تقول الرواية، أن المهلهل بن ربيعة قتل بجيراً الذي كان يسعى بالصلح موفداً من قبل والده الفارس المشهور الحارث بن عباد.. فصرخ به أحد الفرسان: ويحك يا مهلهل..!! فعلتَ ما لم تفعله العرب..تقتل رسولاً؟ وأعزلاً من السلاح..؟! وصار مهلهل مثلاً عند العرب، فيقولون (أفتكُ من مهلهل بن ربيعة..) أي أنهم نزعوا عنه رتبة الفارس.. وأعطوه رتبة الفاتك.. وشتان ما بينهماوتدور المعارك وشلالات الدم بين قبيلتي مهلهل والحارث، بكر وتغلب.. وفي معركة امتدت حتى الليل المظلم ، كليل أمتنا في هذا الزمان، وفي العتمة وسط ازدحام الفرسان وخيولهم.. يتمكن الحارث من ضرب أحد الفرسان ورميه أرضأ جريحاً ينزف.. فوقف الحارث فوق رأسه وقال: خذ ما تشاء ودلنيعلى مهلهل.. فيقول الجريح أتعدني ألا تقتلني..؟ فيقول: لك ذلك.. أين مهلهل ؟ فيقول الجريح : أنا هو مهلهل بن ربيعة.. فيتراجع الحارث بن عباد ويقول : ويح أمكَ ما كنا لنقتل جريحأ أو أعزلاً منالسلاح...!!ومن يومها قالت العرب: (أفرسُ من الحارث بن عباد).. مثلاً يُضرب تشبيهاً على كل فارس أو ثائر يلتزم بقيم الفروسية العربية، ومنها: العفو عند المقدرة، والوفاء بالعهد، وعدم الغدر، وعدم قتل الأعزل، وإغاثة الملهوف، كائناً مَن يكون .. وغيرها وغيرها من القيم التي صارت قيماً إنسانية إنطلاقاً منأحرار وثوار العرب حتى الجاهليين منهم. وصولاً الى الأديان السماوية .. وحتى قوانين الأمم المتحدة.. وشرائع حقوق لإنسان.. قالت العرب: (أفرسُ من عنترة بن شداد).. لأنه عندما كان يبارز عدوّهُ وقع سيف العدو ناحية عنترة فحمله وأعاده إليه.. وعاد لمبارزته من جديد ..نعم يا بعض من تسمون أنفسكم: " ثواراً " .. لأنتم أفتك من الزير سالم.. ولسوف يكتب التاريخ عنكم: ( أفتكُ من وحوش ليبيا ..) كما سيُقال أفتكُ من وحوش سورية ولبنان والعراق واليمن والبحرين.. الذين قتلوا العلماء والأبرياء ظلماً وغدراً واغتيالاً.... فبئس الثوار أنتم.. وبئس ثوريتكم المنـْحطـَّة.. أيها الوحوش الفاتكون.. بئس وحشيتكم التي وقـَّعتْ عليها هيلاري كلينتون.. التي هي نفسها لا تعرف من هو أبوها.. ولا من هو والد إبنها... كما نحن لا نعرف أنكم أبناء لهذه الأمة بفروسيتها وفرسانها .. وثوارها والمجاهدين ..