتني أديبة تحترم من طرف الصحافة والمبدعين العرب، و فتحت لي فضاء واسع للعمل والخوض في تجارب متجددة معهم وساعدتنا في تحقيق حلمنا وزيادة طموحاتنا نحو الافضل.. لقد أصبحنا اليوم نعيش عصر الصحافة الالكترونية هذه الصحافة التي فرضت وجودها في الواقع الافتراضي بدورها في رصد الأحداث وصناعة الخبر. وهذا جنبا إلى جنب مع الصحافة التقليدية، ولتتجاوز القيود الجغرافية والسياسية التي تعاني منها نظيرتها الورقية التي ربما بدأ العد العكسي لأفول نجمها مع تقدم عجلة الزمن. فالصحافة الالكترونية تحرز يوما بعد يوم تطورا مذهلا في مواقعها وخدماتها. وهذا بفضل استخدامها للوسائط المتعددة التي جعلت منها صحافة الكترونية تفاعلية، وهما المصطلحان (الوسائط المتعددة والتفاعلية،التي تواصل الاستمرارية في خوض معركة الصحافة الرقمية التي حتما ستحارب كل ما يتعرض في طريقها لأنها فتحت فضاءً علميا واسعا يخدم الادب والثقافة في عبر العالم الذي اصبح قرية صغيرة تتجاوب مع معطيات ومتطلبات العصر.
لا يوجد صور مرفقة
|