بقلم: العميد د أمين محمد حطيط ✅
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 04-12-2017 - 1679 عندما ظن معسكر العدوان على سورية انه حقق مكسبا في الميدان جمع حشده وسار إلى جنيف ليصدر البيان رقم 1 الذي يعني للمعتدي بان العدوان أسقط سورية وان على من في السلطة فيها ان يسارع إلى تسليم الحكم للدمى الأميركية التي تحمل جنسية سورية و تسمى معارضة.
وبعد اقل من سنتين وبمسعى من الأخضر الإبراهيمي - الموفد الدولي إلى سورية - وبمساعدة اخرين، حاول معسكر العدوان على سورية ان يعقد جنيف 2 مشترطا استبعاد إيران عنه وان تعتمد وثيقة النقاط الثماني الأممية التي تفسرها أميركا أيضا بانها طريق لتحقيق اهداف العدوان باستبعاد الحكومة الشرعية الوطنية السورية وتنصيب من يسلم سورية إلى المعسكر الصهيواميركي ويجعلها خنجرا في قلب محور المقاومة بعد ان كانت قلعته الصلبة. وتتالت حلقات جنيف براعية فعليو أميركية وبقصد واحد هو انتزاع الحكم من اليد السورية الوطنية وتسليم إلى يد عملية يتخذها الغرب أداة لعدوانه على المنطقة والسيطرة عليها، ولكن سورية عرفت بدبلوماسيتها المستندة إلى خبرة وعمق في السياسة والمدعومة بقوى ميدانية قادرة على الدفاع رغم الظروف الصعبة وتشكل في بعض الحالات ارجحيه لصالح المعسكر المعادية، ان سورية هذه عرفت كيف تدافع وكيف تتملص من الافخاخ التي نصبت لها في جنيف وتملصت بخذافة من كل الضغوط والأخطار اللي كانت تحدق بها. أمام هذا النجاح السوي الدبلوماسي، وأمام المنطق السوري الواضح والصلابة في التمسك بالمبادئ الوطنية السورية التي تحفظ الاستقلال والسيادة، قررت أميركا ان تجمد مسار جنيف وان تعود بقوة إلى الميدان وان تفرض فيه ما يلزم وما يكفي لاستسلام سورية. وسجل ربيع ال 2016 انقلابا أميركيا ضد جنيف حيث أوقفت العارضة المنقادة أميركيا المفاوضات وفجرت الجبهات في سورية لكن الميدان جاء بما لا تشتهي أميركا واسفط الإرهاب في حلب وفتحت طريق رديف لجنيف على ضوء الانتصارات السورية فكانت استأنا ثمرة للمتغيرات لصالح سورية، وبرزت رعاية دولية جديدة للقضية السورية غالت عنها أميركا المعطلة واحتلت روسيا موقع المحفز الباحث عن حل لتلك القضية. هنا وبعد توقف طال لسنة عادت أميركا وأوعزت للمندوب الأممي ديمستورا إعادة تحريك جنيف حتى لا تترك لاستنا فرص الحلول مكانها ونتد ذاك الحين بات هناك دعوة الجيف في كل مرة يدعى إلى استنا وحاولت أميركا ان تعطل مسار الأخيرة لشني الطرق دون ان تبدل في سياستها ونظرتها وغاياتها من جنيف، وكانت الفضيحة الكبرى في جنيف 8. لقد دعا دي مستورا إلى جنيف 8 في موعد حدده متضاربا مع مشروع اجتماع انبثق عن استنا ، ثم اعد لجنيف 8 ببيان اقل ما يقولا فيه انه بيان أناس أصابهم العمى او الجنون الذي حرمهم النظر إلى الواقع ، فتكلموا بكلام يغدو إلى ست سنوات خلت و استعادوا بيان جنيف 1 بكل مضامينه و ان اختلفت العبارات و قد ظن هؤلاء انهم سيعضون سورية انأم احد خيارين / أما القبول بالتفاوض المباشر على ضوء بيانهم المسمى الرياض 2 ، و هنا يكونوا الكسب العظيم لهم لانهم سيتعون سورية من صرف انتصاراتها في الميدان على طاولة السياسة و الوصول إلى ما عجزوا عنه في الميدان عبر الاحتيال السياسي في التفاوض ، او أحراج سورية لإخراجها ة تحميلها مسؤولية الفشل . انهها خطة احتيالية ظن أصحابها انهها محكمة و انهها فخ ستقع فيه سورية و لكن النتائج في المواجهة جاءت على عكس ما خطط المعتدون ، و اصفرت سورية مرة أخرة باختراق و ذكاء و نترونه فلم تقاطع الغدوة إلى جنيف 8 و لم تستجب للطلبات الغبية ، فكان الحضور السوري لمجة 48 ساعة في حنيف كافيا لأفشال الهطول و تعرية أصحابها و معهم المندوب الأممي دي مستورا الذي يلعب في العمق دور المندوب الأميركي الحقيقي في قياد المعارضة السورية و يقوم بكل ما يراها مزعجا لسورية و في خدمة المعارضة الأميركية السعودية و يخفي الوثائق و اللبات السورية و يطرح البدائل المنحازة متجاوزا صلاحيته و طبيعة ولايته و انتدابه على حد ما وصفه رئيس الوفد السوري إلى جنيف . لقد سعت أميركا للقاءات جنيف ومنذ العام 2012 مسارا محددا وواحدا تحقق فيه الغاية ن العدوان وترفض أميركا غبر ممثليها الذين تسميهم معارضة أي تعديل لهذا المسار ورغم انهها هومت في مشروعها العدواني لا زالت تؤمل ان تبلغ عبر جنيف وتحقق أهداف عدوانها لهذا نجد كيف تتصرف في هذا المؤتمر من خلال فريقها المشارك والذي تبدلت أشكاله أكثر من مرة وبقيت مهمته وجوهره واحدا وهو التبعية التامة والطاعة العمياء لأميركا وأدواتها الإقليمية، ويسعى لاستلا السلطة. ومن اجل ذلك كانت أميركا وأدواتها يعطلون مؤتمر جنيف في كل مرة يجدون ان صلاب سورية وارجحيه لسورية في الميدان، وما عودتهم إلى جنيف في مطلع العام الجاري ألا بسبب إطلاق المسار الذي فموآ منه انه قد يكون مسارا رديفا او بديلا، ولهذا سعوا مذ ذاك للعمل على خطين عرقلة مسار استنا ومحاولة الابتزاز في جنيف مدعين ان جنيف فقط هي المكان المؤهل لحل القضية السورية دون ان يكون لها شريك او بديل لا في استنا ولا في ستوشي. بيد ان الأحلام والآمال والأوهام الأميركية في مكان والحقيقة الواقع في مكان أخر، حيث ان سورية انتصرت في الميدان ومعسكر الدفاع عنها بات هو صاحب الكلمة الفصل في القضية وان الإرهاب الذي اعتمدوه لتحقيق أهدافهم العدنانية سقط وفشل وهو الأن قيد التصفية وان الأوراق التي لا زالت بيدهم في الميدان السوري ليست بالحكم الذي يمكنهم من وضع خطة استراتيجية تغير اتجاه المشاهد ونتائج المواجهة الدائرة منذ سبع سنوات. ومع هذا يبقى حلمهم ووهمهم بالنسبة لهم قيد المحاولة والأعمال. أما معسكر المقاومة فانه يتحرك على ارض صلبة ممسكا بميدان استعاد السيطرة عليه، وبخفوق وطنية وسيادية ومبادئ ثابتة ومشروعية دولية لا نزاع فيها، ويستمر في البحث عن مخرج من ازمه صنعها العدوان على سورية وعلى محور المقاومة، وهو كما قاد معركته الدفاعية في الميدان وانتصر يستمر في معرته السياسيون وسينتصر فممارسو السياسة المكلفون بالمفاوضات لديه لجسو اقل شانا واحترافا في مجالهم من ممارسو المواجهة والقتال والميدان. وعلى الميع ا يعلم ان من انتصر في الميدان لن يسلم لخصمه وعدوه انتصاره ويمنحه او يعطيه ما لم يحصل عليه في القتال.
لا يوجد صور مرفقة
|