بقلم: يامن أحمد
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 10-03-2018 - 1972 لاقداسة للحرب إن لم تقدها الروح على رماد المزاج ويشرعها السلام على متن العقل دون الإنحدار نحو الإنفعال فإن الفكر التقي هو ما يسري بك إلى معارج السمو كي تشهد الحقيقة من حيث لايشتهي العدو رؤيتك لها لأن إقصاء الإنسان عن الحقيقة أعظم مايقوم به العدو الذي يحكم ثروات وسياسات هذا العالم .. هناك من قرأ الحقيقة وأشاع خفاياها ولكن لم يتقبلها بعض السوريين في البدء وقد وقفوا ضدها لأن قراءة الأسد كانت مبكرة ولم تحط بها العقول إلا فيما بعد... فمن أعاد إلتحام السوريين مع إلتحام التراب كان يقرأ من شاهقات العقل و مدارج طلوع الشمس أي بفارق فكري جعله يفرض وجود سورية مع محاولات الخارج بفصل الدولة عن الواقع لتكون هزيمة الأمريكي في منع تشكيل جيوش طوائف و تقوية الكيانات المذهبية على صدر الوطن لمنعه من النهوض ولكي تتمدد إسرائيل خارج جدارها العازل بعد أن تشق الأدمغة الطائفية الطريق إلى دمشق .. لقد عمل كهنة الإستخبارات الأمريكية على التقسيم الطائفي قبل تفعيل مخطط التقسيم الجغرافي لتكون الفتن المذهبية نيران ثورة الجريمة ولإيجاد الفالق بين السوريين ولهذا لم يوجه الأسد السلاح مباشرة لممارسة الحلول العسكرية وإلا تم السير في خريطة الكمائن والإنخراط في المجهول ..لقد عمل العقل السوري على إزاحة الحجب عن المشهد الكلي كي لا تتماهى المواجهات مع ما يريد تحقيقه الإعلام القذر الذي يقود حربا طائفية طاحنة على شاشاته وقد أخفى فيها مؤسسات الدولة كي يضطر الجميع للعمل على حماية مذهبه وكيانه بعيد إختفاء الدولة إفتراضيا .. الحرب على سورية لم تحاك على عجل بل إحتاجت إلى سنين طويلة وهذا مايمنع علميا (العفوية) الشعبية بإنطلاق ثورة فقد تم تطعيم الأجواء الإقليمية طائفيا وشحن الأنفس بالكراهية والخوف المذهبي من مد مذهبي آخر قبل مايدعى الربيع العربي والمثير للشفقة بأن معظم العرب غرقى المد الصهيوني وقد بدأت الحرب تظهر لفظيا بعد التفعيل الخفي فقد تلقى الوهابي التعليمات وأفتى بحرمة الدعاء لنصر المقاومة في حرب تموز في حين أن المقاومة كانت تحارب بإسم جميع أحرار العالم إلا أن هناك من أفتى بحرمة الدعاء للمقاومة وكان التحريض الخطير الذي يقول بأن هناك عدو أخطر من اليهود!!! إنها دعوة للفتنة وإستعدادات لوقائع خطيرة . كما أعطيت التعليمات لملك الأردن وصرح طائفيا وقال بأن ثمة هلال شيعي يتشكل وتماهى كل هذا مع تحدث الشمطاء كوندي ليزا رايس عن الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد أي أن شيئا لم يحدث مصادفة فلا يعقل بأن جميع هؤلاء منجمين وهم شخوصات ضمن معسكر واحد . لم تنجح خطة إخضاع الأسد بطريقة ناعمة في البدء أي بعد محاولات إقناعه بالتخلي عن المقاومة والحلف مع إيران عبر قطر وتركية أردوغان مقابل عودة الجولان ولبنان إلا أن الأسد رفض رفضا قاطعا ولو أن ثمة نجاح تحقق بالتقارب التركي القطري مع سورية لشهدنا تغييرا في مسار الأسد ولأصبحت دمشق خارج صراط المقاومة و عضوا في الناتو مع إمتيازات حكم ماحولها مباشرة .. يا بن أمتي : بينما أنت تشتبك مع المصالحات هناك أرض تتعرض للتقسيم ومجتمع يصارع التفسخ وهذا مايريده الأمريكي أن تشتبك مع الحل وليس مع الحرب .. لو لم يحقق العدو معرفة الأسد وموقفه المتجذر في المستحيل ماحضر له هذه الحرب العالمية و الأكاذيب الإعلامية دليل على الهزيمة المسبقة في تقييم الذهن السوري المقاوم ..لقد وقع الثورجيون في الكمائن عندما أوحى الأمريكي لهم أن إستغيثوا بإخوانكم المسلمين وبغباء مريع ومنقطع النظير ساعد هؤلاء بتشكل داعش فمن الذي كان يستغيث بالمجاهدين وأخرج المارد الجهادي من أقبية الإستخبارات الأمريكية بعون الجهل القاتل !!! .. نحن كسوريين نعلم بأن الحرب قد فرضت للإستحواذ على الثروات الباطنية إلا أن السبب الأخطر يكمن في الثروة الفكرية المقاومة التي يعتنقها السوري وهي الحقيقة التي جعلت الحرب بهذه القباحة اللامعقولة كما أن حجم الحرب لايرشد الفكر على أنها قامت لسرقة الثروة النفطية فقط وإلا لكانت هناك حروب مماثلة ضد دول الخليج التي سيطر عليها الفكر الذي لايمس العدو الصهيوني بسوء !! أي أن هناك تتمة للحقيقة وقد فقدت من التحليل السياسي و ذكرتها سابقا في كتاب ( جراحة في قلب الجحيم ) وهو الرعب اليهودي والأمريكي من إمتلاك الإنسان السوري المقاوم لهذه الثروات وبهذا سيحقق أضعاف ماحققه في حروبه الوجودية ضد الصهيونية وهو لم يمتلك حينها خمسة بالمائة مما هو مكتشف اليوم و هنا يكمن جوهر الرعب الصهيوني وهذا مايفسر حملات الطائفية المسعورة ضد السوريين والذي كان ومازال هدفها سحق الإنسان السوري ذاك الذي إنتصر أجداده وأباؤه سوية ضد الصهيوني في السبعينات والثمانينات ولذلك نشبت الحرب فيما بين السوريين كي لاتعود إنتصاراتهم الأولى ولهذا تراجع العدو عن قتالنا عبر حرب تقليدية ولم يواجهنا جميعا كشعب موحد لأنه خسر كافة حروبه في مواجهتنا عندما كنا موحدين ولهذا كانت الحرب ضدنا عبر جعلنا أعداء فقد حاربنا جميعا كما لم يحاربنا من ذي قبل وحقق هدفه الأساسي عندما جعلنا أعداء لأنه صنع الشرخ الجزئي في المجتمع بفضل قادة الصف الأول من حمقى و محرضين وقتلة وعملاء هكذا يقرأ العدو اليهودي الحرب ضدنا وعليك أنت أيها السوري المقاوم يقع الحل الفكري في مواجهة العدو الذي لم يدخل في حرب ضد الأتراك و السعوديين لأن الكائنات هناك لاتمتلك الفكر المقاوم فلا نجد مخططات ضدهم منذ قيامة كياناتهم لأنهم من ضمن المخطط الذي يحمي وجود اليهود المعتدين... الحقيقة تبدأ من موقع وتأثير دمشق بعيد إكتشاف الثروات الهائلة و أكثر مايخشاه الأمريكي يتمثل عند قيامة عمود إقتصادي سيادي مقاوم يكون فلكا لقيام مجرة إقليمية مقاومة مركزها دمشق فمن المعلوم لدى كل من يمتلك القراءة الإستراتيجية في السياسات العالمية بأن أي دولة مركزية تقع على جغرافية مؤثرة عالميا ستكون محور التأثير في سياسات المنطقة وعليه فإن الإقتصاد القوي سوف يعيد تكوين المنطقة وستكون عودة الأرض السورية المحتلة إلى سورية أمرا واقعا لأن طبيعة الشعوب تلتحم مع القوة الإقتصادية وهذا ماينطبق على السوري في الأراضي السورية المحتلة من قبل تركية و المطلع على الأوضاع التركية يعلم المعاناة الإقتصادية للسوريين( الأتراك ) وكيف أن إعتمادهم الوحيد في معيشتهم اليومية متعلق مباشرة بالمنتجات السورية بسبب غلاء المنتج التركي فماذا سيكون عليه موقف السوري (التركي) بعد أن تصبح سورية دولة نفطية !!! عبر هذه المنافذ يتم الإنصهار الإجتماعي السوري المنفصل عن الذات السورية مع السياسات الإقتصادية وعودة السوري إلى سورية و هذا ماتخشاه الدول العميقة في تركيا وأمريكا وإسرائيل ..إنه التحرر الإقتصادي الذي يحقق ما لا يحققه السلاح الحربي ولهذا نشهد جنون وحماقات هؤلاء ضد سورية لأن الإقتصاد القوي المعزز بالفكر التقي كفيل ببناء أمة ترسم حدودها كما تشاء ..ولهذا فإن إضعاف دمشق هو أحد أسباب الحرب على سورية كي لا يتشكل العمود الإقتصادي من طهران إلى دمشق ومن ثم موسكو وبكين وهنا لن تكون دمشق مركز القرار السياسي فقط بل إلإقتصادي والعسكري والأهم هو العامل الفكري المقاوم مع تعاظم الثروات المادية وهذا ماسوف يشكل قوة شعبية ذات تأثير هائل في المجتمع السوري والعربي .إن نظر العقل إلى دويلة قطر سوف يدرك بأن مساحتها لا تؤهلها كي تكون موقع مؤثر إقليميا (جغرافيا) ولكن ستدرك بأن نفوذها كان ومازال عبر إقتصادها الذي جذب إليها عدة عوامل تأثير بالرغم من إتباعها فكر سوق القطيع وليس العقل وهنا علينا أن ننظر إلى دمشق وموقعها وتأثيرها مقارنة مع المكروب العائم على الغاز الذي يدعى قطر .. من خلال هذه القراءة المختصرة تستطيع أن تحكم على من يدعي الثورة والمعارضة بأنهم مشردون في الجهل ولايعلمون الحقيقة و لا أن يحكموا أنفسهم فقد جاء بهم الخارج كي يصنعوا من سورية دولة عابرة ودمشق من فتحت بواباتها لعبور الإنسان إلى الأبدية ..المشكلة بأن هؤلاء لا يمتلكون أي رؤية حول مايجري فهم خارج الحرب بعدم معرفتهم لأهدافها و داخل الحرب لجهلهم لها ولأسباب قيامها ..لن يحكم هذه الأرض المقدسة سوى الأسياد السوريين ولامكان للسذج في إعادة تكوين دمشق فمن يحارب لأجل أن تنتصر سورية لا يقارن مع من يحارب لأجل أن ينتصر زقاق على الوطن ومن يقتتلون فيما بينهم كل يوم ومنذ ثمان سنين لن يحكموا دمشق التي تقارع العالم المجرم منذ ثمان سنين ورغم كل هذا ماتزال دمشق تعمل على تحييد هؤلاء عن الحرب وإنتشالهم من المخطط ولكن الصف الأول من هؤلاء يصرون على أنها ثورة وهم لايعلمون بأن الأمريكي يحاربنا جميعا ... يقول مايكل هايدن مدير إدارة المخابرات الأمريكية السابق بأن ثمة دول سوف تختفي عن الخارطة في الشرق الأوسط ومنها سورية فهذا يعني بأن الأسد كان ومازال يواجه حرب فناء وقد نجح في إجتيازها مع فرسانه وهذا مايؤكدبأن الهدف الأول تمثل في إحتراب السوريين كي يتم تحقيق الفناء وتختفي سورية ولهذا عمل الأسد عبر الحرب والمصالحات معا بتحييد هؤلاء عن سير المخطط.. الدولة التي إختفت عن الخارطة هي دولة داعش التي توقع الأمريكي أن تحيا لثلاثين عاما بعد زراعتها في سورية والعراق لندرك بهذا هزيمة العقل الإستراتيجي الصهيوني في مواجهة السياسة التي إتبعها الأسد وهذه الحقيقة تؤكد لنا صوابية مافعله الأسد منذ البدء في مواجهة الحرب الصفرية فقد سقطت نظرية الإختفاء عبر إستيعاب الأحداث وإلقاء سلاح المسلحين مقابل عودتهم والعمل على المصالحات لإعادة الجغرافية من مخطط التقسيم إلى إعادة التكوين السوري بل وكان دور المصالحات هو أول عامل فكري يلج الخفايا ويعطل تفاقم الحرب القذرة لأن الأمريكي لايستطيع سوق وتوجيه جيوش الجهاديين من حول العالم دون خلق بيئة إقتتال مؤاتية لجذبهم فكان لابد من سيل الدماء ونذكر بأن منذ اليوم الأول كانت التكبيرات من على الأسطح والشرفات ومنابر الإعلام فهي الكلمات التي يستطيع فهمها أي (مجاهد مسلم) حول العالم وكاف لتحرض جميع السذج فقد كان كل فعل في حسبان لتجييش "الجهاديين" فمنذ اليوم الاول كانت دعوات لنجدة الثورجيين عبر إعلامهم الذاتي والعالمي ( أين أنتم يا مسلمين) فكان من السذاجة أن تستعمل الدولة السلاح أولا لأنها ستكون شريكا في المخطط وخلق بيئة الجذب الجهادي بينما توجب عليها المواجهة ... كيف لدول مؤثرة تبحث عن فرض التوازن العالمي أن تتوافق سياسيا وفكريا وعسكريا مع مجانين يحتربون فيما بينهم فهم يريدون الدولة والعقل الفعال كي تستند سياساتهم على قوة فعالة ليكتمل التحالف الإستراتيجي ولايبحثون عن تجار الأنفاق ورماة الهاون على المدنيين ..فإن تجرد الشخص من أي ميول وتخلى عن معتقداته وحاول البحث من جديد عن عن قوة العقل وقوة الجهل في بناء أو تدمير الأمة سوف يجد لدى (الثوار) حالة عقلية لاتخولهم بناء أي شيء لأنهم في حروب بينية ومواجهات لاتنتهي فهؤلاء لن يقدمون لنا وطن بل صراعات لامتناهية والدليل على أن الأمريكي يعمل على إفناء السوريين ونفيهم من على الأرض السورية نجده عند معرفة الأعداد التي دخلت سورية من جنسيات الإرهابيين وهي تتعدى المائة وثمانين ألف( جهادي) غير سوري بالرغم من وجود مسلحين سوريين بنفس العدد ويحملون ذات الفكر بل وهناك أكثر من هذا العدد وهنا يجب أن ندرك الحقيقة التي تقول بأن محو العنصر السوري هو أحد أسباب الحرب على سورية .. الحق أقول لكم: إن الأرواح الغارقة في جرم الناسوت لن تحلق نحو الخلاص ولن تعلو بالفكر نحو الحقيقة.كيف لسجناء معتقداتهم أن يعملوا على تحرير الأمم هل حرر العبيد موطنا!! وهل صنع الحقد إنتصارا !!! .رغم سيوفكم وسواطيركم أنتم تثيرون شفقة كل عقل وليس إشمئزاز الأنفس فقط .لو فكرتم لماذا أودع أثرياء الحقد تلك المليارات عند نشوب ثورة جهالتكم ولم يمنحها من قبل لتعرفتم على أنفسكم من مكان آخر فمن يريد لكم الحياة كان الأجدر به الوقوف معكم في "المحن" الإفتراضية التي أوصلتكم إلى (الثورة) فمن أمطركم بالمال والرصاص كي تحصلوا على الحياة .كان بمستطاعه أن يصرف لكم كل هذا في السلم ... عليكم الوقوف مطولا أمام هذه المحاكمة لتشهدوا بأنكم جيوش المؤامرات لا الثورات ..
لا يوجد صور مرفقة
|